اخبار لايتالأخبارالصحة و البيئةالعالمامراضبحوث ومنظماتصحةمتفرقات

د عاطف كامل: هل حيوان المرموط البرى المتهم الأول بنقل مرض الموت الأسود ؟

رئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان كلية الطب البيطرى- جامعة قناة السويس

خبير التنوع البيولوجى ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية UNDP ، وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية بمنظمة اليونسكو UNESCO وخبير بيئى بوزارة البيئة المصرية

 حقائق عن حيوان المرموط

حيوان المرموط المتهم بأنة المسبب لهذا الطاعون، أنه هو جنس من الحيوانات البرية يتبع فصيلة السنجابية من رتبة القوارض. وهو أكبر حيوان في فصيلة السنجابيات. ويصدر صوتًا عاليًا مهمته تحذير باقي أعضاء مجموعته من أي خطر يحدق بهم ويطلق عليه مسمى “الخنزير الصفار”. ويقضي هذا الحيوان نصف العام في “بيات شتوي” يمكن أن يستمر من سبتمبر أيلول حتى مايو أيار، وفقًا للظروف المحيطة به.

وخلال “البيات الشتوي” يتجمع في مستعمرات ويكون أعداد من نفس النوع موجودة بالقرب من بعضها بعضًا للحفاظ على طاقة الجسم خلال تلك الفترة. وتكون حياته في المرتفعات خلال الصيف بينما يهبط إلى المناطق المنخفضة خلال البيات الشتوي.

يتبع رتبة القوارض، ويعد أكبر حيوان في فصيلة السنجابيات ويطلق عليه أيضًا “خنزير الأرض”. ويعيش المرموط في الجحور وينتشر في العديد من المناطق في نصف الكرة الشمالي.

يعتمد هذا الحيوان على حاستي الشم والسمع بصورة كبيرة، لأنه لا يمتلك حاسة بصر قوية. ويعيش هذا الحيوان في مستعمرات ويكون لكل حيوان ذكر اثنين أو ثلاث من الإناث.

رفع حالة التأهب لمواجهة الطاعون الدبلي

حيوان المرموط هو المتهم الجديد في نقل مرض الطاعون الدبلي الذى ظهر في الصين، حيث أعلنت الصين حالة التأهب القصوى يوم السبت الماضي، وتم ربط حالتين من الطاعون الدبلي بأكل  لحم حيوان المرموط الخام، بعد دخول صبي يبلغ من العمر 15 عامًا إلى المستشفى.
وكانت السلطات في منطقة منغوليا الداخلية الصينية، أعلنت رفع حالة التأهب بعد الإبلاغ عن الحالة المشتبه بإصابتها بـ “طاعون الدبلي”، فى وقت سابق.

ووجهت الصين إنذارًا في منطقة منغوليا الداخلية في باينور مع وضع المنطقة في حالة تأهب من المستوى الثالث وحظرت السلطات صيد وأكل الحيوانات التي يمكن أن تحمل الطاعون، وطلبت من الجمهور الإبلاغ عن أي حالات يشتبه أنها طاعون أو حمى بدون أسباب واضحة، والإبلاغ عن أي حيوان مرموط مريض أو ميت.

وتقول وكالة أنباء شنخوا الصينية إن منغوليا أيضاً أكدت وجود حالتي إصابة بالمرض الأسبوع الماضي، وهما شقيقان تناولا لحم المرموط في مقاطعة خوفد.
ويحذر المسؤولون الروس السكان في منطقة ألتاي في البلاد من صيد حيوانات المرموط، حيث أن اللحم المصاب من القوارض يعتبر سبيلاً معروفاً لنقل العدوى.

ما هو الطاعون الدَّبلي (الموت الأسود) وهل ممكن علاجة ؟

يُعد الطاعون مرضا معديا قد يفضي إلى الوفاة، وتحدث الإصابة به بسبب بكتيريا تسمى “يرسينية” تعيش في بعض الحيوانات، لاسيما القوارض، والبراغيث.

والطاعون الدَّبْلي هو النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي يمكن أن يصيب الإنسان، وتأتي تسميته بهذا الاسم من الأعراض التي يسببها، مثل تورم مؤلم في العقد اللمفاوية أو “دّبْل” في الفخذ أو الإبط.

الطاعون الدبلي الناجم عن إصابة بكتيرية كان مسؤولاً عن واحد من أكثر الأوبئة فتكاً في التاريخ البشري، ألا وهو الموت الأسود، الذي أودى بحياة حوالي 50 مليون شخص في أفريقيا وآسيا وأوروبا في القرن الرابع عشر.

ومنذ ذلك الحين، كانت هناك بضع حالات انتشار للوباء على نطاق كبير. وقتل قرابة خُمس عدد سكان لندن خلال فترة “الطاعون العظيم” في عام 1665، بينما مات أكثر 12 مليون شخص في عمليات انتشار للمرض في الصين والهند خلال القرن التاسع عشر.

لكن في هذه الأيام يمكن علاج المرض باستخدام المضادات الحيوية. وإذا ترك بلا علاج، فإن المرض- الذي ينتقل عادة من الحيوان والمتهم فية حيوان المرموط إلى الإنسان من خلال البراغيث- قد يؤدي إلى الوفاة بنسبة 30-60 بالمئة من الحالات المصابة.

وتشمل أعراض الطاعون الحمى القوية، القشعريرة، الغثيان، الضعف وتورم العقد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ.

كيف تحدث العدوى؟

يُصاب الشخص عن طريق:

  • لدغات براغيث مصابة.
  • لمس حيوانات مصابة مثل الجرذان والفئران. وتشمل المرموط البرى.
  • استنشاق قطرات من جهاز تنفسي مصاب، تنتشر عن طريق أشخاص أو حيوانات مصابة.

كما يمكن أن تحدث إصابة للقطط والكلاب المنزلية بسبب لدغات براغيث أو أكل قوارض مصابة.

وتنتقل العدوى إلى الجسم أيضا عبر قطع الجلد، إذا كان الشخص على اتصال وثيق بدم حيوان مصاب.

وحظرت الصين صيد وأكل حيوانات “المرموط” التي يمكن أن تنقل الطاعون، الذي تسببه البكتيريا “يرسينية” ، وهو أحد أخطر الالتهابات البكتيرية في تاريخ البشرية.

كما يمكن أن تنقل جثة مصاب، توفي بسبب إصابته بالطاعون، عدوى المرض لأشخاص على اتصال وثيق به، مثل أولئك الذين يعدون الجثمان لدفنه.

ما رد فعل منظمة الصحة العالمية؟

وقالت منظمة الصحة العالمية ، إنها “تراقب عن كثب تطورات الطاعون الدبلي في الصين، معتبرة أنها لا ترى هذا الطاعون خطرًا حقيقيًا في المرحلة الحالية”.

وقالت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس: ” الطاعون الدبلي كان معنا وهو دائماً موجود منذ قرون. نحن ندرس عدد الحالات في الصين، ويتم التعامل بشكل جيد مع المرض”.لمنع إنتشارة بصورة وبائية فى جميع أنحاء العالم مثل جائحة Covid-19.

هل يمكن أن يتفشى من جديد أو يصبح وباء عالميا؟

إن حالات الإصابة بالطاعون الدبلي نادرة، لكن لا تزال هناك بعض حالات الانتشار للمرض من حين لآخر. فقد شهدت مدغشقر ظهور أكثر من 300 حالة إصابة بالمرض خلال تفش له في العام 2017. لكن دراسة أجرتها مجلة “لانسيت” الطبية وجدت أن عدد الوفيات كان أقل من 30 شخصًا.

وفي مايو من العام الماضي، توفي شخصان في منغوليا بعد تناولهم لحم المرموط النيئ، غير أنه من المستبعد أن تقود أي من الحلات التي ظهرت إلى انتشار الوباء. وقال دكتور شانتي كباغودا، وهو طبيب متخصص بالأمراض المعدية في مركز ستانفورد للرعاية الصحية، لموقع هيلثلاين الإخباري: ” بخلاف ما حصل في القرن الرابع عشر، لدينا الآن فهم لطريقة انتقال هذا المرض. ونعرف كيف نمنع انتشاره”.

خريطة توزيع حيوان المرموط فى العالم

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى