الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةالمياهبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د محمد فتحي سالم يكتب:رسالة مفتوحة للرئيس عبدالفتاح السيسي

>>الزراعة المصرية «المطورة والتطبيقية» هى مفتاح الإنقاذ الحقيقى للخروج من أي أزمة إقتصادية

ما اقدمه لكم يا سيادة الرئيس فى رسالتى هذه هى نصيحة مخلصة من عالم مصرى يحلم بأن يرى بلده فى مصاف الدول العظمى أقتصاديا ومصر تستطيع أن تحقق هذا فى غضون سنوات معدودة بشرط توافر الإرادة السياسية منكم يا سيادة الرئيس وأنا علي ثقة كبيرة فيكم لأقصي الحدود.

ونصيحتى للخروج من هذه الأزمة الإقتصادية الخانقة فى مصر لابد أن تكون الأولوية للزراعة المصرية لأن العائد أسرع بكثير من أى مشروع قومى أخر فى هذا التوقيت يا سيادة الرئيس .

وتوجد خطة قومية سيدي الرئيس للنهوض بالزراعة فى ظل الإمكانيات الحالية وتوفير ما يقرب من ( 240 – 260 مليار جنيها سنويا ) لو قمنا بوضع إستراتيجية علمية تطبيقية لتوفير السلع الرئيسية للمواطن المصرى البسيط ثم تأتي الصحة فى المرتبة الثانية لأن الشعب لو أكل غذاءا سليما وبسعر رخيص نتيجة زيادة الإنتاجية الزراعية فى مصر وتحقيق الأمن الغذائى المصرى سيتم توفير ما يقرب من 24 مليار دولار سنويا نتيجة تقليل فاتورة استيراد هذه السلع واللحوم والألبان وتوفير هذه العملة الصعبة للبنك المركزى وتقليل العجز التجارى فى ميزان المدفوعات.

الزراعة سيدي الرئيس سوف يشعر بدورها كل المواطنين فى مصر من إنخفاض اسعار السلع الأساسية من الخبز والفول والعدس والزيت والسكر والأرز والفاصوليا والبسلة والطماطم والبطاطس والأسماك والدواجن واللحوم الحمراء وغيرها.

اقدم النصحية لأننى على يقين بأن مقومات الزراعة فى مصر تستطيع أن تجعل منها قوة عظمى بالفعل وليس بالقول ولنا فى دولة البرازيل النموذج المثالي لترسيخ دور القطاع الزراعية في النهوض بالإقتصاد حيث كانت دولة على وشك الإفلاس بشهادة وإعتراف البنك الدولى وقتها «يناير 2003 » وعليها ديون بلغت 500 مليار دولار .

قامت البرازيل بوضع خطة طموحة على أيدى علماء فى الزراعة مخلصين ووطنين ويعشقون تراب البرازيل وقاموا بتطوير 6 محاصيل زراعية فقط هم على الترتيب « الذرة الصفراء و فول الصويا و السكر والبن البرازيلى والموالح والكاكاو » وفى غضون 3 سنوات فقط أصبحت الرازيل من دولة على وشك الإفلاس بديون قدرها 500 مليار دولار إلى دولة رقم 8 على العالم فى قوتها الإقتصادية وأصبحت من ضمن الدول العظمى اقتصاديا أو ما يسمى G8.

أصبحت البرازيل بسبب تطوير هذه المحاصيل الستة على التوالى هى رقم واحد حاليا فى السكر حيث تنتج 25 % من الإنتاج العالمى للسكر وهى رقم واحد عالميا فى البن والكاكاو والموالح علاوة على أنها أصبحت رقم 3 عالميا فى إنتاج اللحوم البيضاء « الدواجن » وأصبحت رقم 3 على العالم فى إنتاج اللحوم الحمراء ( الأبقار ) وهى تصدر سنويا بما يقرب من 16 مليار جنيها لحوم حمراء الى كل دول العالم ، ويمثل القطاع الزراعى والصناعى والزراعى حاليا ما يقرب من 30% من إجمال الدخل القومى بها…لذلك لابد فإن تطوير مصر يتم بعلمائها و بأهلها وبقدراتها وإمكانياتها وليس بأى شىء أخر .

سيدي الرئيس… تعتبر البرازيل حاليا من أقوى الدول أقتصاديا عن طريق الزراعة والزراعة فقط يا سيادة الرئيس . ويعتبر الاقتصاد البرازيلي هو الأسرع نموا فى العالم بسبب القطاع الزراعى المتنامى حيث وصل المتوسط السنوى للدخل القومى GDP معدل نمو  الى 5 % وتقدمت البرازيل على إنجلترا أو المملكة المتحدة UK بالزراعة والتصنيع الزراعى Agribusiness .

واصبحت البرازيل الأقتصاد السادس عالميا بسبب الزراعة والتصنيع الزراعى بكل ما تحمله الكلمة من معانى وذلك لأنها وفرت البرازيل كل السبل ووسائل الجذب للقطاع الخاص والشركات الحكومية للنهوض بالزراعة والمشروعات الزراعية العملاقة وتم تغيير قوانين الإستثمار فى القطاع الزراعى والتصنيع الزراعى .

سيدي الرئيس… تقرير لمجلة فوربس Forbes  عام 2012 أورد ان البرازيل رقم 5 على العالم أو الخامسة عالميا فى عدد رجال الأعمال الذين يمتلكون المليار دولار وتخطت اليابان وإنجلترا أو المملكة المتحدة لدرجة جعلت عدد من الجامعات الأوروبية تضع مشروعات بحثية لدراسة « معجزة البرازيل الزراعية الصناعية » و أصبحت البرازيل حاليا عضوا فى أهم المنظمات الدولية الإقتصادية فى العالم مثل G8+5, G20, WTO, بما يعنى أنها أصبحت من أعظم 5 دول ومن أعظم 8 دول على مستوى العالم إقتصاديا.

سيادة الرئيس يكفى أن دولة بحجم البرازيل حاليا وشعبها وصل الى 190 مليون نسمة يعيش بلا مشاكل نقص فى المواد الغذائية الأساسية بسبب أنه حقق المعجزة الزراعية الإقتصادية على أرضه وبقدرات علمائه وشعبه بعيدا من تداعيات انتظار التمويل من الخارج عن طريق البنك الدولى وغيره من المؤسسات الإقتصادية الدولية التى تحارب مصر ولها خطط لتدمير الاقتصاد المصرى.

سيدي الرئيس… أؤكد لكم أن مقومات مصر حاليا لتطوير الزراعة المصرية أكثر من البرازيل ولكن يا سيادة الرئيس ينقصها تدخلكم بالإرادة السياسية التي نثق فيها لأبعد الحدود لان الشعب المصرى يستحق أن يعيش عيشة كريمة يتوفر فيها كل مقومات الحياة الآمنة من غذاء ودواء وملبس .
وفى نهاية رسالتى سيدي الرئيس دعني أؤكد لكم أن الخطط التطبيقية للنهوض بالزراعة المصرية موجودة وجاهزة على التنفيذ وهى تنتظر إشارة البدء من سيادتكم وصدقنى وأنا لكم من الناصحين المخلصين أن الزراعة المصرية المطورة والتطبيقية هى مفتاح الإنقاذ الحقيقى للخروج من أي أزمة إقتصادية تخنق طموحاتكم للنهوض بالدولة المصرية .
تحياتى وتقديرى
د.محمد فتحى سالم
أستاذ جامعى مخلص ومحب لوطنه وعاشق لتراب مصر

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى