الأخبار

د عيد شحاته: تعرف علي فيروس يسبب إلتهاب الكبد في بداري التسمين بالدواجن

باحث اول بالمعمل المرجعى للرقابه – معهد بحوث الصحه الحيوانيه – فرع دمنهور – مركز البحوث الزراعية – مصر

يعود تاريخ المرض إلى اكتشاف ظاهرة التهاب الكبد واستسقاء التامورفي بداري التسمين في منطقة أنغارا (Angara) قرب مدينة كراتشي في باكستان سنة 1987 وقد سُمّي في حينه بمرض أنغارا؛ وفي غضون أشهر انتشر المرض ليشمل معظم مزارع التسمين في باكستان. وفي سنة 1989، ذُكر وجود المرض في المكسيك ومن بعدها الهند وبعض دول أميركا الجنوبية والعراق حيث ظهر المرض في العراق بشكل وبائي شديد أدّى نفوق وصلت نسبتها إلى أكثر من 60% من القطعان المصابة وذلك بين عامي 1999 و2000، وعند استخدام اللقاح الميت الزيتي تمّ القضاء على المرض.

ولوحظ مؤخراً وجوده في شمال لبنان بالقرب من الساحل السوري وتم إثبات وجود المرض بإجراء إختبارات PCR وتحديد النوع المصليّ له. وتم التعامل مع الصيصان الناتجة من أمّهات مصابة بتحصينها باللقاح الزيتي غير الحي بعمر يوم واحد وكانت النتائج مرضية؛ كما وتمّ تحصين الأمّهات باللقاح الزيتي غير الحي.

يُطلق على متلازمة الكبد واستسقاء التأمور إسم مرض أنغارا تبعاً للمنطقة التي ظهر فيها أول مرة و هو مرضٌ حادّ سريع الانتشار يتميز بإصابة وفيات عالية للقطعان المصابة كما يتّصف باليرقان وفقر الدم Anemia.

تُفصل كل متلازمة على حدة وتسمي التهاب الكبد ذا الأجسام الإحتوائية (IBH) ومتلازمة استسقاء التأمور (HP) وبعض المراجع يجمعها باسم واحد تحت مسمّى متلازمة إلتهاب الكبد واستسقاء التأمور (HHS) (Hydropericardium-Hepatitis Syndrome)

إنّ خطورة الإصابة بفيروس الأدينو لا تقتصر فقط على أحداث الأعراض المرضية ولكن الفيروس يُعتبر من العوامل المثبطة للمناعة Immuno Suppressive حيث أنه يهدم عمودَي المناعة: خلايا بي وخلايا تي، والعدوى بهذا الفيروس يمكن أن تؤثر في التحصين بلقاح النيوكاسل (NDV) والتهاب الشعب المعدي (IBV) حيث أنه يقلل من تكاثر فيروسات اللقاح فلا يعطي المناعة المرجوة منها. يمكن أن تختلط الإصابة بفيروس الأدينو مع فيروسات أخرى أهمها الريو والجمبورو وعند إصابة القطيع بالجمبورو (IBD) أو أنيميا الدجاج (CAA)، تزيد ضراوة فيروس الأدينو.

ظاهرة إلتهاب الكبد واستسقاء التأمور (HHS)(Hydropericardium – Hepatitis Syndrome) المثبطة للمناعة

تنتشر الفيروسات الغدية Adeno Virus في كلّ أنواع الطيور وقد أظهرت دراسات وجود الأجسام المضادة في الطيور السليمة.

تقسم فيروسات الأدينو إلى ثلاث مجموعات:

المجموعة الأولى:

تضمّ فيروسات الأدينو التي تصيب الطيور 12 نوعاً مصليّاً من 1 إلى 12، وتصيب الرومي ولها 3 أنواع مصلية وتصيب البط ولها نوع مصلي واحد. وتدعى بفيروسات الأدينو التقليدية وهي تشترك بمولد ضد مشترك عزلت من الدجاج والرومي والحمام والسمان وطيور أخرى وأهمّ الأمراض التي تسبّبها أو تساهم في إحداثها:

  • إلتهاب الكبد ذو الأجسام الأحتوائية IBH- Hepatitis Inclusion Body.
  • استسقاء التأمور Syndrome Hydropericardium (HS).

المجموعة الثانية:

تضم عدة فيروسات وتسبّب كلاًّ من الأمراض التالية:

  • التهاب الأمعاء النزفي في الرومي Hemorrhagic Enteritis Of Turkey
  • مرض الطحال الرخامي في طائر الزيال (نوع من الطيور البرية) Marble Spleen Disease In Pheasants.
  • تضخم الطحال في دجاج اللحم Spleno Megaly Virus Of Chicken.

المجموعة الثالثة:

تصيب هذه المجموعة الدجاج البياّض وتضم فيروس هبوط إنتاج البيض Egg-Drop-Syndrome.

المسبّب:

نوع من فيروسات الأدينو وهو فيروس غير مغلف يحتوي DNA ويتراوح حجمها بين 75- 90 نانوميتر ومسبّب مرض إلتهاب الكبد واستسقاء التأمور (HHS)هما النوعان المصليان 4 – 8. الفيروس مقاوم للعوامل الجوية الخارجية من الحرارة المرتفعة والأشعة فوق البنفسجية وبعض المطهرات وهي تتكاثر داخل انوية الخلايا ويمكن للطائر أن يكون حاملاً للفيروس بالرغم من وجود أجسام مناعية فيه. يفضل الفيروس النمو في أنسجة الكبد والكِلى kidny or liver cell tissue culture. يمكن زرع الفيروس على الغشاء الألنتوزي للجنين فينفق الجنين بعد 5-10 أيام وتُشاهد على الكبد بقع تنكرزية.

إنتقال العدوى:

الفيروس يصيب قطعان التسمين والأمهات والبياض حيث ينتقل الفيروس بالعدوى الرأسية عن طريق بيض التفريخ من الأمهات إلى الصيصان وانتقال العدوى افقيا من طائر الى طائر ميكانيكيا عن طريق ملامسة زرق الطيور المصابة والحشرات والهواء حيث تطرح الطيور الفيروس مع الزرق لعدة أسابيع حيث تلوث الماء والعلف والبيئة.

يشاهد المرض في الطيور بعمر 3 – 8 اسابيع وما فوق (لكن عرفت حالات مبكرة بعمر سبع أيام وحالات متأخرة حتى العشرين أسبوع) ويصيب في الغالب قطعان التسمين والطيور التي تشفى من المرض تصبح ناقله للمرض. هنالك علاقة وثيقة بين فيروس الأدينو وفيروس الجمبورو لإحداث هذا المرض حيث يوجد مؤشرات لحدوث هذا المرض في القطعان التي تعاني من نقص مناعي كالإصابة المباشرة بمرض الجمبورو.

أعراض المرض:

يظهر المرض بشكل مُفاجئ ويتطوّر بسرعة. في التسمين، يُلاحظ نموّ غير متجانس وخمول وانتفاش ريش وبهتان الوجه والعرف والداليات في الطيور المصابة مع احتقان عام في الجسم وأعراض الإسهال المخاطي الأصفر والنفوق يحدث فجأة ويتراوح بين 2- 40 % ومعدلات الوفيات تختلف أيضاً اعتماداً على الإمراضية للفيروس والعدوى بالعوامل الفيروسية أو البكتيريا الأخرى. وفي بعض الحالات يبلغ معدل الوفيات 80% ويستمر بين 9 و14 يوماً. تتميز الطيور المصابة بشحوب الوجه واصفرار الجلد وتحدث في بعض الأحيان أنزفة دموية وخصوصاً تحت جلد الجناح.

 صفاته التشريحية:

يلاحظ تضخم في الكبد مع بهتان واصفرار أحياناَ مع أو بدون وجود بقع نخرية  بلون أحمر أرجواني عليه (مميز للمرض) وأحيانا يحصل نزف كدمي تحت الغشاء المحيط بالكبد وانسجته  وعند الفحص النسيجي لخلايا الكبد يلاحظ تنكز ونخر للخلايا ويظهر فيها وجود المشتملات داخل انوية الخلايا Intranuclear inclusion bodies وهي تجمعات للفيروس وخاصة في الطور المبكر للمرض.

كما يلاحظ وجود سوائل حول القلب (استسقاء التأمور) تكون صافية وقد يشاهد عليه نقاط نزفية؛ وعند إجراء الفحص النسيجي، يُلاحظ تخلل للخلايا اللمفاوية بين ألياف القلب مع تنكز لألياف عضلة القلب ووجود كريات الدم الحمراء خارج الأوعية الدموية.

ويلاحظ أيضا تضخم للكلى وتصطبغ باللون البني المصفر وتصبح شاحبة ويلاحظ تنخر واضح في الخلايا الظهارية المبطنة للقنوات الكلوية lining epithelial cells of renal tubules.

ويمكن ملاحظة اصفرار وبهتان لون نخاع العظم Bone marrow وفي الحالات الشديدة يصبح لونه رمادياً فاتحاً. وأحياناً يلاحظ التهاب واحمرار في لوزتي الأعورين ويلاحظ ضمور في الطحال وحويصلة فابريشيوس. في المراحل المتأخرة، يُلاحظ وجود أنيميا على الطيور وفي بعض الأحيان نقاط نزفية على عضلات الصدر أو الفخذ. كما يجب أن نفرّق الإصابة بالتهاب الكبد وموه التأمور المسبب بواسطة الأدينو فيروس عن بعض الأمراض وأهمها الجمبورو والريو والتسمم الفطري وحالات الأعراض النزفية كالتسمم بالسلفا ونقص فيتامين ك وغيرها…

الوقايه والعلاج:

كما هو الحال في العديد من الأمراض الفيروسية الأخرى، لا يوجد علاج إنما يوجد لقاح غير حيّ زيتي. ويستخدم اللقاح الزيتي الحاوي على النوعين المصليين 4 و8 المعطلين لأمهات بعمر 8 أسابيع و18 أسبوعاً واذا كان مصدر الكتاكيت غير معروف ولوحظت هذه الأعراض في المنطقة ، فلا بدّ من تحصين الكتاكيت بعمر يوم بلقاح IBH/HP تحت جلد الرقبة والمضادات الحيوية قد تساعد في منع الاصابات البكتيرية الثانوية.

وقد أثبتت الدراسات أن استخدام اللقاح الزيتي غير الحي الذي يحتوي على فيروس الأدينو النمط المصلي 4 أعطى مناعة كاملة عند إعطاءه بجرعة كافية عن النمط المصلي 8 وفي أربع بلدان من ضمنها باكستان والمكسيك. وقد أثبتت الدراسات أن مستوى المناعة يعتمد على كمية الجرعة المعطاة والتي تُعطى عادةً تحت الجلد.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى