الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبد السلام منشاوي يكتب: أهمية مرحلة التأسيس والتحكم في مكونات المحصول للقمح

>>أهميتها في مراحل نمو القمح، حيث يتحدد فيها السعة التخزينية للنبات كما يتكون المجموع الخضري الذي يكون بمثابة المصنع بالنسبة للنبات

رئيس بحوث متفرغ ومربي قمح بمحطة بحوث سخا- قسم بحوث القمح- معهد بحوث المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية

محصول الحبوب في القمح هو محصلة لجميع العمليات الزراعية (حزمة التوصيات الفنية) خلال موسم النمو بالكامل. لذلك يجب الاهتمام بكل العمليات الزراعية وتنفيذها على الوجه الصحيح، حيث أن تنفيذ التوصيات الزراعية على الوجه الصحيح يجنبنا الأخطاء التي تحتاج إلى علاج، وفي الواقع يصعب العلاج بعد صرف مبالغ طائلة ولكن في حقيقة الأمر كان الأسهل تجنب تلك الأخطاء.

مرحلة تأسيس المحصول هي أهم مراحل النمو في القمح، حيث يتحدد فيها السعة التخزينية للنبات كما يتكون الغطاء النباتي ( المجموع الخضري) الذي يكون بمثابة المصنع بالنسبة للنبات حيث يستقبل الضوء ويتم عملية البناء الضوئي المسئولة عن تراكم المادة الجافة في أجزاء النبات وكذلك عملية امتلاء الحبوب وفي النهاية ينعكس على المحصول أو ما يعرف بالقدرة الإنتاجية.

وتعرف القدرة الإنتاجية للصنف بأنها محصول الصنف المتكيف (المتأقلم) والذي ينمو تحث الظروف المثلى وفي غياب الاجهادات الحية وغير الحية. وهو مفهوم مفيد للغاية حيث أن زيادة القدرة الإنتاجية للصنف من المحتمل أن تؤدي إلى زيادة الإنتاجية في حقول المزارعين.

يمكن التعبير عن إنتاجية محصول القمح على أنه نتاج مكونات المحصول أو ما يعرف بمثلث المحصول. وهو عبارة عن عدد السنابل لوحدة المساحة (عدد السنابل للمتر المربع) وعدد حبوب السنبلة ووزن الحبة (وزن الـ1000حبة) وهذا هو الغالب والأهم. وهناك أراء لبعض الباحثين أنها أربعة مكونات وهي عدد النباتات في وحدة المساحة وعدد السنابل للنبات وعدد حبوب السنبلة ووزن الحبة.

وهناك من يقول أنهما مكونين رئيسيين هما عدد الحبوب للمتر المربع  وزن الحبة. حيث يتكون المحصول من المعادلة التالية: محصول الحبوب (جم/م2) = عدد السنابل للمتر المربع × عدد حبوب السنبلة × وزن الحبة (جرام). ونستنتج من هذه المعادلة أنه يمكن تحقيق زيادة في القدرة الإنتاجية لمحصول القمح من خلال الزيادة في المكونات الثلاثة السابقة. وبالنظر إلى مكونات المحصول الثلاث فنجد أن عدد السنابل لوحدة المساحة وعدد حبوب السنبلة  يتحدد عددهما في مرحلة التأسيس، والمكون الثالث وهو وزن الحبة له علاقة قوية أيضا بمرحلة التأسيس حيث كلما كان المجموع الخضري قوي يقوم بعملية البناء الضوئي بشكل جيد مما يؤدي إلى التخزين والامتلاء الجيد للحبوب.

و يتم الانتهاء من مرحلة تأسيس النبات عند 60 يوم تقريبا من الزراعة في الميعاد الأمثل وهي عند نهاية مرحة التفريع، وقد تطول الفترة عن ذلك أو تقل نسبيا حسب ميعاد الزراع والصنف المنزرع وظروف الطقس.  ومن الضروري فهم سبب الاختلاف في عدد الحبوب لكي نفهم القدرة الإنتاجية. حيث تتجمع مكونات المحصول للقمح مع بعضها البعض لإعطاء عدد من الحبوب لكل وحدة مساحة.

إنتاج النباتات للمتر المربع من الحبوب يتكون من، عدد السنابل للنبات، عدد السنيبلات للسنبلة، عدد الأزهار للسنيبلة، والحبوب لكل زهرة. ونظرا لتأثيرات التعويض، فمن الصعب عزل تأثير كل مكون محصول معين على المحصول. وهناك ملاحظة عامة وهي أن القدرة المحصولية للحبوب والمحسوبة نظريا على أساس قدرة كل مكون من مكونات المحصول أعلى بكثير جدا مما يتحقق بالفعل.

وقد تبين أن التنافس على الموارد المحدودة خلال فترة نمو السنبلة، بما في ذلك الضوء والنيتروجين وبالتالي البناء الضوئي هو السبب الرئيسي في نقص عدد الحبوب المحتملة. ولكي نحصل على أعلى إنتاجية للمحصول علينا أن نحقق اكبر عدد من السنابل في وحدة المساحة واكبر عدد للحبوب بالسنبلة وأكبر وزن للحبوب،

كيف يتحقق ذلك؟

أولا زيادة عدد السنابل لوحدة المساحة:

يمكن زيادة عد السنابل من خلال زيادة معدل التقاوي والكثافة النباتية، ولكن علينا أن نعلم أن ذلك ليس على الإطلاق ولكن من خلال استخدام معدل التقاوي الأمثل فهو يضمن لنا أمكانية الوصول إلى أعلى عدد سنابل مع تنفيذ باقي العمليات الزراعية على الوجه الصحيح.

كما أن من أسباب قلة عدد السنابل نقص التفريع نتيجة لكون الأسمدة المضافة غير مناسبة أو غير كافية  أو مضافة في وقت غير مناسب وتعريض النبات لري غير مناسب من تعطيش وتغريق والضرر الناتج عن التغريق أخطر على التفريع من التعطيش وكذلك الزراعة في ميعاد غير مناسب.

لذلك وجب علنيا أن نعتني بعمليات التسميد والري خاصة في المراحل الأولى من حياة النبات وهي مرحلة التأسيس حتى يتم تشجيع النبات على التفريع وإعطاء أكبر عدد ممكن من السنابل فيما بعد.

ثانيا زيادة عدد الحبوب  للسنبلة:

يتحدد عدد الحبوب للسنبلة من خلال الفترة الأولى وهي حتى نهاية التفريع (60يوم تقريبا من الزراعة)، حيث تتكون فيها السنابل ويتكون فيها عدد السنيبلات بالسنبلة وكذلك عدد الأزهار بالسنيبلة. كما أن الفترة بعد 10 أيام من طرد السنابل، حيث تتزامن هذه الفترة مع التلقيح والإخصاب وموت الأزهار. ومع ذلك، لا تترجم عدد الحبوب مباشرة كمحصول في القدرة الإنتاجية بسبب التعويض الجزئي بنقص وزن الحبة.

ومن الملاحظ إن انخفاض وزن الحبة مرتبط بزيادة عدد الحبوب، لا يرجع انخفاض وزن الحبة إلى انخفاض كمية صافي التمثيل في كل حبة، بل هو ناتج عن زيادة عدد الحبوب ذات الوزن المنخفض والمتكونة من الأزهار الطرفية. ولذلك فأن العناية بالمراحل الأولى في حياة النبات يضمن لنا حجم سنبلة كبير تحتوي على سنيبلات وأزهار كثيرة والتالي يكون لدينا سعة تخزينية عالية تستوعب مرحلة الامتلاء وعلية تكون الإنتاجية مرتفعة.

ويعتبر الإشعاع الشمسي ودرجة الحرارة من العوامل البيئية الرئيسية التي تلعب دورا في تحديد عدد الحبوب في السنبلة في القمح. ثالثا وزن الحبة: يعتمد وزن الحبة في الغالب على الصنف ولكن قد يكون محدودا إلى حد ما من خلال إمداد التمثيل الضوئي بعد التزهير.

ومع ذلك، ينبغي التأكيد على أن إنتاجية محصول الحبوب محدودة بدرجة أكبر بواسطة حجم المستودع (عدد الحبوب أو السعة التخزينية)، أي أن عدد الحبوب الأعلى يعطي إنتاجية أعلى. قد تقلل درجات الحرارة المرتفعة أثناء امتلاء الحبوب من فترة نمو الحبوب عن طريق تقصير مدة النسيج الضوئي، وفي هذه الحالة قد يصبح المصدر محدودا. ومن المفترض أن محصول القمح قد يزداد بزيادة وزن الحبة بحثا عن طرق لزيادة معدل امتلاء الحبوب.

وبعد طرد السنابل يتم امتلاء الحبوب عن طريق استخدام الكربوهيدرات من مصدرين. المصدر الأول ما يتم إنتاجية مباشرة من التمثيل الضوئي في الأوراق الخضراء. وبالتالي كلما كان المجموع الخضري الذي تم تكوينه في المرحلة الأولى من عمر النبات جيد (مرحلة ما قبل نهاية التفريع) كلما كان الامتلاء و المحصول جيد. والمصدر الثاني هو الكربوهيدرات المخزنة بالساق وقواعد الأوراق، والمصدر الثاني مساهمته أقل من الأول.

وفي العموم يعتبر النيتروجين هو أحد المكونات الرئيسية لجهاز التمثيل الضوئي في النبات  بعد الماء، حيث يعد نقص النيتروجين هو المعوق الرئيسي لنمو المحاصيل. وعادة ما يتطلب إنتاج طن من حبوب القمح لحوالي 25 كجم من النيتروجين كسماد.

لذلك، تعتمد إنتاجية القمح بشكل كبير على النيتروجين. وتحدث أعلى استجابة لمحصول الحبوب في القمح للأسمدة النيتروجينية عندما يتم إضافتها قبل بدء مرحلة استطالة الساق، أي الفترة خلال 60 يوم من الزراعة.

والتأخير في إضافة التسميد النيتروجيني تكون استجابة النبات منه محدودة للغاية، حيث لم تتم ملاحظة أي استجابة في محصول حبوب القمح إلى الأسمدة النيتروجينية في هذه الحالة ولكن كانت هناك زيادة في بروتين الحبوب فقط. إن إضافة التسميد النيتروجيني  خلال الفترة الأولى من حياة النبات وخلال مرحلة التفريع لا يؤدي إلى زيادة إنتاجية الحبوب فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى انخفاض مستوى الرقاد وخفض خسائر السماد، مما يؤدي إلى زيادة الاستفادة من التسميد النيتروجيني.  وقد تأكدت بشكل عام فائدة إضافة الأسمدة النيتروجينية على دفعات حيث تعمل على رفع كفاءة استخدام الأسمدة.

يلزم لتحقيق محصول جيد الحصول على أكبر عدد ممكن من السنابل  للمتر المربع  وأكبر عدد من الحبوب مع حجم كبير للحبوب. لذلك يجب العناية بمرحلة التأسيس وهي خلال 60 يوم تقريبا من الزراعة حيث يصل النبات إلى أقصى حد للفروع التي تكون السنابل وتصبح السنبلة مكتملة الأزهار وعدد السنابل وعدد الأزهار للسنبلة (السعة التخزينية للنبات) محدود ولا يمكن زيادته بعد ذلك وهما أهم مكونين من مكونات المحصول وبالتالي الـ60 يوم الأولى من حياة النبات هي الأخطر ويجب الانتهاء من إضافة الاحتياجات السمادية مع نهاية هذه الفترة لأنها يتكون فيها السعة التخزينية للنبات وبناء المجموع الخضري الذي يساهم في امتلاء الحبوب وهي المكون الثالث من مكونات المحصول.

وهناك اعتقاد خطأ عند بعض المزارعين حيث يعتقد أن تأخير رية التشتية (المحاياة)  ينشط التفريع وهذا خطأ 100  % فالنبات يبدأ مرحلة التفريع بعد 15-20 يوم من الزراعة تقريبا وهي مرحلة تفريع وتوليد وإنتاج خلفات جديدة والنبات في أمس الحاجة للسماد والماء ولا يتحمل التعطيش أو التغريق ولكن لابد من عدم التأخير وإضافة المقررات السمادية قبل الري مباشرة  والري على الحامي بقدر الإمكان وصرف الأرض مباشرة بعد تمام الري وهذا هو ما ينشط التفريع ويجعل حجم السنبلة كبير وبها أزهار كثيرة وبالتالي يكون عدد حبوب السنبلة كثير ويساهم في امتلاء الحبوب ويجعل حجم الحبة كبير.

أسأل الله أن يجعله موسم خير وبركة على الوطن والمزارعين

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى