أفريقياالأخبارالمياهالوطن العربىمصر

خبير سوداني يكشف عن مخاطر هائلة علي الخرطوم بسبب سد النهضة

>> دياب حسين دياب: الفوالق والإنهيارات تهدد المشروع الأثيوبي واللجنة الدولية أكدت هذه الملاحظات

أعرب المهندس دياب حسين دياب الخبير السوداني في السدود المائية وعضو اللجنة الدولية لتقييم سد النهضة الأثيوبي عن مخاطر هائلة من جراء إنشاء سد النهضة تعرضه للإنهيار، وإنه لمعرفة الاضرار اذا حصل انهيار لا قدر الله يفترض عمل نموذج حسابي two dimensional model  و يسمى النموذج dam break analysis لتوضيح الكميات المنسابة والسرعة والابعاد والإنشاءات المتأثرة اثيوبيا وعدت من البداية بانها ستقوم بهذا العمل ولم تلتزم حتى نهاية عمل اللجنة وتم ضمها في التقرير الختامي وحتى هذه اللحظة اثيوبيا لم تقم بهذا العمل وهذا ان دل على شيء يدل عل خطورة هذا السد اذا انهار على السودان النيلي السلام لذا لا توجد أي تامين لان الاشراف على التنفيذ ضعيف مما يزيد من قلق الشعب السوداني.

ولفت دياب حسين دياب في حوار لصحية أخبار اليوم السودانية، إلي أن اصرار اثيوبيا بمواصلة تنفيذ المشروع وضعف حكومتي السودان ومصر بعد عام 2011 دفع اللجنة الدولية إلي دراسة كل الاثار المترتبة من قيام السد وادرجت اللجنة الدولية في التقرير الختامي ضرورة الإنتهاء  من الدراسات خلال عام لكى يدرك اذا كان هناك تعديل في تصاميم السد ، وللأسف مضى 7 سنوات علي إنتهاء أعمال اللجنة ولم تقم أي دراسة واثيوبيا اكملت السد ويجب محاكمة القائمين على هذا الامر وتحميل المسؤولية لانه في يوليو القادم ان شاء الله سيبدأ الملء ونحن سنتلفت شمال ويمين كالعادة.

وأضاف دياب حسين دياب انه كان من الخطأ الاستمرار  في عمل اللجنة الدولية لان عمل اللجنة الرئيسي تقييم الدراسات ووضع الحلول للأسف لم نجد أي دراسة وقلنا كيف يقوم سد بهذا الحجم  في ممر مائي دولي  بدون دراسة الاثار المترتبة من قيام السد على هذه الدول.

وأعرب الخبير السوداني عن أسفه بأن  اثيوبيا اتبعت نظام  التعاقد وفقا لما يطلق عليه تسليم مفتاح Turn key وفى هذه الحالة المسؤولية على كاهل المقاول وهو المقاول والمستشار  “يقصد الدول الأثيوبية” مما يجعل الدراسات الكاملة لم تقم بها في جميع المحاور الثلاثة واكتفت فقط بدراسة موقع السد فقط وتصاميم على مراحل مع التشييد وبدون أي تامين المسؤولية المقاول لذا وجدنا كل الدراسات غير مكتملة . في مثل هذه السدود لا يتم الإعتماد علي  الدراسات العلمية  ولم تتعامل  علي نظام  ان يعين صاحب العمل المستشار لإعداد الدراسات لكل المراحل من دراسات جدوى وتصاميم وتنفيذ وهذ لم يحدث في سد النهضة.

وقال دياب حسين دياب إنه كان عضوا في لجنة الخبراء الدوليين لسد النهضة وناقشنا في اجتماعات كثيرة وقومنا بزيارة الموقع لمراجعة العمل اكثر من ثلاث مرات والتقرير الختامي في شقها الاول اوضح المطلوب من اثيوبيا ادخالها في التصميم  وفى اثناء عمل اللجنة تم تكليف لجنة جانبية سمى ب geotechnical mission    لمراجعة الأساسات والحفر وعمل تقرير بملاحظات لجنة الخبراء وتم رفع التقرير بالمطلوب عمله الى الشركة المنفذة واهمها ترسيب الصخور و النظافة والحشو في السد الرئيسيmain dam   اما السد السروجي أي المساعد فوجد الاساسات غير ثابتة وصخور هشة Residual soil يجب ازالتها و بالتالي تصل الى اعماق اكثر من45م ولم توجد صخور ثابتة وفى المنتصف توجد كهوف اخطر من التربة لأنك لا تعرف مداها .

وأضاف الخبير السوداني:”اختلف الخبراء هل توجد فوالق ام لا  والمندوب السوداني في الوفد قال إنه لا توجد فوالق لان الوادي عبارة عن تعرية مما يجعل التربة هشة والجبلين في طرفي الوادي مختلفان لذا استبعد الفوالق ولكن اكد الكهوف رغم انكار اثيوبيا وفى رد اثيوبيا للتقرير لا توجد فوالق ولا كهوف في الموقع ولكن لا يستبعد وجود فوالق داخل البحيرة على بعد  100 كيلو . ورد دياب حسين دياب علي المزاعم الأثيوبية بأن أديس أبابا لم تقم بعمل دراسة مسح مائي مفصل بشبكات لمعرفة أي مشاكل تؤدي لحدوث شقوق وفوالق وانتقدنا التقرير للمسافة وقلنا يمكن تكون موجودة في اقرب مسافة لان المسح المائي لوعورة المنطقة من ناحية السلامة و وجود فوالق أو شقوق داخل بحيرة محملة باطماء واخشاب وممارسة  الشعب الأثيوبي في البحيرة مع ضغط المياه و الطمي تؤدى الى حركة قومية مثل تسونامي ممكن تصل السد ويحصل موج sessamic  عالي يطفو فوق السد السروجى قد  يؤدى لانهياره  رغم ارتفاع free board .

وأكد الخبير السوداني إنه تمت مطالبة اثيوبيا بعمل مسح مائي بدقة ولكن لم تلتزم  للأسف، أما عن الخطورة الثانية  فهي معاملة اثيوبيا مع اساسات السد المساعد بعد الذهاب لأعماق بعيدة بل استعمل التكنولوجيا لعمل نظام الحقن  حتى الارض الثابتة وفى منطقة الكهوف استعمل plastic sheet cutoff wall بالإضافة للحقن.

وأشار دياب حسين ان هذه التفاصيل جاءت  وفق تقرير خبراء الجيولوجيين يفترض اثيوبيا بعد ان تنهى الملاحظات يجب عمل زيارة للأعضاء باللجنة الدولية  ولم يتم ذلك واكتفى بزيارة لجنتنا رغم مطالبنا وبدا العمل في صب الخرسانة  ايضا في مثل هذه السدود الكبيرة توصى خبراء Icold والبنك الدولي بتكوين لجنة دولية دائمة من خبراء لزيارة الموقع على الاقل كل 3 شهور لمراجعة التصاميم  والعمل الإنشائي وعمل ملاحظات للمقاول والمستشار ولكن اثيوبيا لم تكون هذا فقط اكتفى بخبراء الجيش الأثيوبي ومحليين وللأسف قتل مدير الموقع لأسباب لا اعرفها وخبراء الجيش الأثيوبي الان قدموا لمحاكمات بالفساد فكيف تثق  في المقاول والمستشار تابع للمقاول.
وأضاف الخبير السوداني:” ارسلت اثيوبيا مستندات بعد التعديل لأبداء الرأي ولم يكون مكتمل التعديل في اساسات وجسم السد السروحى وغير مكتمل وتم عمل ملاحظات من الخبراء  السودانيين وارسل اليهم وهل تم اعتمادها ام لا الله اعلم، أما العيب الثاني في السد السروجى إنه لا توجد ابواب سطح لتمرير الفائض بل توجد فتحة بطول اكثر من كلم على الجهة اليمنى وتفرق فالسهل بدون اي حماية للسد ويمكن يحصل انهيار من الناحية الخلفية .

وأوضح دياب حسين دياب  ان اثيوبيا قدرت كميات الاطماء المنجرفة من الهضبة تجاه البحيرة بحوالى270 مليون م3 وهذه الكمية يفترض يترسب منها 97% على حسابات اثيوبيا ولكن وجهة نظرهم الترسيب سيكون في نهاية البحيرة لان حجمها كبير 74 مليار م3 و استندوا في ذألك ان بحيرة السد العالي الترسيب داخل السودان و50 بعيد من السد نفسه ولكن الميلان في النيل يكاد يكون معدوم مقارنة بالميلان في بحيرة سد النهضة يقارن متر في كل كلم وهذا يعنى الترسيب سيكون امام السد داخل الاخدود وفى بحيرة السد السروجى مما سيسبب مشاكل في التشغيل وتعطيل العمل وخاصة فعدم وجود فتحات كافية لتمرير المياه سيعانى السودان اولا ومصر ثانيا.

وشدد الخبير السوداني علي أن ما يجب القيام به لتكملت دراسات السد لم تقم اثيوبيا بعمل دراسات للأثار المترتبة من تشغيل السد مما ادخل لجنة الخبراء في تساؤل لان هذه اللجنة تكونت بناء على توصية من اثيوبيا بان السد مفيد وعندما طالبنا الوفد الأثيوبي بتقديم الدراسات التي تفيد دولتي المصب لتقييمها وكان هذا الهدف الأساسي للجنة لم نجد أي دراسات.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى