الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةالمياهامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د فتحي حسين يكتب: عيش الغراب رحلة عبر التاريخ

معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية – مركز البحوث الزراعية – مصر

تلك الهبة والنعمة من ثمار المشروم او عيش الغراب والتى تخرجها وتجود بها الطبيعة باذن ربها  من غاباتها و اشجارها واحراشها واعشابها وتربتها , زراعية كانت او صحراوية او جبلية. تلك الثمار اللذيذة وذات المذاق الفريد والذى لا يمكن وصفة من شدة تميزة وفخامتة , نعم هي ثمار متنوعة لاصناف وانواع عديدة من المشروم .

وتتنوع ثمار المشروم في الوانها بشكل غير محدود بما يبهج العين ويمتعها حيث تتوافر في ثمار المشروم كل درجات الالوان من الابيض الناصع وحتى الاسود الفاحم . وكما تتنوع الوان ثمار المشروم فان اشكال الثمار تتباين من الشكل المعتاد كالمظلة او القبعة والذى يعرفة الجميع  الي اشكال اخري لا تخطر علي بال ولا يعرفها معظم الناس.

تلك هى ثمار المشروم ذات الطعم الذيذ والشهي والقيمة الغذائية الكبيرة والمهمة الي جانب القيمة الصحية والعلاجية المميزة والفريدة والتي توفر الحماية والوقاية للجسم من الامراض الشائعة وكذا الخطيرة منها  كما تحفز جهاز المناعة وهو خط الدفاع الاول عن الحسم لمجابهة كل ما يهدد جسم الانسان . كما ان الاعتياد علي تناول المشروم وادخالة في الروتين الغذائي للانسان من شانة ان يضبط ويحفز الانسجام والتناغم بين كل اجهزة واعضاء الجسم  بما يحميى الانسان ويشعرة بالصحة والسعادة والرضى . وينتشر المشروم في الكون انتشارا واسعا حيث يتواجد تقريبا فى كل البيئات وكل الاجواء .

لمحة تاريخية :

يعتقد أن عيش الغراب قد عرف منذ العصور السحيقة وربما عرفه الانسان الاول عندما كان يلتقط غذاءه ويجمعه من الارض حوله فجمع ثمار عيش الغراب واكلها نيئة قبل ان يعرف النار وقد وجدت حفريات وصور منحوته من بقايا الحضارات السابقة كحضارة الصين القديمة والحضارة المصرية الفرعونية والسومرية وحضارة الازتيك وحضارة المايا وغيرها . واقدم تسجيل معروف للمشروم  هي رسوم محفورة في كهف قديم يرجع الي  5000 سنة قبل الميلاد في شمال الجزائر ( Tassili cave Art from Northern Algeria  5000 years B.C. ) .

ووصل الامر الى تقديسه عند بعض الشعوب القديمة كما وجد مصورا فى الكهوف والمعابد القديمة حيث كان يأكله الرهبان والنبلاء فقط واسموة “غذاء الالهة” و “اكسير الحياة ” واطعم الرومان جنودهم قبل المعارك بثمار عيش الغراب لزيادة قوتهم – ونظرا لتزايد الطلب على اكله فقد جرت محاولات عديدة لاستزراعة وربما يكون الصينيون اول من افلح فى زراعة عيش الغراب خصوصا الصنف الشيتاكي كذلك فمن المؤكد ان الفرنسيون هم اول من زرع عيش الغراب الاجاربكس ثم تطورت طرق الزراعة لكل الاصناف بتقدم العلوم حتى وصلت لما هى عليه الان.

وبهذا يتضح ان عيش الغراب موجود علي الارض منذ العصور السحيقة وقد رافق الانسان في كل رحلة حياتة منذ اول وجودة.  كما كانت ثمار عيش الغراب من اول ما جمعه وتغذى علية الانسان نيئا قبل ان يعرف النار . ثم ارتبط عيش الغراب بكل مناحى حياة الانسان , بل وقدسة واصبح جزء من رموزة الدينية في حضارات غابرة في امريكا الوسطى كما استخدمتة تلك الشعوب في احتفالاتها الدينية . وكما استخدمت انواع منه للتغذية فقد استخدمت انواع اخري لتغييب الاحساس الواقعى والوعي والتحليق في عوالم من الهلوسات , وليس هذا فحسب بل يحفل التاريخ باستخدام ثمار بعض انواع المشروم السامة في الاغتيالات لشخصيات مهمة ومؤثرة وتغييبها من الحياة.

ما هو عيش الغراب ؟

تنتمي جميع أنواع فطريات عيش الغراب إلى مملكة الفطريات، وهي تعرف باسم آخر هو المشروم، وتختلف عن النباتات كغيرها من الفطريات الأخرى بعدم احتوائها على صبغة الكلوروفيل الخضراء التي يستعملها النبات في صنع غذائه في عملية التمثيل الضوئي، وهي فطريات تنمو فوق سطح الأرض، ويكثر نمو أنواعها البرية في مناطق الغابات تحت الأشجار، وفي المناطق العشبية الرطبة.

تسمية عيش الغراب:

يعود سبب تسمية فطريات عيش الغراب بهذا الاسم في مصر إلى انجذاب الغراب لأنواعها المختلفة لتناولها، مما جعلها تنتشر بين الفلاحين والعامة بهذا الاسم، وتعتمد انواع عيش الغراب في أغلبها على امتصاص غذائها من البيئة العضوية المحيطة بها بعد ان تفرز انزيمات محللة لتلك المادة العضوية.

عيش الغراب كغذاء:

يعتبر عيش الغراب من اهم الاغذية ذات القيمة الغذائىة العالية نظرا لمحتواة العالي من المغذيات المهمة وعلي راسها البروتين والذي يحتوي علي كل الاحماض الامينية الاساسية (مثل البروتين الحيواني) بالاضافة لمحتواة المرتفع من الاملاح والعناصر المعدنية المهمة خصوصا النادرة منها والي جانب الفيتامينات المهمة فانة يحتوى علي كميات مهمة من الالياف ونسب منخفضة من الدهون.

ويحوي عيش الغراب الي جانب كل ماسبق كميات كبيرة ومؤثرة من المركبات الحيوية الفعالة والتي غالبا ما تنتمى للسكريات العديدة والتي ثبت تاثيرها الطبي المهم للوقاية والحماية وكذلك معالجة مجموعة كبيرة من الامراض الخطيرة كما انها ترفع وتحفز مناعة الجسم ما يمكنة من مجابهة العديد من المخاطر ومسببات الامراض للجسم وعلي هذا يعتبر المشروم من اهم الاغذية لقيمتة الغذائية والصحية واعتبارة غذاء وظيفيا.

ويجب ان يؤخذ في الاعتبار ان هناك مجموعة من انواع عيش الغراب تعتبرغير ماكولة او غير مستساغة او مستحبة بل ان بعضها سامة للغاية وقاتلة ولهذا لابد وحتما لا ناكل الا ما نزرعة من اصناف المشروم او ما نشترية فقط ولا نتناول ابدا ما ينمو بشكل بري لقلة معرفة معظم المواطنين باصناف المشروم المختلفة وتمييزها.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى