الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د. اسماعيل عبد الجليل يكتب : زراعه القاهرة تتجمل بفضل هؤلاء !

>> نموذج الزراعة الذكية الخطوة الأولي في عودة المكانة المميزة لكليات الجامعات

أحالني مكتب التنسيق عام 1968 الى كليه الزراعه بجامعه القاهره على غير رغبتى  وهو ما جعلنى كارها لها منذ يومى الدراسى الاول بها حين تعجبت من تهالك مرافقها ومدرجاتها ومعاملها وحتى حدائقها الفاقده لأصول التنسيق والجمال  وهو ما زادنى اصرارا على الانتقال منها الى مسار آخر وخاصه بعد زياره عابره للكافتيريا حيث كان يقضى قدماء طلابها الخريجين والراسبين افضل اوقاتهم بها فى ظاهره تنفرد بها كلية زراعه القاهره عن غيرها وهى حالة ” الالفه والعشره ” بين جدرانها وطلابها بالإضافه الى ظاهره آخرى وهى أن عدد خريجها الذين تركوا مهنه الزراعه الى حرف اخرى قد يفوق عدد الذين مارسوها !!

والنماذج يصعب حصرها ممن ابدعوا فى السينما والمسرح والاعلام والصحافه والادب والرياضه فصاروا نجوما مشهورين ببكالوريوس الفلاحين !!.

مرت شهور قليله وتغير حالى حيث ارتبطت بالكليه لأسباب آخرى لا يتسع المجال لشرحها ولكن يتصدرها إرتباطى بالأساتذه المحاضرين من عظمه الاداء وحسن القدوه والاسهاب فى الشرح والى آخره من الصفات المثلى للأستاذ الجامعى ..

اسماء يصعب حصرها لعلماء كانوا اصحاب « مدارس فكريه » فى تخصصاتهم قبل أن يكونوا «أدوات تلقين» لمقررات دراسيه !! وكان ابرزهم فى عصرى أستاذ الوراثه وعضو مجمع الخالدين الدكتور أحمد مستجير مصطفى (دفعه 1954)  والفارق بين « المحاضر» و«المفكر» كبير!! يدركه المعاصرين مثلى لحالنا اليوم وهو الفارق الذى وهب الزراعه فى عصرها الذهبى بمصر خريجين من طراز ” الزمن الجميل ” .

الذين تولوا مناصب سياسيه رفيعه مثل المهندس سيد مرعى (دفعة 1937) رئيسا لمجلس الشعب والدكتور يوسف والى (دفعه 1951) نائبا لرئيس الوزراء وامينا للحزب الحاكم والدكتور كمال الجنزورى ( دفعه 57 ) كرئيس للوزراء ومنهم من تقلد رئاسه جامعه القاهره مثل الدكتور محمد نجيب حشاد (دفعه 1933 ) والدكتور نجيب الهلالى ( دفعه 1964 ) ومنهم من صار حاكما لإماره الشارقه كالشيخ سلطان بن محمد القاسمى (خريج 1971) و الدكتور محمود الزعبى رئيس وزراء سوريا الأسبق (دفعة 1963) وغيرهم كثيرون فى الوطن العربى عندما كانت مصر مقصدا لهم للعلم والتعلم .

المهم إنقطعت صلتى بالكليه منذ تخرجى عام 1972 ولكن كنت أتابع بأسف مقاطعه طلاب الثانويه العامه لها وغيرها فى سائر الجمهوريه الى حد اننى أذكر مشاركتى كعضو فى مجلس كليه زراعه الاسكندريه فى مقترح تغيير مسمى كليه الزراعه الى مسمى آخر اكثر جاذبيه وقبولا للشباب !! وكنت متحمسا آنذاك لمسمى « كليه علوم الحياه » بعد تغير رؤيتى الاولى لها عام 1968 من واقع الخبره والممارسه فى العمل البحثى الميدانى بمصر والمانيا وامريكا !!.

ولكن يبدو أن هناك بشائر تفاؤل تنبئ بتغير ايجابى فى رؤية أجيالنا الحاليه للزراعه من واقع تزايد رغبات الالتحاق بها ولعل الاسباب تكون إنعاكسا لرغبه حقيقه فى إحتراف الزراعه الحديثه الذكيه بعد أن تحولت إلى صناعه تدار الكترونيا ولكنى ارى اسبابا اخرى تتعلق بالتطوير الذى شهدته مرافق ومعامل كلياتنا الزراعيه بشكل حضارى يضعها فى مرتبه نظيرتها بالعالم بالرغم من شح ومحدوديه الموارد الماليه .

من هنا أكتب تلك الخواطر بعد أن شاهدت صورا رائعه على الفيسبوك لملاعب كليه الزراعه جامعه القاهره بعد إفتتاحها فى ثوب حضارى عالمى  يليق بأجيالنا التى سوف تمارس حياتها العمليه فى ظل الثوره الصناعيه الرابعه والخامسه وتوابعها حينا تصبح الصحه البدنيه ضروره لأستيعاب علوم وتكنولوجيا العصر.

مشهد الصور الحضارى أثار فضولى للسؤال عن مصدر التمويل المالى .. من أين لكليه الزراعه  هذا فى ظل الجفاف الحكومى السائد !؟  فكانت الاجابه من عميد الكليه الشاب المجتهد الطموح الدكتور عمرو مصطفى أن التمويل الذى تجاوز 15 مليون جنيها كان لمسه وفاء اعتدناها من الشيخ سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقه (خريج 1971) وشيوخ الكليه وروادها المخلصين الذين لم يترددوا يوما فى دعم الكليه وفى مقدمتهم المهندس حامد الشيتى رئيس مجلس اداره مجموعه شركات شورى والدكتور سمير النجار والمهندس محمود العنانى والمهندس سمير السمان  بالأضافه الى دعم معنوى من رئيس الجامعه .

تحيه خالصه منى وكل خريجى زراعه القاهره لكل من شارك بالجهد والفكر والمال فى هذا العمل الرائع وتسلم الايادى الخضراء التى قدمت نموذجا اتمنى تكراره فى جامعات اخرى .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى