الأخبارالانتاجحوارات و مقالاتمصر

د أحمد حجازي يكتب: أسباب الامراض التنفسية البيئية في مزارع الدواجن                

>> التهوية أحد أسباب السلامة الصحية للطيور والمزارع تحتاج لضوابط لتحسين هذه الأوضاع

باحث معهد الصحة الحيوانية فرع المنصورة – مركز البحوث الزراعية – مصر

تسبب الأمراض التنفسية خسائر اقتصادية فادحة في قطاع الدواجن. ويمكن أن تسبب العديد من العوامل المعدية أمراضا تنفسية لدى الطيور (فيروسات – بكتيريا – فطريات) لكن غالبا ما ترتبط هذه المشكلة بسوء ضبط البيئة ايضا.

إن نظم تربية الدواجن المستخدمة حاليا سواء كانت مراقبة للبيئة أو عنابر مفتوحة الجوانب (مغطاة بستائر على الجوانب) تتطلب نظم تهوية ميكانيكية يتم صيانتها بشكل فعال وملائم بحيث تعمل على إخراج الغبار والغازات والرطوبة والحفاظ على مستوى معين من الهواء الملائم والفرشة المخصصة للطيور. وقد تم توثيق وجود عوامل مسببه لإصابة الدواجن بأمراض تنفسية في الحظائر التي يكون فيها الهواء و الفرشة المخصصة للطيور دون المعيار المطلوب.

علي مر العصور طورت الطيور آلية فاعلة لمواجهة حالات استنشاق الجسيمات الغريبة كالغيار والبكتيريا في مجراها التنفسي. وتبدأ هذه الآلية بالعمل من التجويف الأنفي حيث تتواجد عظام الأنف المفتولة إضافة لوجود المخاط الهدبي الذي يعتبر مصفاة ممتازة للجسيمات التي يزید حجمها على 0.2 ميكرون. اما الجسيمات التي يصغر حجمها عن ذلك تبقى محجوزة في القصبة الهوائية أو قد تصل إلى الرئة والأكياس الهوائية.

القصبة الهوائية والشعبتان الهوائية الأولية والثانوية لدى الدجاج مبطنة بالأهداب المتصلة بالخلايا الطلائية التي تتخلص من الجسيم المستنشق العالق في هذه المنطقة بشكل سريع. كما أن المجرى التنفسي العلوي مزود أيضا بنسيج ليمفاوي فعال مرتبط بالمخاطيات  يتم تشكيله من خلال النسیج الليمفاوي المرتبط بالراس والنسيج الليمفاوي المرتبط بالأنف .إلا أنه في حال وصول الجسيم الغريب إلى الجزء الأدنى من مجرى التنفس (الرئة والأكياس الهوائية) سيجد مقاومة ضعيفة للغاية نظرا للبطء وعدم فاعلية نظام المقاومة في هذه المنطقة.

بناء على ذلك، يعتمد نظام الحماية في الجزء السفلي من المجرى التنفسي بشكل كبير على آلية التصفية الموجودة في الجزء العلوي من مجرى التنفس. لكن في حال أدت أية مادة أو كائنات حية دقيقة مسببة للأمراض إلى التقليل من كفاءة هذه الآلية (منع الحركة الهدبية أو تعطيل النسيج المهدب )، حينها لن يقوم الجزءان العلوي والسفلي من المجرى التنفسي بإظهار مقاومة الهواء الكافية لصد البكتيريا التي عادة ما تدخل إلى النظام التنفسي عبر الهواء.

يعتبر الهواء الطلق عاملا أساسي في نظم تربية الدواجن بحيث يتيح للطيور صحة جيدة ويحقق الغايات المرجوة بالكامل. حيث تؤدي الغازات و الغبار و درجات الحرارة الغير ملائمة والرطوبة إلى حدوث اضطرابات مناعية تؤثر على الأداء الكلي للطائر وتعتبر اهم العوامل التي يجب الانتباه إليها من أجل منع حدوث المشاكل التنفسية مثل :

  1. الرطوبة :

في البيئات ذات درجة الرطوبة المنخفضة نسبيا (40 %)، يمكن أن تصل كمية الغبار التي يحدثها الطير إلى 100 ملغ في اليوم بينما الطائر الموجود بنسبة رطوبة ۷۰ % سينتج نصف كمية الغبار المذكورة آنفا.

  1. الغبار :

يأتي معظم الغبار المحمول جوا من حركة الريش والتقشر الطلاني و القش الجاف والطعام المخصص للطيور .ويمكن “تصنيف” الغبار إلى غبار قابل للاستنشاق( 0.2ميكرون( و غبار قابل للتنفس (اصغر 0.2ميكرون( . ومن ناحية عملية، يعتبر الغبار القابل للاستنشاق هو ذاك الغبار الذي يمكن مشاهدته في الحظيرة والذي عادة ما يحتجز في الجزء العلوي من المجرى التنفسي. أما الغبار القابل للتنفس فهو غير ظاهر للعين البشرية و يمكن أن يصل إلى الرئة و الأكياس الهوائية مسببا اضطرابات تنفسية. يبلغ متوسط معدل الغبار المثار في أماكن تربية الأمهات على مستوى الطائر الواحد توالي ۲ إلى 5 ملغم و يمكن أن يحمل هذا الكم ما يقدر ب 100مليون ميكروب بالمجمل فيما عدا تلك الكائنات الحية الدقيقة فإنه يمكن للغبار امتصاص الأمونيا و ينقلها إلى المجرى التنفسي .ووفقا للوائح الأوربية، تعتبر الكمية المقبولة من الغبار القابل للتنفس ۱٫۷ ملجم/م3″ في حظيرة الدواجن التي تتعرض للعوامل الجوية بشكل مستمر.

  1. الأمونيا :

يعتبر زرق الطيور وریشها والغبار المتشكل تحت درجات حرارة دافئة و في ظل نسبة رطوبة عالية ونسبة حموضة هي البيئة المفضلة لنمو البكتيريا التي تتكاثر مخلفة ورائها الأمونيا. وهذه الأمونيا التي تنشأ في حظيرة الدواجن ضارة لصحة الطيور نظرا لقدرتها على الإضرار بمجرى التنفس و جعله أكثر عرضة لتلقي الإصابات البكتيرية. وتؤثر هذه الأمونيا بشكل رئيسي على الأنف والقصبة الهوائية لأن الأمونيا الحرة تصبح قابلة للذوبان في المخاط الذي يغطي الخلايا الطلائية.

وحسب اللوائح الأوربية، فإنه لا ينبغي أن يتجاوز التعرض للأمونيا بنسبة ۲۰جزء بالمليون بشكل مستمر.

يمكن اكتشاف وجود الأمونيا بحاسة الشم عندما يكون تركيزها ۲۰ جزء من المليون أو أكثر

۱۰۰ جزء بالمليون تضر سطح الرئة.

۲۰ جزء بالمليون تزيد إمكانية التأثر بالأمراض التنفسية.

۵۰ جزء بالمليون تعمل على انخفاض معدل النمو.

  1. درجة الحرارة :

تؤدي درجات الحرارة التي تزيد عن حد الاعتدال 22( درجة مئوية) إلى زيادة معدل التنفس لدي الطيور لدرجة التنفس عبر الفم. وعند وصول الطيور لتلك المرحلة، فإنه سيتجاوز الهواء المستنشق عبر الفم نظام تصفية الهواء الموجود في الأنف ليستقر في القصبة الهوائية أو في المجرى التنفسي السفلي.

كيفية تحسين العوامل الجوية في مزارع الدواجن؟

لتوفير ظروف بيئية مثالية للطيور يجب معرفه الطقس الخارجي معرفه جيدة لتوظيفه في خلق مناخ مناسب للطيور حيث ان الطقس في مصر معتدل حيث تكون درجة الحرارة في الشتاء في حدود 4- 14°م ليلاً و18- 26°م نهاراً. اما في الصيف فتتراوح بين 20- 28 °م ليلاً و30 – 38 °م نهاراً. وفى الشتاء حينما تكون درجة حرارة الخارجية أقل من درجة الحرارة الداخلية للعنبر

ان الهواء البارد الداخل يحدث انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة الداخلية ويلزم لذلك الاقلال من فتحات الهواء وحجب التيارات الهوائية الباردة بقدر الامكان كما يلزم في بعض الاحيان توفير تدفئة صناعية لمواجهة برودة الجو الخارجي ولخفض معدل الرطوبة داخل العنبر.

وفى شهور الصيف حينما تكون درجة حرارة الجو الخارجي مرتفعة فان الهواء الساخن الداخل يرفع درجة الحرارة الداخلية عن معدلها ويلزم لذلك تهوية العنبر بزيادة فتحات التهوية زيادة كبيرة للاستفادة من جميع التيارات الهوائية الممكنة كما يلزم زيادة معدل الرطوبة لخفض درجة الحرارة .وقد كان السبب الرئيسى في استخدام العنابر المغلقة هو الابتعاد عن تأثير العوامل الجوية الخارجية نظرا لإمكانية التحكم في درجات الحرارة الداخلية بإدخال هواء بارد أو دافئ بطرق صناعية تعمل على موازنة درجات الحرارة الخارجية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى