الأخبارالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د يوسف والي يكشف تفاصيل 22 عاما في إدارة وزارة الزراعة (كلمة للتاريخ)

يوسف والي في أول حوار منذ 39 عاما يكشف دهاليز الحكم والإدارة:

>> قمت بتمزيق كل المراسلات التي تمت بيني وبين الرئيس الراحل مبارك قبل عامين لأنه “زمن وإنتهي”،

>>ثورة 25 يناير صناعة أمريكية بإمتياز ودعم أخواني و30 يونيه أنقذت البلاد من ظلام الأخوان…وخلال حبسي كان “القرآن” جليسي الأول والأخير

>> مشروعات السيسي التنموية في سيناء تعيد “الروح” لقلب مصر…وعرضت علي “منير شاش” توزيع 250 ألف فدان لتوطين البشر في المنطقة

>> السادات رفض توصيل مياه النيل للعريش منعا لإثارة الجدل مع إسرائيل… ولم تصل “نقطة” واحدة إليهاعندما كنت وزيرا

>> مبارك رفض التوريث لهذه الأسباب وجهات معينة وراء الترويج للفكرة

>> “الأخوان” طلبت الانضمام للحزب الوطني في التسعينيات ورفضت لإنه لا يمكن أن يختلط الماء مع الزيت

>> أردوغان يعيش “وهم” الخلافة الإسلامية لزمن الجهل والطرابيش

>> التفوق الإسرائيلي يقتصر على تكنولوجيا توفير المياه وإنتاج التقاوي…وبرامج السيسي الجديدة تحل هذه الأزمات

كشف الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق عن كواليس الحكم والإدارة لأخطر ملفات الزراعة والقضايا الشائكة علي إمتداد 22 عاما تولي خلال شئون وزارة الزراعة بالإضافة إلي توليه منصب الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي ثم تصعيده لمنصب نائب رئيس الحزب حتي قيام ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك، مشيرا إلي محاولات هذه الجماعة للانضمام للحزب الوطني في بدايات التسعينات من القرن الماضي بعد فشلهم في أخونة حزبي الوفد والعمل.

وتناول “والي” في الحوار  بحضور الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، علامات مميزة حول خارطة طريق تنمية سيناء ودور الرئيس السيسي في إنقاذ ما تبقي من تنمية وان مؤامرات جماعة الأخوان الإرهابية وراء التقليل من هذه المشروعات، مشيرا إلي  كواليس  أزمات الزراعة الماضية والحالية وأزماته ومنها أزمة ما يطلق عليه المبيدات المسرطنة والتوريث وحقيقة ما رددته جماعة الأخوان بأن اصوله يهودية مسردا تفاصيل عن دوره في الحكم والإدارة وأسرار العلاقات المصرية العربية والأفريقية علي مدار 30 عاما…

ولذا كان السؤال الاول له ..ما هو سر احتفاظ مبارك بك وتصعيده لك بالرغم من الهجوم عليك ؟

لأن الرئيس الأسبق حسني مبارك يعرف أنني لم أستفد من منصبي بمليم واحد لا ماديا أو معنويا، وكان يقدر ذلك، كما أنني لم أستفد أيضا من منصبي كوزير أو كأمين عام للحزب الوطني “وجاهيا” ولم أحصل مثل غيري من الوزراء على امتيازات أو مكاسب مثل الحصول علي كابينه بالمنتزه أو فيلا في مدينة مارينا بالساحل الشمالي، أو حراسة خاصة على منزلي أو خلال تنقلاتي لأنه لا أسير وسط حراسة لأنني كنت أري إنه بحكم منصبي كوزير للزراعة وكأمين عام للحزب الوطني يجب أن أتواجد بين عامة المواطنين والبسطاء والفلاحين وهو دور أصيل أقتنع به للتعامل مع السياسة.

نبدأ بقصة خلافك مع الدكتور فؤاد محيي الدين رئيس الوزراء الأسبق عام 1982 .

نظمت مصر مؤتمرا إقتصاديا  في فبراير عام 1982 بعد تشكيل حكومة الدكتور  أحمد فؤاد محيي الدين وكنت أشغل خلالها منصب وزيرا للدولة للزراعة والأمن الغذائي،  وتحدثت فيه كثيرا عن أهمية عودة أموال المصريين في الخارج للإستثمار داخل مصر، وخلال المؤتمر بدأ أول خلاف بيني وبين رئيس الوزراء الراحل الدكتور فؤاد محيي الدين وكنت وزيرا للدولة لشئون الزراعة، حيث لم تعجبه أطروحتي ، وبدأ الخلاف الثاني  مع رئيس الوزراء فيما يتعلق بقييم مشروع إستصلاح الأراضي في منطقة الصالحية والذي كان يقوده في ذلك الوقت المهندس عثمان أحمد عثمان حيث طلب “محيي الدين”، تقريرا عن سلبيات المشروع  وإنه مشروع فاشلا.

وهل حقيقي يعد مشروع الصالحية من مشروعات الإستصلاح الفاشلة؟

 رفعت تقرير للرئيس مبارك بأنه رغم بعض السلبيات الموجودة بالمشروع إلا إنه يحتاج لمزيد من التنمية وهو ما لم يعجب رئيس الوزراء الدكتور فؤاد محيي الدين ولم يجد التقرير هوي لديه فأتصل بي ليبلغني إنه طلب من الرئيس مبارك إستبعادي من التشكيل الوزاري الجديد وإنه حرصا علي مشاعري أبلغني تليفونيا كي أكون مستعد نفسيا بالخروج مع التشكيل الجديد وتشاء الاقدار ان يلقي الدكتور فؤاد محيي الدين الله بالوفاة بعد عامين من تشكيل الحكومة، بينما واصلت عملي وزيرا للزراعة في الحكومات المتعاقبة لمدة 22 عاما بعد ان كنت وزيرا بقلم رصاص.

وقصة خلافك مع الدكتور عاطف عبيد؟

كنت نائبا لرئيس الوزراء في حكومة عاطف صدقي وعندما تم تكليف عاطف عبيد بتشكيل الوزارة خلفا لحكومة الدكتور كمال الجنزوري  في 6 أكتوبر 1999، وصدر قرار تشكيل الوزارة في 10 أكتوبر 1999، وأدت الوزارة بكامل تشكيلها اليمين الدستورية في اليوم التالي، واستمرت الوزارة حتى قدمت استقالتها في 2004 قام عاطف عبيد بالإعلان عبر وسائل الاعلام خروجي من منصب وزير الزراعة وإنه سيتم توزيع أجهزة وزارة الزراعة علي 3 وزارات وهو ما رفضه الرئيس الاسبق مبارك  وكلف عاطف عبيد بإستمراري وزيرا للزراعة بالإضافة إلي تعييني نائبا لرئيس الوزراء.

ننتقل إلي ملف سيناء..,كيف تري جدوي التنمية في هذه المنطقة؟

سيناء قلب مصر وهي دائما ما تثير الكثير من الألم القليل من التنمية المستدامة، والإدارة الناجحة لهذا الملف تحول سيناء إلي أحد أهم المناطق الجاذبة للإستثمار، والتنمية ترتبط بالأمن والقوات المسلحة تقوم بدور كبير لتحقيق هذه الأهداف التنموية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنه رجل من طراز فريد في إدارة شئون الدولة.

وكيف تري جدوي إنشاء تجمعات زراعية في سيناء؟

قرار الرئيس السيسي بإنشاء تجمعات زراعية في سيناء يحقق تنمية مستدامة في سيناء ويرفع من معدلات التوطين، وهو يعد استنساخا لتجربة توزيع الأراضي علي شباب الخريجين في غرب الدلتا في منطقة بنجر السكر، بمفهوم عصري وتنموي ورغم ذلك يجب ان تهتم الحكومة ممثلة في وزارة الري باستكمال مآخذ الري لتنفيذ أهداف الدولة في استصلاح الأراضي الصالحة في سيناء لزيادة معدلات التوطين، وأنا متأكد ان تنمية سيناء زراعيا  ضمن منظومة التنمية المستدامة يحتل “القمة” في الأوليات في فكر الرئيس السيسي، ويخدم الأمن القومي المصري رغم التحديات التي تواجه المنطقة وخاصة الحوادث الإرهابية.

ولكن أحد مشاكلها الزراعية هو تمليك الأراضي؟

بالتأكيد الإرتباط بالأرض يحقق الاستقرار والتمليك احد أدوات تحقيق هذه الأهداف، وهو ما يذكرني بأحد اللقاءات مع اللواء الراحل منير شاش محافظ سيناء الأسبق   والذي أكد لي أن أحد عقبات التنمية في سيناء هي عدم وجود عقود ملكية للأراضي في شمال سيناء، وهو ما يخلق عدم استقرار لخطة التوطين في المنطقة وجذب المواطنين من الدلتا ووادي النيل وهو ما دفعني إلي عرض فتح الملكية للأراضي التي تم زراعتها فعليا وتفويضه كمحافظ في تحرير عقود الملكية وتوزيعها علي المستفيدين من خلال المحافظة.

وهل تم تنفيذ هذه المقترحات؟

 بالتأكيد لإنه يجب تمليك كل من زرع أرضا يتم وهذه لم تكن مجرد مقترحات ولكنه قرار  ساهم في زراعة 250 ألف فدان من الأراضي المنزرعة بمختلف المناطق في  شمال سيناء في المنطقة المحصورة بين شرق قناة السويس حتي الحدود المصرية في مدينة رفح المصرية، وتم توزيع المساحات المطروحة للزراعة بمعدل 5 أفدنة، ولم تتجاوز أكبر ملكية في هذه الأراضي مساحة الـ 20 فدانا، وقدمنا تسهيلات كبيرة لتشجيع الزراعة في سيناء من تخفيض في قيمة ثمن الاراض إلي النصف مقارنة بأسعار الأراضي الجديدة التي يتم طرحها في منطقة غرب النوبارية وغرب الدلتا، وكان ثمن الفدان في ذلك الوقت يتراوح من 50 – 200 جنيها للفدان.

هذا يقودنا إلي  مشروع تعمير سيناء كيف تم ذلك؟

مشروع تنمية سيناء أحد أهم الخطط لتعمير المنطقة والتي ترتبط بتوفير الموارد المائية اللازمة للزراعة كأحد النشطة الهامة التي توفر فرص العمل وتحقق الاستقرار، فكان الإعتماد علي توفير مياه الري من خلال إنشاء ترعة السلام كان يستهدف زراعة 400 ألف فدان بدلا من المقترحات المقدمة للحكومة بإمكانية زراعة 880 ألف فدان في سيناء، حفاظا علي الموارد المائية المصرية علي أن تكون مسئولية الحكومة ممثلة في وزارة الري توفير البنية القومية من شبكات الري والصرف علي ان تكون المياه الواصلة إلي مناطق الزراعة في سيناء مخلوطة وفقا لمعايير تحددها وزارتا الزراعة والري.

ولكن البعض يري ان المشروع يهدف لتوصيل المياه لإسرائيل؟

طوال عملي كوزير للزراعة لمدة 23 عاما لم يتم توصيل نقطة مياه إلي إسرائيل، كما أن الرئيس الراحل أنور السادات كان يدرك ذلك وهو ما دفعه إلي رفض وصول مياه النيل إلي مدينة العريش، حتي لا تكون زريعة لإسرائيل بالسعي لتوصيل مياه النيل إلي صحراء النقب وهو ما يتناقض مع معايير حظر نقل المياه خارج أحواض الأنهار الدولية وهو ما تحرص عليه مصر في علاقاتها مع دول حوض النيل.

هل إسرائيل متقدمة زراعيا لهذه الدرجة؟

 إسرائيل  لديها فكر تكنولوجي متطور ومتقدم في المجال الزراعي خاصة في مجالات ترشيد إستهلاك مياه الري وإنتاج التقاوي، وهو ما تم الإستفادة منه في تطوير الصادرات الزراعية المصرية والاستفادة من حصة مصر في تصدير الموالح للسوق الأوروبية، وخطة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية لإنشاء 100 ألف صوب زراعية ضمن  برنامج وطني لتوفير تقاوي محاصيل الخضر هو أحد أدوات الحد من إستيرادها من الخارج ويوفر علي البلاد مليارات الجنيهات ويساهم في توفير للقطاع الزراعي بأسعار مناسبة للمنتج الزراعي كما إنه يساهم في تحديث الزراعة المصرية، التي تعتمد طوال تاريخها علي أنها فكر قديم من الصعوبة تغييره لانه يمتد لالاف السنين ويعتمد علي الشهور الشمسية في الزراعة والحصاد مثل شهور  توت  و بابه وهاتور و كهيك و طوبة و أمشير و برمهات و برمودة و بشنس و بوؤنة  وأبيب ومسرى.

ولكن كيف يمكن نقل فكرة الصوب الزراعية إلي مستوي الفلاح المصري؟

تستطيع الدولة من خلال تفعيل دور قطاع الإرشاد الزراعي والقيام بتقديم تسهيلات لإنشاء الصوب الزراعية خاصة إنه يمكن عمل صوبة صغيرة بكل حيازة زراعية، تساهم في تحقيق طفرة في مجال الصوب الزراعية بإدارة المنتج الزراعي والمزارع المصري إعتمادا علي خبرات القطاع الخاص والحكومة في تحقيق طفرة في مجال الإنتاج الزراعي للصوب والذي يتميز بجودة كبيرة مقارنة بالزراعات المكشوفة حيث يمكن التحكم في درجات الحرارة والرطوبة فضلا عن مزايا الحد من إستخدام المبيدات.

وكيف كانت علاقة الحزب الوطني مع جماعة “الأخوان”؟

هذه الجماعة هي المسئولة رقم واحد في الترويج لما يسمي بالمبيدات المسرطنة، ويأتي ردا علي محاولتهم الانضمام لقائمة الحزب الوطني في تسعينيات القرن الماضي عندما حاولوا من خلال مرشدهم العام السابق مهدي عاكف والدكتور عصام العريان التسلل إلي السلطة للحصول علي المزيد من المقاعد البرلمانية بعد أن فشلت خطتهم السابقة في الإستمرار بالتعاون مع حزبي الوفد والعمل الاشتراكي لحصد المزيد من المقاعد البرلمانية.

وهذا هو سر العداء الأخواني ليوسف والي؟

مبارك حكم من خلال الظهير الشعبي وهو الفلاح المصري وإستقرار النظام السياسي لمصر يعتمد علي علاقة السلطة بالأغلبية والفلاح المصري يشكل الأغلبية كما أن العاملين بالقطاع الزراعي بصورة مباشرة أو غير مباشر هم الأكثر تأثيرا في الانتخابات البرلمانية، وهو ما ساهم في الحد من دور الأخوان البرلماني خلال فترة وجودي كوزير للزراعة وأمين عام للحزب الوطني في ذلك الوقت حيث لم يتجاوز عدد ممثلي الأخوان في حقبة الثمانينيات والتسعينات وبرلمان عام   2000  بلغ عدد ممثليهم في مجلس الشعب 17 عضوا فقط.

وماذا عن قضية توريث مبارك لابنه جمال مبارك؟

التوريث هو توأم للمبيدات المسرطنة وترويج لقضية لا أساس لها، لأن صاحب الشأن وهو الرئيس الأسبق مبارك “مش عايز يورث  أحد وحتي نجله جمال وهو نفسه كان ضد التوريث …إزاي نحلل الكلام ده…فمبارك لم يستهدف ولم يسعي لكي يكون نجله جمال وريثا له في حكم مصر.

كيف تأكدت ان مبارك ضد مبدأ التوريث؟

 كان الرئيس مبارك يقولي إنه “عايز يشغل إبنه جمال” وجاءتني هذه الرسالة عن طريق “نبيه العلقامي” عندما كان عضوا في الأمانة العامة للحزب الوطني حيث قال لي “العلقامي”: ان جمال مبارك إنته عارف رجل متعلم في لندن و وقدمه للناس، وفعلا بدأ جمال مبارك يذاكر مع مجموعة بتذاكر معاه عدد من الملفات وحضرت اجتماعات الحزب ولاحظت إن جمال مبارك بدأ يرد علي الأسئلة التي توجه له من أعضاء الحزب حول مختلف القضايا وبدأ ينشط، وهنا عرضت علي الرئيس مبارك أن يكون جمال مبارك أحد المساعدين للامانة العامة للحزب مع  صفوت الشريف وكمال الشاذلي ورجوت “الرئيس مبارك” ان يكون جمال أحد هؤلاء المساعدين.

وما هو رد مبارك علي تصعيد جمال مبارك وفقا لمقترحاتك؟

 قال لي مبارك: هو أنت عايز تحرق جمال أنا قلت أدي جمال فرصة وليس لجان حزبية وبعد هذا الحوار تم إغلاق الموضوع، وده يؤكد ان الترويج للتوريث كان قضية إعلامية لأطراف معينة وليست سياسية وان التكرار الإعلامي يثبت المعلومة حتي لو كانت خطأ.

هل تواصلت مع مبارك قبل وفاته؟

بالتأكيد… مبارك اتصل بي عندما كنت في محتجزا للعلاج في مستشفى الزراعيين وقال لي إحنا في سيرتك كل يوم وإنه كان دام السؤال عن أحوالي.

وكيف كانت علاقتك بملفات الدولة خلال عصر مبارك؟

كنت مسئولا عن جميع ملفات الدولة وليست ملفات الزراعة فقط، وهو ما دفعني إلي القيام بتمزيق كل المراسلات التي تمت بيني وبيني الرئيس الراحل مبارك قبل عامين لأنه “زمن وإنتهي”، واحتفظت فقط بخطابات وزير الخارجية سامح شكري، وكانت مراسلاتي مع مبارك تتناول تعليمات بموضوعات داخلية وخارجية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى