الأخبارالانتاجالصحة و البيئةامراضانتاج حيواني وداجنيصحةمصر

د نسرين سليم:الإضافات العلفية و دورها فى صناعة الدواجن و دعم المربين

المدير الفنى – الشركة الدولية للتبادل التجارى الحر – أستاذ تغذية الدواجن- معهد بحوث الإنتاج الحيوانى

تعتبر الدواجن من أهم مصادر البروتين الحيوانى للمواطن المصرى لما تتمتع به سعر مناسب و تنوع المنتجات. و تعتبر صناعة الدواجن من أهم الصناعات بالقطاع الزراعى حيث يعمل بها 2.5 مليون مواطن بسلاسل الإنتاج و التسويق المختلفة. لذا فإنه فى ظل الظروف الحالية التى يواجهها العالم و توقع تأثر الأداء الإقتصادى بأزمة فيروس كورونا المستجد فإنه يعتبرمن الأهمية بمكان ليس فقط الحفاظ على هذا النشاط مستمر من خلال العمل على حل المشاكل التى تواجهه بل و العمل بجهود موازية لزيادة الإستثمارات الموجهه لصناعة الدواجن و بما يعود بالنفع على الإقنصاد المصرى إجمالا حاضرا و مستقبلا.

و يحتل قطاع إنتاج بدارى التسمين المركز الأكبر بصناعة الدواجن من حيث نسبة العاملين به (مزارع و أفراد) و مقدار إستهلاك مستلزمات الإنتاج خاصة الأعلاف (يستهلك هذا القطاع 65% من إجمالى الأعلاف للقطاع الداجنى فى المتوسط). و المتابع لحركة الأسعار للمدخلات و المنتجات بقطاع دجاج التسمين يلاحظ زيادة أسعار كتاكيت التسمين عمر يوم مع نهاية شهر فبراير من 8 جنيهات لتصل لأقصى قيمة و هى 16 جنيه يوم 22 مارس أى بزيادة قدرها 100% و ذلك نتيجة زيادة إقبال المربين على الشراء إستعداد لتلبية إحتياجات المواطنين من الدجاج خلال شهر رمضان.

و خلال نفس الفترة كانت الزيادة فى أسعار الأعلاف تتراوح بين 200 الى 400 جنيه تمثل نسبة مئوية تراوحت بين 3.3% و 4.6% من أسعار الأعلاف وفقا لنوع العليقة و الشركة المنتجة و التراكيب العلفية المنتجة. و بذلك نجد أن الزيادة التى تمت فى أسعار الأعلاف شاركت فى زيادة تكاليف كل 1 كجم من وزن الطيور عند البيع بقيمة تراوحت بين 0.3 الى 0.75 جنيه و هى تعتبر نسبة مقبولة خاصة و توضح أن أسعار الأعلاف ترتبط بالأسعار العالمية لخامات و إضافات الأعلاف.بينما لايمثل التذبذب البسيط والمؤقت بأسعار أعلاف بإختلاف المواسم خلال العام (و الناتج من تغير حجم العرض و الطلب بالسوق المحلى) العامل الرئيسى لزيادة سعر المنتج النهائى. لذا يعتبرتغير الأسعار العالمية لتلك الخامات و الإضافات هو العامل الأهم و الأكثر تأثيرا لتغير أسعار الأعلاف المنتجة محليا.

و تعتبر إضافات الأعلاف من أهم مدخلات صناعة أعلاف الدواجن للأسباب الآتية:

  • تضم العديد من الأقسام الرئيسية للإضافات لكل منها دوره الأساسى بالعملية الإنتاجية و يضم العديد من الأصناف التجارية (على سبيل المثال الإنزيمات الهاضمة بأنواعها, محسنات البيئة الميكروبية بالجهاز الهضمى و صحة الأمعاء, روافع الحموضة, محسنات التمثيل الغذائى بأنواعها, و محسنات المستوى المناعى للطيور بأنواعها, و المواد الحافظة لجودة الأعلاف و الزيوت الطبية و العطرية, غيرها).
  • تشهد تطور سريع يتواكب مع التطور التكنولوجى بشكل عام.
  • تساهم بعض أنواع الإضافات فى إستكمال تطور الجهاز الهضمى للطيور (خلال الأسبوع الأول و الثانى للعمر) و الوصول للنضج الوظيفى له.
  • لا يمكن للسلالات التجارية مرتفعة الإنتاج (و التى تعتمد عليها الصناعة) ان تحقق معدلات الإنتاج المتوسطة للسلالة بدون إمدادها بإحتياجاتها من الإضافات المختلفة.
  • الخلل بدعم إحتياجات السلالات من الإضافات المختلفة يؤدى لتدهور الإنتاج و ضعف المناعة الذى قد ينتهى بالنفوق و تحقيق خسائر
  • الإختيار و التطبيق الصحيح للإضافات الغذائية يعزز من المردود الإقتصادى للإنتاج
  • تساهم بعض الأنواع فى المحافظة على جودة و مواصفة الخامة العلفية أثناء التخزين و التصنيع و التداول
  • المساهمة فى تعزيز فرصة إستخدام بعض الخامات العلفية متوسطة القيمة الغذائية فى التراكيب العلفية مما يحسن إستخدام الموارد المتاحة و يساهم فى خفض أسعار المنتج النهائى أو ثباته على أقل تقدير.
  • المساهمة فى تحسين بيئة الإنتاج داخل العنابر و خفض المشاكل الصحية المرتبطة بذلك.
  • العمل على تحسين جودة المنتج الداجنى من لحوم و بيض خلال فترة الصلاحية للإستخدام.

وقد أدى كل من التحسين الوراثى المستمر لسلالات الدواجن الى حدوث تطور كبير بمواصفات السلالات التجارية حيث إنخفضت الفترة الزمنية اللازمة لإنتاج طائر وزن 2 كجم من 56 يوم الى 33 يوم فى المتوسط و هو ما يعنى زيادة عدد دورات الإنتاج السنوية لنفس الوحدة الإنتاجية من 5 دورات الى 8 دورات. و تواكب ذلك أيضا مع خفض كمية الأعلاف اللازمة لإنتاج نفس الوزن الحى من الدجاج  من 4.5 كجم عليقة الى 3 كجم لكل طائر أى بتوفير 33% من كمية الأعلاف اللازمة لإنتاج نفس الكمية من الدواجن. و هذ التحسن الكبير بالطبع تطلب توفير المزيد من الإحتياجات الغذائية و المناعية المختلفة فإرتفعت معدلات الإحتياجات الغذائية من العناصر المختلفة (البروتين , الطاقة, الفيتامينات,…). و نظرا لقصر طول الدورة الإنتاجية فإن ذلك أدى لزيادة العبء و الإجهاد على الطيور خلال فترة الإنتاج لتستطيع الإستفادة من تلك المغذيات المركزة فى مدة زمنية قصيرة خاصة و أن الطيور تبدأ حياتها بجهاز هضمى غير ناضج وظيفيا.

و هذا الدور التنسيقى و الداعم و المحفز يقوم به الإضافات العلفية بنسبة كبيرة الى جانب البرنامج الوقائى ضد المسببات المرضية المختلفة. و بمعرفة أن إنتاج دجاج التسمين بمصر يستهلك 4.5 مليون طن أعلاف سنويا (كقيمة متوسطة) فإن أستخدام الإضافات العلفية الحديثة و التحسين الوراثى للسلالات أدوا الى توفير 2.2 مليون طن أعلاف سنويا لإنتاج نفس الكمية من الدواجن سنويا نتيجة لتحسين معدل التحويل الغذائى بالمقارنة ببداية القرن الحالى.

ويتضح من ذلك أن الإضافات العلفية بالنسبة للسلالات كثيفة الإنتاج المتاحة حالية محليا و عالميا أصبحت جزء أساسى للتراكيب العلفية لضمان تحقيق معدلات الإنتاج القياسية أو المتوسطة على أقل تقدير. و قد زادت أهمية الإضافات أيضا بعد تطبيق حظر إستخدام المضادات الحيوية كمنشطات للنمو بالدواجن (منذ اكثر من عشر أعوام) لما له من تأثير ضار بصحة الإنسان. و هذا ما جعل التراكيب العلفية أصبحت تعتمد على الإضافات العلفية و جودتها كما تعتمد على الخامات الأساسية و ضمان جودتها ايضا. لم يصبح الأمر كما كان بعقود سابقة درب من الرفاهية أو التميز الإنتاجى. فالإضافات العلفية أصبحت من المكونات الأساسية للأعلاف فنجد إستحالة تحقيق المستوى الإنتاجى الإقتصادى للسلالات الحالية لدجاج التسمين بدون وضع برنامج و خطة متكاملة للإضافات الغذائية المستخدمة خلال برنامج التغذية و بنفس قدر أهمية إختيار خامات الأعلاف.

و فى ظل ما يشهده العالم من متغيرات و مشاكل إقتصادية نتيجة فيروس كورونا المستجد فإن قطاع إضافات الأعلاف من القطاعات التى تأثرت نتيجة لذلك منذ بداية الأزمة بدولة الصين إما بصورة مباشرة حيث توقفت بعض الشركات العالمية عن الإنتاج لفترات مختلفة و عاود بعضها النشاط فى حين تكرر الأمر بشركات أخرى فى مناطق مختلفة من العالم. أو بصورة غير مباشرة نتيجة زيادة إقبال بعض الدول على إستيراد الدواجن المذبوحة من دول اخرى كالبرازيل مثلا مما أدى لزيادة الطلب بتلك الدول المنتجة و ضغطها عالميا لتلبية إحتياجاتها من الإضافات. و هو ما يشكل بصورة عامة تأثر هذا القطاع خاصة أنه يعتمد على التصنيع و التكنولوجيا الحديثة. مما جعل العاملون بمجال الثروة الحيوانية و خصوصا الثروة الداجنة على مستوى العالم قلقون من حدوث إنخفاض الكميات المتاحة عالميا خاصة بعد إرتفاع أسعار العديد من الإضافات للشركات المنتجة من الصين و أوروبا و الولايات المتحدة. كذلك نتيجة لخضوع إضافات الأعلاف لضريبة 14% و هو ما سيؤدى لزيادة أكبر بالأسعار تعود فى النهاية الى زيادة سعر البيع الدواجن للمستهلك أو لخفض منتجى الأعلاف لمستوى البرامج المطبقة من الإضافات (خاصة أن معظمها إختيارى للمنتج و ليس إلزامى حتى الآن) و هو ما سيؤدى لإنخفاض إقتصاديات الإنتاج لدى المربى بما يتجاوز أضعاف قيمة تلك الضريبة . كل تحسن بمعدل 0.1 لمعدل التحويل الغذائى لدى المربى ( من 1.6 الى 1.5) سيزيد من إنتاجه بمعدل 39 كجم وزن حى مقابل إستهلاك كل طن من العليقة و العكس صحيح.حيث لا يمكن الجمع بيع إرتفاع أسعار المستلزمات و إنخفاص أسعار الدواجن بذات الوقت.

لذا وجب فى ظل ما يعانيه هذا المجال عالميا من تحديات و متغيرات التأكيد على منتجى الأعلاف و المربين و إرشادهم بما يلى:

  • ضرورة المداومة على تطبيق التراكيب العلفية المثلى بما تشمله من إضافات علفية تتبع الأقسام الرئيسية المختلفة.
  • وضع خطة محددة للإضافات المستخدمة بما يضمن تحقيق مردود إقتصادى أفضل لكل من منتج الأعلاف و مربى الدواجن.
  • التأكد من الإختيار الجيد للإضافات المستخدمة من حيث المصدر و الجودة (نظام ضمان الجودة بالشركة المنتجة).
  • التواصل و المتابعة الفنية مع الشركات المنتجة أو الموردة للإضافات للتطويرالدائم لإقتصاديات الإنتاج.
  • التحديث المستمر للتراكيب العلفية بما يضمن توسيع دائرة الإختيار و التطبيق للخامات و الإضافات العلفية.
  • الإنفتاج العلمى على التطور المستمر بمجال الإضافات العلفية و تنفيذ المبادرات الواعدة الداعمة لإقتصاديات الإنتاج.
  • التقييم الشامل للإضافة العلفية المستخدمة (لدى منتج الأعلاف, موزع الأعلاف, مربى الدواجن و مستهلك الدواجن).
  • إنضباط الأداء الإنتاجى بالمزرعة لتلافى حدوث مشاكل رعائية أو صحية عارضة.
  • التنسيق بين برنامج التغذية و برنامج الرعاية الإنتاجية و البيطرية بما يكون منظومة متكاملة ناجحة.

على الجانب الآخر فإنه أصبح من الهام و العاجل قيام المتخصصين و المسؤلين بتحديث تصنيف الإضافات العلفية من مواد إختيارية أقل أهمية و أن يتم وضعها بمكانتها الصحيحة تحت مظلة المكونات الأساسية للأعلاف و ما يتبع ذلك من إجراءات لتخفيف الأعباء الضريبية,  خاصة مع التغيرات العالمية للأسعار و ذلك تجنبا لتقليص معدلات إستخدامها بهدف خفض التكاليف مما قد يؤدى لتعرض القطعان للمخاطر أو يعرض المربين لإنخفاض الأرباح المتوقعة و يؤدى لإنخفاض الإنتاج الكلى للحوم الدواجن المحلية وإنخفاض مستوى الأمن الغذائى للمواطن كنتيجة نهائية. بشكل عام فإنه يمكن تأكيد أن إعادة النظر لملف الإضافات العلفية يؤهل الدولة لخفض إستيرادها من الدواجن المذبوحة و تحقيق الإكتفاء الذاتى حاليا. فالمردود الإقتصادى لهذا الملف يتخطى أضعاف قيمة الضريبة التى يتم تحصيلها و يساهم فى دهم صغار المربين و قدرتهم على مواصلة الإنتاج و تحسينه و يجنب الدولة زيادة الأعباء الحكومية فى حال توقف صغار و متوسطى الإنتاج.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى