الأخبارالانتاجالمياهبحوث ومنظماتمصر

خبير سوداني: معركة أثيوبيا لسد النهضة علي أرض سودانية أستغلت غفلة الأنظمة الحكومية بالخرطوم

>> الوليد آدم: قوة أثيوبيا تعتمد علي ضعف السودان وموقع السد يهدم حضارة ملء السمع والبصر

هاجم الدكتور الوليد آدم مادبو الخبير الدولي السوداني أثيوبيا لقيامها بإنشاء سد النهضة علي أرض سودانية موضحا ان أديس أبابا وهي تشيد صرحاً كهذا في أرضٍ سودانيةٍ تاريخاً وحضارةً ونضالاً وفكراً وموروثاً، ، وأن الدفاع عن ديار بني شنقول هو دفاعٌ عن الأمة السودانية جمعاء. الخطر الذي يتهدد السودان من الغرب أو الشمال أو الجنوب يتضاءل أمام الأخطار التي تتهدده من الشرق، يشمل ذلك تغول إِريتريا السافر، أو الجنوب الشرقي في أثيوبيا

وأضاف الوليد آدم ان أثيوبيا استغلت ضعف التنسيق بين السودان ومصر علي المستويين الشعبي والرسمي لإحداث الفُرقة بين دولتي المصب، حتى أصبحت إحداهما شريكاً (مصر) والأخرى وسيطاً (السودان)، فكان أن أحدثت اختراقاً جعلها تظفرُ بالموقف،

وأوضح الخبير الدولي ان العديد من العلماء الغيورين من أقطار العالم كافّة، بيَّنوا هشاشة موقف أثيوبيا الرافضِ تقديم دراسةٍ فنيةٍ متكاملة، وفضحوا موقفها المتعنت في شأن الوساطة السياسية، ذلك الموقف المكابر، المغالي، والمجافي، والمُعرِض عن مجرّد الإشارة إلى أي موضوعٍ يتعلق بملكية الأرض، ذلك أن الحكوماتِ السودانيةَ وقعت في الشرك (أو المطب)، إذ ناقشت جدوى المشروع الاقتصادية، عوضاً عن التفكّير في مشروعيته السياسية. الملاحظُ أن كل السدود في إثيوبيا تسمّى بأسماء أقاليمها ما عدا سد النهضة الواقع في أراضي سدوانية،

وقال الوليد آدم: “أيَّ سيادة وطنية تَدَّعيها إثيوبيا، وهي تشيد صرحاً كهذا في أرضٍ سودانيةٍ تاريخاً وحضارةً ونضالاً وفكراً وموروثاً؟” عدا هذا السد سُمِّي “سدّ النهضة”، إمعاناً في التزوير، وحجباً لأحقية بني شنقول في ملكية الأرض. مضيفا:”يستهين الإثيوبيون بالسودانيين هذه الأيام إلى درجةٍ تجعلهم يصرحون بأنهم سيشيّدون ميناءً في أرض سودانية. هل يا تُرى سيسمونها ميناء أكسوم (أم) ميناء أبي سينيا؟

وشدد الخبير الدولي ان الدوافع السياسية والاجتماعية التي جعلت إثيوبيا تُقدم على هذه المغامرة. هي أن إثيوبيا دولة مأهولة بالسكان (120 مليوناً)، محدودة المصادر، تمتاز بأحادية جغرافية، إذ يبعد سهلها المثمر على تخوم السودان (دار بني شنقول) عن عمقها الجبلي المُجْدِب، ما جعل قادتها عبر التاريخ يتبعون سياسةً توسعيةً، لا يعتمدون فيها على المدافعة، قدر اعتمادهم على الملاطفة، ولا سيما مع السودان، لأنهم يعرفون قدرة أهله على التصدّي حالما يكونون متحدين، مستبصرين وموقنين بحقائق التاريخ.

وأشار إلي أن إهمال الرعيل الأول من حكام السودان قضايا الهامش، كان سببه الانشغال الذي أثر سلباً في قدرتهم على ترتيب الأوليات وإنكار حقوق الأقليات. أما الأجيال التي أعقبت ذلك، فمنها من أضاع الإحداثية، لجهله بعاملي الجغرافيا والتاريخ، ومنهم من امتهن السياسة وسيلةً للارتزاق الذي دفعه تدريجاً نحو الخيانة، وتغليب مصلحة دولة أجنبية على مصالح بلده.

وأضاف الوليد آدم إنه باستعراض جغرافية المنطقة على عُجالة، تمثل ديار بني شنقول شريطاً حدودياً عرضه 250 – 300 كيلومتر داخل الحدود السودانية، مُبْتَدَأُها من “الجِكو” حتى حدود إريتريا. حاز الإثيوبيون هذه المنطقة بسبب إهمال السودانيين، وعدم إدراجهم كل القضايا الحدودية في بنود التفاوض مع المستعمر البريطاني. ومن جأؤوا لاحقاً، تقلدوا دعاوى أيديولوجية.

وقال الخبير الدولي”يستهين الإثيوبيون بالسودانيين هذه الأيام إلى درجةٍ تجعلهم يصرحون بأنهم سيشيّدون ميناءً في أرض سودانية”أدخلتهم في خضمّ الصراع المحمومِ بين الكتلتين، الشرقية والغربية، فسبب انحيازُهم إلى الكتلةِ الشرقية في دعم الغرب لإثيوبيا التي لم تتوان في سحب بساط الريادة تدريجاً من تحت أقدام السودانيين.

وأضاف الوليد آدم ان إثيوبيا لا تزدهر إلا في لحظات الاضمحلال في السودان، الذي بدأ بتلبس الرئيس جعفر النميري أوهام “الدولة الدينية”، وخضوعِه لمواجهات فئةٍ ضالة نَحَت بالسودان منحىً أفقده وجهته الحضارية، وأضاع هُويته دونما مبرر، فالاعتزاز بالهُوية العربية الإسلامية أو الأفريقية المسيحية لا يستلزم مطلقاً انسلاخ المرء عن جلدته وتخليه عن موروثه ومرتكز اعتزازه.

وأضاف ان الحضارة الإسلامية اكتسبت منعتها بالقدرة على إحداث التدامج بين الثقافات المختلفة. وأن محاولات “نميري” التوجه نحو الدولة الدينية  كانت لحظةً اإستغلتها إثيوبيا للمطالبة بنقل الاتحاد الأفريقي من الخرطوم إلى أديس أبابا التي لم تكن حينها غير أرضٍ جبليةٍ تفترشها بيوت الصفيح، تفتقر إلي أبسط مقوّمات الحياة، وتعاني من انعدام طبقةٍ وسطى، يمكن أن تكون نواة للمدنية، وتسهم في انتعاش المؤسسات الديمقراطية المدنية.

وأوضح الوليد آدم إنه لم يمضِ عقدان حتى انقلب الحال، فأصبحت هذه صورة السودان، بعد أن أُهين العلماءُ، وهُجِّر النجباء، واحتكر الإنقاذيون من نظام البشير البائد الاقتصاد والتجارة، وهيمنوا على الفضاء العمومي بأكمله، ما سبّب هجرة رأسِ المال، ولجوء التجار، صغارهم وكبارهم، إلى تهريب البضائع، والمحاصيل، والثروة الحيوانية، إلى دول الجوار.

وتابع الخبير الدولي إنه من المضحك المبكي أنك تجد إثيوبيا مدرجةً كواحدة من أهم مصدّري الصمغ العربي، وهذا محصولٌ هي لا تنتجهُ أصلاً، لكنه سوءُ السياسات الذي أرغم المنتجين على تهريب بضاعتهم عبر الحدود. ليس هذا فقط، بل كانت ملجأ المستثمرين الأجانب الذين كانت وجهتهم الطبيعية السودان إلى إثيوبيا. هذا تنافسٌ مشروعٌ، وإنْ كان غيرَ متكافئ، أمَّا محاولتُهم تزويرَ الخرائط والتطاولَ على حقوق الآخرين، فأمرٌ دونه خرط القتاد.

باقتصارهم الحديثَ عن السد على مناحٍ فنية صِرفة، يرتكب السياسيون السودانيون خطأً جسيماً، يتبدّى في تمثلهم الأرض وكأنما هي مُسطح هندسيّ يخلو من التضاريس الثقافية والوجدانية،

وأوضح ان الأثيوبيين بمحاولتهم بناء سدٍّ في قلب بُومْبُدي (مَحلية قُبا)، التي تُعتبر ُعاصمة دولة الفونج (منطقة حمدان أبو شوك)، فإنَّ الإثيوبيين لا يكرّسون فقط لسلطة سياسية/ عسكرية، وقد نجحوا في التمدد عرضاً والولوج إلى العُمق قسراً وسراً، كما فعلوا في الفشقة وقمبيلا، بل يتحدَّون السودان، منذرين بإزالة حضارة وادي النيل بالكلية، وقد أغرتهم غفلة السودانيين، إن لم نقل جهالة قادتهم السياسيين. وهم إذ يعتمدون أساليب ناعمة، مثل المكر والخداع، وأخرى خشنة شَمِلت الحرق، القتل، التهجير القسري، الترويع، فإنهم هذه المرّة لن يتورّعوا، بل سيعمدون إلى إغراق ديار بني شنقول، لأنهم أيقنوا أنهم، مهما فعلوا، سيظلون غرباء عن قبائل بني شنقول الذين لا تربطهم بهم وشائج قربي أو صلات أرحام، فأهل هذه الديار هم الفونج، عماد الدولة السودانية قديماً وحديثاً.

نفلا عن صحف سودانية

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى