FAO \ OIEالأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتصحةمصر

أخطر تقرير للفاو: سوسة النخيل تهدد  إستثمارات بقيمة 13 مليار دولار في نخيل العالم

كشف تقرير رسمي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، إنّ قطاع التمور في العالم الذي يشمل المزارع الكبيرة وعددًا لا يحصى من أصحاب الحيازات الصغيرة والذي تبلغ قيمته 13 مليار دولار أمريكي، مهدّد بسبب هذه الآفة المدمّرة المعروفة باسم سوسة النخيل الحمراء.

ولا يزال الشرق الأدنى، الذي يتميّز بقطاعه الكبير لزراعة التمور، الإقليم الأكثر تضررًا من اجتياح سوسة النخيل الحمراء. وتقدّر منظمة الأغذية والزراعة أن الحشرة قد أحرقت ما يقدّر بنصف مليار دولار أمريكي من أشجار نخيل التمور وتركت ملايين المزارعين في حالة خوف من الإفلاس في المنطقة.

وأوضح تقرير الفاو إنه على مستوى المزرعة، بما أنّ سوسة النخيل الحمراء تحّب الأشجار المجروحة، لا بدّ من معالجة الجروح التي تُصاب بها الجذوع جراء تجمّع الفروع، وإغلاقها فورًا. وينبغي إخضاع الأشجار للفحص كل ستّة أسابيع على الأقل. ومراقبة تغذية النباتات ورصد ظروف الرطوبة بشكل مستمر. والإستفادة بخبرات بعض الدول التي تقوم بفحص المزارع مرّتين شهريًا وتدريب العمّال علي إكتشاف وعلاج آفة سوسة النخيل.

وأشار التقرير إلي إنه عندما تكون أشجار النخيل موبوءة، ينبغي التخلّص منها بعناية. وينبغي عزل المنطقة بسرعة ووقف التجارة بالفروع. موضحا إن شجرة نخيل التمور  تتحمل كثيرا مخاطر هذه الآفة قبل أن تفنى وكأنّه نزف داخلي خافت، في إشارة إلى العذاب الذي تعانيه. وتحمل شجرة النخيل نفسها من دون كلل، شاهقة ورشيقة حتى آخر نفس.

وأوضح التقرير ان هذه الحشرة دخلت منطقة  الشرق الأدنى في ثمانينات القرن العشرين قادمة من جنوب شرق آسيا”. بينما وصلت إلى شرق المملكة العربية السعودية داخل أشجار نخيل الزينة المستوردة. وكان من الممكن وقفها فورًا؛ لكنّ ذلك لم يحدث.

وأشار إلي إنه في كل عام تقريبًا، تغرز الآفة أجزاء فمها في بلد أو إقليم جديد. فبعد الشرق الأدنى، انتشرت السوسة إلى أنحاء من أفريقيا والقوقاز والبحر الأبيض المتوسط. حتي وصلت إلى أقصى الشمال في البلقان.

وأضاف تقرير “الفاو”، إنّ هذه الآفة الغازية إلى حد كبير، تتجمّع أيضًا ضمن أسراب. وبإمكان أجيال متعددة أن تستعمر شجرة واحدة فتضمّ اليرقات والشرنقات والآفات البالغة. وتضع الإناث بيضها في الشقوق، 300 بيضة في كل مرة. وتخرج اليرقات من البيض وتتغذى من النقر في الجذع تاركةً أثرها على شكل “مخلّفات” أي مزيج من إفرازات الحشرات والألياف الممضوغة. وهي تحفر أنفاقًا، غير أن طنينها المدمِّر لا يُسمع إلا بواسطة معدّات خاصة ومكلفة.

وكان يُعتقد منذ زمن طويل أن السبب الرئيسي لانتشار سوسة النخيل الحمراء يكمن في قدرتها على التحليق لمسافات طويلة. ولكنّه قد تم تصويب هذه النظرية مؤخرًا: إذ تبلغ أطول مسافة موثّقة يمكن للآفة تجاوزها بالتحليق دون انقطاع 69 مترًا. ويقول العايض: “يُعزى السبب في انتشار سوسة النخيل الحمراء في أجزاء كبيرة من الكرة الأرضية إلى أوجه القصور في التجارة الدولية لأشجار النخيل”.

ويقول السيد الكحكي  وخبير في مكافحة سوسة النخيل إنّ القضاء على الآفة ممكن من الناحية الفنية، فقد أصبحت موريتانيا، في أقصى غرب الصحراء الكبرى، اليوم خالية من سوسة النخيل الحمراء، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما تم إخماد انتشار السوسة بشكل منعزل في منطقة لاغونا بيتش، كاليفورنيا. “هذه النجاحات منفردة، والمشكلة هي أنه تم التعامل إلى حد كبير مع  السيطرة على سوسة النخيل الحمراء من الجانب التجاري، مع عروض لعلاجات سحرية لم تثبت بالضرورة فعاليتها”.

ويتّسم النهج الذي يفضّله السيد الكحكي بقدر أكبر من الشمولية وهو قائم على السياسات العامة ويعتمد على تنامي الخطوات المؤسسية وفي الميدان. وهو يقوم وفريقه بتجميع المعارف وإعداد الخطوط التوجيهية وتنسيق جهود مكافحة سوسة النخيل الحمراء عبر المناطق الموبوءة. وهم يقومون بتجريب تطبيق “SusaHamra” (الذي يحمل اسم الحشرة باللغة العربية “السوسة الحمراء”): فعندما سيبدأ العمل بالتطبيق، سيجري تحليل البيانات الميدانية لإلقاء الضوء على الإجراءات الجيدة التي يجري الاضطلاع بها والمكان الذي يجري فيه ذلك. ويجري حاليًا إعداد قاعدة بيانات عالمية عن المزارعين والمصدّرين والمستوردين في قطاع التمور. وفي الوقت نفسه، تساعد منظمة الأغذية والزراعة البلدان في صياغة التشريعات وتعزير قدرتها في مجال الصحة النباتية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى