الأخبارالمياهالنيلبحوث ومنظماتمصر

خبير مياه دولي: تصريحات «ترامب» عن سد النهضة حركت المياه لإستئناف المفاوضات

>> شراقي: يجب علي مصر والسودان مطالبة اثيوبيا بعدم تعلية الممر الأوسط إلا بعد الاتفاق لأن التعلية هى خطوة رئيسية فى التخزين

قال الدكتور عباس شراقي الخبير الدولي في الموارد المائية بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة ان تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مفاوضات سد النهضة وعدم توقيع علي إتفاقية تنظيم عملية تشغيل سد النهضة ووصف الموقف بأنه خطير، وأن مصر لن ‏تستطيع العيش بهذه الطريقة وسينتهي الأمر بهم بتفجير هذا السد بأنها تصريحات حركت مياه المفاوضات الراكدة منذ 21 أغسطس الماضى وأكدت على أن اتفاق واشنطن مازال سارياً وعلى اثيوبيا التوقيع عليه.

وأضاف «شراقي» أن هذه التصريحات تعطى الضوء الأخضر لمصر لنسف السد، إلا أن هذا القرار  هو قرار مصرى خالص ويعود لتقييم القيادة السياسية للموقف وهى ما أكدت مرراً وتكراراً تمسكها بعملية المفاوضات والوصول إلى اتفاق يرضى الدول الثلاث، مع الاحتفاظ لمصر بحقها فى الدفاع عن حقوقها بالطريقة المناسبة فى الوقت المناسب.
وأوضح الخبير الدولي في الموارد المائية ان تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي أبى أحمد هى استمرار فى التعنت الاثيوبى اذا أصرت على تكملة الملء دون اتفاق، كما أنها تظهر المغالطات الاثيوبية التى أعلنت من قبل مثل عدم اعترافها بالاتفاقيات الدولية المائية بحجة أنها تمت فى عصر الاستعمار، رغم أن ذلك اذا كان صحيحاً لا يلغى الاتفاقيات الدولية، وتصريح رئيس الوزراء اليوم هو اعتراف بأن اثيوبيا لم تستعمر من قبل، ومن ثم فان جميع الاتفاقيات السابقة وقعت عليها حكومات اثيوبية وطنية وليست استعمارية.
وقال «شراقي» ان مياه الفيضان لهذا الموسم والتى تتدفق أعلى الممر الأوسط من سد النهضة  أوشكت على الانتهاء خلال أيام قليلة، بعده تبدأ اثيوبيا فى تعلية الممر الأوسط إلى ارتفاع 100 متر من قاع النهر مما يعنى غلق السد لحجز اجبارى قدره حوالى 18 مليار متر مكعب الصيف القادم.

وشدد الخبير الدولي في الموارد المائية علي أنه يجب علي مصر والسودان مطالبة اثيوبيا بعدم تعلية الممر الأوسط إلا بعد الاتفاق لأن التعلية هى خطوة رئيسية فى التخزين، ولايمكن لاثيوبيا صرف الـ 18 مليار اذا طلب منها ذلك لعدم وجود بوابات كبيرة تسمع بتدفق المياه.
وأشار «شراقي» إلي أن تصريحات ترامب والتحركات المصرية يجب أن تدفع الاتحاد الأفريقي للقيام بمسئولياته التى طلبها بنفسه لحل مشكلة سد النهضة، أو الاعلان بفشله فى الوصول الى اتفاق واخطار مجلس الأمن بذلك فى أسرع وقت لتكملة المفاوضات تحت رعايته.
ولفت الخبير الدولي في الموارد المائية إلي أن تصريحات ترامب بهذه القوة فى هذا التوقيت وعدم صدورها فى وقتها نهاية فبراير الماضى بعد هروب اثيوبيا من التوقيع ربما تهدف إلى لفت الانتباه عن الحدث الأكبر وهو التطبيع السودانى الاسرائيلى واشغالنا بتصريحات سد النهضة.

وكان الرئيس الأمريكى  قد قام بالإدلاء ببعض التصريحات الخاصة بسد النهضة هى الأقوى على الاطلاق وذلك من خلال لقاء الكترونى مع رئيس الوزراء السودانى عبد الله حمدوك ورئيس الوزراء الاسرائيلى نتينياهو بمناسبة التطبيع بين السودان واسرائيل، ووصف اثيوبيا بأنها تبنى السد الذى يمنع تدفق مياه النيل ولا يمكن لوم مصر على شعورها ببعض الاستياء من ذلك، وقال أنه الموقف شيئ حيث أنه وصل إلى الاتفاق بعد تعثر المفاوضات على مدار أكثر من 5 سنوات، وعند التوقيع اثيوبيا انسحبت منه فى آخر لحظة وهذا غير جيد، وأشار إلى أن مصر لديها الحق في حماية حصتها بمياه النيل، وأكد ترامب أن تجاهل إثيوبيا للاتفاق أمر ‏غير مقبول وهو ما دفعه لفرض عقوبات عليها وإيقاف عدد من المساعدات عنها، قائلاً: “إثيوبيا لن ترى أموال المساعدات مرة أخرى قبل أن تلتزم بالاتفاقية”
ووصف الموقف بأنه خطير، وأن مصر لن ‏تستطيع العيش بهذه الطريقة وسينتهي الأمر بهم بتفجير هذا السد، وهم قالوا وحذروا من هذا من قبل بكل ‏صراحة، وذكر أيضاً علينا عمل شئ وطلب من حمدوك أن يفعل ما يستطيع مع اثيوبيا للوصول الى الاتفاق وانه يطلب ذلك من مصر أيضا.
وتابع: “كنا جاهزين لتوقيع اتفاقية تم التفاوض عليها لخمس ‏سنوات ثم انسحب الإثيوبيون وهذا ليس جيداً، ولم يكن على مصر أن تترك إثيوبيا تبني هذا السد منذ البداية لكنهم ‏كانوا مشغلون بالثورة وكان ذلك الوقت صعبا على مصر.
وقام أبى أحمد بالرد بأن اثيوبيا تصر على المضى فى تكملة سد النهضة وقام بتهديد بأن من يمس اثيوبيا لن يعيش فى سلام وأنها سوف تنتصر، وذكر أيضاً أن اثيوبيا لم تستعمر من قبل ولن يحكمها أحد فى المستقبل.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى