د محمد الجاعوص يكتب: الكوكسيديا الاعورية في بدارى التسمين (الخسارة الإقتصادية والتشخيص والوقاية)
باحث امراض الدواجن – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر
تقدم هذه المقالة نبذة عن مرض الكوكسيديا الاعورية في بدارى التسمين (cecal coccidiosis) كاخطرالامراض الطفيلية التي تصيب قطعان بدارى التسمين مسببا خسائر إقتصادية فادحة على المستوى المحلى في مصر و كذلك حول العالم ذلك لصعوبة التحكم و السيطرة على المرض رغم العديد من الدراسات و الأبحاث التي أجريت دوما للتصدى لهذا الخطر الداهم.
تعريف المرض:
مرض طفيلى تسببة الايميريا تينيلا (E.tenella) طفيل وحيد الخلية (protozoa) التي تصيب الاعورين (ceacum) كجزء من امعاء الطيور مسببا خسائرإقتصادية كبيرة في صناعة الدواجن.
طرق العدوى و إنتقالها:
تبدا بإلتقاط الطيور للبويضات المتحوصلة للطفيل (sporulated oocysts ) وبلعها مع الماء او الاكل حيث تبدا دورة حياة الطفيل داخل جسم الطائر و تشمل ثلاث مراحل رئيسية:
1- تحرر البويضات المتكيسة بعد تكسير جدارها الخارجي بفعل إنزيم التربسين و عصارة الصفراء (bile) لتتحول إلى بويضات غير متحوصلة (unsporulated oocysts) داخل أمعاء الطائر.
2- إختراق اهداب الأمعاء و الجدار المبطن للامعاء و إستعمار الخلايا المعوية لإنتاج الاطوار المختلفة للطفيل وتكاثر اعدادها (سبوروزويت وميروزويت و شيزونت الأول و الثانى) ثم إنتاج الطور الجنسى (خلايا ذكرية و انثوية).
3- تخصيب الخلايا الذكرية للخلايا الانثوية لإنتاج البويضة الأولية (zygot ) التي تتطور لتصبح بويضة كاملة (oocyst) التي تتمزق من الخلايا المعوية و تمر مع زرق الطيور بكميات هائلة و قد تتكرر هذه الدورة ثلاث الى اربع مرات داخل جسم الطائر. ثم تبدا المرحلة الأخيرة خارج جسم الطائر4- تحوصل (sporulation) البويضات في درجات الحرارة (8-37درجة مئوية) و الرطوبة بالفرشة مع و جود الاكسجين.
العوامل التي تؤثر على شدة و ضراوة الكوكسيديا الاعورية:
1- عدد البويضات المتحوصلة التي يبتلعها الطائر.
2- عمر و سلالة الطائر و حالتة الصحية ووجود مناعة نتيجة إصابة سابقة بالمرض.
3- نسبة الرطوبة الموجودة بالفرشة.
4- إستخدام مضادات الكوكسيديا بالعلف او التحصين ضد المرض.
5- كثافة الطيور داخل العنابر و حالتها الغذائية.
6- إستخدام المطهرات الفعالة ضد الطفيل المسبب للمرض.
الخسائر الاقتصادية للمرض:
أ- خسائر مباشرة : نتيجة نسب النفوق 20-30% , ضعف النمو مع نقص اوزان الطيور المستهدفة , سوء معدلات التحويل الغذائي , رفض مجازر الدواجن للطيور المصابة و تصنيفها تصنيف متدنى نتيجة ضعف التكوين العضلى (emaciation).
ب- خسائر غير مباشرة : تكلفة إستخدام مضادات الكوكسيديا و التحصينات و المطهرات , التاثير السلبى على خلايا الأمعاء مما يؤدى إلى ضعف إمتصاص العناصر الغذائية الأساسية حتى بعد إنتهاء المرض , تعتبر الكوكسيديا عامل مساعد للإصابة بامراض أخرى مثل الكوليستريديا و التاثير السلبى على مناعة الطيور و الإستجابة المناعية للتحصين ضد الامراض الأخرى مثل النيوكاسل.
الأعراض الظاهرية للمرض:
خمول , إنتفاش الريش , رعشة مع تقوس الظهر, إصفرار العرف و الداليات , إنخفاض معدلات إستهلاك العلف و الماء و يصحب ذلك ضعف عام و هزال مع وجود إسهلات مدممة حمراء او بنية اللون ثم يبدا ظهور النافق بين الطيور المصابة.
دجاجة مصابة بالكوكسيديا الاعورية تظهر عليها اعراض المرض
الصفة التشريحية للمرض:
تظهر التغيرات المرضية في منطقة الاعورين بالامعاء و تقسم حسب ضراوة الإصابة و شدة التغيرات التشريحية إلى اربع مستويات (scores -4):
الأول(score 1): ظهور انزفة نقطية بسيطة على جدار الاعورين مع تغير طفيف في لون و محتوى الاعورين.
الثانى(score 2 ): وجود دم بالاعورين مع زيادة سمك جدار الاعورين.
الثالث(score 3): نزيف حاد مع وجود دم متجلط و تغير كبير في شكل و محتوى الاعورين و زيادة حجمة ليظهر بشكل السيجار.
الرابع(score 4): ظهور لب متجبن(cecal core) من الخلايا المتنكرزة و الدم المتجلط و بويضات الطفيل يملىء الاعورين.
تشخيص المرض:
1- الاعراض الظاهرية. 2- التغيرات التشريحية.
3- الفحص المجهرى للكشف عن وجود بويضات الكوكسيديا في زرق الطيور و مسحات من الغشاء المخاطى للاعورين للكشف عن وجود الاطوار المختلفة للطفيل.
العلاج و الوقاية من المرض:
يجب الأخذ في الإعتبار بأن الطيور المصابة ستعانى من سوء معدلات التحويل الغذائي حتى بعد إنتهاء فترة العلاج نتيجة التأثير المدمر الذى يسببة الطفيل لاهداب و خلايا الإمتصاص بالأمعاء مما يحرم الطائر من إمتصاص العناصر الغذائية اللازمة لنموة و إنتاجيتة.
تعالج الطيور المصابة بالكوكسيديا الاعورية بالامبرول 20% بمعدل 1جرام لكل لتر ماء شرب 8ساعات يوميا لمدة 5 أيام متتالية او تولترازوريل 2.5% بمعدل 1مليلتر لكل لتر ماء شرب لمدة48 ساعة متواصل. وينصح بإعطاء جرعات من فيتامين (ك) لوقف الأنزفة و كذلك فيتامين (أ) ليساعد على إعادة بناء الخلايا و إعادة بناء الغشاء المخاطى للامعاء.
الوقاية و السيطرة على المرض: يصعب منع المرض نهائيا حيث ان الطفيل موجود في الظروف المناخية المناسبة للطيور و لة القدرة على العيش لمدة طويلة في الفرشة او التربة مقاوما اغلب المطهرات الكيميائية و كذلك التغيرات البيئية المحيطة بة كما ان دورة حياة الطفيل سريعة (7 أيام) و مباشرة و تنتج عنها كميات هائلة من البويضات المتحوصلة المسببة للمرض و لكن هناك عوامل تساعد على الحد من ضراوة الطفيل و السيطرة علية و تشمل:
1- إتباع أليات الأمان الحيوى في مزارع بدارى التسمين لتقلل من فرص حدوث العدوى و إنتشارها بين قطعان التربية.
2- الحفاظ على الفرشة جافة و تجنب زيادة نسبة الرطوبة بها خاصة في أماكن وضع السقايات.
3- إستخدام مطهرات فعالة مثل الأمونيا و المثيل بروميد بعد تنظيف العنابر بالماء و الصابون.
4- تجنب الكثافة الزائدة للطيور داخل العنابر و كذلك عدم تربية طيور ذات أعمار او سلالات مختلفة في عنبر واحد.
5- إستخدام مضادات الكوكسيديا الوقائية في علف الطيور طبقا للبرامج المتعارف عليها و منها
أ- مضاد كوكسيديا واحد طول فترة دورة التربية (دايكلازوريل,سالينومايسين,ماديوراميسين).
ب- إستخدام مضاد كوكسيديا اول أسبوعين ثم تغيرة بأخر حتى نهاية دورة التربية.
التحصين ضد الكوكسيديا الاعورية:
يجب التأكد من أن اللقاح يحتوى على الايميريا تينيلا المسببة للمرض حيث ان المناعة خاصة لكل نوع منفرد من مجموعة الايميريا (Eimeria species) و لا توجد مناعة مكتسبة بين أنواع الايميريا المختلفة و يكون التحصين بالرش او في مياة الشرب بلقاح حى مثل (كوكسى فاك بى او أميو كوكس 1-5 يوم عمر الكتكوت) او لقاح مستضعف (attenuated) مثل باراكوكس 1-5 يوم عمر الكتكوت او ليفاكوكس5-9يوم عمر الكتكوت.