الأخبارالاقتصادالانتاجالصادرات و الوارداتمصر

د خالد فتحي سالم: القطن الطريق الوحيد لحل أزمات الألياف والزيوت والأعلاف

أستاذ بيوتكنولوجيا وتربية محاصيل الحقل الاستراتيجية- دكتوراة فى الوراثة وتربية النبات – المانيا

معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية- جامعة مدينة السادات- مصر

القطن المصري كان شعارا لحياة الاسرة المصرية تنتظره سنويا لإنعاش خزينة الاسرة القروية البسطية، لإنه كان مثالا لإرتباط الفلاح بأرضه، فكان بإختصار “زرعة ينتظرها الفلاح”، ومع تبدل الأحوال وتغير السياسات الزراعية تغير معه فكر الفلاح المصري، فإنعكس ذلك علي تخبط في زراعة المحصول ولم يعد مجديا معه التوجه في هذا النهج.

ولكن لابد ان هناك ضوء في نهاية النفق وهو ان العلم والبحث العلمي يصنع المعجزات والتفكير خارج الصندوق أحد أوجه الإستفادة من مزايا القطن المصري حتي نعيد حقبة إزدهار القطن فى السبعينات والثمانينات عندما كانت الدورة الزراعية الثلاثية وكان يوم حزين على المزارع الذى يخلو… علشان كده نبدأ الحكاية

السؤال هو لماذا نحتاج زراعة القطن؟

لإنه  محصول القطن محصول رباعي الأغرض يستخرج منة الألياف الطبيعية والطويلة والناعمة والفائقة مقارنة بالألياف الصناعية والتى تسبب حساسية الان وبالاضافة لارتفاع أثمانها والتى تستخدم فى صناعة النسيج.

وماذا أيضا؟

فهو يصنف لدينا كمتخصصين أولا كمحصول ألياف وثانيا محصول زيت مهم بعد استخراج المادة السامة جوسيبول والذى يسد العجز الحاصل الان فى محاصيل الزيوت بنسبة تفوق 90% وثالثا بعد استخلاص الزيت من البذور يعتبر الباقى من البذور أفضل علف حيوانى لارتفاع نسبة البروتين في الكسب الناتج.

وازيدك من الشعر بيت؟

بيساهم في سد العجز الحاصل فى محاصيل الأعلاف الموجود فى مصر ورابعا يوجد الان الخشب الحبيبى يمكن استيراد ماكينات خاصة بكبس الحطب الناتج وتصنيع الواح خشبية متينة تستخدم فى صناعة الاثاث والابواب والشباك فى الصين موجود ذلك فهو بذلك مشروع صناعي ينشط التنمية الزراعية والصناعية والتجارية والأيدي العاملة ويدر عملة صعبة نحن في امس الحاجة اليها الأن للنمو الاقتصادي وزيادة الدخل القومي المصري.

معني كده ان المحصول بتطوير الأفكار يكون محصول مربح بشروط… وهو ده المؤكد …بالضبط

نكمل الحكاية!!!!

لو كانت هناك إراده ونفذنا اللي قلناه من الأول ها يكون محصول القطن محصول مربح من جميع الجهات أرضة من زراعة القطن او ماكان يطلق علية ان ذلك الذهب الابيض حيث كان المزارع يربح من هذا المحصول الصناعى والاقتصادى لتصديره خام او محلوج او نسيج.

علشان نعيش في الواقع لازم يضاف إلي قيمة المحصول المادية الاولي وهي قطن الشعر قيم آخري وهي أن تكون هناك قيمة مضافة وهي التصنيع بجودة عالية لأقطاننا ولاتصدر خام لعدم توفر التصنيع مثلما حدث قديما لأن القطن المصرى ذو سمعة عالمية لكن محتاج نحوله من خام إلي صناعات مربحة.

أتذكر أن أحد المستثمرين الهنود جاء الي مصر راغبا في مصنع الغزل والنسيج بشبين الكوم وقت الخصصة بحثا عن العلامة التجارية لمصنع ينافسة بالأسواق الأوروبية أن ذلك ويرجع تفوق القطن المصري الي الأجواء المناخية فى جمهورية مصر العربية والتى حبنا بها الله وهى السبب فى الجودة العالية لتيلة القطن الطويل التيلة وذات متانة ونعومة ممتازة وفائقة.

ليه الزراعة المصرية تحتاج القطن المصري؟

لدينا مشاكل في خواص التربة وإرتفاع منسوب الماء الأرضي وده أدي لتدهور إنتاجية المحاصيل الزراعية، علشان كده محتاجين زراعة القطن

ليه؟

القطن من النباتات الحقلية ذات جذر وتدى بمعنى متعمق تحت سطح التربة ممكن يصل الى مايزيد عن المتر تحت سطح التربة مما يعمل على تحسين خواص التربة الزراعية.

ومش كده وبس لكن الأهم إنه يفكك الطبقة الصماء تحت سطح التربة والتى تتكون من الحرث لمسافات ثابتة بإستمرار ويستفيد من العناصر  الغذائية أو السمادية الموجودة علي طبقات عميقة والتى بصعب على المحاصيل السطحية كالقمح والذرة والارز  وغيرها من المحاصيل ذات الجذور الليفية البسيطة من الاستفادة منها.

ويعتبر زراعة القمح بعض قطن والذرة فى دورة زراعية ثلاثية من أفضل مايكون وذلك في الانتاجية العالية جدا

لكن الكلام ده يقودنا للحديث عن التحديات التى تواجه زراعة القطن المصري”الذهب الأبيض” فى مصر وهي إنه يعتبر محصول القطن محصول كثيف العمالة والعمالة مرتفعة وباهظة التكاليف لذا لابد من ايجاد حلول عملية لذلك من استخدام الزراعة الألية,

ومش كده وبس وكمان هناك مشاكل في عمليات مكافحة الأفات والتى تقضى على ثلث عائد المحصول والتي يمكن التغلب عليها باستنباط اصناف مقاومة للأفات ابتداء من دودة ورق القطن وايضا الحفار والدودة القارضة والتربس والجاسيد والمن أحيانا وديدان اللوز بنوعية الشوكية والقرنفلية…ايضا الفيوزاريم والريزوكتونيا من الامراض تصيب القطن.

والأهم ان أهم التحديات هي عمليات الخدمة الزراعية المختلفة من نقاوة الحشائش والعزيق وايضا الحصاد الالى مهم…لذا لابد من تنشيط ادارات الميكنة الزراعية وتصنيع ماكينات لحصاد القطن اليا بالتعاون مع اقسام الميكنة الزراعية بكليات الزراعة وذلك لتفتت الحيازه الزراعية …. الى مساحات صغيرة

وكمان لازم ولابد من عودة الدورة الزراعية الثلاثية وعلي رأسها محصول القطن كما كانت في سابق عهدها والزراعة فى تجميعات… وذلك للتغلب علي تفتت الحيازه الزراعية …. الى مساحات صغيرة فالمشاكل كثيرة ولكن لايوجد مشكلة بدون حل.

وطبعا اسعار القطن لا تتناسب مع طول الفترة التى يمكثها محصول القطن المصرى ذو السمعة العالمية حتي يتمسك المزارع بزراعتة والاهتمام بة والزراعة في الميعاد المناسب مقارنة بمحاصيل أخري مربحة تنافسة مثل البرسيم والقمح والكتان والبصل وغيرها من المحاصيل.

خلاصة الحدوته….

يجب على الزملاء باقسام الاقتصاد الزراعى بالتعاون مع الجهات المعنية بوضع آلية تسعير المحاصيل الزراعية ومنها القطن باعلان سعر استرشادى بعد حساب التكاليف او المدخلات فى العمليات الزراعية التى سبق الاشارة اليها وحساب متوسط الانتاجية او المخرجات من زراعة القطن وحصاده بناء على الالياف والبذور ونسبة الزيت وكمية الكسب الناتجة واعلان سعر استرشادى مجزى للمزارع.

كما يجب ان يعلن السعر قبل ميعاد الزراعة بشهرين على الاقل ليعمل علي جذب وزيادة المساحة المنزرعة وهذا سيحدث رخاء فى مجال المنسوجات عالية الثمن الان وعمل اكتفاء ذاتى من الزيوت والاعلاف وايضا الاخشاب…الصناعية

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى