الأخبارحوارات و مقالات

د إسماعيل عبدالجليل يكتب: كيف لعب «الجيش المصري» دورا عظيما في الحد من فساد الأراضي ؟ (تفاصيل)

>> رجال أعمال وراء التخلص من يوسف والي...والإستعانة بـ«الإعلام» ضرورة لمكافحة مافيا الأراضي

تاريخ مسار فساد الاستيلاء والتعديات علي الاراضي والتي استعرض بعض محطاتها الرئيسية دون الخوض في التفاصيل التي لا أزعم معرفتي لها ..مكتفيا بما شاهدته أو سمعته من مصادره أو شعرت به بالمعايشة عن قرب للحدث وكان أبرزها أن فريق الحزب الوطني الداعم لسياسات حافزه لتجاره الأراضي لصالح مجموعه من رجال الأعمال لم يهنأ كثيرا بالتخلص من الدكتور يوسف والي قائد الفريق المناهض أو المعارض في ظل إنشاء المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة وتولي لواء مهندس من الجيش إدارته بترشيح وتزكية من المشير طنطاوى كرساله مفادها أن هناك ” قوه خارج ملعب السياسة ” ولكنها لن تسمح باستمرار فساد الأراضي الذى اصبح مصدر ثراء فاحش لمجموعه محدودة من رجال الأعمال الذين استولوا علي مساحات شاسعة دون رادع أو ضابط مقابل تمويل بعض انشطه الحزب ومؤتمراته السنوية بالإضافة الي نظريه اقتصاديه سادت آنذاك بأن ثراء تلك الفئه من رجال الأعمال سوف ينعش السوق ويوفر فرص العمل !!

والمؤسف هنا أن مصدر الثراء الوحيد لم يكن إنتاجيا بقدر تجاره الأراضي!! .لم يستسلم فريق الحزب ورجال الأعمال لواقع إنشاء المركز الوطني والدور الإعلامي المتصاعد لمديره اللواء عمر الشوادفي والحملات التي كان يرسلها للمعاينه وجمع المعلومات وتوثيقها عن الأراضي المستولي عليها وهو ما يبدو أنه كان دافعا لوزير الماليه آنذاك د.يوسف بطرس غالي إلي الاستعانة بهيئه امريكيه لدراسه وضع التصرف و الملكيه في أراضى الدوله بمصر .
حضر الوفد الأمريكي الخبير الذي التقيت به ضمن آخرين لدراسه الوضع واقتراح سياسات وهياكل جديده ( كان بعضها لتهميش دور المركز الوطني ) !! استغرقت اجتماعاتنا بالفريق الأمريكي حوالي اسبوعا حتي اوشكنا الانتهاء من وضع المقترحات في اجتماع تحدد مكانه وزمانه ولكنني فوجئت بأتصال تليفوني يخطرني بإلغاءه ومغادره الوفد الأمريكي لبلاده في غير الموعد المحدد له في التعاقد المسبق مع وزاره الماليه والاتعاب المدفوعه مقدما له بالدولار!!! ؟؟

لذلك فإن تاريخ فساد الأراضي الذي عاصرته وعايشت جزءا منه من موقعي الوظيفي أن أتوقف قليلا للتعليق علي تقرير ل BBC مفاده أن خطاب الرئيس السيسي الأخير بالإسكندرية قد قسم مصر إلي شعبين ..«شعب عاوزينك يا ريس»…و«شعب آخر مش عاوزينك»  !!!
وطبعا لن الوم الفئه المضلله من شعبنا ولن أعاتبها ولكن الوم الدوله التي لا زالت لسبب أو آخر غير مفهوم تتكتم الاسرار الخفيه لملفات فساد الأراضي وتكتفي بالمصالحات دون كشف اصحابها الذين سرقوا أموالا طائلة من تجاره أراضي الدوله ويسددون الآن قيمه المصالحات من عائد أرباح ما اكتنزوا !!! من حق هؤلاء الفاسدون تمويل حملات اعلاميه بالخارج وكتائب التواصل الاجتماعي بالداخل للدفاع عن فسادهم طالما انهم لازالوا نجوما بالمجتمع وقدوة لشبابه ويمارسون جرائمهم باحترافيه الراحل توفيق الدقن في أحد افلامه ” احسن من الشرف مفيش ” !!.
انفعال وغضب الرئيس يستند لمعلومات عمرها سنوات طويله كان يتم رصدها من المؤسسه العسكريه والمخابرات العامه والرقابة الاداريه وغيرها ولكنها كانت تفتقد الاراده السياسيه لمواجهتها بتعليمات رئاسيه لسبب أو لآخر.
أنني أشعر بقلق شديد من اداره الدوله لملف فساد الاراضي إعلاميا…إعلاميا..اعلاميا والقصور في تبصير الناس بقصص الفساد و أبطالها الذين يستثمرون الفراغ الإعلامي الحالي.
لا زلت أذكر اتصال تليفوني لمحافظ سابق توفاه الله يطلب مني انتداب لجنه فنيه من مركز بحوث الصحراء لمعاينة آلاف الافدنه التى تم شراءها بغرض الزراعه لحساب صندوق استثمار عربي كبير يعمل لحسابه المحافظ السابق ..

وكان المطلوب أن تسجل اللجنه في تقريرها عدم صلاحيه الأرض للزراعه !!! حتي تتمكن الشركه الخليجية من تحويل المشروع الزراعي إلي عقاري !!! وتحقيق أرباح طائله علي حساب فقراء الفلاحين المتاخمة أراضيهم للموقع والذين يعيشون من عائد قراريط يزرعونها !!!
لازلت أذكر اجتماع مجلس إداره هيئة التعمير والتنميه الزراعيه حينما سمح وزير الزراعه آنذاك احمد الليثي بحضور الجلسه لاحد رجال الأعمال الذين ابتدعوا مشروع تحويل اراضي الاستصلاح الزراعي بطريق مصر اسكندريه إلي منتجعات بحمامات سباحه !! لمفاوضة أو مساومه المجلس علي مصالحه لمخالفاته بثمن لا يعادل قيمه بيع قطعه واحده من المشروع !!

وقال لنا صراحه ” ارتضوا بهذا المبلغ لدعم خزانه الدوله بدلا من ضياع تلك الفرصه الثمينة بحضوري اليكم طواعية ” !!!!
وأخيرا من حق BBC وغيرها أن تشوه الحقائق طالما ظل حال اداره ملف فساد الأراضي علي وضعه الحالي.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى