الأخبارالاقتصادالصادرات و الوارداتبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د فنجري صديق  يكتب:  لماذا تستورد مصر 98% من إحتياجاتها من الزيوت؟

>>زيادة الاحتياجات نتيجة زيادة «السكان» وإرتفاع إستهلاك الفرد سنويا

 رئيس قسم بحوث المحاصيل الزيتية – معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر

لماذا تعد المحاصيل الزيتية  «هامة إقتصاديا»؟

تعتبر المحاصيل الزيتية الحقلية المصدر الاساسي لإنتاج الزيوت النباتية الغذائية حيث تساهم باكثر من 60  % من جملة انتاج الزيوت الغذائية في العالم وتعد الزيوت النباتية الغذائية مصدراً هاماً في غذاء الانسان حيث ان الطاقة الناتجة منها (9 سعر حراري / الجرام ) مقارنة بالطاقة الناتجة من المواد الكربوهيدراتية والبروتينية (4 سعر حراري / الجرام).

كما تتميز الزيوت النباتية الغذائية الناتجة من المحاصيل الحقلية الحولية بارتفاع محتوي الزيت من الاحماض الدهنية غير المشبعة 94% حيث تقاس جودة الزيت بمحتواه من هذه الاحماض غير المشبعة ، كما انها تعد المصدر الاساسي للاحماض الدهنية الاساسية الللازمة لجسم الانسان والتي لايتم الحصول عليها الا من الزيوت النباتية ومنها حمض اللينوليك  (اوميجا 6) وحمض اللينولينك (اوميجا 3) والتي تساهم بقدر كبير في خفض الكوليسترول الضار بجسم الانسان بالاضافة الي حمض الاوليك .

كما ان المحاصيل الزيتية المصدر الاساسي للفيتامينات الذائبة فيها (A,D,E,K) بالاضافة الي انها مصار هام للبروتين النباتي في غذاء الانسان والحيوان والدواجن . ايضا تعد هذه المحاصيل محاصيل تصنيعية تقوم عليها عديد من الصناعات الغذائية والطبية والدوائية وصناعة الاعلاف الحيوانية مما يجعلها تساهم بدور فعال في الاقتصاد القومي زراعيا وصناعيا.

الموقف الحالي لانتاج واستهلاك الزيوت النباتية في مصر :

تعاني مصر نقصاً حاداًفي انتاج بذور المحاصيل الزيتية الامر الذي أدي الي اتساع الفجوة بين انتاج واستهلاك الزيوت النباتية ويبلغ الاستهلاك السنوي من الزيوت النباتية 2,66 مليون طن زيت تستورد مصر منها 1,820 مليون طن زيت من الخارج وكذلك 3,790 مليون طن بذور يتم عصرها في مصر ليصل اجمالي مانستورده من الزيوت ما يفوق 98% من استهلاكنا.

ومن المتوقع زيادة الاحتياجات من الزيوت النباتية نتيجة الزيادة المضطردة في عدد السكان وزيادة معدل استهلاك الفرد سنويا وبالتالي يجب انتهاج سياسات جديدة تكقل زيادة المساحات المنزرعة بالمحاصيل الزيتية التصنيعية لتوفير حد ادني من الامن الغذائي في الزيوت النباتية بالاضافة الي الاستفادة من الكسب الناتج من استخلاص الزيت في تغذية الحيوانات والدواجن.

مستقبل زراعة المحاصيل الزيتية في مصر :

  • اتباع التقنيات الحديثة في الزراعة والري والتسميد مما يؤدي الي نشر زراعة المحاصيل الزيتية في الاراضي الجديدة وحديثة الاستصلاح مثلا داخل 1,5 مليون فدان مما يتنج فرص اقامة مجتمعات زراعته جديدة وفرص عمل للشباب واقامة العديد من المشاريع الانتاجية .
  • زراعة زهرة الشمس محملاً علي المحاصيل الاخري سواء البساتين حديثة الإنشاء او الخضار وخلافه مما يوفر في استخدام المياه والاسمدة والارض ويعطي حماية للمحصول الرئيسي .
  • نجاح زراعة المحاصيل الزيتية خاصة زهرة الشمس والكانولا بالاراضي الجديدة بعيداً عن اراضي الوادي وبعيداً عن منافسة المحاصيل الاستراتيجية الاخري فقد نجحت زراعة زهرة الشمس والكانولا بالاراضي الجديدة وكذلك الاراضي التي تحتوي علي بعض المشاكل مثل ارتفاع نسبة الملوحة ونقص مياه الري.
  • قصر فترة نمو المحاصيل الزيتية والتي تسمح بايجاد تراكيب محصولية جديدة يمكن ان تساهم في زيادة المساحة المنزرعة منها وزيادة العائد من وحدة الارض والمياه تلبي متطلبات الزراعة المكثفة في مصر.
  • ارتفاع محتوي بذور المحاصيل الزيتية من الزيت زهرة الشمس من 40-45% والكانولا 45-49% .
  • قله تعرض المحاصيل الزيتية للاصابة بالامراض والافات التي تؤثر بشكل اقتصادي علي انتاجية هذه المحاصيل الامر الذي يؤدي الي انخفاض تكاليف الانتاج وزيادة العائد منها كما انها تتحمل الظروف البيئة المعاكسة من جفاف وحرارة وملوحة .
  • المحاصيل الزيتية محاصيل ثنائية الغرض حيث انها مصدر للزيوت النباتية والبروتين الحيواني الذي يمكن استخدامه في اغدية الانسان وتصنيع الاعلاف الحيوانية مما يزيد من القمية المضافة لهذه المحاصيل .
  • الحصول علي انتاجية عالية من المحاصيل الزيتية باستخدام مستويات معتدلة من المدخلات الزراعية كالاسمدة نظراً لقله احتياجاتها من العناصر الغذائية.
  • ملائمة المحاصيل الزيتية لاستخدام الميكنة الزراعة والحصاد خاصة في المجتمعات الزراعية بالاراضي الجديدة مما يساعد علي انجاز العمليات الزراعية في الوقت المناسب وتقليل الفاقد وخفض تكاليف الانتاج وزيادة العائد للمزارع.

التحديات التي تواجه زراعة وانتاج المحاصيل الزيتية في مصر :

  • عدم اقبال الشركات الزراعية الكبري وكذلك المشروعات الاستثمارية في الاراضي الجديدة علي زراعة المحاصيل الزيتية بالرغم من نجاح زراعتها بها تحت نظم الري الحديثة .
  • المحاصيل الزيتية محاصيل تصنيعية يصعب علي المزارع تصريف انتاجه منها لارتباطها بالشركات المصنعة وعليه فهي تتاثر سلباً او ايجاباً بمصالح هذه الشركات
  • انخفاض اسعار بذور المحاصيل الزيتية التصنيعية مقارنة باسعار المحاصيل الاخري مما يؤدي لاحجام المزارعين عن زراعتها خاصة بعد الغاء الدورة الزراعية.
  • عدم اتباع الزراعة التعاقدية بين المنتجين ومصانع استخلاص الزيوت مما يؤدي الي عدم ضمان تصريف المنتج لدي المزارعين .
  • عدم وجود نظام تسويقي واضح ومعلن للمزارعين.

دور الدولة في تقليل فجوة الزيت في مصر :

  • الاعلان عن اسعار استلام بذور المحاصيل الزيتية للمنتجين باسعار مجزية لتوفر قدر من الربحية والامان للمزارعين قبل موعد الزراعة بوقت كاف .
  • اتباع نظام الزراعة التعاقدية بين المزارعين وشركات استخلاص الزيوت مع وجود جهه ضامنه لتنفيذ بنود العقد ووضع شرط جزئي في حالة عدم استلام وتسليم المحصول الناتج.
  • انشاء نظام تسويقي ثابت ومعلن يتم فيه الاعلان عن اماكن تجميع المحصول لاقلاب مكان للمزارعين علي ان تقوم الشركات بنقل المحصول بمعرفتها .
  • وضع حافز مشجع لمزارعي المحاصيل الزيتية التصنيعية منها توفير التقاوي باسعار منخفضة وجزء من مستلزمات الانتاج خاصة الاسمدة أو اعفاء الشركات الزراعية والمستثمرين من دفع الضرائب لمدة معينه.
  • الزيادة المضطرة في عدد السكان
  • زيادة معدل إستهلاك الفرد من الزيوت النباتية سنويا حيث يصل معدل الاستهلاك السنوي للفرد في مصر الي 18-21 كجم زيت للفرد مقارنه بنصيب الفرد في الدول المتقدمة الذي يصل الي 32-34 كجم زيت للفرد في السنه
  • ارتفاع مستوي المعيشة مما جعل الكثير بجحم عن استخدام المسلي الصناعي والهروب الي استخدام الزيوت النباتية خاصة مع تزايد امراض العصر الحديث ونصائح الاطباء لهولاء المرصي بالتغذية علي الزيوت النباتية.

المقال التالي عن محصول الكانولا

 

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى