باحث اول-معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية -مصر
يعتبرميكروب الكلوستريديم برفرنجينس من أهم الميكروبات اللاهوائية والتي تتواجد علي هيئة حويصلات في التربة والرمال والاتربة و تقاوم العديد من الظروف البيئية المختلفة مثل الحرارة والرطوبة والمطهرات لعدة سنوات كما تتواجد بصورة طبيعية في امعاء الحيوانات ولكن تحت ظروف معينة مثل نقص المناعة او الاصابة بالفيروسات.
وعوامل الاجهاد تتحول الي ميكروبات ضارة تفرز السموم والتي يتم امتصاصها من الامعاء مسببة حالة من التسمم المعوي وينقسم ميكروب الكلوستريديم بيرفرنجنس الي خمسة انواع وهي النوع (أ) والنوع (ب) والنوع (ج) والنوع (د) والنوع (ه) التي يتم تحديدها تبعا لنوع السموم الرئسية التي يفرزها الميكروب.
وهذه السموم هي سموم الالفا والبيتا والابسيلون والايوتا كما ان هناك انواع اخري من السموم الفرعية تسبب اعراض مرضية في الحيوانات ولكن لايتم الاعتماد عليها عند تقسيم انواع الميكروب مثل (الثيتا) وهو المسؤول عن تحلل الدم و(الكابا )والذي يسبب تحلل الكولاجين وغيرها.
ويسبب ميكروب الكلوستريديم بيرفرنجنس مجموعة من الأمراض المعدية للحيوانات وخاصة حيوانات المزرعة (ابقار-أغنام- ماعز- جاموس) حيث تسبب مرض التسمم المعوي ومرض غرغرينا العضلات والتهاب الضرع في الحيوانات الحلابة حيث يعد ميكروب الكلوستريديم بيرفرنجنس من اهم مسببات غرغرينا الضرع في الحيوانات الحلابة وهذة الامراض تسبب خسائر فادحة في الثروة الحيوانية وخاصة في الحيوانات الصغيرة والرضيعة.
وتصاب مختلف انواع الطيور مثل الدجاج والرومي والسمان والحمام وغيرها بالميكروب حيث يسبب ميكروب الكلوستريديم بيرفرنجنس مرض التنكرز المعوي والتي تسبب خسائر فادحة في هذة الطيور نتيجة السموم المعوية التي يفرزها الميكروب .
ويعتبر النفوق المفاجئ للحيوانات وبدون اعراض سابقة من اهم مميزات الاصابة بميكروب الكلوستريديم بيرفرنجنس وخاصة في الحيوانات الرضيعة والصغيرة ومن الممكن ملاحظة اعراض اسهال والذي يكون في بعض الاحيان مدمم وكذلك اعراض عصبية قبل النفوق.
ومن الجدير بالذكران هذا الميكروب ينتقل إلي الإنسان عن طريق تلوث الأطعمة والأغذية المختلفة بالميكروب حيث يتسبب هذا الميكروب في إنتاج سموم معوية في أمعاء الإنسان مسببة حالة من التسمم الغذائي.
ويعتمد التشخيص المعملي لميكروب الكلوستريديم بيرفرنجنس علي العزل البكتيري للميكروب من الامعاء والكبد والكشف عن السموم المعوية التي افرزها الميكروب في الامعاء عن طريق السائل الرشحي لمحتويات الامعاء في حيوانات التجارب مثل ( الفئران السويسرية وخنزير غينيا) وكذلك اختبار الاليزا و تفاعل البلمرة المتسلسل.
ويتميز هذا الميكروب بالقدرة علي تكوين غشاءً خلوياً (بيوفيلم) وهو عبارة عن طبقات من الميكروب متراصة معا مكونة غشاءً خلويا وهذا الغشاء يقاوم العديد من المطهرات و المضادات الحيوية ويمنع وصولها الي الميكروب وبالتالي عدم تأثيرها علي الميكروب كما انه يمنع تاثير الخلايا المناعية لجسم الحيوان والخلايا الملتهمة علي الميكروب.
وتعد دراسة قدرة ميكروب الكلوستريديم برفرنجينس بانواعة المختلفة علي تكوين هذا الغشاء الخلوي من أهم العوامل لدراسة طبيعة هذا الميكروب ولذلك تتم العديد من الدراسات الهامة للكشف عن الجينات المسببة لتكوين هذا الغشاء الخلوي عن طريق تفاعل البلمرة المتسلسل كما يوجد هناك طرق أخري مثل تفاعل الارتباط بصبغة الكونجو الحمراء .
ومن الأمور الهامة , دراسة وتحديد أنواع المطهرات والمضادات الحيوية المناسبة لإستخدامها لمقاومة تكوين هذا الغشاء الخلوي من عترات الكلوستريديم برفرنجينس المختلفة وهذا يؤدي إلي سهولة تأثير المضادات الحيوية والمطهرات علي الميكروب ومنع انتشاره والسيطرة علي الأمراض المسببة له.
ومن الامور الهامة التي يجب ذكرها ان هناك لقاح ميت يتم تحضيرة لتحصين الحيوانات ضد الاصابة بميكروب الكلوستريديم بيرفرنجنس وباقي الميكروبات الممرضة من انواع الكلوستريديا مثل الكلوستريديم شوفياي والكلوستريديم سيبتكم والكلوستريديم تيتاناي والكلوستريديم نوفياي ويتم تحصين الحيوانات بهذا اللقاح بصفة دورية سنوية بواقع جرعتين ويجب الحرص علي ان تكون الجرعة الثانية في الحيوانات الحوامل قبل الولادة باسبوعين لضمان نزول الاجسام المناعية ضد الاصابة بميكروبات الكلوستريديا في لبن السرسوب والتي تحمي الحيوانات الرضيعة من الاصابة بالامراض التي تسببها ميكروبات الكلوستريديا الممرضة.
شارك هذا الموضوع :
