الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةامراضانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبدالسلام منشاوي يكتب: إرشادات فنية لمزارعي القمح للحصول على أعلي إنتاجية

رئيس بحوث القمح –معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر

إن الناظر إلى زراعات القمح حاليا يرى أن معظم الزراعات أنهت مراحل النمو الخضري (مرحلة الإعداد)  والآن في طور طرد السنابل والتزهير ومقبلة على مرحلة امتلاء الحبوب. بعد طرد السنابل يتم امتلاء الحبوب عن طريق استخدام الكربوهيدرات من مصدرين هما:

1) ما يتم إنتاجة مباشرة من التمثيل الضوئي في الأوراق الخضراء.

2) الكربوهيدرات المخزنة بالساق، مع العلم أن الثانية مساهمتها أقل من الأولى.

يقوم النبات بامتصاص قليل من النتروجين من التربة بعد مرحلة التزهير (طرد المتوك والتلقيح)، وبالتالي تتكون الحبوب كلياً من النتروجين المخزن بالنبات، والأوراق الخضراء هي أهم مخزن بالنبات. لذلك يعتبر المحافظة على أوراق النبات خضراء وعدم موتها عامل أساسي لامتلاء الحبوب بشكل جيد.

ومن أسباب موت الأوراق هو نفاذ النتروجين لانتقاله، وتتوقف سرعة موت الأوراق على سرعة انتقال النتروجين المخزن، وتعتمد الكمية المخزنة على كمية النتروجين في التربة قبل مرحلة طرد المتوك (التزهير).

إذا كان عدد الأوراق على الساق في مرحلة طرد السنابل جيد (أعلى من 3 ورقات على الساق) مع عدد سنابل جيد (أعلى من400 سنبلة/م2)  من المتوقع بإذن الله أن يعطى محصول جيد.

ويرجع أسباب موت الأوراق بعد طرد السنابل إلى : 1) عدم كفاية النتروجين. 2) تعرض المحصول للتعطيش والتفريق. 3) تعرض النباتات لإمراض الأوراق والجذور. لذلك وجب العمل على المحافظة على الأوراق خضراء بكل الطرق حتى نضمن امتلاء حبوب جيد، وبالتالي وجب تلافي العوامل التي تؤدي إلى موت الأوراق في المرحلة المقبلة والمتمثلة في:

1- الأمراض:  يتعرض محصول القمح في مصر للمهاجمة من العديد من الكائنات الممرضة فينتج عنها العديد من الأمراض التي تصيب الأوراق و تسبب خسائر كبيرة لمنتجي القمح، وتتفاوت شدة خطورتها من مرض لآخر ومن سنة لأخرى.

وتعتبر أمراض الأصداء من أهم الأمراض الفطرية التي تصيب أوراق القمح في مصر خصوصا مرض الصدأ الأصفر، ويسبب خسائر كبيرة. وتقاوم هذه الأمراض بصورة عامة باستنباط أصناف مقاومة من خلال برامج التربية و كما هو معلوم أن استنباط أصناف مقاومة لأمراض الأصداء الثلاثة مجمعة  أو لأحدهما هو أفضل أنواع المقاومة حيث لا يمثل عبئا اقتصاديا على المنتج و لا يسبب أضرارا للبيئة و بالتالي صحة الإنسان.

وحيث أن الظروف البيئية مازالت مناسبة جدا لتطور مرض الصدأ الأصفر لذا يجب  الاستمرار  في المتابعة بالفحص والكشف المبكر عن الصدأ الأصفر في القمح والتعامل معه على أسرع وقت في حالة اكتشافه بالمكافحة الكيماوية  بمجرد ظهور الإصابة بًمرض الصدأ الأصفر. و يجب سرعة إجراء الرش العلاجي بأحد المبيدات الموصى بها والمرفقة في نهاية المقال.

2- الري: يعتبر الري من العمليات الهامة للحصول على محصول مرتفع من القمح، ويجب العناية برى القمح جيدا.  وزيادة المياه عن اللازم  يسبب مشاكل كثيرة للنباتات، ويختلف عدد الريات بالنسبة لمحصول القمح على حسب نوع التربة والمنطقة والأمطار والأحوال الجوية. وعلينا أن نعلم أن هناك أربعة مراحل بخلاف الزراعة يعتبر الري فيها عامل محدد للإنتاجية وهى :

1)  عند بداية تكون منطقة التاج (بداية التفريع) 20-25 يوم.

2)  مرحلة تكوين العقد.

3)  مرحلة انتشار المتوك (مرحلة التلقيح والإخصاب).

4) مرحلة الامتلاء. وتعتبر مرحلة التفريع وطرد المتوك أكثر المراحل حساسية ويكون الري فيها ضروري جداً، أما مرحلة امتلاء الحبوب فهي أقل المراحل حساسية للرى.

ولذلك يمكن في الأرض الطينية أن نتغاضى عن الرية الأخيرة والتي تكون في مرحلة الامتلاء، بمعنى إذا تم أعطاء رية عند طرد السنابل والتزهير يكتفي بذلك. حيث من الممكن أن يسبب الري المتأخر للقمح مشاكل وخسائر تفوق الاستفادة منه خصوصا إذا تسبب الري في الرقاد بسبب الري وقت هبوب الرياح أو وقوف المياه بالأرض مما يسبب موت الأوراق ، ومن المعلوم أن الرقاد يدمر بناء النبات  ويسبب خسائر كبيرة في المحصول . ويفضل أن يكون الري على الحامي ويتم صرف الماء الذائد مباشرةً ويتجنب الري وقت هبوب الرياح . ولا يتم تعريض النباتات إلى تعطيش أو تغريق حيث هناك أضرار لكل منهما.

مشاكل الغرق وزيادة مياه الري:

إذا ظلت الأرض مشبعة بالمياه لفترة طويلة عن اللازم ينتج عنه استنفاذ الأكسجين الموجود بالتربة وبالتالي يتوقف الجذر عن النمو وامتصاص العناصر الغذائية وتنغلق الثغور مما يؤدى إلى عدم حدوث التمثيل الضوئي.

وحيث أن النبات غير قادر على امتصاص النتروجين اللازم من التربة تقوم النباتات باستخلاص النتروجين من الأوراق القديمة نتيجة لنقص النتروجين وتصفر الأوراق ، ويؤدى التغريق في الري إلى تحول لون الأوراق السفلي إلي الأصفر اللامع ثم موتها ولون الأوراق العليا إلى الأصفر الشاحب نتيجة نقص النتروجين.

وهذا العرض نلاحظه كثيراً في نهاية موسم النمو إذا تم الري مع زيادة كمية المياه خصوصاً في المناطق سيئة الصرف، وتزداد المشكلة في حالة ارتفاع درجة الحرارة ويؤثر ذلك على الجذر و يلاحظ في مثل هذه الحالات موت معظم أوراق النبات بعد الري بفترة قليلة، مما يسبب ضمور للحبوب وبالتالي نقص المحصول.

النباتات ذات العدد القليل من الأوراق لا يمكنها امتصاص كمية من أشعة الشمس بدرجة كافية، أما النباتات التي لها عدد كبير من الأوراق يمكنها استغلال الطاقة الشمسية التي تساعد على سرعة النمو ومعدل امتلاء عالي وبالتالي ينعكس ذلك على المحصول.

3-الرقاد: قد يؤدى الرقاد إلى خسارة كبيرة للمحصول حيث يدمر البناء السليم للنبات ويؤدى إلى عدم نفاذ أشعة الشمس بكمية كافية وبكفاءة حتى في وجود أشعة الشمس والإضاءة وذلك يجعل الأوراق القديمة عرضة للعفن والحشرات.

و يكون الضرر كبير إذا حدث  الرقاد في مرحلة التزهير، ويكون النقص 1% عن كل يوم فربما يصل النقص إلى 50% في بعض الحالات ويعمل على صعوبة الحصاد.  

ومن أسباب الرقاد:

1) الرياح الشديدة أثناء الري.

2) زيادة التسميد ويعرف ذلك من الحقول المجاورة.

3) الصنف طويل مع ضعف السوق.

4) معدل تقاوي عالي عن اللازم. لذلك يجب تجنب العوامل التي تساعد على الرقاد بأي شكل من الأشكال.

4- الحصاد: يعتبر الحصاد من العمليات الهامة، لذلك يجب الحصاد في الميعاد المناسب  فلا يجب تأخير الحصاد لكي لا يسبب فرط للحبوب وبالتالي يزيد الفقد في المحصول وتقل الإنتاجية، ولا يتم الحصاد قبل نضج الحبوب النضج التام المسموح به بحيث تكون نسبة الرطوبة في الحبوب أقل من 15% حتى لا تتعرض الحبوب للتلف والعفن بسبب زيادة نسبة الرطوبة.

أسأل الله العظيم أن يجعله موسم خير وبركة على المزارعين والوطن.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى