الأخبارالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د عادل الجمل يكتب: مرض الكزاز في الخيول… طرق الوقاية والسيطرة علية

باحث أول معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

مرض الكزاز :

هو مرض بكتيري خطير و هام جدا منتشر في جميع أنحاء العالم و تسببه السموم البكتيرية التي تنتجها بكتيريا لا هوائية تسمى كلوستريديم تتناي , وتلك البكتيريا تعيش في التربة والأتربة والغبار و الرمال على هيئة حويصلات والتي تقاوم الظروف الطبيعية مثل الحرارة و الرطوبة و كذلك بعض المطهرات لفترات زمنية طويلة علاوة على أمعاء الحيوانات و خاصة الخيول وبالتالي فهي تتواجد في براز الحيوانات و تسبب تلوث التربة, وهو نادر الحدوث في المجترات الكبيرة كالأبقار والجاموس و لكنة شائع الحدوث في الفصيلة الخيلية و المجترات الصغيرة كالأغنام والماعز كما أنة شائع الحدوث في الحيوانات البرية و باقي الحيوانات الأخرى.

تنتقل العدوى عن طريق تلوث الجروح خاصة العميقة منها بهذا الميكروب أو حويصلاته  سواء كانت جروح خارجية أو جروح داخلية في الأمعاء أو الجهاز التناسلي خاصة الجهاز التناسلي في الإناث بعد عملية الولادة أو الإزالة اليدوية للمشيمة  أو بعد عملية الخصي في الذكور أو جز الصوف أو بتر الذيل  و غيرها, و يفرز الميكروب نوعين من السموم داخل جسم الحيوان , النوع الأول هو تيتانوسبازمين و الذي ينتقل إلى الجهاز العصبي المركزي , أما النوع الثاني فهوا  تيتانولايسين والذي يؤدي إلى تحلل الدم.

فترة حضانة المرض من 10ايام إلى 3 أسابيع وقد تمتد لأكثر من ذلك حسب درجة التلوث و عمق الجرح و قرب أو بعد الجرح عن الجهاز العصبي المركزي , وفترة الحضانة هي الفترة الزمنية بين دخول الميكروب إلى الجسم إلى وقت ظهور أول الأعراض المرضية, وكلما كان الجرح بعيدا عن الجهاز العصبي المركزي كلما زادت فترة الحضانة

تعمل السموم البكتيرية السابق ذكرها  لهذه البكتيريا على شلل الأعصاب المغذية للعضلات لذلك  تظهر أعراض المرض  في البداية على هيئة اتساع فتحة الأنف و تمدد الجفن الثالث ثم تصلب في الذيل و ارتفاعه و تمدد الأذنين إلى الوراء وفي هذه المرحلة قد يفيد العلاج عن طريق إعطاء جرعات عالية  من المصل المضاد مع جرعات عالية من الضادات الحيوية ولفترة زمنية  طويلة مع تطهير الجرح إن وجد مع بعض المهدءات و حفظ الحيوان في مكان مظلم , بعد ذلك  في حالة  تتضاعف الأعراض والتي  تتمثل في صعوبة فتح الفكين و مضغ الغذاء ولذلك يسمى هذا المرض في بعض الأحيان بمرض الفك المغلق  ( Locked Jaw ) و في المراحل المتأخرة  من المرض تظهر الأعراض كرعشة و تقلصات قوية في كافة العضلات خاصة عند إثارة الحيوان باللمس أو الضجيج العالي المفاجئ. وفي الغالب يسقط الحيوان على الأرض وتظهر عليه أعراض التشنج . تحدث الوفاة غالبا نتيجة الاختناق نظرا لتوقف عضلات التنفس (عضلة الحجاب الحاجز وعضلات الصدر) مع عضلات المضغ والبلع و من الجدير بالذكر أنة لا توجد أفات تشريحية تذكر عند عمل الصفة التشريحية للجثة .

يتم تشخيص هذا المرض غالبا من الأعراض المرضية سالفة الذكر حيث أنة لا يوجد اختبار يمكن الاعتماد علية في تشخيص مرض الكزاز بسرعة في الحيوانات علاوة على عدم و جود أفات تشريحية مميزة له , لابد من التفرقة بينة وبين بعض الأمراض التي تسبب أعراض مشابهه كمرض ضمور العضلات الحاد  (acute muscular dystrophy) و التهاب السحايا ونخر المخيخ , من الجدير بالذكر أن نقص فيتامين E  خاصة في الحملان الرضع سريعة النمو تسبب بعض الأعراض المشابهة ولكن تلك الأعراض تزول بسرعة عند إعطائها جرعة مناسبة من هذا الفيتامين.

تتضح جليا مقولة  الوقاية خير من العلاج  في هذا المرض حيث أن طرق الوقاية المتمثلة في التحصين ضد هذا المرض وحده والمعروف بتحصين التيتانوس أو مع غيرة من أنواع الكلوستريديا الأخرى والمعروف عند مربي الأغنام بالتحصين الثماني هو أفضل طريقة صحيحة للوقاية منه . كما يوجد إجراءات احترازية أخرى مهمة جدا منها تطهير الجروح تطهير جيدا خاصة العميقة منها فور حدوثها  مع إعطاء جرعات مناسبة من المضاد الحيوي لمدة زمنية مناسبة  وكذلك بعد العمليات الجراحية أو عملية الخصي أو بتر الذيل أو عند التدخل اليدوي في عملية الولادة أو إزالة المشيمة والتي قد تؤدي إلى بعض الجروح الداخلية في المهبل أو الرحم لذلك يجب اخذ الحيطة بالتعامل بلطف مع الحيوان واستخدام أدوات معقمة قدر الإمكان  وإعطاء المضادات الحيوية المناسبة .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى