الأخبارالمياهالنيلمصر

خبير مياه : «الطمي» سيكون بداية النهاية لسد النهضة لهذه الإسباب

>> مليار متر مكعب من الطمي تتراكم كل 3 سنوات وقبل 50 عاما تتوقف قدرته علي توليد الكهرباء

سد النهضة والتعنت الأثيوبي وعدم الموافقة علي إجراء الدراسات البيئية والإقتصادية لآثار المشروع علي مصر والسودان وأثيوبيا تكشف الجانب الآخر لهذا التعنت هو حقيقة ان المشروع الأثيوبي علي «المحك» بسبب زيادة معدلات الإطماء التي قد تكون بداية النهاية لأحلام أثيوبيا في السيطرة علي مياه النيل.

وقال الدكتور عباس شراقي، خبير المياه وأستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات والبحوث الإفريقية  أن سد النهضة قد يواجه مشكلة تقضي عليه تماما وتزيحه من الخدمة خلال 50 عاما، وهي مشكلة الطمي، موضحا إن الطمي يتدفق مع مياه الفيضانات التي تأخذ في طريقها بعض الصخور والرمال والأتربة وبعض التربة الجبلية، ومع توقف الفيضانات، تترسب في القاع وتحتل مساحة كبيرة سواء في قاع الأنهار وخزانات السدود.

وأضاف «شراقي» في تصريحات صحفية الخميس أن إثيوبيا قامت بتخزين نحو 5 مليارات متر مكعب في الملء الأول ووفق تصميم السد فإنها لكي تولد الكهرباء لا بد أن تصل بالمياه لتخزين نحو 14 مليار متر مكعب حتى تصل للتوربينات، ومن ثم يبدأ التشغيل، وعندما تقوم بتخزين مساحة السد كلها وهي 74 مليار متر مكعب، فإن كميات الطمي المخزنة والمتدفقة مع المياه قد تصل لكميات كبيرة ويتوقع أن تصل إلى 14 مليار متر مكعب خلال 50 عاما، وعندئذ لن تصل المياه للتوربينات، وبالتالي يتوقف توليد الكهرباء وينتهي عمل السد.

وأوضح «شراقي»  أن الأمر مختلف في إثيوبيا، عن حالة الإطماء أمام السد العالي الذي يصل عمره الإفتراضي إلي 500 عاما،  ولذلك تعتزم بناء 3 سدود أخرى لاحتجاز الطمي الذي يمكن أن يتدفق لسد النهضة ويعرقل عمله ويقلل من عمره الافتراضي.

وأوضح خبير المياه أن كميات الطمي في إثيوبيا عالية و خلال مدة تتراوح من 3 إلى 4 سنوات سيتراكم مليار متر مكعب طمي، وبالتالي بعدما يتراوح ما بين 45 إلى 50 عاما ستكون كمية الطمي المترسبة في خزان سد النهضة نحو 14 مليار متر، وهو ما يعني عدم وجود مياه عند التوربينات التي تم تركيبها عند هذا الارتفاع، ويتوقف عملها وينتهي دور السد كمولد للكهرباء، مشيرا إلى أنه لذلك السبب تعتزم إثيوبيا بناء 3 سدود أخرى على مجرى النيل الأزرق ليتراكم فيها الطمي وتمنع وصوله لسد النهضة حتى يستمر الأخير في عمله، وهو ما يفطن إليه المفاوض المصري في إدارته لملف التفاوض مع أثيوبيا.

وأشار   «شراقي» إلي إن إثيوبيا تعلم جيدا أنه لكي يستمر عمل سد النهضة لنحو مئات السنين مثلما فعلت مصر في السد العالي، فعليها بناء 3 سدود أخرى، فمثلا عندما قامت مصر ببناء السد العالي كان المتوقع أن الكمية التي يمكن أن يتراكم فيها الطمي نحو 31 مليار متر مكعب، وإذا وصل الطمي لهذا الارتفاع فقد ينتهي عمل السد، ولذلك كان المدى الزمني المتوقع لعمل السد العالي 500 عام، بعد احتساب سنوات تراكم الطمي، مضيفا أن السودان قام ببناء سدود مثل الروصيرس وسنار ومروي، فاحتجزت كميات من الطمي أدت لتقليل وتخفيف الواصل منه للسد العالي، ومن ثم إطالة عمر السد.

وأوضح خبير المياه أن مصر تتمسك بالتفاوض على سد النهضة فقط حاليا بالنسبة لقواعد الملء والتشغيل، في حين تصر إثيوبيا على اتخاذ إجراءات أحادية سواء بالنسبة لسد النهضة أو السدود المستقبلية، لأنها تعتزم بناء سد آخر يحتجز الطمي لإطالة العمر الافتراضي لسد النهضة من 50 عاما إلى 100 عام ودون تنسيق مع مصر والسودان، ولذلك تريد الانفراد بإدارة وملء وتشغيل سد النهضة لخلق أمر واقع يسمح لها ببناء سدود أخرى دون تنسيق مع أحد،

وشدد «شراقي» علي ان مصر ترفض المخططات الأثيوبية للتوسع في إقامة العديد من السدود علي منابع النيل الواقعة في الهضبة الأثيوبية وترفض مصر ذلك وترى أن من حقها وفقا لقانون إدارة الأنهار الدولية المشتركة المشاركة والتنسيق في أي بناء أي سدود أو مشروعات على مجرى النيل باعتباره نهرا مشتركا لا يحق لإثيوبيا أو غيرها القيام بأي مشروعات منفردة عليه.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى