الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د صلاح سليمان يكتب: فراغ الكورونا وتحصين الشباب

استاذ كيمياء وسمية المبيدات –  جامعة الاسكندرية – المشرف علي برامج بناء القدرات المعرفية والقيادية بالمجمع العلمي المصري

 خلال الأسبوعين الماضيين كنت مترددا بين معملي في جامعة الأسكندرية وبيت الضيافة في جامعة القاهرة ولفت نظري، بعد سكون معتاد في أيام الصيف وعطلته الدراسيه، ذلك العدد الهائل من الشباب يهلون علي ساحات وأروقة الجامعتين, أكثرهم من الطلاب الجدد يستكشفون أماكنهم في حياتهم الجامعية الجديدة, والبعض الآخر جاء بفرحة العائد إلي بيته وأصدقائه بعد غيبة طالت, وتغييرا لسلوك ضيق عليهم الحياة, يبحثون عن أمكنه وساحات يلتقون فيها ينفثون عن مكنون صدورهم ويروحون عن انفسهم ويجدون أنفسهم من جديد بعد تسكع في اطرقات مدنهم, وجلسات فارغة في المقاهي.

بدأ العام الجامعي الجديد وعادت الحياة لتدب في أرجاء الجامعات من جديد, بعد انقطاع طال, جاء الشباب وعادوا إلي بيتهم الأثير, فهل استعدت الجامعات بالفعل لهذا الطوفان المتطلع والباحث عن كل ما يمكن أن يملأ عقله وقلبه ؟  أم اننا سنتركهم لتتخطفهم الأهواء والأنواء وتأخذهم إلي حيث يرجو ويسعي اعداء هذا الوطن في الداخل والخارج ؟

هل ستبدأ الأنشطة اللاصفية التي تستوعب هؤلاء الشباب وبقوة تماثل قوة رغبتهم في الأنطلاق بعد كبت وعزل طال آمده ؟

لعلني هنا أحذر واوضح أنه ما لم توفر الجامعات ساحة نشاط للشباب فسيجذبهم غيرها إلي ساحات ذات بريق تأخذ الوطن نحو متاهه شيطانية لا يعرف قدر تأثيرها الا من يعيش بين أولئك الشباب ويعرف إحتياجاتهم ، ليس المادية فقط وانما قبلها النفسية، والسلوكية.

نعم, نحن في حاجة لتحصين فعال وآمن, ليس فقط لنكون ويكون شبابنا آمنا ومنيعا من الكورونا وإنما أهم من ذلك ليكون عصيا أمام أعداء مصر.

دق ناقوس الخطر وعلينا الأستجابة.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى