الأخبارحوارات و مقالات

د. حسام الإمام يكتب : أحلام زينب (3)

>>حكاية زينب وموعد مع الحج

 

كانت أمنية حج بيت الله الحرام تراودنى على الدوام إلا أنه لم يخطر ببالى يوماً أننى سوف أتمكن من أدائها بهذا الشكل .

فى أحد الأيام فوجئت بمديرة مكتبى تقول لى : قرعة الحج تم الإعلان عنها يا دكتور ، حضرتك مش هتقدم ؟ قلتلها يعنى أنا لو قدمت هيختارونى ؟ ولو اختارونى هجيب تكاليف الحج منين ؟

اسكتى ربنا يخليكى .. قالت معلش نقدم وربنا يسهل ما نعرفش إيه ممكن يحصل من النهارده لحد ما تظهر النتيجة . وفى أسوأ الأوضاع لو ظروفك ما سمحتش ابقى اتنازل عنها لأى زميل . وأمام إصرار السيدة “حنان” أن تأخذ بطاقة الرقم القومى وتقدم لى فى قرعة الحج ، لم أجد بداً من الاستجابة لها وقلت “نجرب” .

وبالفعل قدمت اسمى للقرعة ، وبعد حوالى شهر تم سحب الأسماء الفائزة بالحج لذلك العام ، ووجدتها – جزاها الله كل الخير – تطلبنى وتصرخ فى التليفون : ألف مبروك يا دكتور حضرتك اسمك تم اختياره . سبحان الله ، لم أصدق ما سمعت كانت فرحة كبيرة أخذت بعقلى ، وبعد انتهاء التبريكات من الزملاء والأصدقاء ، وجدتنى أقع فى حيرة كيف سيتم تدبير المبلغ اللازم لسداد تكاليف الحج .

لكن الله سبحانه وتعالى عندما تقع مشيئته تتيسر الأمور من حيث لا ندرى ولا نحتسب . بعد ذلك بيومين وأنا أسير فى الشارع مهموما ًأفكر فى تدبير فلوس الحج ، وأتجهز للسيناريو الأثقل على قلبى فى تلك اللحظة وهو التنازل عن تلك الفرصة ، تأتى مكالمة هاتفية من شخص – أقسم بالله أننى لم أتعود منه خيراً أبداً – يبلغنى باختيارى للعمل استشاري لأحد المشروعات ، وأطلب منه فرصة للاطلاع على الأوراق الخاصة بهذا المشروع ، وتكون المفاجأة أن أكتشف أن المقابل المادى يعادل قيمة المبلغ المطلوب للحج بالتمام والكمال ! وأنا أقرأ وأنظر حولى متعجباً ولا أدرى ما الذى يحدث ولا ماذا أقول .

طبعاً تتساءلون عن زينب ودورها فى هذه القصة .

عندما أخبرونى بفوزى فى قرعة الحج لذلك العام ، اتصلت بزوجتى وأخبرتها ، وجدتها تقول لى : ما تنساش تدعى لزينب .. قلتلها : زينب ؟ ليه ؟ قالتلى إنت نسيت ولا إيه .. سألتها: نسيت إيه بالظبط .. فذكرتنى أن زينب كانت قد اتصلت بها منذ عام قبل الحج بأيام – أثناء العشر أيام الأواخر من شهر ذى الحجة – وأخبرتها أن حماتى رحمها الله قد جاءتها فى الرؤيا وأعطتها ملابس إحرام ولما سألتها لمن هذه الملابس قالت أنها لحسام .

وتذكرت الرؤيا ، وتذكرت زوجتى وهى تقول لى احنا فى موسم الحج يمكن ربنا كاتب لك تحج السنة القادمة ، وأنا أقول لها كيف ذلك ، ما انتى عارفة الظروف . لكن عندما يشاء الله تتبدل الأحوال ، يصير الصعب سهلاً ، وتأخذ “حنان” مديرة مكتبى بطاقتى رغماً عنى ، ويأتى المال من حيث لا أدرى ولا أحتسب . وتسطر زينب صفحة جديدة فى سجل ذكرياتى .

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى