الأخبارالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصرنقابات زراعية

د أحمد أبوكنيز: لا تخلقوا حالة هلع عالمى… و لا تتهاونوا لان الامر جد خطير

رئيس بحوث بمركز البحوث الزراعية – عضو الرابطة العربية للاعلاميين العلميين

فى ظل حالة الزعر و الهلع العالميين  بسبب انتشار فيروس كورونا القاتل و ردود الفعل المتباينة حول التعاطى مع الفيروس و ما يترتب عليه من تأثيرات سلبية اقتصادياً و اجتماعياً وسياسياً …الخ حتى قيل و يقال ان عالم ما بعد كورونا لن يكون مثل ما قبله.

و ابتداءً لن نهون من المرض فهو عند وصوله الى الرئة يكون أكثر خطراً  اشد فتكاً بحياة المريض و المحيطين به و بالمتعاملين معه. وفى البداية نقول ان الفيروس ينتمى الى عائلة الفيروسات التاجية و التى تتميز بان مظهرها يشبه مظهر أهليل أو اكليل او تاج ومن هنا اطلق عليها علماء الفيرولوجى  مجموعة او عائلة او قبيلة الفيروسات التاجية و  فيروس  الكورونا من تلك المجموعة التى تظهر عند الاصابة بها اعراض البرد، مثل ارتفاع درجة الحرارة واتهاب الحلق، والجيوب الأنفيّة وبقية الاعراض معروفة للكافة فما اكثر ما نصاب بنزلات البرد.   وتاريخياً عرف العالم فيروسات الكورونا فى العقد السابع من القرن الماضى.

و يمكننا القول ان  معظم انواع أنواع فيروسات  الكورونا غير خطيرة  إلّا أنّ بعضها يوصف بالخطوره، كونها في بعض الأحيان تقود الى الوفاة،  و يمكننا ان نشير الى انواعها على النحو التالى:

  • السارس   SARS
  • هواختصار لتعبير باللغة الانجليزية     Severe Acute Respiratory Syndrome  و ترجمتها الى العربية هى  متلازمة الالتهاب الرؤى الحاد  وقد انتشر هذا النوع  من الفيروسات بشكل كبير في عام 2003 و الذى  تبعه حدوث عدد  كبير من الوفيات.
  • المارس   MER  هو اختصار لتعبير باللغة الانجليزية       Middle East Respirator Syndrome و ترجمتها الى العربية هى  متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطيّة، وقد انتشر هذا النوع  من الفيروسات بشكل كبير في عام 2012م  فى منطقة الحجاز و ما حولها  وتونس و بعض الدول الاوربية
  • كوفيد 19 : Covid-19   وهو اختصار   Coronavirus disease 2019

وكانت بداية انتشاره فى نوفمبر 2019 بمقاطعة ووهان الصينية و منها الى كافة دول العالم محدثاً عددا كبيراً من الوفيات حول العالم و رافق ذلك حملة اعلامية غير موفقة نشرت الهلع و الرعب العالميين و تبادلت بعض الدول الاتهمات بخصوص نشر هذا المرض و لا تزال اصابع الاتهام تشير الى الغرب احياناً و الى الشرق فى احيان أخرى.

لكن هناك العديد من الحقائق وهى:

ان هناك بعض دول وجهات من مصلحتها احداث حالة هلع عالمى لتحقيق مكاسب مختلفة  منها الاقتصادى و السياسى و العلمى و الاعلامى الترويجى و بدأت اطراف مختلفة حصد مصالحها من خلال هذا الزخم الدولى.

وعود على بدء, ينتقل فيروس الكورنا من انسان مصاب  الى انسان  سليم عبر الرزاز  الناتج عن السعال او العطس  او عند التقارب الشديد و يتم الانتقال من خلال الهواء بالتنفس المباشر لهواء ملوث بالفيروس و من هنا تبدأ رحلة الفيروس لاحداث الاصابة تلك الرحلة التى جعلها الاعلام  الغير دقيق فى خطابه انها رحلة سهلة و تحدث الاصابة بنسبة مائة بالمائة, لكن الشواهد و المعايشات التى تابعنها تشى بغير ذلك.

فما ان يحط رحاله فى الحلق تهبط عليه سيول اللعاب  وهى تمثل خط الدفاع الاول و التى تجره معها الى المعده حيث الاحماض و العصارات القويية التى تبطل عمله (نسيت ان اقول انه ليس كائن حى كما درسناه فى مرحلة  دراستنا الجامعية و فى مرحلتى الدراسات العليا) فبالتالى نقول عنه يبطل عمله و لا نقول يقتل او يهلك, وهنا يحاول الفيروس التشبس بجدار الحلق قدر المستطاع مستخدماً ادواته و معداته التركيبية ويترتب على ذلك ظهوربداية اعراض الاصابة به  وهو وجع الحلق و جفافه وهنا ننصح بشرب جرعات مياه قليلة على فترات متقاربة و الافضل  الماء الدافىء  وهذا يسهل انزلاقه الى المعده.  كما ترتقع  درجة حرارة الجسم كأحد وسائل المقاومة و هنا يتطلب الامر اجراء غرغرة بمياه دافئة عليها ملح او خل  او ليمون و غالبا يتم القضاء على الفيروس فى هذه المرحلة او ارتحاله الى المعده و فى الحالتين تنتهى المشكلة قبل ان تبدأ.

اما لو حدث ان تمكن الفيروس من الارتحال و الوصول الى الرئة عندها يترك الغلاف البروتينى او الدهنى  المحيط به  (عباءته) خارج الخلية و يندفع الحمض النووى الفيروسى  RNA للداخل   و يبدأ فى السطو و السيطرة على مقدرات الخلية و امكانياتها و منتوجاتها  ووضع شفرته الخاصة ليسخر الخلية بالكامل لانتاج نسخ عديده منه محولاً الخلية الى مصنع لانتاج  مئات و الاف النسخ الفيروسية له و هنا تبدأ حالة الجسم فى التدهور وفى ذات الوقت يكون  الشخص المصاب  مصدراً لنشر العدوى.

و لكن هل يظل الجسم مكتوف اليدين حيال هذا الاحتلال الفيروسى الغاشم؟ بالطبع لا حيث  تبدأ جيوش من كريات الدم البيضاء  و تمثل خط الدفاع الثانى , فى التوارد الى موقع الهجوم الفيروسى  بالرئة و شن هجوم كاسح على الفيروسات بغية القضاء عليها, وتزداد فرص نجاح الهجوم من كرات الدم البيضاء فى الاجسام التى تتسم بحالتها الصحية الجيدة  و لياقتها البدنية  الممتازة ذات  ضغط الدم   المناسب و القلب  السليم  وخاصة فى الاشخاص من غير المدخنين من ممارسى التمرينات الرياضيه بكافة اشكالها.

و هنا يتبدى عامل  هام وحيوى لنجاح  الجسم فى التخلص من الفيروس وهى الحالة النفسية للمريض و عدم وجود خوف او وهم و بالتالى فتداول الاخبار المرعبة و السلبية له تأثير عكسى على المريض.

و فى حالة فشل الجسم فى التخلص من الفيروس, فيبدأ خط الدفاع الثالث  حيث يقوم جهاز المناعة بالجسم بتصنيع اجسام مضاده لهذا الفيروس  وهذه العملية تستغرق من يومين  الى  خمسة ايام  تقريباً  و هى فترة كافية لان يدمر الفيروس الرئة  فى حالة المسنين او اصحاب الامراض المزمنه , و يبقى الفيروس فى الرئة لاتمام مهمته بزيادة عدده و هنا تحدث الاثار السلبية التى قد تؤدى الى اضرار جسيمة, خاصة فى حالات التقدم فى السن,  الاشخاص ذوى الجسم الضعيف,  الاشخاص المصاب ين بامراض مزنة, لكن فى حالة كون الشخص المصاب  بالفيروس جسمه قوى و يتحمل الاصابة  لعدة ايام  دون تدهور حالته , حتى يتثنى لجهاز المناعة تكوين اجسام مضادة اضافية  و عودتها الى مكمن الفيروس لتدمره, وهنا لدينا احتمال من ثلاث جسم قوى ذو مناعة يتحمل فترة الايام اللازمة لانتاج الاجسام المضادة او رعاية طبية متوسطة او رعاية فائقة.

و نتمنى للجميع السلامة من الاصابة بالمرض و العفو و العافية, و هنا لدينا مجموعة من الحقائق التى يجب الانتباه لها و هى

  • أن نسبة 81% من المصابين بالفيروس يقوم الجسم بالمقاومة و السيطرة على الفيروس دون ان يحسوا بشىء.
  • أن نسبة 15% من الذين اصيبوا بالفيروس  يصلون الى الشفاء الكامل بخضوعهم للعلاج من خلال الحجز بمستشفيات العزل.
  • أن نسبة 2% من الذين اصيبوا بالفيروس  يصلون الى  الشفاء  الكامل عند خضوهم للعناية الفائقة.
  • أن نسبة 2% من الذين اصيبوا بالفيروس   امرهم حرج وشيد الصعوبة
  • لايؤثر على الاطفال وصغار السن تقريبا
  • خطورته على كبار السن ذوى المناعة الضعيفة محققة

لذا علينا ان نتجنب:

  • التجمعات, القلق و الخوف قلة النوم و عدم الحركة
  • ضرورة التباعد الاجتماعى, التغذية السليمة, ممارسة الرياضة, الابتعاد عن التوتر و القلق .

و هنا ادعو الذين يترجمون كل الاحداث و المصائب الى مكاسب مادية ومعنوية بالابتعاد و التوقف عن هذا السلوك المشين, فالامر جد خطير و لا يستحق ذلك منكم, كما ادعو المستهترين و المتخازين بالانتباه فالامر شديد الخطورة اذا ما تم اهماله و خاصة مع الفئات الهشة الاكثر تعرضاً للاضرار عند الاصابة بالفيروس, و ايضا ادعو السادة شديدى الخوف و الهلع عدم المبالغة حتى لايفقدوا فرصة مقاومة الجسم للمرض و حتى يعيشوا حياة طبيعية.

علينا جميع ان نسلك سلوك التباعد الاجتماعى, البعد عن مناطق الازدحام التمسك بالتوصيات التى تصدرها الجهات المعنية لمقاومة المرض, عدم نشر الاخبار دون التحقق منها, التغذية الجيدة وممارسة الرياضة و البقاء فى المنازل اطول وقت ممكن و عدم النزول الى الشارع الا  عند الاحتياج الشديد.

و فى النهاية ادعو الله تعالى ان يزيل هذه  الجائحة عنا و ان يحفظنا و يحفظ بلادنا من كل سوء و هو على ما يشاء قدير.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى