الأخبارالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د عبد السلام منشاوي يكتب: التعريف ببرنامج إنتاج التقاوي وأهميته وتسجيل أصناف القمح

>>التقاوي أهم المدخلات الإنتاجية، وأقل العناصر تكلفة، ولكنها الأكثر تأثيرا على الإنتاجية

رئيس بحوث متفرغ ومربي قمح بمحطة بحوث سخا- قسم بحوث القمح- معهد بحوث المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية

 

تعتبر التقاوي من أهم المدخلات الإنتاجية التي يعتمد عليها الإنتاج الزراعي، وهي واحدة من أقل العناصر تكلفة، ولكنها أهم العناصر التي تؤثر على الإنتاجية.

وعليه فقد زاد اهتمام الدولة في تطويرها وتحسين جودة التقاوي، وتتحسن تبعا لذلك الإنتاجية لدى المزارعين. ويعتمد المزارعون عادة على التقاوي المعتمدة من جانب الجهات الرسمية الحكومية، فهم يعرفون أنه تم عليها المتابعة والتفتيش والفحص بمعرفة أخصائيين مستقلين لكي تعطي أفضل محصول ممكن.

ومن المعلوم أنه ليس لدينا أزمة في إنتاج تقاوي القمح، حيث ننتج كل احتياجاتنا منها محليا ويحسب هذا الإنجاز لقسم بحوث القمح ولمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية.

وتتمتع تقاوي المحاصيل الحقلية الزراعية المصرية بصفة عامة بسمعة طيبة في مصر وكل دول المنطقة وليس لدينا مشكلة في إنتاج هذه التقاوي محليا.

الهدف من برنامج إنتاج  التقاوي:

الهدف من برنامج إنتاج  التقاوي هو إكثار وزيادة كميه التقاوي المحسنة للصنف الذي توصل إليه المربى وتم تسجيله لتكفي احتياجات المزارعين في الوقت المناسب بالكمية اللازمة والتي تتوفر فيها الجودة العالية والمطلوب استعمالها في إنتاج المحاصيل المختلفة.

شروط التقاوي المحسنة:

ويشترط في التقاوي المحسنة أن تكون ذات نقاوة صنفيه (وراثية) عالية ونقاوة طبيعية (عدم وجود شوائب و كسر و أتربة ..الخ) عالية وخلوها من الحشائش وتكون نسبة إنباتها عالية جدا وقوة إنبات جيدة وحجم البذور جيد وتكون البذور متجانسة و خاليه من الأمراض والحشرات وتكون نسبة رطوبة البذور منخفضة.

وعندما تتوفر هذا الشروط تنعكس تلك الخصائص على الحقول المزروعة بهذه التقاوي وتعطى الكثافة النباتية المطلوبة وتحقق توفير في كمية التقاوي اللازمة لوحدة المساحة وتعمل على التقليل من عمليات التنقية والتنظيف وكذلك تساعد في مقاومة الأمراض والحشرات وكل ما سبق يساعد على الإنتاجية العالية.

مكونات برنامج التقاوي:

هناك مكونات متعددة لبرنامج التقاوي وهي:

1- تربية الأصناف:

حيث يقوم المربي باستنباط سلالة جديدة وبعد الوصول بها إلى التجانس المظهري والتماثل الوراثي وتكون هذه السلالة الجديدة متميزة في جميع النواحي المرغوبة من حيث الجودة وكميه المحصول، حينها يمكن البدء في إجراءات التسجيل وإعطائها اسما وإجراء اختبارات الأصناف لتسجيلها وإكثارها وبعد ذلك توزع على المزارعين كصنف جديد.

2- اختبارات الأصناف:

لكي يتم تسجيل الصنف لابد من التقدم بالصنف المراد تسجيله إلى لجنة تسجيل الأصناف وهي جهة محايدة مسئولة عن التسجيل. ولكي يتم التسجيل لابد من اجتياز نوعين من الاختبارات وهي اختبارات التمييز والتجانس والثبات Distinctness, Uniformity and Stability  ( DUS )   والنوع الثاني هي اختبارات القيمة الزراعية والاستخدام Value of Cultivation and Use  (VCU) بالإضافة إلى اجتياز اختبارات المقاومة للأمراض.

والمقصود بالتميز أن يمكن تميز الصنف تحت التسجيل عن غيره من أصناف المقارنة في صفة واحدة ظاهرة على الأقل مع احتفاظه بهذه الصفة عند إكثاره بالإضافة إلى أن يكون الصنف جديدا لم يسبق اختباره من قبل تحت أسماء أخرى، وصفات اقل تأثرا بالبيئة حتى يكون التميز ثابت.

أما  التجانـس Uniformity وهو أن يكون الصنف تحت التسجيل متجانس بمعنى أن يكون الاختلاف بين أفراده ضمن الحدود المقبولة التي تحددها اللجنة الفنية والقواعد الدولية وأن يكون هذا الاختلاف ضمن الحدود المقبولة عند إعادة زراعة الصنف. والثبــاتStability  أن يكون الصنف تحت التسجيل صنف ثابت التجانس حيث تعتبر صفة الثبات وثيقة الصلة بمدى تجانس الصنف وأن الصنف المتجانس ضمن الحدود المقبولة هو صنف ثابت وأن الصنف الذي يفتقد صفة التجانس هو صنف غير ثابت. ويعتبر الصنف ثابت في حالة بقاء الصفات الظاهرية المميزة للصنف دون تغير خلال إكثاره لعدة سنوات.

والهدف من اختبارات الأصناف هو تسجيل الصنف وحفظ حق المربي ومتابعة الصنف أثناء الإكثار والاعتماد ومراقبة الأسواق.

كما أن الجهة المسئولة عن اختبارات التمييز والتجانس والثبات للأصناف النباتية هي الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي على أساس أنها جهة مؤهله ومستقلة عن كل من جهات التربية سواء حكومية أو قطاع خاص وجهات إنتاج التقاوي سواء كانت الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي أو شركات القطاع الخاص والأفراد.

أما الجهة المسئولة عن اختبارات القيمة الزراعية والاستخدام يقوم بها القسم المعني به في معهد بحوث المحاصيل الحقلية بالنسبة لمحاصيل الحبوب .

3- تسجيل الأصناف:

هناك قرارات وزارية منظمة لتسجيل الأصناف ومنها القرار الوزاري رقم 82 لسنة 1998 يشتمل علي الأسس والقواعد الواجب إتباعها عند اختبار وتسجيل وإطلاق أصناف الحاصلات الزراعية. كما يحدد اللجان الفنية والفرعية حيث تعمل  كلجان تحت إشراف لجنة تسجيل أصناف الحاصلات الزراعية.

ولابد من استيفاء جميع المستندات اللازمة لتسجيل الصنف النباتي والتي حددها القرار الوزاري.

4- المحافظة على الأصناف:

لا تنتهي المهمة بمجرد الانتهاء من تسجيل الصنف وتسميته والتوزيع الابتدائي لتقاوي الصنف على المزارعين لأول مره بل ستبدأ بعد ذالك مهمة ألمحافظة على النقاوة الوراثية للصنف. ولقد اهتمت كثيرا من الدول بتنظيم إكثار تقاوي الأصناف المحسنة والمحافظة عليها من التدهور أثناء تداولها وتوزيعها على المزارعين.

ولقد سنت لذالك القوانين وأصدرت القرارات والتشريعات التي تحكم العملية في جميع خطواتها. وتقع مسئولية إنتاج التقاوي المحسنة والمحافظة عليها على عاتق ثلاث قطاعات هي قطاع تربية النبات وقطاع فحص واعتماد التقاوي و قطاع إنتاج التقاوي.

5- إكثار التقاوي:

هناك العديد من العناصر التي يجب مراعاتها عند وضع برنامج الإكثار والتي منها وجود الأصناف المحسنة لإدخالها في البرنامج وإتباع الطرق المناسبة لإكثار تقاوي هذه الأصناف ولابد من وضع برنامج لضبط جودة التقاوي ومراقبتها كما يجب استخدام الطرق الإرشادية المتبعة لترغيب المزارعين بالأصناف المحسنة وتوفير القوى العاملة المدربة وتوفير كافة المستلزمات الأساسية للإكثار.

درجات إكثار التقاوي:

نُظمت عملية إنتاج التقاوي في خطوات متفق عليها دوليا  وقد يكون لكل  دولة تقسيم ولكن أشهر وأهم نظامين في العالم هما نظام اعتماد التقاوي الخاص بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومقرها أوروباOrganization for Economic Cooperation and Development (OECD)  وفيها تقسم مراحل إكثار التقاوي إلى 4 مراحل أساسية وهي تقاوي المربى وتقاوي الأساس و التقاوي المسجلة و التقاوي المعتمدة ويمكن زيادته بدرجة التقاوي المعتمدة

أما النظام الثاني وهو الخاص بمنظمة هيئات اعتماد التقاوي الرسمية ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية    Association of Official Seed Certifying Agencies ( AOSCA)  وفيها تقسم مراحل إكثار التقاوي إلى تقاوي ما قبل الأساس و تقاوي الأساس والتقاوي المعتمدة (درجة أولى) والتقاوي المعتمدة (درجة ثانية) ويمكن زيادة درجة التقاوي المعتمدة (درجة ثالثة). وكان النظام المعمول به في إنتاج تقاوي القمح بمصر هو النظام الأول (النظام الأوربي) ثم صدر قرار وزاري بإلغاء درجة تقاوي المسجل وذلك لزيادة جودة التقاوي.

وهناك شروط عدة يجب توافرها في مُزَارع وحقول الإكثار ومراعاتها جيدا وأخذها في الاعتبار حتى يتحقق نجاح برنامج الإكثار لكل محصول حسب ظروفه.

6- مراقبة جودة التقاوي:

وهي من المكونات المهمة لإنتاج التقاوي، والجهة المنوط بها ذلك هي الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي،  وهناك مراحل مختلفة لها منها المتابعة الحقلية وتتم على مراحل منها المتابعة الحقلية الأولى حيث تبدأ اعتبارا من بداية  الزراعة وهناك المتابعة الحقلية الثانية والثالثة ولكل متابعة اختصاصات واهتمامات تتعلق بها.

وهناك التفتيش الحقلي، ويختلف طور النمو المناسب لإجراء التفتيش الحقلي وعدد مرات إجراؤه باختلاف المحاصيل ويعتمد ذلك أساسا على طبيعة التلقيح وطبيعة مسببات الخلط وأي متغيرات أخرى وللتفتيش الحقلي أهداف لابد من تحقيقها وهناك كيفية معينة لإجراء التفتيش الحقلي على الوجه الصحيح وعليها يتم قبول الحقل أو رفضه وبعدها يتم متابعة الحصاد حسب الإجراءات المنظمة لذلك.

كما أن هناك إجراء اختبارات الفحص المعملي حيث  تؤخذ عينه للتحليل في المعمل وذلك بعد إعداد اللوطات لفحص التقاوي الخام وتقبل التقاوي أو ترفض بعد صدور نتائج الفحص الأولية للعوامل المحددة لقبول التقاوي. والمرحلة الأخيرة هي مراقبة الجودة بعد الإعداد حيث تؤخذ عينه للفحص في المعمل بعد الانتهاء من الإعداد وتقبل التقاوي أو ترفض بشكل نهائي بعد صدور نتائج الفحص المعملي النهائية للعوامل المحددة لقبول التقاوي بشكل نهائي.

7- إعداد وتخزين التقاوي:

بعد الانتهاء من الحصاد يتم التخزين ثم إعداد التقاوي و التي تتمثل في الغربلة والتعبئة والتعقيم ثم التخزين والتلطيط بعد الإعداد النهائي. وقد توضع كل درجة من درجات التقاوي في عبوات بلون مختلف عن الأخرى أو تكون العبوات مختلفة اللون من صنف إلى أخر أو توضع بطاقات مختلفة الألوان لكل درجة من درجات الإكثار ويتم عمل ذلك لتسهيل التميز وعدم الخلط بين الأصناف أو الدرجات المختلفة لنفس الصنف.

8– اعتماد التقاوي:

بعد الانتهاء من إعداد التقاوي  وفحصها يتم اعتماد التقاوي، وفي حاله مطابقتها لكل الاختبارات السابقة يتم إعداد شهادة نهائية بقبول التقاوي والتصريح بتداولها وتسويقها. ولا يجوز تداول التقاوي بدون اعتماد أو بدون تسجيل الصنف حيث يعتبر ذلك مخالفا للقوانين واللوائح.

9– تسويق التقاوي:

ولنجاح إنتاج وتسويق التقاوي للأصناف  المحسنة في الوقت المناسب والكميات المطلوبة لابد من وجود جهة مسئوله عن ذلك تتبع خطة مدروسة لتسويق التقاوي ولا يقل التسويق أهمية عن الإعداد. و تعمل إدارة التسويق مع الإدارات المعنية بتسويق وتداول التقاوي بالبيع من خلال منافذ خاصة بها أو من خلال وكلاء لهم خبرة ودراية بالتسويق ويكون لهم القدرة على الوصول للمزارعين.  ويجب الالتزام بالسياسة الصنفية المقترحة من قبل قسم بحوث القمح والعمل بها وعدم تجاهلها لما لها من أهمية.

10- تشريعات التقاوي:

لكي تتم عملية إكثار التقاوي للأصناف المحسنة والمحافظة عليها من التدهور أثناء مراحل تداولها وتوزيعها, لا بد من وجود تشريعات عن طريق سن القوانين وإصدار القرارات وإنشاء الهيئات الخاصة بإنتاج ومراقبة عمليات الإكثار ووضع النسب التي تحدد القبول أو الرفض لدرجات التقاوي المختلفة.

 

 

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى