باحث في معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية –مصر

تطورت صناعة المواد النانوية خلال السنوات السابقة  لتصنيع جزيئات بحجم اقل من 100 نانوميتر، ذكية متعددة الوظائف في الطب والمستحضرات الصيدلانية وخاصة علاج وتشخيص مرض السرطان وانتاج بطاريات وخلايا طاقة شمسية من انابيب كاربونية متعددة الجدار نانونية وتستخدم ايضا في اجهزة تكنولوجيا الاتصالات بالاضافة الى مضادات الميكروبات سواء البكتيرية او الفيروسية او الفطرية او الطفيلية وتستخدم في اغلفة المواد الغذائية  والملابس ومستحضرات التجميل.

على الرغم من ثورة النانوتكنولوجي الصناعية في العالم التي لها العديد من المزايا والفوائد لكن تطبيقاتها ذات تكلفة باهضة الثمن بالاضافة الى انتاج منتجات ثانوية غير صديقة للبيئة والاثار الجانبية نتيجة التصنيع الكيميائي مما ادي الي محدودية استخدامه في المجال الطبي.

لذا حاول العديد من الباحثين استخدام الطرق الخضراء والعودة الى مبادئ الكيمياء الخضراء لتحضير مواد نانوية تمنع مثل هذه الاثار وفي الواقع تكنولوجيا النانوالخضراء تعزز الاستدامة البيئية وتقلل التكاليف والمخاطر البيئية وصحة الانسان عن طريق استخدام الماء كبديل عن المذيبات العضوية الضارة والحد من سمية المواد النانوية من قبل تغير هيكلها والعوامل المرتبطة باعادة التدوير.

حيث يتم استخدام مستخلصات النباتات العطرية مثل الزعتر واكليل الجبل والنعناع والثوم وبعض قشور النباتات ومخلفات الاسماك البحري كقشور الجمبري والبكتريا  والخمائرالنافعة في تحضير جزيئات نانوية تستخدم في المجال الزراعي والبيطري والبشري بطريقة امنه وصديقة للبيئة.

تحضير العديد من المواد النانوية الخضراء يتطلب تقنيات جديدة للإنتاج التجاري وتسويق تلك المنتجات مما يزيد من الحاجة إلى البحوث الأساسية  والبحوث الهندسية  والتنسيق بينهما و بين المجتمعات الصناعية والبحثية ؛ وغالباً ما تواجه التكنولوجيات النانوية الخضراء حواجز تنظيمية أعلى من المواد الكيميائية الموجودة أو التقليدية .

وبناء” علي ذلك تعتبر تكنولوجيا النانو الخضراء افق جديد وواعد لصناعة المواد النانومترية وتحويلها من المجال البحثي للتجاري وانتاجها علي نطاق كبير دون تكلفة باهظة او تسببها في حدوث اضرار بيئية مما يعزز العلاقة بين المجال البحثي والتطبيقي.