الأخبارالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبير مصطفى تكتب: خطورة مرض «حمى البحر المتوسط» التي تصيب الإنسان والحيوان

>>ينتقل بالتلامس المباشر لمواد ملوثة بالميكروب عن طريق الجروح والجهاز التنفسى أو العين

استاذ مساعد الامراض المعدية – المركز القومى للبحوث – دكتوراة الامراض المشتركة جامعة القاهرة

البروسيلا هو مرض معدي يصيب الحيوان والانسان، ويسبب خسائر اقتصادية كبيرة، وهو من الأمراض التى تنتقل إلى الإنسان، وتسبب له ما يعرف باسم الحمى المالطية أو حمى البحر الأبيض المتوسط أو الحمى المتموجة، أو حمى جبل طارق ويرجع اكتشاف هذا المرض إلى الطبيب الإنجليزي سير ديفيد بروس سنة 1878، وسمى هذا المرض باسمه وقد اكتشف المرض اول مرة فى الإنسان فى جزيرة مالطة وسمى المرض  بالحمى المالطية  فى قاعدة عسكرية للجيش البريطاني ، وذلك أثر وفاة بعض الجنود البريطانيين نتيجة لتناولهم ألبان ملوثة من الماعز بميكروب عرف فيما بعد  بالبروسيلاوعزل  لاحقا الميكروب من طحال الجنود المتوفين.

طريقة الانتقال

ينتقل المرض بالتلامس المباشر لمواد ملوثة بالميكروب عن طريق الجروح اوسحجات فى الجلد ، أو عن طريق الجهاز التنفسى أوعن طريق العين كعدوى الأطباء البيطريين والعاملين في صناعة حفظ الأغذية وفي المسالخ والعمال الزراعيين والرعاة اوعن طريق الجهاز الهضمى بتناول الحليب أو أحد مشتقاته الملوثة  بالميكروب.

وهذا  الميكروب منتشر عالميا ويسبب مشكلات صحية واقتصادية عديدة. ويقدر مجموع الحالات في العالم بنحو نصف مليون حالة سنوياً، كما يصيب هذا المرض جميع الحيوانات المجترة مثل الأبقار والجاموس والأغنام والماعز وغير المجترة مثل الخنازير والخيول والكلاب وكذلك الحيوانات البرية، ويسبب المرض خسائراقتصادية كبيرة جدا نتيجة الاجهاضات التى تحدث للحيوانات المصابة بميكروب البروسيلا، وتتعاظم خطورة المرض لسهولة انتقاله للإنسان، وربما أيضا لصعوبة تشخيصه فى الإنسان نتيجة لتداخل أعراضه مع أعراض الكثير من الأمراض التى تصيب الإنسان لتشابه الأعراض مثل: (الأنفلونزا – التيفويد- الروماتيزم- السل – الملاريا).

ولذا كانت صعوبة تشخيص المرض من الأعراض الاكلينيكية، مثل ارتفاع درجة الحرارة وخاصة فى المساء مع وجود عرق غزيرو قشعريرة والشعور بغثيان , والتهاب حاد بالمفاصل وشعور بالآم أسفل الظهر , وفقدان الشهية , والشعور بالتعب لأقل مجهود. وفى الحيوان تنتقل العدوى بطرق عدة أهمها عن طريق الجهاز التنفسى باستنشاق أتربة ملوثة بالميكروب , وكذلك تناول الحيوانات لعلائق أو أعلاف ملوثة بهذا الميكروب أو ماء ملوث بالميكروب وهذا التلوث يأتى من مخلفات إجهاض الحيوانات من الأجنة والسوائل المصاحبة، وكذلك المشيمة بعد نزولها أو إنزالها وعدم التخلص من هذه المخلفات تخلصاً صحياً . كما تأتي العدوى من الرضاعة الطبيعية من أم مصابة .

 تعريف البروسيلا

البروسيلا هى من الميكروبات العصوية سالبة الجرام والتى تنمو فى جو لاهوائى، ومقاومة الميكروب للحرارة ضعيفة، وكذلك للحموضة ومع ذلك فقد كان من المعروف أن هذا الميكروب يفضل الأماكن الرطبة ذات الحرارة المنخفضة والميكروب لة ستة أنواع Species معروفة ظهر أخرها فى الاكتشاف عام 1967 بروسيلا الكلاب Brucella canis، والتى تصيب الكلاب والإنسان واكتشف نوع سابع فى أواخر التسعينيات وهو نوع يصيب الحيوانات البحرية، ويعرف باسم بروسيلا البحريات Brucella maris ، وينتقل أيضاً إلى الإنسان على غير كثير من أمراض الحيوان فإن البروسيلا لا يميزها أعراض ظاهرة يمكن من خلالها تميز هذا المرض الا عرض الإجهاض فى الثلاثة شهور الأخيرة من فترة الحمل فى الأبقار أو الجاموس الذى قد يشير لهذا المرض، ولكن ليس بصورة مؤكدة.

وهناك علامة أخرى قد تساعد فى التشخيص الإكلينيكى، وهو احتباس المشيمة سواء بعد الإجهاض أو فى الولادة العادية، وهذا المرض قد يسبب الإجهاض فى الولادة الأولى، ولكن بعد ذلك تلد الحيوانات ولادات طبيعية دون أى علامات مرضية واضحة ويكون الحيوان فى هذه الحالة حاملا للمرض، وهنا مكمن الخطر وخاصة فى حال انتقال هذا الحيوان الحامل للعدوى إلى مكان آخر أو إلى مزرعة أخرى دون وجود سجلات لهذه الحيوانات وخاصة عند صغار المربين.وتترواح فترة الاعراض من أسابيع إلى شهور أو حتى سنين، وإذا لم يعالج المرض وأصبح مزمناً من الممكن أن تتمركز البكتريا في العظام والمفاصل

الوقاية  ومقاومة المرض

مقاومة المرض فى الحيوان لأنه المصدر الرئيسى للعدوى فى الإنسان. وكذلك ضرورة العمل على تداول الألبان فى صورة مبسترة، وهذا ليس للوقاية من البروسيلا فقط، ولكن للوقاية من العديد من الأمراض التى تكون الألبان سببا فى انتشارها، أما إذا تعذر هذا فلابد من غلى الحليب مدة كافية لا تقل عن عشرة دقائق والامتناع تماماً عن استعمال الحليب فى صورته الخام. مع التاكيد على  ضرورة إجراء اختبارات البروسيلا بصفة دورية كإجراء وقائى لمن يعملون فى الأفراد الاكثر عرضة لمخاطر العدوى المهنية العالية لمرض البر وسيلا مثل (الأطباء ألبيطريين ,الرعاة , الجزارتين, المزارعين أصحاب الحيوانات المجهضة وأيضا الزوجات التى تقوم برعاية الحيوانات فى المنازل)، حيث مستوى التعليم المنخفض و الحالة الاجتماعية والاقتصادية السيئة وإنتاج و شرب اللبن الخام وأكل اللحوم غير الناضجة جيدا أو أن تعزى إلى عدد الحيوانات المختلطة معا مثل (الابقار والجاموس والأغنام والماعز)  والتى ترعي مع بعضها البعض في نفس المنطقة وفي نفس المزرعة وفقا للنظام الإيكولوجي . وأيضا الغالبية العظمى من المرضى يعيشون في مناطق عالية الكثافة الزراعية وحيوانات المزرعة هي جزء من نفس المنزل الذى يعيش فيه كثير من الأسر في المناطق الريفية في جميع أنحاء مصر.

تحديد وتقييم الأنواع المختلفة للبر وسيلا التي تصيب الإنسان والحيوان

هل يمكن ايجاد طريقة للاعتماد عليها فى تشخيص البر وسيلا أو ألحمى المالطية في  الانسان (ذكور وإناث) وكذلك في الحيوانات (الابقار ,الجاموس ,الأغنام والماعز) على الرغم مِنْ محدودية الاختبارات السير ولجية إلا إنها ما زالَتْ تستخدم للتشخيصِ على نحو متزايد , حيث أن الكواشف التجارية لإنزيم الارتباط المناعي (IgG وIgM) ELISA للكشف عن الأجسام المضادة للبر وسيلا  مستخدمة على نحو متزايد .

وفي دراسة أجريت فى المركز القومى للبحوث  تم اختبار 170 عينة (90 عينة مصل من الذكورو 80 عينة مصل من الاناث) وتم تجميع نفس العدد من عينات الدم الكاملِ  من نفس الذكور والإناث في مراحل عمرية مختلفة ، كما تم تجميع 407 عينةِ  مصل متضمنة (  135 من الابقار,55 من الجاموس  ,108  من الاغنام و 109 من الماعز) وتم تجميع نفس العدد  من عينات الدم الكاملِ  وتعتبر الابقار والجاموس المصدر الرئيسى للبر وسيلا المجهضة كما تعتبر الاغنام والماعز المصدر الرئيسى للإصابة بالبروسيلا المالطية فى مصر أو قد يكون راجعا إلى عدم دقة اختبار التلازن المصلى (SAT) فى الكشف عن البر وسيلا المالطية الذي يعتبر النوع الرئيسي السائد ولتحديد الأنماط الجينية ( B.SPP) باستخدام اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل المتعدد.

وجدت النتائج الايجابية للنمط الجيني للبر وسيلا المجهضة (8.23٪) أقل من النمط الجيني للبر وسيلا المالطية حيث كانت (24.79٪) وربما تكون هذه النسب راجعا إلى زيادة الإصابات للبر وسيلا المالطية في ألإنسان ونظرا لارتفاع دقة اختبار  تفاعل البلمرة المتسلسل والمتعدد للكشف عن البر وسيلا وايضا لتحديد انواعها. كانت  نسب النتائج  الإيجابية باستخدام اختبار  تفاعل البلمرة المتسلسل والمتعدد من الإصابات بالبروسيلا المجهضة (16٪ و 17٪) أكثر من البر وسيلا المالطية (72.5٪ و 4.44٪) في الابقار والجاموس على التوالي  وأخيرا، يمكن الجزم بان اختبار  تفاعل البلمرة المتسلسل والمتعدد  تمكن من تحديد العدوى  بالبروسسلا وتحديد انواعها المختلفة وبعض الدول التي نجحت في التخلص من هذا المرض نتيجة اسخدام  برامج حازمة من التخلص من الحيوانات المصابة، والتخلص من الحيوانات الإيجابية للمرض،

والتاكيد على التعامل الصحى السليم مع منتجات الألبان. الفحص المستمر لمن يتعامل مع منتجات الألبان.اعدام الحيوانات المصابة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى