الأخبارالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د أحمد حجازي يكتب:  أهميه البكتيريا النافعة لسلامه الامعاء

باحث الميكروبيولوجي معهد بحوث الصحه الحيوانية  فرع المنصورة – مركز البحوث الزراعية – مصر

يحاول العلماء اليوم الاستفادة من التقدم المذهل في التكنولوجيا وبشكل خاص في التكنولوجيا الحيوية لحل المشاكل الحقلية في مختلف المجالات، وفي مجال صناعة الدواجن حيث توجد العديد من المشاكل الحقلية فإننا في أمس الحاجة للاستفادة من هذا التقدم. لقد منعت منظمة الصحة العالمية إستخدام المضادات الحيوية كمحفز للنمو في علائق الدواجن، وبالتالي أصبح من الأهمية بمكان البحث عن بدائل أخري كمحفز للنمو، ومنها البروبيوتك (Probiotic)

إن مصطلح البـروبـيوتك مشتق من اللغة اللاتينية يعني لأجل الحياة (For the life) وهو عكس مصطلح المضادات الحيوية (Antibiotic) الذي يعني ضد الحياة (Against life) وتعرف البروبيوتك على أنها “مجموعة من البكتريا الحية، التي تؤثر بشكل مفيد على الحيوان العائل بتحسين التوازن الميكروبي المعوي فيه”.

يعتبر العالم البلغاري متشينكوف (Metchinkoff)، هو أول من لاحظ وجود علاقه  من بين تناول الالبان المتخمرة وفوائدها الصحية علي الإنســان، فلقد لاحظ أن معظم  كبار السن المعمرين في شمال بلغاريا يشتركون في عادة غذائية واحدة، وهي كثرة تناولهم للبن الرائب (الزبادي)، وأفترض أن بكتريا العصيات اللبنية (Lactic acid Bacilli)  التي تخمر اللبن الحليب وتحوله إلي زبادي تستوطن القناة الهضمية لهؤلاء المسنين وتمنع آثار السموم التي تفرزها البكتريا الضارة وبذلك تحافظ على صحة هؤلاء المعمرين.

كان أشهر أنواع البروبيوتك في بداية اكتشافها هي بكتريا حمض اللأكتيك المفيدة (LAB)، وكذلك أنواع من الخمائر مثل السكاروميسيس سيرفيسيا، وفطر الفليمونتس. الميكروفلورا : على عكس الاعتقاد الخاطئ السائد بين الناس بأن كل الميكروبات ضارة، فإن الحقيقة الجلية هي ان عدد الأنواع غير الممرضة من الميكروبات أكبر بكثير من الأنواع الممرضة ( الجراثيم)، الكثير من الميكروبات غير الممرضة ليست نافعة فحسب بل وضرورية لاستمرار الحياة على الأرض.

أحد الأمثلة للمجموعات النافعة من الميكروبات تلك التي تسكن القناة المعدية المعوية للحيوانات، والتي تساعده على القيام بالكثير من العمليات الحيوية الـهـامـة. توجـد فـي الأمعاء مجموعة معقدة جدا من الميکروبات التي تتفاعل مع بعضها ويزيد عدد أنواعها عن ال 400 نوع.

أهمية المیکروفلورا للحيوان: يتحمل الحيوان وجود اعداد هائلة من الميكروبات في امعاءه نظرا لوجود نظاما حيويا متناسقا وعلاقات تكافلية تؤمن لهـذه الميكروبات الغذاء والبيئة الملائمة للنمو والتكائر ويؤمن هذا النظام الحيوي للحيوان وقاية من بعض اشكال الأمراض.

 العوامل التي نؤثر على تركيب الميكروفلورا :

تركيب الميكروفلورا ثابت تقريبا ونوعي لكل نوع من الحيوانات والطيور إلا أنه يتأثر بالعديد من العوامل  مثل

الغذاء: يمكن أن يؤثر على تركيب الميكروفلورا المعوية.

الأدوية : إن استخدام المضادات الحيوية والمركبات الكيميائية المضادة للبكتريا الأخرى يمكن أن تغير ميكروفلورا الأمعاء بطريقة قد تسمح للمسببات المرضية بالنمو وإحداث المرض۔

الإجهاد : يؤدي إلى تغيرات هرمونية تؤثر على إفراز المخاط وتركيب الفلورا في الأمعاء.

البيئة : تختلف البيئة التي تربي بها الحيوانات والطيور بين الطبيعية أو الحرة والصناعية أو في المزارع ولذلك فالاستجابات الفسيولوجية تختلف تبعا لهذا ومن ثم الميكروفلورا المعوية .

في ظل الظروف العادية، في الحياة البرية، تلتقط الكتاكيت الميكروفورا بشكل سريع من الدجاج الكبير، ومن البيئة المحيطة بها، وبالتالي تصبح لديها ميكروفلورا متزنة، وحامية لها من المسببات المرضية. في ظل ظروف الإنتاج الحديث المكثف تختلف الأمور. على سبيل المثال، فإن الكتاكيت التجارية تفقس في شروط أمن حيوي مرتفع ولا يكون لها أي إحتكاك مع الطيور الكبيرة.

بعد ذلك يتم نقلها إلى عنابر منظفة مسبقا، وبالتالي يكون من الصعب بالنسبة لهذه الطيور تشكيل ميكروفلورا متزنة. وخلال ذلك الوقت، لا تكون الكتاكيت محمية ضد مستعمرات المسببات المرضية المختلفة. من خلال هذه الظاهرة الطبيعية يعد استعمال البروبيوتك فكرة مستوحاة من الطبيعية، ولذلك بالنسبة للكتاكیت فمن الضروري تطوير ميكروفلورا حامية بأسرع وقت ممكن، وهذا يتم باستخدام البروبيوتك. يمكن رش منتجات البروبيوتك على الكتاكيت في المفرخ أو وضع البروبيوتك في مياه الشرب منذ اليوم الأول من الحياة. وبذلك نستعيد توازن وتكامل الميكروفورا .

 كيفية عمل البروبيوتك:

تعمل البروبيوتك بالعديد من الطرق ولكن من أشهرها طريقة الاستبعاد التنافسي (Competitiveexclusion) والتي تعني قدرةالبروبيوتك في التنافس مع الميكروبات الضارة في احتلال المستقبلات الموجودة على خلايا الجهاز الهضمي، وبالتالي تسهيل عملية أستبعادها وطردها خارج الجسم مع الفضلات.

تتنافس البروبيوتك مع الميكروبات الضارة على المواد الغذائية، وبالتالي تمنع البروبيوتك الميكروبات الضارة من الغذاء والنمو ومن ثم تقضي عليها.

تفرز البروبيوتك العديد من المواد المضادة للميكروبات مثل البکتريوسين، الأحماض العضوية وغيرها.

 تركيب مستحضرات البروبيوتك

تتوافر مستحضرات البروبيوتك على شكل بودرة وسائل ورذاذ. تتركب هذه المستحضرات من نوع أو أكثر من الميكروبات النافعة بالإضافة إلى العديد من الإنزيمات النشطة والمواد المحفز للجهاز المناعي.

أنواع الميكروبات النافعة الأكثر شيوعا في مستحضرات البروبيوتك:

بكتريا : بكتريا حمض اللبن، المكورات العقدية والبايفيدوبكتريا

خمائر: سكاروميسيس سيرفيسيا وفطر الأسبيروجيلوس أوريزي

تختلف فعالية مستحضرات البروبيوتك طبقا للعديد من العوامل منها نوع وعدد الميكروبات النافعة المستخدمة، طرق التخمر، والتكنولوجيا المستخدمة في التصنيع والتعبئة. ظهرت حديثا العديد من التقنيات التي تزيد مـن فعالية البروبيوتك،

 معايير اختيار البروبيوتك المثالي:

القدرة على الإلتصاق بجدار الأمعاء

القدرة على التكاثر وتكوين مستعمرات في الامعاء

– القدرة على تحفيز الجهاز المناعي للحيوان

– القدرة على إنتاج بعض المواد المضادة للميكروبات الضارة

– غير ممرض، غير سام

– ثابت وراثيا

– لا يتأثر بالمضادات الحيوية

– لا يتاثر بالحموضة واملاح الصفراء الحيوية والنمو والبقاء خلال مراحل التصنيع والحفظ

فوائد استخدام البروبيوتك في صناعة الدواجن:

– زيادة معدلات النمو

– تحسين معامل التحويل الغذائي

– مقاومة الأمراض

– زيادة إنتاج البيض )كما ونوعا(

وهناك اتجاه عالمي في استخدام الطب البديل ) البروبيوتيك والبريبيوتيك والمنتجات النباتية الطبيعية ( في صناعة الدواجن بديلا أو مساعدا للمضادات الحيوية. وبدأت بعض الشركات الكبيرة بتسويق لحوم دواجن لم يستخدم في تربيتها أي دواء أو مضاد حيوي وبأسعار مناسبة، ونعتقد أن الكثيرين سيقومون باللحاق بها .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى