الأخبارالانتاجالصحة و البيئةمصر

د عادل الغندور يكتب: كنت شاهدا علي عصر يوسف والي لمن لا يعلم !

>>كان مكتبه مفتوحاً لجميع الفلاحين من قرى مصر ونجوعها للإستماع إليهم وحل مشاكلهم بصفة مستمرة

خبير زراعي -رئيس أمانة الزراعة والري حزب مستقبل وطن

فقدت مصر بإنتقال العالم الكبير ورجل الدولة الإنسان (إلى رحمة الله تعالى) الأستاذ الدكتور يوسف والى- الذى كرس حياته فى خدمة بلده فى قطاع الزراعة بدءاُ من جامعة عين شمس ثم وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى على مدى خمسين عاماُ.

وقد ركز «والي» على تحديث التدريس والبحوث فى الجامعة  وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا وكذا على مدى 24 عام فى تحديث وربط البحوث الزراعية بالإنتاج.

إحتضن الدكتور يوسف والي شباب الباحثين والعلماء المصريين فى مصر والعائدين من الخارج وحرص على دعمهم وتوفير الموارد لهم فى فترة الستينات والسبعينات، واستمر فى ذلك مما كان له أثر كبيرعلى تكوين الكوادر البشرية العلمية فى مركز البحوث الزراعية-مركز بحوث الصحراء- الجامعات (كليات الزراعة) .

حرص نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق على مدى سنوات عديدة على ترابط العمل المشترك بين العاملين فى كافة المؤسسات التى تُعنى بالبحث العلمى الزراعى وربطه بالإنتاج والتصنيع الزراعى حيث دأب على دعم وزيادة انتاج الزراعى للمحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والذرة والأرز وأرسل بعثات للتواصل مع المراكز الدولية ف مجال القمح والذرة (المركز الدولى CIMMYT والمركزالدولى للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة ICARDA) وكذا الأرز (المركز الدولى لبحوث الأرز IRRI) فى الفلبين،وأيضاً المحافظة على جودة أصناف القطن وإنتاجيته. وأصبحت مصرعضواُ فى المجموعة الإستشارية لبحوث الزراعية الدولية ((CGIAR منذ عام 1996.

قام بتطوير إنتاج الدواجن والإنتاج الحيوانى والثروة السمكية والرعاية البيطرية وإنشاء الإتحاد العام لمنتجى الدواجن والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ومايتعلق بهم من بحوث وتطوير (دعم إنشاء المركز الدولى لإدارة المصادر المائية والحيوية ICLARM) فى مصر.
وفى مجال البساتين تم تحديث البرنامج فى الجامعات والوزارة وعمل مشروعات مشتركة بهدف تحسين الإنتاج المحلى والتصدير الذى وصل قيمته إلى أكثر من 4 مليار دولار (طازج ومصنع) وفى إنتاج النباتات الطبية والعطرية، كما تم إنشاء جمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية (هيا).

وإستخدم المنح من دول صديقة (مشروع مصر كاليفورنيا ADS والمشروع المصرى لتحسين محاصيل الحبوب الرئيسية EMCIP خلال الثمانينيات والمشروع القومى للأبحاث الزراعية NARP خلال 1987-1995ومشروع نقل وإستخدام التكنولوجيا فى مجال الزراعة ATUT،خلال 1995-1999 لدفع هذه المسيرة من تنمية بشرية والتعاون الدولى، وتم دعم أكثر من ألف باحث للحصول على ماجستير ودكتوراه وزيارات مابعد الدكتوراه للتدريب فى مجال طرق البحث العلمى الحديثة وقد تم دعم هذه المشروعات بما يقرب من مليار دولار (كمنح).

إهتم بتطوير نظم إنتاج التقاوى المحسنة وإدخال التكنولوجيا الحديثة وتطوير الإرشاد ووضع القوانين والضوابط لها وتوفير المعامل. وقد تزامن مع هذا السعى مراجعة دورية للإستراتيجة الزراعية فى مصر خلال فترة الثمانينات والتسعينيات والتركيز على الأهداف التى تهم الصالح القومى.

فى إطار دعم كوادر البحث العلمى الزراعى فى المراكز البحثية والجامعات، فقد أنشأ المكتبة القومية الزراعية (أول مكتبة قومية أكاديمية متخصصة فى الشرق الأوسط وثانى مكتبة قومية متخصصةعلى مستوى العالم بعد مكتبة NAL فى وزارة الزراعة الأمريكية)، حرص على توطين أحدث معطيات العلم فى مصر ودعم إنشاء معهد بحوث الهندسة الزراعية (البيوتكنولوجى)، والمعمل المركزى للمناخ الزراعى وإنشاء المعمل المركزى للنظم الزراعية الخبيرة والتى تعتمد على الذكاء الإصتناعى وتطوير وتحديث باقى معامل مركز البحوث الزراعية بأحدث المعدات والأجهزة فى ذلك الوقت.

ترأس جمعية الصداقة المصرية الصينية منذ الثمانينات على مدى أكثر من عشرين عام. إكتسب مصداقية دولية فى قطاع الزراعة وإنعكس ذلك على مشروعات التعاون المشترك مع دول عديدة فى العالم. وأٌنتخب رئيساُ للمجلس الوزارى للغذاء العالمى أوائل التسعينات لمدة 5 سنوات.

أنشأ اللجنة القومية للزراعة المحمية والتى أشرفت على مشروع قومى للبنية البشرية وتدريب أكثر من 3500 مهندس زراعى (كوادر مدربة) فى أسبانيا وهولندا وألمانيا والمملكة المتحدة.

أنشأ ودعم اللجنة القومية لللإستخدام المستدام للأراضى عام 1987 حتى 1994 والتى تعنى برصد الأحوزة العمرانية من خلال التصوير الجوى وصور الأقمار الصناعية بهدف الحفاظ على الرقعة الزراعية من التعديات.

عكف على دعم مشروعات إستصلاح الأراضى وتشجيع الشباب من خلال مشروع شباب الخريجين وتشجيع المستثمرين فى التنمية من خلال مشاريع ضخمة لإستصلاح الأراضى الصحراوية وأنشا مجمعات زراعية صناعية، أتبعها حركة تنمية زراعية شاملة، وكان حريصاُ على قضاء عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية فى الزيارات الميدانية لكافة مشروعات الإستصلاح على مستوى الجمهورية.
تصدى بصبر وحكمة للشائعات والإفتراءات من الطامعين والمرتزقة من الجهلة والمضلين. وكان أهم مايعنيه فى هذه المسيرة هو إستقرار مصر ونهضة الزراعة التى إعتبرها العمود الفقرى للتنمية المستدامة فى مصر. وكان مكتبه مفتوحاً لجميع الفلاحين من كافة قرى مصر ونجوعها للإستماع إليهم وحل مشاكلهم بصفة مستمرة.
أكتب ذلك كشاهد على هذا العطاء منذ الستينات.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى