الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د طه السيسى يكتب: ما لا تعرفه عن “كورونا” ودور الجهاز المناعي في التصدي للفيروس

 معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية – مصر

فيروس كورونا من الفروس التي أثرت علي كوكب الأرض بمزيد من حالة القلق والترقب والخوف من فقدان أعز الناس، مع إنتظار الأمل في إنفراج الازمة سواء بدواء يشفي الصدور أو لقاح يقي من مخاطره في المستقبل، وبين هذا وذاك كانت البداية من خلال التعرف علي ماهية فيروس كورونا وهو من رتبة الفيروسات العشية  والفصيلة التاجية كما ينتمي لجنس فيروس كورونا بيتا وتحت جنس فيروس سارب، وهو مرتبط بالمتلازما التنفسية الحادة.

كما أن جنس فيروس كورونا (بيتا) والذى يسمى (كورونا الفأرى وكورونا البشرى يضم سبع سلالات من الفيروسات البشرية وهى:

  • فيروس كورونا البشرى HCoV – 229E
  • فيروس كورونا البشرى HCoV – OC43
  • فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة سارس SARS – CoV
  • فيروس كورونا البشرى HCoV – NL63
  • فيروس كورونا البشرى HKU1
  • فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS – CoV وعرف سابقا بإسم كورونا الجديد 2012
  • فيروس كورونا المستجد nCoV – 2019 ويعرف بإسم ذات الرئة ووهان أو فيروس كورونا ووهان المستجد .

أصل التسمية :

  • يشتق إسم Coronavirus من الإسم اللاتينى corona ومعناها الإكليل أو التاج وهو الشكل المميز للفيروس ولذلك يسمى الفيروسات التاجية  .
  • وكذلك جاء إسم Covid 19 تعبيرا عن Coronavirus decease  المكتشف عام 2019
  • ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس “كوفيد 19” هو سلالة جديدة من ‏الفيروس لم يسبق اكتشافها لدى البشر، وتنتمي إلى عائلة فيروسات كورونا، وهي فصيلة واسعة الانتشار، تسبب ‏أمراضًا تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد حدةً، مثل‏ ‏متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (‏MERS‏) التي يطلق عليها “كورونا” الشرق الأوسط، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد ‏الوخيم (السارس).

أما عن التركيب  فيتراوح قطر فيروس سارس بين (50 – 200) نانومتر ، أما كورونا فيصل إلى حوالى

(400)نانومتر، ويتكون كورونا من اربع أنواع من البروتينات

1 – بروتين  (S) يكون شوكة التلامس

2 – بروتن (E) يكون الغلاف

3 – بروتين (M) يكون الغشاء الفيروسى

4 – بروتين (N) يكون الكبسولة النووية

بروتينات (S&E&M) تشكل الغلاف الفيروسى

مع الدهون ( ليبوبروتين ) ، وبروتين (S) مسئول عن التعرف على غشاء خلية العائل والإرتباط بها .

ولكن في الحديث عن دورة الحياة (المراحل) فهو يمر الفيروس بعدة مراحل :

إصابة العائل – الدخول – النسخ – الإنسلال – الكمون .

  • إصابة العائل : يتعرف الفيروس على خلية العائل المناسبة له عن طريق بروتين (S) الموجود على الشوكات (الملامس) (Spike S) حيث يتعرف على الخلية المضيفة ويلتصق بها .
  • الدخول : يتفاعل بروتين (S) مع مستقبلات إنزيم خاص بالخلية البشرية حيث يندمج الغشاء الفيروسى مع غشاء الخلية البشرية ، وعندئذ يحرر الفيروس جينوم الRNA لدخول الخلية تاركا الغلاف الفيروسى .
  • النسخ : يحدث إرتباط بين RNA الفيروسى وريبوسومات سيتوبلازم الخلية البشرية لترجمته بالإشتراك مع إنزيم البوليميريز للفيروس لنسخ الجينوم الفيروسى وإنتاج نسخ جديدة بإستخدام آليات النسخ للخلية البشرية وإنزيمات التتابع الخاصة بالفيروس
  • الإنسلال : عندما يتم إنتاج فيروسات جديدة تصبح خلية العائل عديمة الفائدة وقد إستنفذت كل مواردها ويحتاج الفيروس الجديد لخلية عائل جديدة فيخرج ليرتبط بخلية أخرى وهكذا .
  • الكمون : فى حالة المقاومة الشديدة لجهاز المناعة للخلايا البشرية يحدث ضعف للفيروس ولا يستطيع الخروج ، فيضطر لحالة الكمون حتى تسنح الظروف ( بضعف المناعة ) أو الإجهاد ، فينطلق لإصابة خلايا جديدة ، أوينتهى الفيروس .

صورة بالميكروسكوب الإلكترونى لهجوم الفيروس للخلايا  (الفيروس باللون الأزرق)

طرق الإنتشار والعدوى :

ينتقل الفيروس من الشخص المصاب عن طريق هواء الزفير وكذلك عن طريق الرزاز المتطاير أثناء الكحة والعطس من الفم والأنف حيث يتساقط هذا الرزاز على الأشياء المحيطة فيصاب الاشخاص المخالطين والمحيطين ، وأيضا عن طريق التلامس للأشياء التى سبق أن لمسها المريض أو التى سقط عليها الرزاز وذلك حين يلمس الشخص السليم وجهه أوأنفه أوفمه أوعينيه فمن الأهمية بمكان أن يبتعد الإنسان السليم عن المصاب بمالايقل عن متر (ولو أن بعض الآراء العلمية تقول أن الهواء يستطيع أن يحمل القطيرات الدقيقة جدا الملوثة لأبعد من هذا فى حالة وجود تيارات هوائية .

وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا ينتقل عن طريق الرزاز المتطاير من الشخص المصاب وليس عن طريق الهواء مؤكدة أن حالة واحدة فقط يمكن أن ينتقل من خلالها عن طريق الهواء، إذا كان المريض فى أحد المستشفيات وتعرض لإجراءات تنفسية خاصة وكانت الأجهزة ملوثة بالفيروس.

إحتمالات الإصابة عن طريق شخص عديم الأعراض إحتمالا يبدو ضعيفا .

ثلاث منافذ يدخل منها الفيروس للجهاز التنفسى :

  • الأنف .
  • الفم .
  • العين .

بقاء الفيروس على الأسطح :

فى دراسة لعلماء ألمان من جامعتى جرايفسفيلد ، والرور ونشرت فى Journal of Hospital Infection  ونشرت فى فبراير 2020 أن فيروس كورونا مثل سارس وميرس يكون نشطا ومعديا على الأسطح المعدنية أو الزجاجية أو النباستيكية لمدة تصل إلى حوالى 9 أيام فى درجة حرارة الغرفة التى تتراوح بين 15 و 20 درجة مئوية . ولكن إذا إنخفضت الحرارة إلى 4 درجات يمكن أن يظل الفيروس نشطا حتى 28 يوما ، وكلما إرتفعت درجات الحرارة ضعفت مقاومة الفيروس .

ومن ناحية أخرى ، أظهرت دراسة أمريكية أن فيروس كورونا تحت 27درجة مئوية يعيش على الأسطح والأشياء مدة يوم أويومين – ومن 27إلى 35درجة من ساعة إلى ساعتين –  ومن36إلى45عدة دقائق – ومن 46إلى50يعيش عدة ثوانى – ومن 50 إلى 55يعيش أقل من ثانية } .

فترة الحضانة

من 7 أيام حتى 14 يوم طبقا لمقاومة الجسم ومناعته .

الأعراض :

  • إحتقان فى الزور .
  • سعال جاف .
  • إرتفاع درجة الحرارة .
  • ضيق فى التنفس ، وضعف عام ، وقد يصاحبه تشنجات عضلية .

التصرف السليم فى حالة الشك فى الإصابة :

فى حالة الشك فى الإصابة بالعدوى يجب على الشخص عزل نفسه (فى المنزل)عن باقى أفراد الأسرة عزلا تاما وإتباع الأساليب الصحية المناسبة للنظافة والتطهير فإذا ظهرت الأعراض عليه فيجب إبلاغ الجهات المسئولة عن العلاج أما إذا لم تظهر عليه الأعراض حتى 14يوما فيدل ذلك على عدم إصابته بالمرض (أوشفاؤه منه) .

الوقاية :

أولا : الإبتعاد عن مصادر العدوى :

  • إتباع أساليب النظافة الشخصية السليمة مثل : غسل الأيدى بالماء والصابون بإستمرار وإتباع الأساليب الصحية أثناء العطس والسعال وتجنب لمس الأنف والفم والعينين بالأيدى الملوثة .
  • تجنب المناطق المزدحمة خارج المنزل .
  • تجنب لمس أى شىء بدون قفاز خارج المنزل مع إرتداء القناع الواقى .
  • تجنب مخالطة المرضى والذين تظهر عليهم الأعراض (ماعدا المسئولين عن علاجهم فى المستشفيات مع إتخاذ الإجراءات اللازمة .
  • عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى والإستحمام بعد العودة .
  • عدم إستخدام المواصلات العامة فى فترة إنتشار الوباء .
  • إترك مسافة بينك وبين أى شخص تتحدث معه لاتقل عن متر .
  • تجنب التعامل مع الحيوانات الأليفة .
  • إحذر وجود الذباب فى المنزل لأنه ناقل للعدوى حيث أنه يقف على جميع الأسطح وقاومه بالمبيدات الغير ضارة بالصحة .

ثانيا : التطهير :

فيروس كورونا مثله كباقى الفيروسات له غشاء دهنى مرتبط به أنواع من البروتينات ( ليبوبروتين ) فمن السهل التخلص منه بإذابة هذا الغشاء بمذيبات الدهون ولكن يجب إختيار الأنواع الآمنة للإنسان التى لا تؤثر عليه بالضرر ونذكر هنا بعض المواد كمثال لتطهير الأسطح والقضاء على الفيروسات :

  • الكحول الإيثيلى (الإيثانول) بتركيز’’ من 6 إلى 71% ‘‘ مناسب لتطهير كل المواد الصلبة التى تلمسها الأيدى . ونحذر من الميثانول (لأنه سام) .
  • هيدروجين بيروكسيد (H2O2 ) المعروف بإسم ماء الأكسجين بتركيز’’5‚0 %‘‘ (يقضى على الفيروس فى ثوانى ويتحلل فى ثوانى) .
  • هيبوكلوريد الصوديوم بتركيز ’’ 1 ‚0%‘‘ .
  • اسهل وارخص المطهرات وأكثرها فاعلية (الماء والصابون) خاصة الصابون القلوى .
  • نظرا لأن درجة الحرارة العالية تقضى على الفيروس فيمكن إستخدام هواء السشوار الساخن فى تطهير الأسطح والملابس .
  • يمكن وضع الملابس المشكوك فى تلوثها تحت أشعة الشمس لمدة ساعة .

ثالثا : تقوية المناعة :

عند دخول خلية الفيروس جسم الإنسان يواجه مقاومة شديدة وحربا ضروس بينه وبين أجهزة المناعة فى جسم الإنسان مثل كرات الدم البيضاء والأجسام المضادة فينتصر أحدهما فإذا إنتصر الفيروس (نتيجة لضعف المناعة) يتغلغل فى الجسم ويسبب المرض ، أما إذا كانت مناعة الجسم قوية فلا يستطيع الفيروس إحداث المرض .

    ولذلك يجب إبتعاد أصحاب المناعة الضعيفة عن مصادر العدوى وهم :

  • كبار السن .
  • مرضى القلب والشرايين .
  • مرضى السكر .
  • مرضى ضغط الدم العالى .
  • مرضى الجهاز التنفسى مثل : الربو والحساسية الصدرية والدرن .
  • مرضى السرطان والأورام .
  • أصحاب المناعة الضعيفة وسريعوا العدوى .

ولذلك للوقاية من الفيروس (وجميع الأمراض الأخرى) لابد من تقوية المناعة .

أساليب تقوية المناعة :

  • ممارسة الرياضة أو المشى على الأقل ساعتين يوميا .
  • الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية .
  • تحسين الحالة النفسية (الحالة النفسية السيئة تؤثر على ضغط الدم وإفراز الهرمونات والتحولات البيولوجية . . . وبالتالى تضعف المناعة ) .
  • يوجد العديد من الأطعمة والأعشاب مؤثرة فى تقوية المناعة من أهمها :
  • الثوم : مضاد للميكروبات والفيروسات ومصدر للفوسفور والبوتاسيوم والزنك والكالسيوم ويعزز إفراز الإنزيمات ويزيد من خلايا الدم البيضاء ويقوى المناعة وينشط الذاكرة ويعزز صحة الجهاز التنفسى .
  • البصل : يعالج أمراض الجهاز التنفسى والجهاز الهضمى ، يحتوى على الكبريت والمغنيسيوم والحديد والصوديوم والبوتاسيوم ، ويحتوى على العديد من الفيتامينات أهمها (E ، C) ، ويعزز جهاز المناعة وله خواص مطهرة .
  • الحمضيات : مثل (البرتقال واليوسفى والجريب فروت والليمون) تحتوى على C المحسن للجهاز المناعى . كما يحتوى على البوتاسيوم والمغنسيوم والكالسيوم والالياف الغذائية .
  • الجوافة والفلفل الأخضر : من أغنى الخضروات والفاكهه بC  .
  • الخضروات الطازجة بألوانها المختلفة : مثل : (الجرجير والبقدونس والفجل والجزر والبروكلى ) لإحتوائها على العديد من الفيتامينات والألياف .
  • الموز : من أهم مصادر البوتاسيوم ، والأملاح الحيوية الهامة .
  • عسل النحل : يحتوى على العديد من المضادات الميكروبية والفيروسية ومضادات الأكسدة القوية ويخفض مستوى الكوليستيرول الضار (LDL) ويقوى جهاز المناعة والجهاز العصبى .
  • بعض الأعشاب الطبية : وأهمها الحبة السوداء والزنجبيل والقرفة (وزيوتها الطيارة) .
  • المكسرات بأنواعها المختلفة : والفول السودانى لإحتوائهم على مضات أكسدة وفيتامينات مثل E (وهى تحفز الجهاز المناعى ، ويحمى من أمراض القلب والشرايين ، ومفيد للنظر والشعر والجلد ، ويحسن القدرة الجنسية ) .
  • الشاى الأخضر : يحتوى على مضادات أكسدة قوية ، ويقوى جهاز المناعة (يحتوى على حمض L- theanin ) ومقاوم للميكروبات .
  • مصادرالحديد : يعزز الجهاز المناعى (حيث يعالج الأنيميا ويزيد محتوى الحديد الحيوى فى الدم ) وأهم مصادر الحديد هى { اللحم الأحمر والدجاج والكبدة والطحال والمأكولات البحرية والفواكه المجففة والزبيب والخضروات والسبانخ والباذنجان والتوت الأحمر والرمان .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى