الأخبارالانتاجحوارات و مقالاتمصر

د قاسم زكي يكتب: ما لا تعرفه عن عالم الضفادع وتجارتها العالمية والموقف في مصر

>>أصناف متنوعة وفوائد كبيرة وأهمية للبحث العلمي وقيمة إقتصادية

أستاذ الوراثة، بجامعة المنيا، مصر ([email protected])

لا يعرف الكثيرون عن الضفادع، سوى أنها تصدر نقيقًا مزعجا يلفت الانتباه إليها في مناطق تكاثرها، حيث تعيش على حواف البحيرات المائية المهملة والمستنقعات والترع ومزارع الريف. غير أن هذا النوع من الحيوانات البرمائية، بجانب أهميتها الكبيرة في مقاومة الآفات الزراعية الضارة، والحشرات المزعجة للبشر، تحظى باهتمام الهيئات التعليمية والبحثية، وشركات الأدوية، فضلًا عن أنها تمثل مصدرًا اقتصاديًا مربحا لاستخدامها كطعام. فهي تجارة لا يعرفها إلا قليل في مصر، رغم أن استثماراتها مليارات الدولارات تسبح في الترع والمستنقعات.

إنها تجارة عالمية رائجة تدر مليارات الدولارات، لصيد الضفادع وتصديرها إلى الدول التي يتناولها مواطنوها كوجبة شهية. يعتقد أكلوا الضفادع أن في حسائها وأرجلها الخلفية قيمة غذائية كبيرة، تعادل قيمة الجمبري والاستاكوزا. ولها قدرة على شفائهم من أمراض عديدة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية والبرود الجنسي والأنيميا، وآلام الأسنان والتهاب الجيوب الأنفية، وتنشط القلب وتدر البول. ويقبل عليها الكبار والصغار في عديد من دول أوروبا والأميركتين وجنوب وشرق أسيا بكثافة، وتتصدر إندونيسيا دول العالم المصدرة بما قيمته 80% من حجم استهلاك العالم، ويصل سعر الكيلو الحي 40 دولاراً. وتتصدر فرنسا الدول المستهلكة بإجمالي 80 مليون ضفدعة سنويا، وأوروبا بـ120 مليون ضفدعة.

حسب تقرير نشره الموقع الحكومي «أخبار مصر” عام (2017م)، تعتبر الضفادع المصرية هي المكون الرئيس لطبق “شوربة الضفادع الخضراء على الموائد العالمية، ويُطلق عليه الضفدع الأخضر «رانا اسيكيولانتا» “Rana Esculenta”Pelophylax kl. esculentus)). فالضفادع غنية بمحتواها من فيتامينات C وD وE، وأيضا الفوسفور، والمغنيسيوم، والحديد والكالسيوم، بجانب أن لحمها منخفض السعرات الحرارية مما يجعله منتجًا مثاليًا لإنقاص الوزن، ومع تزايد حدة نقص البروتين الحيواني عالميا، يعتبره البعض بديلا رخيصا ومفيدا ومتوافرا. وتحرص الفنادق الأوروبية على تقديمها بأسعار مرتفعة، تصل إلى مائة يورو للطبق الواحد، أي ما يعادل ألفين و91 جنيهًا مصريا، خاصةً في دول فرنسا وإيطاليا وسويسرا وبولندا. بينما تعتبر وجبة شعبية محببة في دول جنوب وشرق اسيا كالصين وإندونيسيا والفليبين واليابان وجيرانهما، وغالبية دول أمريكا الجنوبية انتاجا واستهلاكا وتصديرا.

لكن قبل الخوض في تلك النوعية من التجارة الغريبة على مجتمعنا المصري والعربي، يجدر بنا التعرف على هذا الكائن وحياته وأنواعه، وتكاثره ونقيقه وسمومه، بل وكيفية تقديمها كغذاء. وسوف نتكلم في الحلقة الثانية عن تواجدها في مصر وكيفية صيدها وتربيتها وتصدريها، والتحفظات على كل ذلك ودور الحكومة المصرية وأيضا رأى الدين الإسلامي تجاه آكل وتجارة الضفادع.

عالم الضفادع:

الضفدع حيوان فقاري من البرمائيات يتبع مجموعة عديمة الذيل (Anurans) . عاشَت على الأرض منذ أكثر من 180 مليون عام، والآن هي أهمّ فئات البرمائيات وأكثرها عدداً؛ حيث يُقدّر عدد أنواعها في العالم بما يُقارب 6,500 نوع، أي ما يزيدُ عن 85% من البرمائيّات. لها القدرة على التكيّف للعيش في الجبال والصّحارى والغابات المطيرّة، ويمكنها العيش في الماء، أو على اليابسة أو على الأشجار. لذا فهي تتواجد في أنحاء العالم تقريبا، عدا القارة القطبية الجنوبية؛ لكن معظم أنواعها تعيش في الغابات الاستوائية المطيرة، وعلى الرغم من أنها تعدّ من بين الفقاريات الأكثر انتشارا، فقد لوحظ في السنوات الأخيرة، تناقص كبير في أعدادها.

تتميز الضفادع بأجسامها القصيرة اللينة، وسيقانها الخلفية الطويلة، تنتهي في اغلب الضفادع بأصابع مترابطة بأغشية رقيقة، تساعدها على السباحة، عيونها جاحظة، ولسانها يعد أطول لسان نسبياً بين الكائنات الحية اذ يبلغ نصف طول الضفدعة، كذلك لها اعضاء داخلية مثل الحيوانات الراقية كالقلب والكبد والرئتين، والأجهزة التناسلية، إلا انها تتنفس أيضاً من خلال الجلد. معـظمها يعـيش في وسـط شبه مائي، وتتحرك بالـقفز، ويمكنها تسلق الأشجار.  تـضع بيضها في الجداول، والبرك، والبحيرات، يرقاتها تدعى شرغوف وكذلك “أبو ذُنيبة”، بسبب وجود ذنب (أي ذيل)، إلا أنّه يبدأ بالنموّ شيئاً فشيئاً، فتظهر له 4 أطراف، ثم يختفي ذيله ويتحوَّلُ ليُصبح ضفدعا بالغا، والشراغيف تمتلك خياشيم للتنفس في الماء.

الضفادع البالغة من المفترسات وتتغذى على المفصليات والديدان الحلقية وبطنيات القدم وهي غالبا ما تلاحظ، من خلال أصوات نقيقها، في الليل، أو النهار، أو في فترات النزو الجنسي. وتتميز كثير من الانواع بوجود غدد سمية على جلدها ليساعد على حمايتها ويمكن لبعض الضفادع تغيير لون جلدها مع تغير الرطوبة والضوء ودرجة الحرارة.

حواس الضفادع:

عينا الضفدع البارزتان تمكنانه من الرؤية في جميع الاتجاهات تقريباً. تغطي عين الضفدع ثلاث أغشية أحدهما شفاف يحمي العين تحت سطح الماء ويسمح لها بالرؤية. ولها أذن واحدة في كل جانب من رأسها وخلفها طبلة. ولمعظم الضفادع حاسة لمس مرهفة خاصة في الانواع التي تعيش في الماء. أما عن حاسة الشم فهي تختلف بين الضفادع من نوع لآخر فالتي تصطاد بالليل او تلك التي تعيش تحت الارض لها حاسة شم أفضل.

هناك حيوان برمائي من رتبة عديمة الذيل أيضا يشبه الضفدع ويسمى “علجوم “(Toad)، وكثيرا ما يتشابه على الناس والضفدع. فالعلجوم أو ضفدع الطين ‏ هو حيوان برمائي لكن في واقع الحال يختلف عن الضفدع بميله للعيش في المناطق اليابسة، وله جسم صلب وجلد ثخين ولون بني وأرجله قصيرة مهيأة أكثر للمشي خلافا للضفدع القفاز؛ تميل العلاجم للحفر لوضع بيضها على شكل سلسلة بينما الضفدع يضع بيضه في المياه على هيئة كتلة واحدة.

تتنفس الضفادع بواسطة جلدها الرطب، لذا تعيش بجانب المياه للحفاظ على رطوبته، وهو حساس لأي تلوث. والضفادع مثل جميع البرمائيات من ذوات الدم البارد أي ان درجة حرارة جسمها تميل الى التساوي مع درجة حرارة الهواء أو الماء المحيط بها، لذا تلجأ الى السبات طوال فصل الشتاء.

لكن الضفادع تتميز عن بقية البرمائيات بسيقانها الخلفية الطويلة وعظام كاحلها، التي استطالت، لتكون مناسبة للقفز، وعمودها الفقري، الذي لا يزيد عن عشر فقرات مرنة، ومرتبطة من الخلف بعظمة ذيلية (العصعص). أحجام الضفادع تختلف من نوع لآخر فبعض الضفادع البرازيلية والكوبية لا يزيد طولها عن 10مم بينما يصل طول ضفدع جالوت العملاق إلى 32سم.جلود الضفادع رخوة لعدم ارتباطها جيدا مع البدن، نسيجها الجلدي إما أملس أو متدرن الشكل أو متثني.

معظم الضفادع لها أسنان صغيرة ومخروطية الشكل تصطف في الفك العلوي فقط، إذ أن أسنانها ليست معدة للمضغ بل لتساعدها في الإمساك بالفريسة، وتحريكها على نحو يسهل تحطيمها وبلعها. أما فيما يخص العلجوم فهو لا يمتلك أسنان. وتتغذى معظم الضفادع على الحشرات، والدّيدان، والرّخويات، والعناكب، والأنواع الكبيرة منها تتغذى على الفئران، والطّيور، والزّواحف، والبرمائيات الصّغيرة الأخرى.

تتغذى الضفادع في بداية حياتها (الشراغيف) على الطحالب والنباتات. وبعد تحولها الى ضفادع بالغة، تصبح من المفترسات للحيوانات والحشرات. وللضفادع لسان طويل مميز، كثير الحركة ومثبت في مقدمة الفم وسائب من الخلف، ويمكن قذفه بسرعة الى الخارج للقبض على الفرائس الصغيرة والطائرة منها، بسرعة تفوق ست مرات أسرع طائرة حربية في العالم، ويحوى مواد مخاطية شديدة اللزوجة. لذا الضفادع مهمة لحماية البيئة وحياة الإنسان، حيث تعمل على تصفية الحقول الزراعية من الحشرات التي تضر بالمحايل الزراعية، وحتى الحشرات الضارة بالبشر والحيوانات مثل الذباب والبعوض والعناكب فإنها تلتهمها بشراهة، فهي تعد مفيدة لإيجاد التوازن الطبيعي، لذا تعتبر ركن ركين في ضبط التنوع الحيوي لحياة البشر.

أنواع الضفادع:

يقسم علماء الحيوان الضفادع الى 19 عائلة تنقسم بدورها الي مجموعتين: مجموعة الضفادع الحقيقية ومجموعة العلاجيم الحقيقية، أما الضفادع فهي الاكثر إنتشاراً. ومن أشهر وأغرب أنواع الضّفادع هو ضفدع جالوت العملاق The goliath frog (Conraua goliath) يستوطن الأنهار في الغابات الاستوائيّة لغينيا الاستوائية، والكاميرون، وهو أكبر الضّفادع في العالم حجما ووزنا، إذ يتراوح طوله ما بين 17 سم إلى 32 سم، ووزنه ما بين 3.5 – 6 كجم)، وتكون ذكوره أكبر من إناثه، وهي صفة نادرة في عالم الضّفادع، ويتميّز بعدم وجود أحبال صوتيّة له، لذلك فهو يصدر نوعاَ من الصّفير لجذب الإناث. عكس الضفدع الذهبي البرازيلي (Brazilian Gold Frog) أصغر واغرب ضفدع في العالم، طوله 8.9 ملم.

وهناك مجموعات كبيرة تملأ جنبات العالم تسمى ضفادع الشجر (Hyla)، تتبع جنس (Hylidae) تعيش طوال عمرها فوق الأشجار ولا تبارحها إلا وقت التزاوج والتكاثر، وهي غالبا صغيرة الحجم. وأشهرها الضفدع أحمر العينين Agalychnis callidryas))، صغير الحجم، طول الذكر 5.5 سم، بينما يصل طول الأنثى إلى نحو 7 سنتيمتر. ينتشر وجوده في أمريكا الوسطى.

بينما ضفدع السهم السام (Dendrobates tinctorius) يعيش في أمريكا الجنوبية، جلده يحتوي على مواد قلوية سامة استخدمها الهنود الحمر في تسميم سهام الصيد لاقتناص فرائسهم. طوله يصل الى 5 سم، ويتميز بتعدد كثير في ألوان وأشكال وسولك أفراده؛ ويقال ان لو مس جلد هذا الضفدع إنسان، يتوقف نبض قلبه في أقل من دقيقة.

صور مختلفة لضفدع السهم السام

بينما يعيش في أستراليا أكثر الضفادع شهرة وشعبية في جميع أنحاء العالم، ويعد أكثر الحيوانات الآليفة لمربي الحيوانات في المنازل. إفرازات جلده تحتوي على مضادات للبكتيريا والفيروسات وتستخدم في التحضيرات الصيدلانية. إنه ضفدع الشجر ة الخضراء الأسترالي (Litoria caerulea (Green Tree Frog)).

النقيق

تصدر غالبة الضفادع، أصوات نقيق، تسمع من مسافة تتعدى الميل، وهي خاصية تميز أنواعها، وهو يصدر حين مرور الهواء إلى الحنجرة في الحلق، معظم أنواع الضفادع لها كيس من غشاء جلدي، تحت الحلق أو في طرف الفم، ينتفخ كالبالون، أثناء زيادة الصوت. بعضها ليس لديها كيس الصوت، ومع ذلك تصدر أصوات عالية، ففراغ الفم يعمل كغرفة ترديد الصدى. جميع أصوات الضفادع تصدر حينما يكون الفم مغلقا، بينما البعض تصدر صوت كنغمة عالية جدا وفمها مفتوح إذا ما شعرت بخطر داهم.

السبب الرئيس للنقيق عند الضفادع، تمكين الذكور من جذب الاناث للتزاوج. وبعض الضفادع تصدر صوت للإعلان عن قرب هطول المطر، والعديد منها تصدر أصوات تعلن بها عن سيطرتها على رقعة معينة من الأرض.

التكاثر:

دورة حياة الضفادع تشمل أربع مراحل أساسية، بيضة، شرغوف، مرحلة انتقالية، ثم ضفدع بالغ. في المرحلة الأولى والثانية، وجود وسط مائي، هو أمر بالغ الأهمية.

تتزاوج أغلب الضفادع في الفترة ما بين نهاية الخريف والربيع. وعندما تصل الضفادع لسن البلوغ، تفضل التزاوج في مواطنها وأماكن توالدها، في هجرة جماعية تشمل آلاف الأفراد، تتعرض خلالها لمخاطر جمة. عند وصولها تتجمع بالقرب من المياه، يصدر الذكر صوت نقيق، تنجذب اليه الأنثى التي من نوعه فقط. يعتلي ظهر الأنثى، ويحكم القبض عليها بأطرافه ربما لعدة ايام، فتغوص الضفدعة به في الماء، وتبدأ في وضع بيض لونه بني أو أسود (ما يصل إلى 20000 بيضة في الحَضْنة الواحدة)، بينما تنفلت حيوانات الذكر المنوية في الماء، حيث تقوم بتخصيب البيض، التي تأخذ في النمو. تعتني الضفادع بصغارها، بطريقة أو بأخرى، مثلا بعض الأنواع تحمل الأنثى الصغار على ظهرها.

تفقس البويضات خلال ثلاثة أسابيع، حسب النوع، ويخرج الشرغوف (أبو ذنيبه)، ويتغذى بالطحالب والحشائش، ويتنفس بالخياشيم كالأسماك. ثم يبدأ بالتحول إلى ضفدع بالغ (خلال عام) حيث تطهر أقدامه الخلفية ثم تتشكل الأقدام الأمامية ويبدأ الذيل بالاختفاء؛ وكذا الخياشيم وتظهر مكانها الرئتين. يتحول الشرغوف الى ضفدع كامل، ويصبح قادراً على ممارسة أنشطة حياته بالتنقل بين الماء واليابسة، ويأكل الحلزونات والمفصليات. بينما الضفادع نفسها تعد الطعام المفضل لدى كثير من الشعوب، ولدى العديد من الحيوانات مثل الثعالب والأفاعي وبعض الطيور.. تعيش الضفادع لعمر 15 عاما، وبعضها وصل في الأسر إلى 21 عاما.

السمية في حياة الضفادع:

 

وجد أن كثير من عديمات الذيل، تحتوي أجسامها على سمية من درجة ما، تجعل منها هدف غير مفضل للضواري، فمثلا العلاجم لها غدد سامة كثيرة، تتموضع بين الكتفين، وعلى قمة الرأس، ووراء العينين. سموم ضفدع السهم السام تحدث مستويات متعددة، من التأثيرات السامة، مثل تهيجات، هلوسات، ونوبات، وسمية أعصاب، أو ضيق خلايا الدم. مع ذلك، عديد من مفترسات الضفادع، طورت مع الزمن مناعة ضد هذه السموم، ولكن، بقيت سموم الضفادع خطيرة لمعظم الحيوانات والإنسان.

تلك الضفادع، تراكمت لديها السمية، جراء أكل النمل وبعض المفصليات السامة. تعلن الضفادع السامة عن سميتها، بألوان زاهية براقة، لإخافة المفترسين. ومن الطريف أن بعض الأنواع غير السامة، تماهت في ألوانها مع السامة، بغرض خداع المفترسين.

تعدد المواد السامة للضفادع، لفتت إليها نظر الكيميائيين كصيدلية غنية بالمواد الطبيعية، سيما وأن هذه المواد لها قلوية أكثر بـ200 مرة من المورفين، لوحظ أنها تقاوم البكتريا وبعض الفيروسات (مثل فيروس الإيدز) وتعالج مرض الزهايمر وقد تفتح المجال، لصناعة الكثير من الأدوية العلاجية.  إفرازات الجلد، لبعض العلاجم مثل علجوم “نهر كولورادو” تحوي مادة “بوفوتوكسين”، ومواد أخرى ذات تأثير نفسي، تستخدم كمادة مخدرة، من قبل البعض باستخلاصها وتدخينها أو مضغها.

الضفادع في خدمة البحث العلمي:

الضفادع يتم استخدامها في إجراء دروس وتدريبات عملية للتشريح والتعرف على مكونات اعضائها لطلاب علوم الحياة، وأيضا للتدريب على أجراء العمليات الجراحية في المعاهد والجامعات ومراكز البحوث. أيضا كحيوانات تجارب لاختبار تأثيرات الأدوية والمواد الكيماوية أو الظروف البيئية المختلفة قبل تطبيقها على البشر.

في حقل البحث العلمي، كان للضفادع استخدامات مهمة خلال التاريخ والتطور العلمي. ففي القرن الثامن عشر اكتشف العالم البيولوجي “لويجي جالفاني” (1737-1798م)، الصلة بين الكهرباء والجهاز العصبي. ضفدع المخلب الأمريكي استخدم على نطاق واسع في المعامل، وبفضلة أجري بحث على هرمون HCG الموجود في بول الحوامل، وتم حقنه في أنثى ضفدع X. laevis مما أدى لتسريع الإباضة لديها. في العام 1952م استنسخ “روبرت بريجز” و”توماس كينج” ضفدع كامل بواسطة تقنية SCNT (النقل النووي للخلايا الجسدية) وهي نفس التقنية التي استخدمت فيما بعد (1996م) لاستنساخ النعجة دوللي.

إضافة لذلك استخدمت الضفادع كثيرا في دراسات علم الأجنة؛ مثل ضفدع القيطم الأفريقي (Xenopus laevis) African clawed frog‏ وضفدع x. rtopicalis الذي ساعد أيضا في تقدم أبحاث حل الشفرة الجينية.

لم يقنع البشر بدور الضفادع الحيوي في مقاومة الأفات الزراعية أو حتى استخلاص الأدوية من أجسامها، ولا حتى التهامها والتمتع بحسائها، بل كثيرون منهم يربون الضفادع في منازلهم كحيوانات أليفة.  لكن الأغرب هو استخدام الضفادع كنوع من المخدرات وإدمان سمومها. فالبعض يلجأ إليها كمنشط جنسي طبيعي أو كمخدر باستخلاص سمومها وتدخينها، أو بمضغ جلودها الجافة، وقد أدت هذه العادة في جزر الهند الغربية إلى العديد من حالات التسمم وإلى موت بعض المتعاطين.


ولمزيد من المعلومات يمكنكم مشاهدة فيديو: التنوع الحيوي في مصر والمحافظة عليه (3) عالم الضفادع وتجارتها العالمية المربحة، على الرابط التالي: https://youtu.be/ogpaQbthRzo

اجري توداي على اخبار جوجل

 

تعليق واحد

  1. مرحبا انا اريد ان انشأ مزرعة ضفادع في لبنان
    ما النوع الذي تنصحوني ان اربيه
    شكرا

زر الذهاب إلى الأعلى