اخبار لايتالأخبارالصحة و البيئةحوارات و مقالاتمتفرقات

د سحر صاوي تكتب: التغذية السليمة طريق النجاح لمواجهة «المراهقة»

>>الحاجة لكميات إضافية من الاطعمة خلال هذه الفترة بسبب التغير في «الهرمونات»

باحث بقسم الأغذية الخاصة والتغذية -معهد تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية – مصر

تعتبر فترة المراهقة ثاني أسرع مرحلة نمو خلال حياة الإنسان بعد مرحلة الطفولة المبكرة، وتتميز بأنها الفترة التي قد يبلغ فيها الإنسان أقصى طول لجسمه والتي سيستمرعليه طوال حياته.

ويكون سن البلوغ علامة فارقة خلال هذه المرحلة، والتي يختلف توقيتها من مراهق لآخر. ويكون النمو مرتبطا بالعوامل الوراثية بشكل أكبر من الاختيارات الغذائية، ورغم ذلك فإن التغذية الصحيحة والذكية تساعد على أن ينمو الجسم إلى أقصى طول ممكن مع جسم متمتع باللياقة والعظام القوية.

ومما لا شك فيه أن كلا من الوالدين يواجهان مع دخول الطفل في سن المراهقة تحديا كبيرا، حيث يبدأ المراهق في اختيار معظم ما يريد أن يتناوله من أغذية، وتكون هيمنة وقدرة الوالدين على ما يتناوله أبناؤهم في سن المراهقة محدودا جدا، إضافة إلى رغبتهم وسلوكهم في تناول الوجبات الغذائية غير الصحية خارج المنزل.

وعادة لا يكون ذلك بسبب الجهل أو ضعف التوعية الغذائية فقط، بل قد يكون بسبب التقليد أو التشبه بأصدقائهم أو حب التغيير أو رغبتهم في الشعور بالاستقلالية، إضافة إلى ضعف قدرتهم على الالتزام، وربما يكون بسبب حصولهم على معلومات خاطئة أو معلومات غير صحيحة عن التغذية السليمة، بل قد يلجأون إلى البحث عن المعلومة التي تتناسب مع رغباتهم أكثر من بحثهم عن المعلومة الصحيحة.

و يحتاج المراهقون بصفة عامة الي كميات اضافية من الاطعمة التي تفي باحتياجاتهم في هذه الفترة الحرجة من العمر حيث ان هذه الفترة تتميز بنمو الجسم السريع و التغير الكبير في الهرمونات و التي تحتاج الي عناية و تغذية خاصة تمكنهم من تخطي هذه المرحلة بصحة جيدة , فيحتاج الفتيان في هذا العمر لتناول من 2200 إلى 3200 سعر حراري بينما تحتاج الفتيات ما بين 1800 إلى 2400 سعر حراري في اليوم، والتي تزيد عن حاجة الكبار في المعدل المتوسط.

ولكن غالبا ما يفضل المراهقون تناول واستهلاك مشروبات الطاقة مع زيادة الإقبال على الوجبات السريعة المليئة بالدهون المشبعة مثل الهامبرجر و السجق و البيتزا و الشيكولاته و الحلوي وتجاهل تناول الوجبات الصحية بالرغم من احتواء هذه الوجبات علي نسبة عالية من الصوديوم و الدهون المشبعة وعدم وجود توازن في السعرات الحرارية بها حيث انها تسبب زيادة في الوزن مع الافتقار في الفيتامينات مثل فيتامين  «ج وأ » والحديد والكالسيوم و الالياف الغذائية اللازمة لسلامة القولون.

ويسوء الحال عند قيام البعض منهم بمحاولة السيطرة على الوزن من خلال بعض أنواع الحميات القاسية (حميات الموضة) وعدم الاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة ومنتجات الحليب رغم أهميتها خاصة في أعمارهم والذي يؤدي في النهاية الي العديد من المشاكل الصحية مثل الارهاق المستمرو الاصابة بفقر الدم وهشاشة العظام التي تظهر أعراضها في سنوات الكبر والشيخوخة نتيجة النقص في نسب الكالسيوم والحديد والفيتامينات.

وهناك العديد من مصادر الكالسيوم في الغذاء كالحليب ومنتجاته مثل اللبن والزبادي والأجبان وبعض أنواع السلمون والسردين المعلب مع عظامه، إضافة إلى بعض الخضراوات مثل الملفوف والبامية والبروكلي، كما أن هناك بعض الأغذية المدعمة بالكالسيوم مثل بعض العصائر وبعض أنواع المعجنات وحبوب الإفطار (السيريال). وأيضا يتواجد الحديد في أغذية متنوعة مثل اللحوم الحمراء والأغذية البحرية والبقوليات ومنتجات الحبوب المدعمة بالحديد وبعض الخضراوات، ولا ننسي أن امتصاص الكالسيوم والحديد يزداد عند تناول أغذية غنية بفيتامين ج مثل عصير البرتقال.

ونحن نعلم أن المعدة بيت الداء فعندما نعتني بغذاء المراهق فاننا بذلك  نعمل علي تصعيد جيل من الشباب الصحيح بدنيا و نفسيا قادرا علي العمل و الانتاج, لذا فعلي علي الأم:

  • تعليم أطفالها كيفية اختيار الغذاء الصحي السليم، والتحدث معهم عن أهمية الأطعمة الصحية وضرورة التقليل من كميات الأطعمة السريعة وأضرارها.
  • ملء الثلاجة بخيارات متنوعة وصحية بحيث لا يلجأ المراهق إلى الرقائق كثيرًا ويجد في الثلاجة ما يمثل البديل مثل الجزر والخيار والزبادي والعنب.
  • مساعدة الأبناء على قراءة المحتويات الغذائية في أي منتج والتي تشير إلى نسب الدهون المشبعة والصوديوم وغير ذلك من المواد غير الصحية والمصنعة.
  • المساعده على التخلص التدريجي من استهلاك الصودا واستبدالها بالماء أو بعصير الفاكهة الطبيعي.
  • الحرص علي تناول الأطفال وجبة الافطار. ويمكن ان تضع الام في حقيبة اولادها بعض الاطعمة التى يسهل عليهم تناولها في الطريق الي المدرسة مثل بعض الفواكه او الخضروات او بعض حبات فول السوداني و الزبيب.

وإذا كانوا ممن يتبعون حمية غذائية، فيجب عليهم تعلم تغيير نمط حياتهم ولذا فيعد تقديم وجبات صغيرة صحية ومتنوعة من الطعام من افضل الطرق للتحكم في الوزن عند المراهقين مع تشجيعهم علي ممارسة الرياضة باستمرار مما يؤدي الي تقليل نسبة الدهون في اجسامهم في حين تستمر عملية بناء الانسجة  الخالية من الدهون .

وفي النهاية يجب أن نتذكر ونذكرهم أن الأمر ليس خيارات فردية للطعام وإنما هو نمط حياة وقرارات صحية وأخرى غير صحية. لذا فعلينا أن نساعدهم في التعود على العادات السليمة وعلى امتلاك المهارات اللازمة لاتخاذ تلك القرارات في بداية حياتهم.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى