معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

نستعرض في هذا المقال مقارنة تأثيرات بيوكيميائية  لبروتينات مصل ألبان الأبقار والجمال في مقاومة التسمم بالأفلاتوكسين في الحيوانات.

تُعد السموم الفطرية من أهم المشاكل والتحديات الناتجة عن سوء تخزين العلائق والتي لها أثر مباشر على اقتصاديات الثروة الحيوانية بل تمتد اثارها إلى صحة الأنسان.

ويُعد الافلاتوكسين أوسع السموم الفطرية انتشاراً في العلائق ويؤثر على الإنتاج الحيواني والداجنى وتؤدي إلى قلة إنتاج اللحوم والألبان والبيض.

تظهر أعراض التسمم بالأفلاتوكسين في صورة قيئ وألم في المعدة وتجمع السوائل في الرئة وإغماء وفقدان الطاقة والخمول والتشنجات وصولاً إلى  ظهور سرطان الكبد في حالة التعرض لفترة طويلة للتسمم بالأفلاتوكسين.

أثبتت الأبحاث ان التسمم بالأفلاتوكسين لا يؤثر على الجنين في مرحلة الحمل ولكن يؤدي إلى ظهور تغيرات قوية في مرحلة ما بعد الولادة وذلك نتيجة لتسمم دم الام بالأفلاتوكسين ونقص فيتامين أ.

لًوحظ أيضاُ تأخر في النمو الكلي للحيوانات الصغيرة وتأخر في نمو الأعضاء التناسلية, هذا بالإضافة إلى عدم انتظام دورة التبويض وقلة عدد الولادات وزيادة احتمالية موت الجنين أثناء الحمل.

ترجع هذا التأثيرات إلى تثبيط الأفلاتوكسين لعملية تصنيع إنزيمات الكبد و بالتالي تثبيط الأيض الغذائي للدهون مما يؤثر على إنتاج الهرمونات الخاصة بالغدد التناسلية.

ظهرت محاولات عديدة لعلاج التسمم بالأفلاتوكسين ومحاولة الحد من أثاره الضارة لذلك اتجه الباحثون إلى إجراء مقارنة بين تطبيق علاج جديد للأفلاتوكسين باستخدام مصل لبن الجمال ومصل لبن الأبقار بصوره منفرده وبين تأثيرهما باستخدام تقنية النانو ومحاولة زيادة التأثير العلاجي للبروتينات مصل ألبان الأبقار والجمال.

عُرف عن حليب الجمال قديماً بقدرته العلاجية لكثير من الأمراض منها السرطان والالتهاب الكبدي الوبائي وذلك لاحتوائه على العديد من البروتينات منها الجلٌوبيولين المناعي والألفا لاكتالبومين وإنزيم اللاكتوبروكسيديز واللاكتوفرين.

اثبتت الكثير من الأبحاث ان هذه البروتينات لها تأثير مضاد للتسمم بالأفلاتوكسين وتأثيره المسرطن على الكبد كما إنها تساهم بشكل كبير في رفع مناعة الحيوان.

يتميز حليب الأبقار بوجود نسبة كبيره من بروتين اللاكتوفرين تصل إلى 69% من إجمالي البروتينات الموجودة في حليب الأبقار ويٌشبهه بنسبة كبيرة في تركيبه اللاكتوفرين الموجود في الحليب البشري.

جاءت فكرة تحميل بروتينات مصل حليب الجمال والأبقار على بوليمرات ال  PLGA(بوليمرات من حمض اللاكتيك و حمض جليكوليك) بهدف تغليف البروتينات بجزيئات النانو لتحسين الخواص الفيزيائية والكيميائية لبروتينات الحليب.

تُعتبر بوليمرات ال  PLGA (بوليمرات من حمض اللاكتيك و حمض جليكوليك)  من أفضل الانواع نتيجة لأنها أمنه ويتخلص الجسم منها بسهولة ولكنها غير مستقرة فتم تحسين خواصها بإضافة الكيتوزان chitosan  وهو مركب متعدد السكريات ويسهل  على الجسم التخلص منه.

يتميز مركب الكيتوزان chitosan بأنه يحفز الامتصاص وغير سام ولا يؤثر بالسلب على المناعة مما  دفعنا لإضافته لتعزيز خواص مركب بروتينات مصل حليب الابقار والجمال مع بوليمرات PLGA (بوليمرات من حمض اللاكتيك و حمض جليكوليك)     .