الأخبارالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د رانيا حامد: عدوى الميكوبلازما فى الحيوانات البرية

باحث أول بقسم بحوث الميكوبلازما- معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

 

تعد الميكوبلازما من أصغر أشكال الحياة ذاتية التكرار، وهى مسؤولة عن مجموعة متنوعة من الأمراض في الإنسان والحيوانات الأليفة والحشرات والنبات . وعلى الرغم من عدم توفر الدور الدقيق لهذه الكائنات في الحياة البرية ، إلا أنه أصبح معترف به الآن بشكل متزايد أن الميكوبلازما مرض ناشئ في العديد من الأحياء البرية . ونظرًا لعدم توفر بيانات بشأن هذا المرض ، فقد بذلت محاولات لتجميعها . إن معدل انتشار الأمراض التى تسببها الميكوبلازما في الحياة البرية مثل: الإلتهاب الرئوي البلورى المعدي فى الماعز (CCPP) ، إلتهاب القرنية المعدي (IKC) ، ميكوبلازما الأوفينومونى ، ميكوبلازما كابريكولوم ، ميكوبلازما أجالكتيا في المجترات البرية ، الميكوبلازما في الراكون ، أمراض الجهاز التنفسي العلوي (URTD) ، الميكوبلازما في الزواحف البرية مثل ميكوبلازما التماسيح ، وإلتهاب الملتحمة في العصافير المنزلية ؛ قد وصل إلى مستوى ينذر بالخطر مما أثار المخاوف بشأن الحفاظ على العديد من الأنواع المهددة بالانقراض. فهذا يؤكد أيضا على الحاجة الملحة لزيادة المراقبة والسيطرة على الميكوبلازما في الحياة البرية . بعض أساليب المكافحة التي يمكن اتباعها هي تطبيق الحجر الصحي المناسب للحيوانات المستلمة حديثًا إلى جانب فحص الميكوبلازما ، وعزل الحيوانات المصابة والمشتبه فيها ، وفحص الميكوبلازما قبل مخالطة الحيوانات الأسيرة مع مجموعات خالية من الميكوبلازما ، في ضوء النتائج الجديدة يجب إعادة النظر في الفكرة السابقة التي تتمتع بها الميكوبلازما بالخصوصية الصارمة للعائل (Species specific) . يتناول هذا المقال بعض الأمراض التى تسببها الميكوبلازما فى الحيوانات البرية.

إلتهاب القرنية المعدى :

إن ميكوبلازما الملتحمة هي العامل المسبب لإلتهاب القرنية والملتحمة المعدى ، وهى عدوى بصرية شديدة تصيب كل من أنواع الماعز المحلية والبرية في جبال الألب الأوروبية . من أجل دراسة انتقال وانتشار ميكوبلازما الملتحمة عبر مجموعات الماعز المحلية والبرية ، فقد تم تطوير طريقة التشخيص الجزيئية لتحديد سلالات ميكوبلازما الملتحمة . تعتمد هذه الطريقة على تحديد تسلسل الحامض النووي داخل الجين lppS ،م فإن هذا الجين يشفر للبروتين الدهني لميكوبلازما الملتحمة . يُظهر جين lppS الاختلافات بين السلالات المختلفة ولكنه يظل ثابتًا على أجيال سلالات فردية في وسط النمو ، وبالتالي يسمح بتحديد سلالات فردية وتقدير علاقات الارتباط النشوئي الخاصة بها . هذه الطريقة يمكن تطبيقها على كل السلالات المعزولة مباشرة دون الحاجة إلى استخدام طرق العزل التقليدية . وباستخدام هذه الطريقة ، فقد كانت ميكوبلازما الملتحمة تنتقل بين الحيوانات الأليفة والبرية التي كانت ترعى في المراعي القريبة .

عدوى الميكوبلازما فى الزراف:

تم تشخيص حالة من التهاب المفاصل فى مفصلى العرقوب والفتيلة الأمامى الأيمن في ذكر زرافة (Giraffa camelopardalis reticulata) . لوحظ استجابة مؤقتة للعلاج بالمضادات الحيوية بعد عدة مرات من العلاج . ولكن بعد المحاولة الخامسة من العلاج ، أصبح ذكر الزرافة غير قادر على الحركة ومعرض لإجراء بزل لمفصل الفتيلة الأمامي الأيمن . فتم إجراء بعض التحليل على السائل الزلالى والتى أوضحت عدم عزل أى نوع من البكتيريا حتى الميكوبلازما ولكن تم اكتشاف الحامض النووي للميكوبلازما في السائل الزلالي باستخدام إختبار تفاعل إنزيم البلمرة المتسلسل (PCR) . وبإعادة الكشف عن الميكوبلازما بعد اثني عشر أسبوع من الإنتهاء من العلاج بالانروفلوكساسين؛ فكانت النتائج سلبية . لم يحدث أى انتكاسات بعد 22 شهر . هذا هو التسجيل الأول للميكوبلازما المصاحبة لالتهاب المفاصل في الزرافة .

عدوى الميكوبلازما فى الطيور الجارحة:

تعتبر الميكوبلازما من اشهر المسببات المرضية المعروفة للجهاز التنفسى فى الطيور عامة. ولكن على الرغم من تسببها للمرض في الطيور الجارحة ، إلا أن دورها كمسبب للمرض لايزال غير واضح . وقد تم عزلها من بعض الطيور الجارحة السليمة مما يدل على وجود بعضها كعامل طبيعى وليس ممرض . تم عزل الميكوبلازما من مسحات من القصبة الهوائية من بعض صغار الصقور المريضة والمصابة فى ألمانيا وقد تم تأكيد العزل باستخدام اختبار تفاعل انزيم البلمرة المتسلسل (PCR) . تم تحديد أنواع هذه الميكوبلازما وكانت؛ M. gypis, M. buteonis” . “M. falconis وقد تم اكتشاف ” “M. falconis في الصقور فقط. بالإضافة إلى ذلك، فقد تعذر تحديد بعض المعزلات . تم عزل “M. corogypsi” من وسادة القدم من الصقور والطيور الجارحة فى الإمارات العربية المتحدة ولكن لم يتم عزلها من ألمانيا ويرجع ذلك إلى الإنتشار الجغرافى لهذه الميكروبات مما يستلزم المزيد من الدراسات عن الإنتشار الجغرافى لعترات الميكوبلازما المختلفة .

عدوى الميكوبلازما فى الطيور البرية :

ظهرت الإصابة بالميكوبلازما فى الطيور البرية مسببة إلتهاب الملتحمة فى سلالة تسمى (كاربدكس مكسيكنس) والتى تعيش حرة فى المنطقة الشرقية من شمال الولايات المتحدة الأمريكية . ولقد ظهرت عترة تدعى novel strain وانتشرت عالميا بين الطيور فى المنطقة الشرقية . وبعد ثلاث سنوات من انبثاق الميكوبلازما، انتشر مرض التهاب الملتحمة فى معظم انحاء المنطقة الشرقية للولايات المتحدة. ان هذا الوباء الناتج من الميكوبلازما والمسبب لإالتهاب الملتحمة نتج عنه انخفاض لا مثيل له فى عدد من طيور الزينة والعصافير. والمرض الوبائى اصبح مصاحب لنوبات موسمية متكررة من التهاب الملتحمة وهو السبب فى انخفاض وفرة العصافير . إن جميع الباحثين فى هذا المجال تمكنوا من العمل على توثيق هذا التوسع السريع للوباء والتفاوت الموسمي في الانتشار باستخدام نظام الرصد القائم على التطوع. ولأنه قد تم رصد التهاب الملتحمة في العصافير وأخذ عينات منها على نطاق واسع . وفي أعقاب التقارير الأولية ، فإنه سرعان ما أصبحت نظام نموذجي لفهم الأمراض المعدية الناشئة في الطيور البرية العائلة . الطيور المصابة قد تكون حاملة للميكروب دون وجود اى اعراض حتى تتعرض للاجهاد ، وبالتالى تتراوح الاعراض بين الطيور من بدون اعراض الى حادة الاعراض . وهذا يعتمد على عوامل كثيرة منها ؛ ضراوة الميكروب نفسه ، الحالة المناعية للطائر، عمر الطائر، البيئة التى يعيش فيها الطائر، التغذية ، التطعيمات وغيرها . عادة ما تظهر الاعراض الحادة للمرض عندما تكون الطيور مصابة بأمراض أخرى فى نفس الوقت . تتسبب ميكوبلازما الطيور فى اعراض تنفسية للطائر والتى تظهر فى صورة ؛ رشح والتهاب الأنف ، صعوبة التنفس ، خمول ، مصاحبة لالتهاب الملتحمة ، التزبد حول العينين ، تورم في الجيوب تحت الحجاج ، انخفاض انتاج البيض ، فقد الوزن ، ثم الوفاة.

عدوى الميكوبلازما فى التماسيح:

تم عزل الميكوبلازما من مفاصل بعض التماسيح التى كانت تعانى من إلتهاب المفاصل النضحى . جميع التماسيح المصابة كانت تعانى من تورم فى مفاصل الأطراف الأمامية أو الخلفية أو كلاهما والذى أدى إلى العرج التدريجى أو الشلل الجزئى . كما تم ملاحظة وجود إلتهاب رئوى فى الصفة التشريحية لبعض هذه التماسيح . أطلق على هذا النوع إسم ” ” M. crocodyli. أوضحت دراسة أخرى تفشى إلتهاب المفاصل فى التماسيح المستزرعة (Crocodylus niloticus) في خمس مزارع في زيمبابوي والتى تتراوح أعمارهم ما بين 1-3 سنوات . كانت جميع التماسيح تعانى من تورم وإلتهاب مفاصل الأطراف مع العرج و الشلل الجزئى . كانت نسبة الإصابة حوالي 10٪ بينما كانت نسبة الوفيات أقل . تشابهت معزولات الميكوبلازما مع M. capricolum فى الصفات البيوكيميائية ولكنها إختلفت فى الصفات السيرولوجية . تم علاج هذه التماسيح المريضة عن طريق الحقن العضلى بالتتراسيكلين طويل المفعول (10 مج / كجم) ، وتم تغذية الأوكسيتتراسيكلين المخلوط في العلف بمعدل 550 مغ / كغ لمدة 10 أيام . بدأ العلاج أن يكون فعال في تحسين الأعراض المرضية ، ولكن في بعض الحالات استمر التورم الإلتهابى .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى