ننشر تفاصيل خطة الدولة لإنقاذ قرية وادي العلاقي من الفقر إلي الحياة بمشاركة جمعية أهلية

عكفت جمعية قبس من نور على وضع خطة لتنمية قرية وادي العلاقي بمحافظة أسوان لعرضها على إدارة مبادرة حياة كريمة، للبدء في تنفيذ خطط عاجلة لتحسين الأوضاع المعيشية والخدمات المقدمة للأهالي في القري وخاصة خدمات الصرف الصحفي ومياه الشرب والقطاع الطبيـ حيث تم رصد مشاهد تكشف عن حالة إنسانية فريدة من نوعها وواقع أكثر فظاعة من التوقع.  حيث أطلال وبقايا منازل متهالكة، بيوت تجمعت عليها عوامل التعرية فتركت اهلها فى العراء يحتمون من حر الشمس وبرد الشتاء ببقايا أقمشة بالية يصنعون منها شبه خيام يتخذونها مأوى لهم.

وليس هذا فحسبن ولكن خزان مياه لتزويد القرية بمياه الشرب معطل يأكله الصدأ توقفت ماكينة الرفع فيه منذ سبعة أشهر عجاف مما دفعهم للاستعانه بسيارة تابعة للوحدة المحلية تأتي لهم بالمياه التى لا تكفي احتياجتهم وأطفالهم، أعمدة إنارة لا تعمل، بقايا وحدات طاقة شمسية ما بين متهالكة ومعطلة لتلف بطارياتها. حتي الطبيعة استجمعت قوتها عليهم، تغيرات مناخية تظهر كل اثارها مجتمعة حتي على ملامح وجوههم، تصحر جعل من المنطقة صحراء جرداء حيث لا زرع ولا ماء، أناس يعيشون حياة بدائية.

وتم رصد عددا من المشاهد التي تستوجب تدخلا من الدولة لإنقاذ هذه القرية الواقعة في أقصي جنوب مصر، وعلى بعد اكثر من 150 كيلو متراً، وعبر طريق صحراوي وعر وغير ممهد تقطعه السيارات في قرابة الخمس ساعات، وتقع القرية في وادٍ صحراوي تجمعت فيه كل أسباب الحياة القاسية، يسكن أكثر من ألفين من المصريين، فى قرية “وادي العلاقي”، القرية التى تجمعت عليها كل عوامل الطبيعة القاسية حتي جعلت منها “أفقر قرية فى مصر” وفقاً لخريطة الفقر الصادرة عن الحكومة المصرية.

وتنشر “أجري توداي” تفاصيل خطة الإنقاذ  لتنفيذ خطة التنمية في قرية وادي العلاقي بالمشاركة بين مبادرة “حياة كريمة” و “جمعية قبس من نور” حيث أستفادت الجمعية من الجهود التى تقوم بها الدولة لتحسين مستوي المعيشة في القري الأكثر فقراً،  حيث ساهم ذلك في إهتمام مبادرة حياة كريمة التي تشرف عليها وزارة التضامن بإدراج قرية وادي العلاقي ضمن خطتها،على أن تتم التنمية في هذه القري بالمشاركة، فجهود التنمية والتدخلات التى يتم تنفيذها يكون تمويلها ما بين المبادرة والمؤسسة الأهلية التى تقبل هذه المهمة.

وبعد أن إنتهت جمعية “قبس من نور” من تنفيذ المرحلة الاولي ، وضعت الجمعية بالتعاون مع مبادرة حياة كريمة وتحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي خطة تطوير شاملة للقرية تماشياً مع توجهات الحكومة فى انتشال هذه القرية من الفقر الى أن تصبح قرية بيئية تتوافر لها سبل الحياة الكريمة.

وبدأت الحكومة بالتعاون مع جمعية  “قبس من نور”  تمهيد الطريق وبناء خزانات مياه وتزويد القرية بعدد مائة عمود إنارة كهربائية ومولد يكفي لإنارة الشوارع بصفة دائمة، وتنفيذ تدخلات من أجل توفير الاحتياجات الرئيسية الأخرى، بينما وضعت جمعية “قبس من نور” خطتها لتشمل التعليم والصحة والزراعة والبيئة والثقافة والاهتمام بالثروة الحيوانية والحرف التراثية والصناعات اليدوية وغيرها.

وسوف تستمر هذه الجهود من خلال المشروع التنموي للنهوض بقرية وادي العلاقي الذى ترتكز أهدافه على محورين رئيسيين حيث يرتبط المحور الأول بالتنمية الاقتصادية للفئات المستهدفة من خلال العمل على خلق فرص عمل جديدة فى مشروعات زراعية وبيئية متوسطة ومتناهية الصغر مثل (مشروعات الانتاج النباتي – انتاج الاعشاب الطبية – التصنيع الزراعي “تغليف وتعبئة – تعظيم الاستفادة من المواد الخام بتوجيهها للصناعة فى مشروعات صغيرة – الحرف التراثية – الصناعات اليدوية”). وايضا يهدف المشروع الى دعم المشروعات الصغيرة.

بينما يهتم المحور الثاني بالتنمية الثقافية وتنمية المهارات ومحوالأمية وبناء مدرسة وبيت ثقافة، تأهيل وتدريب الشباب على المشروعات الزراعية والبيئية، تأهيل وتدريب ربات البيوت على مشروعات الصناعات اليدوية والتصنيع الغذائي، ندوات التثقيف والتوعية الصحية

كما يستهدف المشروع تحسين الخدمات البيطرية للثروة الحيوانية فى موقع تنفيذ المشروع والتى يمكن أن تصبح مصدر هام للدخل للمستهدفين من انشطة المشروع. وذلك من خلال إنشاء مركز متكامل للخدمات البيئية والاجتماعية يقوم بتنفيذ كل هذه التدخلات من أجل قرية العلاقي ليعيش سكانها حياة كريمة حيث لا فقر ولا أمية ولا مرض. حيث التنمية والإستقرار والاستدامة.

وكان تقرير أعدته الجمعية سلط الضوء علي حالة قرية العلاقي التي تستوجب التعاون بين الحكومة ومنظمات المجتمع  المدني للمساهمة في تحسين أوضاع المعيشة لسكان القرية التي تعرضت لمخاطر التغيرات المناخية خلال شهر مارس الماضي مما إستوجب تدخل الجمعية وتوفير سيارة محملة بثمانية أطنان من المواد الغذائية والغطاء والأدوات المنزلية الضرورية لإغاثة عاجلة للتضرر من موجة الطقس العاتية.

وساهمت الجمعية في توصيل أصوات سكان القرية إلي مبادرة حياة كريمة، لمساعدة القرية علي توفير أماكن إيواء لأهاليها حيث تم بناء 104 منزلاً ما بين بيوت متهالكة ومنازل جديدة لأهالى بدون مأوي يتم إنشاءها وإعادة تأهيلها لتكون بيوتاً اَدمية تحميمهم وأطفالهم من الحر والبرد القاتل.

ونجحت الجمعية في انجاز اكثر من 80% من المستهدف للبناء. بيوت اَدمية تراعي طبيعة الحياة البدوية، سور يحيط بالحجرات المتفرقة ودورة مياه منفصلة عن حجرات المعيشة، أسقف مبطنه حتى لا تنفذ الحرارة ولا تدمرها عوامل التعرية. قامت جمعية قبس من نور بمخاطبة كل الجهات المعنية لتزويد القرية بقوائم بيانات المستحقين للسكن فى هذه البيوت لضمان وصول السكن الى مستحقيه. ويجري حاليا الانتهاء من عمليات البناء والتشطيب ثم التسكين بالإضافة إلي إنشاء خزان خرساني علوى ضخم بديلا للخزان المتهالك وتشغيله فور انتهاء البناء حتى يكون مصدرا مستمراً لتوفير احتياجات الأهالى من مياه الشرب النظيفة.

وتقدمت الجمعية بطلب الى الجهات المعنية للموافقة على انشاء عدد اثنين فرن نصف اَلي فى قرية العلاقي على أن توفر الجمعية الأفران النصف اَليه والدقيق اللازم لتشغيلها مع توفير الفنيين من فران وعمال وتوفير رواتبهم لمدة ستة شهور لحين تدريب عدد من شباب القرية على تشغيل المخبز،

كما رصدت الجمعية وجود مشكلة  تواجه العديد من الأفراد ليس لديهم أوراق ثبوتية لا شهادة ميلاد ولا بطاقة رقم قومي وبالتالى لا يحصلون على أي حقوق أو يتم إدراجهم فى أى منظومة تموينية أو خدمية وفي استجابة سريعة أيضا من مبادرة حياة كريمة وكل الجهات المعنية تم تسوية حالات الكثير من هذه الحالات لاستخراج المستندات الثبوتية لهم وهي الخطوة الأهم فى الحصول على حقوقهم.

وقامت الجمعية بالتنسيق مع وزراة التربية والتعليم بإعداد خطة لإنشاء عدد من فصول محو الأمية وتعليم الكبار، كما تقدمت الجمعية بطلب الى الجهات المعنية بالمحافظة لتخصيص قطعة أرض فضاء لبناء مدرسة تعليم أساسي، وجارى تنفيذ فصول محو الأمية فور تسليم المنازل لأصحابها. وعن مدرسة التعليم الأساسي فقد تسلمت الجمعية خريطة الأرض والرسم الكروكي لها والخطابات الرسمية التى تفيد بالموافقة على تخصيصها لبناء مدرسة، وسوف يتم البدء فيها فى المرحلة التالية وستكون على رأس الأوليات لتنفيذها.