الأخبارالانتاجالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د رحاب مسعد تكتب: تأثير أنظمة التدفئة على إنتاجية وجودة الذبيحة لدجاج اللحم

باحث – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

تعتبر لحوم الدجاج من أفضل اللحوم المعروفة لما للدواجن من قيمة غذائية عالية باعتبارها مصدراً للبروتين الحيواني بديلاً عن اللحوم الحمراء، ولانخفاض محتواها من الدهون والكوليسترول، إضافة إلى ذلك فهي تعتبر رخيصة وجيدة المأكل وسهلة التحضير. وتستهلك لحوم الدجاج بشكل كبير في بلادنا بسبل شتى لذلك فقد انتشرت مزارع إنتاج دجاج اللحم في أرجاء الجمهورية.

منذ منتصف القرن الماضي بدأت صناعة الدواجن وخصوصاً إنتاج اللحم في التطور السريع، فان التقدم في اساليب تربية الدواجن قد حولها إلى صناعة كبيرة تدر دخلاً عالياً وتعمل على حل مشكلة الغذاء، وكثير من الدول تعتبر تربية الدواجن من أهم مصادر دخلها القومي. ونظراً للتطور السريع في صناعة الدواجن فإن الطيور الداجنة الآن يتم تربيتها تربية مكثفة على نطاق تجارى. لذا يجب علينا مواكبة التطور الذي حدث في هذا المجال. فتعتمد صناعة إنتاج اللحم على الحصول على طائر يحتوي على جينات تتميز بسرعة النمو مع تقديم العليقة المتزنة له، وتوفير الظروف البيئية والصحية أثناء التربية فتكون المحصلة النهائية الحصول على أكبر وزن ممكن للطائر في أقل وقت ممكن وبأقل كمية عليقة مستهلكة وبأقل نسبة نفوق للطيور. ولقد أظهرت بعض الدراسات على سوق اللحوم البيضاء حدوث ازدهاراً واضحاً في هذه الصناعة والذي قد يرجع للأسباب الآتية:

  • انتشار المزارع الكبيرة والمتخصصة في التربية مما أدى الى التوفير في تكاليف التفريخ.
  • بدء التناقص في الانتاج العالمي من اللحوم الحمراء بالقياس مع التزايد في تعداد السكان مما أوجد حتمية التفكير في إيجاد مصادر بديلة للحوم وعلى رأس هذه البدائل لحوم الدواجن.
  • التقدم التكنولوجي المذهل في صناعة تربية الدواجن مما جعل إنشاء مزرعة دواجن في بلد صحراوي معادلاً لإنشائها في بلد زراعي.

يجب استخدام التحسينات المستمرة في أنظمة الإدارة المستخدمة في تربية الدواجن للحصول على لحوم عالية الجودة وصحية.  يَعتمد مَشروع تربية الدجاج بهدف إنتاج لحومها على عدّة قَواعد ومُتطلّبات يجب تَطبيقها ومن اهمها التدفئة. فهي مَصدر الحَرارة في المَزرعة، وتَعتَمد على استِخدام أجهزة تُولد الهواء الساخن، ويجب أن تكونَ دَرجة الحرارة في بداية إنشاء المزرعة حوالي 30 درجة مئويّة، وبعد ذلك يجب تَقليلها وصولاً لحوالي 20 درجة مئويّة.

يتطلب الفروج احتياجات مناخية داخلية (microclimatic conditions) خاصة والتي تشمل الاحتياجات الفيزيائية مثل درجة الحرارة والرطوبة النسبية والضوء والفراش، والاحتياجات الكيميائية مثل الأمونيا وثاني أكسيد الكربون وكثافة تخزين الفروج خلال مواسم الشتاء والصيف للتغلب على الظروف المناخية القاسية وتحقيق معايير الجودة المطلوبة للدواجن. تعتبر تهيئة درجة الحرارة المناسبة في الأسبوع الأول من عمر فرخ الدجاج أمرًا مهمًّا؛ حيث أنه يكون غير قادرًا على تنظيم درجة حرارة جسمه الداخلية. ثم خلال مدة التربية البالغة ستة أسابيع تكون الفراريج شديدة الحساسية لدرجة الحرارة المحيطة؛ فكلما زاد نمو الفروج واكتسى ريشًا، تقل حاجته إلى التدفئة بالتدريج، ما يتطلب حرصًا وعنايةً من المربيين. ومن ناحية أخري، ينبعث غاز النشادر من زبل الدجاج، ويصدر أيضًا مع أنفاسهم غاز ثاني أكسيد الكربون، وكلاهما ضار إذا زاد على مستويات محددة. من ثم لا يقل توفير تهوية جيدة في حظائر التربية وعنابرها أهمية عن التدفئة، والتدفئة والتهوية يتطلبان قدرًا عاليًا من الطاقة، يرتفع سعر المنتج عند توفيرهما على النحو المناسب.

من الاتجاهات الجديدة في صناعة الدواجن الحفاظ على الحرارة واستخدام مصادر الطاقة النظيفة مع الحرص على توفير الطاقة. ويمكن توفير الطاقة في مزارع دجاج التسمين من خلال مستويات أعلى من التحكم في التهوية. ونظرًا لأن مفتاح الإدارة الأساسي في إنتاج الدواجن هو الحفاظ على جودة القمامة، والتي بدورها توفر فراشًا جيدًا جافًا مع قليل من المشاكل، فإن البيئة الجافة مطلوبة لتحقيق مشاكل أقل في القمامة والرطوبة والأمونيا داخل مزرعة الدواجن، وكذلك الحفاظ على مصادر الطاقة. كانت تربية دجاج اللحم في البلدان النامية تعتمد لسنوات عديدة على نظام التسخين المباشر باستخدام الشعلة التي تعمل بالغاز وموقد الغاز الذي يوجه الحرارة إلى الفروج للحفاظ على المتطلبات الحرارية، خاصة في الأسبوعين الأولين إلى الثلاثة أسابيع الأولى. ساهمت هذه الشعلات الغازية في تغيير الظروف المناخية الدقيقة، خاصة زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون، وزيادة نسبة الرطوبة التي تتفاعل مع إفرازات دجاج التسمين مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في غاز الأمونيا، ويؤثر سلبًا على أداء وسلوك الدجاج والمناعة. وبالتالي فان مستويات المقاومة المناعية المنخفضة للدجاج تساهم في ارتفاع العدد البكتيري الكلي في اللحوم المنتجة وانتشار E. coli وSalmonella. ذلك لان ارتفاع رطوبة القمامة تعمل كوسيلة جيدة لتعزيز نمو وتكاثر العديد من الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض مثل Salmonella and Campylobacter بالإضافة الي ان التغيير في الظروف المناخية الكلية والجزئية يعتبر عامل إجهاد يؤدي الي تعزيز الكائنات الحية الدقيقة المعوية المسببة للأمراض والتأثير سلبًا على أداء الدجاج. وجود مستويات عالية من ملوثات البكتيريا، مثل Escherichia coli وSalmonella، يشكل مخاوف صحية عامة خطيرة في الدجاج، كما ان هذه العدوى تؤثر بشكل سلبي على مدة صلاحية المنتج وسلامة اللحوم. فان عوامل الاجهاد ستؤدي الى ضعف مقاومة القطيع للأمراض وبالتالي فان اصابة القطيع بأحد الامراض الوبائية ستؤدي الى خفض نوعية اللحوم المنتجة ورفع نسبة الذبائح المرفوضة لعدم صلاحيتها للاستهلاك.

بينما في الوقت الحاضر، يعتمد التسخين في بعض المزارع على الغاز الطبيعي أو غاز البترول المسال الذي يتم ضخه في شبكة الأنابيب. ولكن أبرز العيوب التي تواجه هذه الأنواع من أنظمة التدفئة هي التكلفة وانبعاث غازات الاحتباس الحراري. ومن طرق التسخين الغير مباشرة سخانات الزيت والهالوجين ومكيفات الهواء، وهي التي تكون قادرة على الحفاظ على جودة هواء جيدة، وأداء أفضل لدجاج التسمين، وتحسين إنتاج الذبيحة، وتقليل عدد البكتيريا والميكروبات المعوية وتقليل انتشار E. coli وSalmonella. ان هذه المصادر النظيفة الحرارة والطاقة على الرغم من تكلفتها العالية، قادرة على الحفاظ على جودة الهواء الجيدة وتقليل الوفيات خلال المرحلة المبكرة من حياة الدجاج اللاحم. فالتعديل المبكر لظروف الرعاية لفروج اللحم يؤدي إلى تحسين أداء الفروج وصفات الذبيحة.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى