الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د أحمد المهدي يكتب عن علاقة «زيت الجوجوبا» بصحة الانسان والحيوان

>>له فوائد سحرية في مكافحة البكتيريا والفطريات ويشكل الزيت حوالي 50٪ من بذور شجرة «الجوجوبا»

باحث فارماكولوجي – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية

الزيت النباتي هو الزيت المستخرج من أصول طبيعية نباتية، مثل زيت السمسم وزيت الزيتون وزيت دوار الشمس وزيت الذرة وغيرها من الزيوت، وهو سائل أقل كثافة من الماء ولا يمتزج معه غالبا بدون إضافة مواد وسيطة أغلبها كيماوية، وهو إيضاً عبارة عن أسترات ثلاثية الأحماض الدهنية والغليسرول، وتسمى بالغليسيريدات الثلاثية، حيث تنتج من تفاعل بين الغليسيرول، وثلاث أنواع من أحماض دهنية متشابهة أو غير متشابهة.

وعرف الإنسان إنتاج الزيت النباتي منذ أكثر من خمسة آلاف عام من نباتات مثل الزيتون وفول الصويا ودوار الشمس وجوز الهند وغيرها. والزيوت والدهون الغذائية هي ثالث مكون أساسي لغذاء الإنسان بعد السكريات والبروتينات، حيث عرفت أول معلومة عن التركيب الكيميائي لهما سنة 1823 م. كما أتاح التقدم العلمي معرفة مكونات الزيت المستخلص ومدى تأثيره على صحة الإنسان.

يحتاج الإنسان كبقية الكائنات الحية إلى مجموعة من العناصر الغذائية تتمثل في الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والماء والأملاح المعدنية والفيتامينات، وتعتبر الدهون مصدراً رئيسياً للطاقة بالنسبة للجسم مع الكربوهيدرات، حيث يحوي كل جرام من الدهون  90كالورى  طاقة وهو ضعف ما تحويه الكربوهيدرات، كما توفر الأحماض الدهنية الأساسية للجسم حيث إن البعض منها لا يتم تصنيعها في الجسم مثل اللينوليك والذي يعتبر من أهم الأحماض الدهنية لنمو الأطفال الرضع، وتساهم في تنظيم ضغط الدم وعملية التجلط ومواجهة الالتهابات، كما أنها تساهم في المحافظة على صحة الجلد والشعر، وتنقل الفيتامينات المذابة في الدهون وهي مجموعة ( ا,د,ه,ك) والمهمة جداً لصحة الجسم، وتساهم الدهون بشكل عام في نمو الدماغ لدى الأطفال.

وفي فترة سابقة اقترن اسم الزيت بالخطر القادم والمرض والسمنة. لكن الزيوت في الحقيقة جزء غذائي أساسي لا يستطيع الجسم الاستغناء عنه. إذا تناول باعتدال فإنه يقي القلب والعظام والجلد والحالة النفسية من الاعتلال، بل إن الزيوت تساعد في حرق الشحوم من خلال الأحماض الدهنية الأساسية.

زيت الجوجوبا هو السائل المنتج في بذرة نبات سيموندزيا شينينسيس ، وهو شجيرة موطنها جنوب أريزونا وجنوب كاليفورنيا وشمال غرب المكسيك. يشكل الزيت حوالي 50٪ من بذور الجوجوبا بالوزن.تستخدم الفاظ زيت الجوجوبا اوشمع الجوجوبا لأن الجوجوبا يظهر على هيئة زيت بالنظر له ولكنة يتكون حقيقة من 97%من احادى استيرات من الاحماض الدهنية طويلة السلسلة و كحوليات مع جزء صغير من استيرات ثلاثى الجلسريد.ويعتبر هذا التركيب هو سبب ثبات صلاحيتة الكبير لفترات طويله من الزمن ومقاومتة الغير اعتيادية لدرجات الحرارة العالية مقارنة بالزيوت الاخرى ذات الاصل النباتى.

كانت قبائل امريكا  المحلية اول من استخرج الزيت  من بذور الجوجوبا لمعالجة التقرحات و الجروح, فى سنة 1943 كان زيت الجوجوبا يستخدم خلال الحرب كأضافة لزيت الموتور وزيت المعدات و التروس كما كان يستخدم فى صيانة المدافع الرشاشةوقد كان جمع البذور من اماكن نموها الطبيعة ومعالجتها بمثابة بداية انتشار الجوجوبا في أوائل عام 1970.

فى العقد الاخير ونتيجة لزيادة المقاومة لمضادات الميكروبات التقليدية اصبح من الضرورى   ايجاد استراتجيات علاجية جديدة مثل استخدام زيت الجوجوبا ضد الميكروبات المختلفة مثل الفيروسات والبكتريا والفطريات و الطفيليات والحشرات نظرا” لأحتواء هذا الزيت على العديد من المكونات ذات الفاعلية الدوائية .

ومن الاستخدامات الاخرى لزيت الجوجوبا استخدامه فى التخسيس وتحسين وظائف الكبد ورفع المناعة وكعلاج لمرض السرطان ولنمو الشعر , كما اثبتت الدراسات الحديثة فاعليته كمرطب للجلد ومضاد لحب الشباب وكمضاد للألتهابات ومضاد لأرتفاع الكولسترول ونظرا”لأحتوائه على مضادات الأكسدة فأنة يستخدم فى علاج حروق الشمس والصداع والجروح والتهاب الحلق.

ومن كل ما سبق نستنتج اهمية استخدام زيت الجوجوبا نظرا” لفوائدة المتعددة وكبديل طبيعى امن للعديد من الادوية والمستحضرات الكيمائية المستخدمة وتماشيا” مع الاتجاه العالمى فى استعمال مواد طبيعية اكثر امنا” لصحة الانسان و الحيوان  .

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى