الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د آية حسن تكتب: الآثار الاقتصادية لفيروس الحمي القلاعية

المخاطر تعود إلي قيود حركة التجارة والنقل بين دول العالم

مساعد باحث– وحدة بحوث الجينوم- معهد بحوث الصحة الحيوانية

يعد مرض الحمى القلاعية (FMD) من العوامل الرئيسية التي تساهم في الفقر وانعدام الأمن الغذائي في إفريقيا، وهو أحد أكبر التهديدات للثروة الحيوانية في العالم. نظرًا للخسائر الاقتصادية الكبيرة التي يسببها الفيروس، فقد تم تضمين مرض الحمى القلاعية في قائمة الأمراض الحيوانية التابعة للمكتب الدولي للأمراض الحيوانية الوبائية (OIE)، مما يدل على أنه أحد أهم أمراض الماشية في جميع أنحاء العالم. استطاعت بعض البلدان كأستراليا و الولايات المتحدة الأمريكية و كندا استئصال المرض منذ عام 1929. يعد مرض الحمى القلاعية متوطنًا في مصر منذ الخمسينيات من القرن الماضي، ولا يزال يمثل تهديدًا خطيرًا للماشية والجاموس.

هنالك تبعات اقتصادية مباشرة و غير مباشرة لفيروس الحمي القلاعية ناتجة عن القيود المفروضة على التجارة الدولية في الحيوانات والمنتجات الحيوانية القادمة من البلدان المصابة، حيث يؤدي الفيروس إلى انخفاض الإنتاجية من خلال انخفاض إنتاج الحليب ، وفقدان الوزن ، والإجهاض ، وتأخر الحمل.

مرض الحمى القلاعية هو مرض فيروسي شديد العدوى، ويصيب الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة بما في ذلك الحيوانات المجترة والخنازير.  تتمثل «أعراض الحمى القلاعية» في أن الفيروس يكون عبارة عن  فقاعة مائية أولية خلال 24 إلى 48 ساعة في مكان دخوله الجسم، وبعدها ترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب فترة تتراوح بين 24 و 36 ساعة، وفى هذه الفترة يكون الحيوان ناقلا العدوى بدرجة كبيرة، حيث يفرز الفيروس في اللعاب واللبن والبراز. ثم تتورم شفتا الحيوان المصاب وكذلك يسيل اللعاب بشدة من فم الحيوانات المصابة ليصل إلى الأرض على هيئة خطوط فضية طويلة، ثم تنتشر الفقاعات في الفم و اللثة، وعادة ما تنفجر وتترك قرحاً مؤلمة ملتهبة، لدرجة أنها تمنع الحيوان من تناول العلائق، وتسبب فقد الشهية، كما تظهر الفقاعات نفسها على الأقدام، التي تتقرح وتلتهب فتظهر الحويصلات بين الأظلاف مما يسبب للحيوانات المصابة بهذا المرض صعوبة في المشي والحركة وتسبب عرج بالأرجل.

تصل فترات الحضانة لفيروس الحمي القلاعية إلى 14 يومًا, و هي تشمل المدة الزمنية المنقضية بين التعرض للفيروس و ظهور الأعراض علي الحيوان. يجب عزل الحالات المصابة في مكان بعيد ومنع اختلاطها مع الحيوانات القابلة للعدوى، وعدم انتقال الأفراد المكلفين برعايتها إلى حظائر الحيوانات السليمة، وقطع الأرضيات الترابية والتخلص الصحي من علائق ومخلفات الحيوانات المصابة بالتطهير والحرق والدفن.

ينتشر فيروس الحمى القلاعية عن طريق الحيوانات المريضة حيث يوجد الفيروس في الحليب والبول والبراز والسيلانات الفموية، وتنشر عن طريق العلف الملوث بالفيروس، وتنشر أيضا من خلال الغذاء والمياه الملوثة، كما يمكن أن تنتشر عن طريق الاستنشاق حيث يمكن أن ينتقل بواسطة ذرات الغبار في الهواء في المناطق الموبوءة، ومن خلال العين بالملامسة، بالإضافة إلى أنها يمكن أن تنتشر من خلال أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين.

يعد فيروس الحمى القلاعية معدي للغاية، لذا فإن استراتيجيات الوقاية والاكتشاف المبكر والتوصيف الفوري لسلالات الفيروس لها أهمية كبيرة. التشخيص السريع والدقيق لفيروس الحمى القلاعية له أهمية قصوى للسيطرة على هذا المرض في مصر حيث يستوطن الفيروس. تتمثل استراتيجية الوقاية من انتشار فيروس الحمي القلاعية في مصر من خلال تقديم حملات وقائية للتحصين ضد الفيروس بهدف الحفاظ على الثروة الحيوانية وللوقاية من انتشاره باستخدام اللقاحات المختلفة.

فيروس الحمى القلاعية يمتلك معدل طفرة سريع ويوجد في سبعة سلالات متميزة مناعيًا، و تختلف شدة أعراض المرض تبعا لنوع السلالة الفيروسية المسببة له. يؤدي التطور السريع لفيروسات الحمض النووي الريبوزى من خلال إعادة التركيب إلى انتشار وتطور متغيرات جديدة من فيروسات الحمى القلاعية التي تسبب أمراضًا عابرة للحدود للماشية تجعل فيروس الحمى القلاعية مستوطنًا في معظم البلدان في إفريقيا وآسيا.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى