الأخبارالاقتصادالانتاجالصادرات و الوارداتالصحة و البيئةالمستثمرون و الشركاتبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د يسري الشرقاوي يكتب: الأولويات في أزمنة الصراعات

مستشار الاستثمار الدولي – رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة

كل الشواهد تؤكد وتنذر باننا كشعوب تحيا علي ظهر كوكب الأرض سوف تبدأ فصلا جديدا من المعاناة ، بعيدا عن الأسباب والمسببات التي ظهر بسببها فيروس كورونا وبعيدا عن ما يحدث من تبادل الاتهامات والتصريحات الإعلامية التي تخرج من كل أعضاء الإدارة الامريكية بمختلف مواقعهم ، في صمت تام من الجانب الصيني او المعسكر الشرقي مع روسيا.

علي الرغم من حدة التصريحات والهجوم يتعالى يوما بعد يوم بالإضافة الي بعد التصرفات المدعومة من الجانب الأمريكي أيضا بشكل غير مباشر مثل دفع المانيا لاتهام الصين والمطالبة بتعويضات وتبعتها كذا دولة اخري منها نيجيريا الدولة الافريقية البترولية.

ما وددت ان أسرده في هذه المقدمة ان الخص للقارئ العزيز اننا امام حالة جديدة تعبر عن صراع مكتوم بين القوي العظمي وحالة من عدم الرضا التام عن عالم القطب الأوحد ومحاولة جادة من اطراف اخري ان تخرج بعالم جديد متعدد الأقطاب ، الا ان القطب الأوحد الذي سيطر علي العالم يرفض ويأبي ذلك تماما .

لذلك انطلق صراع ميزان المدفوعات الأمريكي الصيني طوال عام 2019 ، ومعه صراع الطلاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي وصراع الغاز في الشرق الأوسط المدجج بالصراعات السياسية ثم جاءت ازمة كورونا والحقوها بصراع النفط والطاقة فباتت عجلة الصراع تسير بسرعة جنونية وسط عالم سيطرت علية الرأسمالية المتوحشة الكاذبة والتي استخدمت أدوات واليات وتقييمات واساليب غير نظيفة وغير صحية مما نتج عنها ان كل الموجودات والأصول والناتج المحلي الإجمالي العالمي اقل 4 مرات من الدين العام العالمي.

هذه صور الصراع المتراكم فانفجرت وتفجرت المشاكل والاوجه الحقيقية مع ازمة كورونا الكاشفة  وان العولمة في ظل ما حدث مع كورونا سوف تعود للوراء وان الدول ستعود للاعتماد علي استقلالية وجودها ومواردها ومقدراتها وحسن استغلالها، والان القادم مختلف علي العالم وعلي منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وعلي قطاعات الاعمال المختلفة وعلي التوجهات الاقتصادية والاستثمارية

القادم سيكون لقطاعات الزراعة والإنتاج الحيواني والتصنيع الغذائي وكل ما يتعلق بالاكتفاء الذاتي لتحقيق القدرة والاتاحة والسلامة والاستدامة للغذاء فكل نظام الان علم تماما وبيقين ان الامن الغذائي والصحي للشعوب علي راس الأولويات وان كل اولويه اخري يمكن تدبيرها او إيجاد لها علاج مجدول او مرحل الا الامن الغذائي والامن الصحي ، وكنا دوما نتحدث عن وضع الأهداف الاستراتيجية ونخطط لاي مشروع او قطاع انتاجي فكنا نضع البعد الاقتصادي والبيئي بالاعتبار الان بات مؤكدا ان البعد الصحي والغذائي انضما بقوة الي البيئي والاقتصادي في كل ما نقدمه وننتجه ونعمل فيه.

الانهيار الحادث في العالم وانكشاف دول كثيرة في منظومة الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي اكدت ان العودة للزراعة وبالتأكيد مع استخدام وتوظيف الأساليب الحديثة في حسن استخدام الموارد الزراعية بات امرا هاما جدا ، وان الانفاق علي البحث العلمي والتعليم التطبيقي في الزراعة والصحة العامة باتت أمور اكثر أهمية من الكتل الخرسانية والاسمنتية وباتت اكثر أهمية من الانفاق علي مشاريع واستثمارات اكتشفنا في الازمة اننا يمكن ان نستغني عنها بمنتهي السهولة لكن لا يمكن ان نستغني عن الغذاء والصحة.

أتصور مثلا في منطقتنا العربية ان التمور في السعودية تعد الكنز الثاني بعد البترول ولم تستغل بعد ولم يحسن التعامل معها الا في السنوات العشر الأخيرة وكذلك الحال في مصر التي تعد واحدة من دول المقدمة في انتاج التمور وأيضا لم يتم ادخال سلاسل القيمة او الاهتمام الأمثل بهذا المحصول في أمور عديدة ومناحي وأساليب كثيرة يمكن تجعلنا نستفيد من هذه المحاصيل الاستفادة العظمي والقصوى.

في مصر كنا في ال25 عاما الأخيرة غير مكترثين بالقطاع الزراعي والإهمال أصاب هذا القطاع من كل ناحية وفي كل المحاصيل بداية من التعدي علي مليون و700 الف فدان من الرقعة الزراعية التي تآكلت بشكل سيء للغاية فقدان 20% من الأرض الزراعية الأساسية كان خطرا داهما سنعلم ثمنه وقيمته قريبا وأسعار الأرض الزراعية في محافظات الدلتا والصعيد سوف تزداد بشكل كبير جدا ،اهملنا التعليم الزراعي فمدارسنا الزراعية انتهت والمزارع تحولت الي عمارات وكليات الزراعة باتت خالية من الطلاب الي اننا سوف نعود الي الزراعة والي طبيعة مصر الزراعية وحرفة الأجداد والأمان الاقتصادي قريبا ومجبرين لأننا في عالم بات يصدر الصراعات ومن لا يملك بالفعل قوته لن يملك أي شيء فالعالم في 2020 تغير كثيرا ومن لم يتغير ويلتفت لكي ينجو من هذه التحديات سوف يذهب مع الريح.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى