ادوية ولقاحاتالأخبارالاقتصادالانتاجامراضانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د عبير الشناوي: صناعة الدواجن ودور تقنية النانو في مكافحة بعض الامراض

باحث أول الكيمياء والسموم – معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل كفر الشيخ – مركز البحوث الزراعية – مصر  

تعد صناعة الدواجن في مصر من الصناعات الغذائية التي تسعى إلى الا كتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء وبيض المائدة وبأسعار مناسبة مقارنـة بأسـعار مصـادر البـروتين الحيـواني الأخرى ولقد تحولت تربية الدواجن إلـى صـناعة لهـا أهميتهـا وتأثيرهـا علـى الاقتصـاد الـوطني حيث يصل حجم الاستثمار بها ٢٥ مليار جنيه ويصل حجم إنفـاق المسـتهلكين علـى منتجـات الدواجن إلى ١٠ مليار جنيه سنوياً وتعدى حجم العمالة المباشرة بها ٢,٥ مليون عامل .

وفي الفترة الاخيرة لوحظ خلـلاً واضـحاً بـين تقـدم صـناعة الـدواجن وكميـة ونوعيـة الخـدمات مـن قبـل الصــحة الحيوانيــة للمــربين سواء على المستوى الحقلى او المعملى وذلك لو أخــذنا بعــين الاعتبــار أن غالبيــة المــربين لا يلتزمون بالشـروط الصـحية للتربيـة مـن تـأمين المسـكن الجيـد للطيـور والتقيـد بشروط التربية والوقاية العامة من الأمراض . الأمر الذى انعكس سلباً على صناعة الـدواجن لأن المـربين كبـاراً وصـغار لا يعتمـدون على خدمة وخبرة الاطباء البيطـريين ، مما أدى إلى انتشار العديد من أمراض الدواجن وبشكل خاص تلك التي تسبب خسارة اقتصادية كبيرة لصناعة الدواجن وقد تنتقل للإ نسان.

ويعتبر مرض السالمونيلا من أخطر الميكروبات التي تصيب الطيور لما يلي:

  • من أشد أنواع البكتيريا التي تقاوم التغيرات الجوية والمطهرات المستخدمة في العنابر.
  • تسبب تدهور شديد في حالة الطيور ونقص شديد في النمو.
  • تسبب نسبة نفوق عالية قد تصل الي 70 – 80 %.
  • تصيب جميع الأعمار وتكون أكثر خطورة في الأعمار الصغيرة.
  • تؤثر بشكل كبير علي خصوبة الدجاج البياض وتسبب نقص فقس انتاج البيض.
  • تسبب السالمونيلا تسمم غذائي شديد في الانسان نتيجة وجود الميكروب في الدواجن.

ومن المعروف ان طرق السيطرة على ميكروب السالمونيلا والحد من انتشارها بمزارع الدواجن هى ما يلى:

  • التطبيق السليم لاجراءات الامان الحيوى للحد من انتقال المرض من الخارج الى عنابر التربية
  • تحصين الطيور الداجنة بلقاح السالمونيلا الثلاثي المثبط
  • استخدام المضادات الحيوية المناسبة للقضاء على الميكروب

ولكن مع كثرة استخدام المضادات الحيوية للدواجن أدى الى ظهور انواع من البكتيريا مقاومة لتلك الادوية علاوة على وجود متبقبات من المضادات الحيوية في منتجات الدواجن التى يستهلكها الانسان والتى تؤثر سلبا على صحتة، وبالتالي ، فرضت بعض البلدان قيودًا على استخدام المضادات الحيوية كمحفِّزات للنمو او استخدام بعض تلك المضادات كعلاج لأمراض الدواجن.   لذلك تفرض التطورات التي تطرأ على شكل الميكروبات وقدرتها على مقاومة الأدوية المتداولة، البحث الدائم عن إنتاج مستحضرات جديدة، وهو ما دفع العلماء للبحث عن حلول بديلة، فكانت إحدى الاستراتيجيات الواعدة في هذا المجال استخدام تكنولوجيا النانو.

وتعد تقنية النانو واحدة من التقنيات المرتقبة حاليًا ، نظرًا لمزاياها المرتبطة لاستخدامها في مختلف التخصصات العلمية. قد تتغير خصائص الجسيمات على نطاق النانو بطرق غير متوقعة. يتم تعريف جزيئات النانو  NPs  على أنها جسيمات لها بعد واحد على الأقل أصغر من 100 نانومتر. يمكن استخدام NPs كبديل للأدوية الوقائية الكيميائية في الدواجن. واوضحت العديد من الدراسات ان استخدام جسيمات النانو أعطت حلولاً بديلة اكتسبتها من مساحة سطحها الكبير مقارنةً بحجمها الصغير، وهو ما يمكّنها من التعامل مع التفاعلات الحيوية التي تحدث داخل الخلايا بشكل أفضل.

وقد وقع الاختياار على النانوزنك (النانو اكسيد الزنك) والذي يأخذ شكل مسحوق أبيض غير قابل للذوبان في الماء. ويتميز هذا المركب بعده مزايا أهّلته لهذا الاستخدام، وهي أنه مضاد للميكروبات، وله خصائص في تنقية الأشعة فوق البنفسجية، ويعمل أيضاً كمحفز في التفاعلات البيوكيمائية، ويرجع ذلك إلى مزيج فريد من الخصائص المثيرة للاهتمام لهذا المركب ومنها أنه قليل السمية، وموصل جيد للكهرباء، بالإضافة إلى انخفاض تكلفتة. كما أن الزنك يساعد على صحة القنااه الهضمية والاستجابة المناعية للطيور فيلعب دورا هاما في المقاومة ضد الأمراض.

وبهذا يعتبر النانو زنك احد البدائل المتميزة للحد من انتشار مرض السالمونيلا عند استخدامة بديلا عن الزنك الغير عضوى في أعلاف دجاج التسمين. ونظرا أن معدلات امتصاص جزئيات النانو اعلى بكثير من المصادر الغير عضوية يمكن استخدام النانو زنك بمعدلات أقل من الاحتياج (50% فقط).

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى