الأخبارالانتاجالصحة و البيئةامراضصحةمصر

 د نيره الأطفيحي: عدوى الميكوبلازما والبكتيريا الهوائية المرتبطة بالتهابات الجيوب الأنفية في البط

 

باحث اول -معهد بحوث الصحه الحيوانيه- مركز البحوث الزراعية – مصر

مع تزايد الاهتمام بتربية  البط بهدف انتاج اللحوم تزامنا مع احتياجات السوق التجارية للحوم البط  نظرا لزيادة تعداد السكان حيث يتميز  لحم البط  بطعم و سعر جيد بالاضافه الي امكانية تربيتة في ظل أنظمة داخلية أو خارجية ووصول الطائر إلى الوزن المطلوب  للذبح )يتراوح بين ثلاثه و ثلاثه ونصف كيلوجرام تقريبًا( في مده تتراوح من 42 إلى 56 يومًا.

طرق التربيه للبط

يتكيف البط بشكل جيد مع مجموعة واسعة من أنظمة الرعاية شريطة أن يتلقى المتطلبات الأساسية حيث يربي البط في ظروف متنوعه قد تكون حظيرة الفناء الخلفي لبضع اعداد من البط للأسر البسيطه او تربية  اسراب كبيرة في مزارع البط التجارية .

بغض النظر عن فئة تربية البط  فان هناك بعض المتطلبات الأساسية التي يجب توفرها لابقاء البط بصحة جيدة حيث يتم تربيته غالبا في  النظام الداخلي عن طريق  تربية عدة آلاف من الطيور معًا داخل المبنى الواحد وعادة ما يتم توفير القش لتغطية الأرض وتعطى البط الوجبات الغذائية المصممة خصيصا له ويتم تزويدها بالماء للشرب  وقد لا يتم منح البط مصدر مياه مفتوح للاستحمام  بينما في التربيه المفتوحه يتم تزويد الطيور بمساكن مشابهة لتلك الموصوفة للإنتاج الداخلي  مع إضافة إمكانية الوصول إلى منطقة النطاق الخارجي خلال اليوم  .

اهم المشكلات المرتبطه بتربية البط:

تظهر بعض المشكلات مرتبطة بإبقاء البط لإنتاج البيض على نطاق واسع منها انخفاض  معدل البيض  وارتفاع استهلاك الأعلاف والحاجة إلى منازل اكبرللبط  فقد تضع سلالات البط الرئيسية عددًا أكبر من البيض ويكون هذا العدد اكبر من بيض الدجاج  وبالتبعيه يزيد معدل اكله حوالي 75 ٪ من الأعلاف و لهذه الأسباب  يركز معظم المزارعين على إنتاج اللحوم.

الاصابه بالميكوبلازما وتاثيرها علي صناعة الدواجن:

تتسبب الاصابه بالميكوبلازما في خسائر كبيرة لصناعة الدواجن ولذلك يجب دراسة الخصائص الوبائية والسريرية والتوصيفيه لأمراض الميكوبلازما ومشاركة مختلف أنواع الميكوبلازما في التسبب في المرض وقد اوضحت العديد من الدراسات الميدانية دور التهابات الميكوبلازما في تطوير العلامات المرضيه ومعدلات نفوق الطيور و اكدت الدراسات و تجارب التحدي علي انتقال الميكوبلازما في المبيض والبيض مما أدى إلى انخفاض إنتاج البيض وزيادة وفيات الأجنة.

اعراض الاصابه بالميكوبلازما:

ترتبط اعراض العدوى بالميكوبلازما بظهورها بصوره بطيئة و لكنها تظل مزمنة في الدجاج والديك الرومي والبط والحمام وكذلك الطيور البرية الأخرى و يصاب البط والإوز غالبا عند اختلاطه بالدجاج المصاب بينما  نشاهد التهابات الجيوب الأنفية الحاده بشكل كبير في الديوك الرومية و يزداد حجم العدوي بميكروب الميكوبلازما بالفعل بسبب زيادة عدد الطيور في أنظمة الإنتاج المكثفة.

طرق العدوي:

تحدث العدوى بالميكوبلازما عن طريقين  اساسيين اما  رأسيا (في البيضة) حيث يصاب البيض من قناة البيض المصابة من قطيع مربي مصاب إلى ذرية او أفقيا  عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر من عرضة الطيور مع حاملات المصابة أو الحطام الملوث.

طرق العدوى متعدده وتشمل العدوي عن طريق الملتحمة أو الجهاز التنفسي العلوي مع فترة حضانة تمتد بين ستة الي عشرة أيام و  قد يكون انتقال العدوى رأسيا من الدجاجة الام الي البيض  أو عن طريق الاتصال المباشر بالطيور والنفايات والهباء الجوي والغبار والريش المحمول جواً و الملوث بالميكروب بدرجة أقل كذلك يعد الانتشار البطيء بين العشش والعنابر يشير إلى أن الهباء الجوي لا يشكل طريقا رئيسيا لانتقال العدوي و يجب ان نعترف ان الطيور التي سبق اصابتها سوف تظل مصابة مدى الحياة مع ملاحظة ان الإجهاد المكرر قد يسبب تكرار المرض بينما يبقى ميكروب الميكوبلازما المُعدي على قيد الحياة لمدة أيام فقط خارج الطيور على الرغم من أنه قد تم الإبلاغ عن البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة في صفار البيض والسائل الامنيوسي وفي المادة المجففه بالتجميد.

تأثير العدوي المشتركه مع الاصابه بالميكوبلازما :

ومن النقاط المهمه جدا في دراسة تاثير الميكوبلازما التركيز علي  العدوى المتداخلة مع فيروسات الجهاز التنفسي (IB ، ND ، ILT) وبعض المسببات البكتيريه كالايشريشيا كولاي والباستريلا وكذلك توفر الظروف البيئية الغير صحيه كالازدحام وارتفاع نسبة الامونيا في الفرشات الارضيه وانعدام التهويه السليمه و هي العوامل المتسببة في ظهور اعراض المرض اذا تعرضت لبرد شديد أو حرارة عالية أو نسبة عالية من غازات الأمونيا او عند تعرضها للغبار وهذه الظروف تقلل من مقاومة الطير أو تسبب بعض التلف في انسجة الأكياس الهوائية وتمهد لتكاثر الميكوبلازما واحداث زيادة في التلف ثم ظهور الأعراض .

وسائل التحكم في العدوي بالميكوبلازما:

تظهر الميكوبلازما صعوبة في علاجها حيث تطول مدة  التعرف عليها وتشخيصها معمليا واختيار المضادات الحيوية الفعاله إلى عشرة أيام على الأقل نظرا لصعوبة نموها وبالتالي يتأخر العلاج وتساعد هذه المده الطويله علي انتشار العدوى بشدة بين القطيع مما يسبب مشاكل صحية وخسائر اقتصاديه كبيره ويصبح العلاج غير مجدي ومن هنا يجب السيطرة على الميكوبلازما قبل ظهورها لأن العلاج يكون صعب ومكلف  وتساهم قدرة الميكوبلازما  العجيبه على الأختفاء النسبي من تتبع  جهاز الطائر المناعي لها مما يجعل العدوي تأخذ الصوره المزمنه غالبا كما ان  وجود الميكوبلازما بداخل وخارج الخلية الجسمية يجعل تأثير المضادات الحيوية عليها متقطع لذلك يمكننا أن نقلل من شدة الإصابة ولكننا لا نستطيع التخلص الكامل منها .

ان القضاء على هذه العدوى يجب ان يكون  الهدف الرئيسي للبرامج الرسمية لصحة الدواجن في معظم البلدان ويجب ان تعتمد هذه البرامج  مبدئياعلى شراء الكتاكيت غير المصابة  والإنتاج الكل / الشامل و الالتزام بقواعد الأمن الحيوي بالاضافه الي المراقبة السيرولوجيه الروتينية. المراقبة السيرولوجيه الروتينية  احد اهم الأسس لبرامج المكافحة عن طريق المسح الشامل لدم الكتاكيت اوالتأكيد من خلوهم من العدوي  وفي حالة العدوي يتم التأكيد بعزل الميكروب.

طرق تشخيص اصابه الدواجن بالميكوبلازما:

يتم التشخيص على أساس القطيع  فوجود واحد أو أكثر من الطيور المصابه في عينة القطيع يتم الحكم عليه كقطيع مصاب ومن العوامل التي تؤثر على دقة إجراءات الاختبار هي حجم العينة المفحوصه، الفترة الزمنية بين الاختبارات ، وتوقيت الاختبار فيما يتعلق بشحن الكتاكيت.

ويستلزم في حالة التجارة الدولية التأكد من خلو  الكتاكيت أو الأجنة( في حالة البيض المخصب ) من الاصابه بالميكوبلازما وعادة ما يتم تحديده عن طريق الاختبار و شهادة من بلد المنشأ وتعتبر النتائج السلبيه لفحص سيرم الطيور قبل شحن السلالة هي إشارة جيدة إلى أن القطيع كان خاليًا من العدوي عندما تم وضع البيض في المفرخ قبل واحد وعشرين يومًا.

تشخيص العدوى بالميكوبلازما في قطعان امهات الدواجن حتي في حالة غياب الاعراض  باستخدام اختبار باستخدام الانتيجين الملون (SPA) الكشف عن الجلوبولين المناعي (IgM) وهو اول  استجابة لعدوى الميكوبلازما و على الرغم من أن الاختبار سريع وحساس للغاية ونسبيًا غير مكلف فأنه  يجب توخي الحذر من انخفاض الخصوصيه وحدوث ردود فعل إيجابية كاذبة لهذا الاختبار وتوصي الابحاث العلميه  باختبار 10٪ من القطيع (بحد ادني 300 طائر)  وذلك قبل بدء إنتاج البيض وكل ستين إلى تسعين يومًا بعد ذلك.

أ  –  طرق الوقايه:

يجب الالتزام ببعض التدابيرللحصول علي قطعان خاليه من الميكوبلازما   ففي قطعان الدواجن التجارية يجب مراقبتها بانتظام للكشف عن الميكروب إذا كانت خاليه من الاصابه أدخلت للانتاج  امافي حالة  العدوي الموجوده فعليا  فيمكن القضاء عليها من المزارع بإزالة القطيع  تليها تنظيف شامل و تطهير المبنى لضمان عدم نقل العدوي للقطيع الجديد  وهناك اتجاهات حديثه لمعالجة البيض المصاب عن طريق المعالجة الحرارية أو المضادات الحيوية للبيض قبل الحضانة  جنبا إلى جنب مع فحص مفقسات الطيور مع التأكد من السلامة البيولوجية الدقيقه لمنع حدوثها وإعادة إدخال هذه القطعان.

الحفاظ على قطعان الدواجن الخالية من الاصابه غير عملي لذا فأن  اللقاحات الحية و / أو الميتة يمكن أن تساعد في الوقاية ومع ذلك  فإن بعض البلدان لازال لديها قيود على استخدام  تلك اللقاحات.

كذلك تعد  الإجراءات الروتينية لمكافحة العدوى  بما في ذلك الصرف الصحي والتطهير  والحد من مخاطر انتقال العدوى بين الطيور و اجراءات الامان الحيوي لتجنب نقل العدوي عن طريق  الطيور البريه التنظيف والتطهير المنتظم من اهم خطوط الدفاع للوقايه من العدوي .

ب –  طرق العلاج:

وللحصول علي العلاجات الفعاله الناجحه لعدوى الميكوبلازما بالمضادات الحيوية في البط يجب اجراء  اختبار مدى حساسية المضادات الحيويه ضد  تلك  المعزولات الحقليه  و اختيار المضاد الحيوي الفعال  بناءً على الحد الأدنى لقيم التركيز المثبطة ضد الميكوبلازما المعزولة من القطيع.

تعد الميكوبلازما اناتيس و انسيرس و كولواكالي  و M. sp. 1220 هي ميكوبلازما الطيور المائية المعروفة و التي قد لا تظهر أي علامات سريرية لعدوى الميكوبلازما (أي الالتهابات غير السارية أو الناقلات) ومع ذلك فإن هذه الأنواع من الميكوبلازما ترتبط أيضًا ببعض الحالات المرضية في الطيور المائية و ترتبط عدوى الميكوبلازما اناتيس ببعض الأعراض العصبية في البط تحت ظروف الإجهاد  كما تم وصف التهاب القصبات الهوائية والتهاب الصفاق وزيادة وفيات الأجنة في دراسات العدوى التجريبية في البط بينما ارتبطت عدوي الانسيرس بالتهاب الغدد الهوائية والتهاب الصفاق والوفاة الجنينية في الأوز  وقد يكون لها دور في التهاب القلفة والتهاب القضيب بينما ارتبط كولواكالي بعقم البيض في الأوز.

يعتبر الإجهاد المفرط  مثل السكن غير الملائم  أو الازدحام أو الإنتاج الشامل للبيض   أو الظروف الصحية غير المناسبة وعدم كفاية وصول الطيور المائية إلى الماء من الاسباب المساهمه في حدوث المرض كذلك العدوى المشتركة للطيور المائية بهذه الميكوبلازما مع مسببات الأمراض البكتيرية أو الفيروسية الأخرى قد تؤدي إلى مظاهر مرض أكثر شدة وعواقب اكثر خطوره.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى