الأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمياهامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د سمر قاسم: مضادات الاكسدة لمقاومة الاجهاد الحراري في الحيوانات بين المواد التقليدية والمواد النانومترية

 باحث –  قسم البيوتكنولوجي – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

يعتبرالاجهاد الحراري الذي يتعرض له الحيوانات في الاماكن الحارة وعند التنقل احد اسباب ضعف المناعة ونقص الانتاج وتعرض الحيوان لاسباب مرضية سواء كانت فيروسية او بكتيرية.

عند التعرض لدرجات حرارة مختلفة سواء علي مدي قصير او متباعد يؤدي الي زيادة الشقائق الحرة وهى ذرات تتكون من احتراق الأكسجين في جسم الإنسان وتكون مفردة أو على شكل مجموعات، تشتهر بأنها سالبة الشحنة و تسعي لاكتساب شحنات اضافية من الخلايا الطبيعية القريبة منها كما هو موضح بالرسم التالي.

اذا استطاع جسم الحيوان التكيف مع البيئة المحيطة فيسيطر علي تلك الشقائق ويحد منها وذلك يتطلب مجهود كبير من فسيولوجيا الجسم مما يسمي بالتكيف الفسيولوجي. في حالة فشل الجسم في التصدي للشقائق الحرة فتهاجم الخلايا الطبيعية وتقتل الخلايا القتالية المناعية داخل الجسم وتقوم بتكسير الخلايا وينتج عن ذلك مواد تسمي بدلالات التاكسد ويمكن قياسها باختبارات عديدة.

في هذه المرحة تضعف مناعة وانتاجية الجسم مما يؤدي الي نشاط البكتيريا والفيروسات المحيطة بالحيوان وتتسبب في امراض مختلفة مثل الامراض المرتبطة بالايض والتمثيل الغذائي ونقص خصوبة الحيوانات وانتاجيتها تباعا من اللبن ونسبة الدهن واللحوم وينتهي بزيادة معدل الوفيات.

تعتبر مضادات الاكسدة المتداولة سواء الطبيعية او المصنعة مثل فيتامين (أ، سي،ھ) وغيرها اضافات اساسية للاعلاف لزيادة مناعة الجسم وقدرته علي مقاومة الاجهاد كألية دفاع طبيعية، كما تعطي تلك المواد عند نقل الحيوانات من مكان لاخر او التعرض لدرجات حرارة عالية خاصة في البلاد الحارة وذلك تجنبا للاضرار الناتجة عن الاجهاد الجراري.

علي الرغم من استخدام مضادات الاكسدة الشائعة الا انها تعاني من عيوب ومعوقات كثيرة ترجع الي خصائص خاصة بتلك المواد مثل عدم قدرتها علي مواجهة عدد كبير من الشقائق الحرة التي تنتج وقت التعرض للاجهاد الحراري وعدم قدرتها علي وقاية الحيوانات قبل التعرض لظروف بيئية قاسية بدرجة كافية لحماية جسم الحيوان من نشاط الشقائق الحرة.

تعتبرعدم قدرة تلك المضادات علي المرورالي خلايا المخ وعبورالحواجز الطبيعية احد العيوب الاساسية لان خلايا المخ والخلايا العصبية لا تتجدد بعد تدميرها مثل الخلايا الاخري بالجسم مما يعني تلف تلك الخلايا دون حماية، كما انها سريعة التاثر بالعوامل الخارجية.

نظرا لتلك العيوب السابق ذكرها توجهت الجماعات البحثية والطبية للبحث عن افاق جديدة باستخدام المواد النانومترية لايجاد حلول مبتكرة لمشكلات قد تعجز المواد التقليدية عن حلها و شهدت تكنولوجيا النانو انطلاقة علي مستوي التطبيقات الطبية. تعتمد تكنولوجيا النانو علي تصنيع مواد متناهية الصغير بمقياس النانو متر بما يعادل واحد علي الف مليون من المتر وتعتمد تكنولوجيا النانو علي التحكم في الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمواد في صورها الاولية لتتحول الي مواد نانومترية وتمتلك خصائص مختلفة من حيث الشكل والحجم ومساحة السطح المعرضة والشحنات الكهروكيميائية مما يجعلها قادرة علي احداث ثورة  في التطبيقات الخاصة بالتشخيص والعلاج مقارنة بالمواد التقليدية.

استخدمت المواد النانومترية كمواد علاجية ووقائية علي نطاق واسع عن طريق الاستفادة من خصائص تلك المواد لتوصيل الدواء لاماكن محددة في الجسم وقدرتها علي المرور من معظم الحواجز البيولوجية داخل الجسم والتي تقف عائق امام مرور المواد التقليدية.

والفائدة؟

يوفر تكلفة العلاج واستخدام جرعات كبيرة او متكررة والمعاناة من الاثار الجانبية علي المدي الطويل وهناك نماذج متعددة للمواد المستخدمة مثل اكاسيد المعادن النادرة، البلوميرات الطبيعية او المصنعة والتي من الممكن استخدامها كنواقل للادوية لقدرتها علي استهداف الخلايا المصابة مباشرة دون الاضرار بالخلايا الطبيعية اعتمادا علي الجرعة المستخدمة وطريقة تناولها.

تستطيع المواد النانومترية ان تزيد من كفاءة الانتاجية الحيوانية ،زيادة معدل النمو والخصوبة مما يشكل اهمية بالغة للثروة الحيوانية والناتج القومي. تستطيع المواد النانومترية بخصائصها الفريدة والمبتكرة التغلب علي كافة عيوب مضادات الاكسدة التقليدية وامكانية استخامها كوسيلة علاجية ووقائية ضد المؤكسدات المختلفة.

تستطيع المواد النانومترية متناهية الصغر المرور من كافة الحواجز البيولوجية داخل الجسم والوصول الي كافة اعضاء الجسم وتراكمها مما يعطي فائدة اكبر لمدة زمنية اطول وممتدة مما يعني حمايتها من التاكسد السريع، كما استطاعت ابحاث علمية عديدة لاستخدام اكاسيد العناصر النادرة ومركبات الفلورين وغيرها كمواد تستطيع محاكاة مضادات الاكسدة التقليدية بجرعات اقل وفاعلية اكبر واثار جانبية محدودة في حدود التجارب الحيوية لتحديد الجرعات الامنة علي الجسم مما يعظم الاستفادة من تلك المواد الحديثة.

استحدث مصطلح (طب النانو) لاستخدام المواد النانومترية المصنعة بطرق مختلفة سواء من مشتقات طبيعية او كيميائية في المجالات الطبية المختلفة ونظرا لندرة الابحاث الخاصة بتلك التطبيقات في المجال البيطري وجب لفت الانظار لتلك التقنيات الحديثة والاكثر رسوخا واهمية.

توفر تقنية استخدام المواد النانومترية قيمة اقتصادية كبيرة تعود الي تقليل الجرعات المستخدمة والالم الذي يتعرض له الحيوان من تكرار حقن الادوية التقليدية و حماية الجسم من التعرض للامراض وزيادة مناعته مما ينعكس علي انتاجيته وخصوبته ايضا.

تعد استخدامات المواد النانومترية كمضادات للاكسدة من الافاق الواعدة والتي تتطلب المزيد من الدراسات والابحاث العلمية للوقوف علي الجرعات المناسبة والمدة الكافية للعلاج للوصول الي افضل النتائج العلاجية والوقائية ومدي توافق هذه المواد مع خلايا الجسم وتفادي اثارها الجانبية تمهيدا لاعتمادها و انتاجها كمواد بديلة عن المواد التقليدية المتعارف عليها.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى