د محمد ابراهيم يكتب: قصة 350 نوعا من الببغاوات في الحياة البرية

معهد بحوث الصحه الحيوانيه – مركز البحوث الزراعية – مصر

يعتبر طائر الببغاء من الطيور التى تمتلك ألوان زاهيه و جذابه بخلاف قدرتها على تقليد الأصوات ونطق بعض الكلمات و الجمل مما جذب الانسان إليها وأصبحت من الطيور الأليفة والتى يمكن ترويضها وتربيتها بكل سهوله فى الأقفاص والحدائق وأصبحت لها قيمة إقتصادية ناتجه عن شراء وبيع تلك الطيور وتصل اسعار البعض منها الى  أسعار مرتفعه جدا.

وهناك أكثر من 350 نوعا من الببغاوات التي تعيش في الغابات الإستوائية في نصف الكرة الجنوبي, كما أن النظام الغذائي للببغاء فى الطبيعة يتكون من الحشرات كنوع من احتياجه للبروتين الحيوانى الضرورى لاكتمال عمليه الغذاء والصحه العامه، جنبا إلى جنب مع المكسرات والبذور والفواكه المتوفره فى البيئه التى يعيش بها.

من وجهة نظر العلم فالمكونات الغذائية الاساسية هى البروتين والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والأحماض الأمنيه والأملاح المعدنيه  ولكن تعتمد نسب تلك المكونات على حسب نوع وحجم  الببغاء والمساحه التى يعيش بها  الطائر وكذلك الوضع البيئي الذى ينتمى اليه. خلق الله عز وجل كل طائر على حسب التكيف البيئى الذى خلق من أجله.حيث يعتمد الكثير من الببغاوات على البروتين النباتى بنسبه كبيره عن البروتين الحيوانى ولكن يوجد القليل منها يعتمد على البروتين الحيوانى بنسبه كبيره عن البروتين النباتى.

فعندما يقوم المربى باحضار الطائر للتربية فى الأقفاص  لا ينصح بالوجبات الغذائية القائمة على البذور فقط حيث تفتقد العديد من الفيتامينات والمعادن الهامة، وخاصة فيتامين (أ (  والكالسيوم. حيث لا تكفى لتلبية الإحتياجات الغذائية الأساسية التي يتم مشاركتها بين جميع الأنواع التى يقتنيها الإنسان.

ولكن المكملات الاضافية مثل العلائق فى شكل مكعبات هي ضرورية لتعوض هذا النقص فى منظومة الإغتذاء السليم للطائرو الحفاظ على صحتة  وتكون هذه العلائق على صوره مكعبات  تحتوى على الفواكه والخضروات وبعض الفيتامينات والاحماض الامينيه و الاملاح المعدنيه الضرورية ولكن من احدى عيوبها انها  تفسد بسرعة  وهذا يؤثر بصوره كاملة من الناحية الغذائية على صحه الطائر.

وتختلف الببغاوات فيما بينها فىى احتياجاتها لهذه العناصر الغذائية المختلفه. فيعتبر ببغاء الامازون من أشهر الببغاوات التى تتغذى على المكسرات بجانب اكله للفاكهة والخضروات بصوره تكميليه للمنظومة الغذائية لها لأن المكسرات تزيد من نسبة الدهون وتؤدى إلى السمنة المفرطة عندما يتغذى عليها الببغاء بصوره مستقلة.

من ناحية أخرى توجد بعض انواع الببغاوات مثل الكنيور تتطلب المزيد من الدهون في  اعداد النظام الغذائي لها ، مما يجعل إضافة المكسرات في هذه الحالة مفيدة جدا.  وهى تعتبر من الببغاوات متوسطه الحجم  وتحتاج الى كمية كبيرة من المكسرات في نظامهم الغذائي للحفاظ على صحتهم  في البرية، وهذه الطيور لا تتعايش إلا على المكسرات الموجوده فى الكثير من الأشجار وخاصة شجرة ملكة النخيل.

كما توجد انواع اخرى مثل ببغاء إكلكتوس فهى تعتبر ببغاوات غير عاديه فى الوضع التشريحى لها فهى تمتلك امعاء طويله بشكل غير عادى بخلاف الانواع الاخرى ويمكن أن تمتص كميات كبيرة من الفيتامينات الموجودة فى نظام غذائي ذو كثافة عالية من الناحية الغذائية.

ولذلك يحتاج الى كمية كبيرة من الفواكه والخضروات الطازجة  مع الحبوب  مع كمية صغيرة من المواد الغذائية التي تحتوي على البروتين مثل البقوليات.

أما ببغاء (اللوري واللوريكيت) تتطلب الوجبات الغذائية خاصه مثل رحيق الأزهار والثمار حيث يوجد على طرف لسان هذه الطيور حلمه خاصه  وهى عباره عن زوائد لحميه تقوم من خلالها بشفط العصاره السائله لرحيق الأزهار او الفواكه المقطعة.

حتى تتم العمليه الغذائيه بصوره كامله كما انها تعطى للطائر بعض الاستقرار داخل القفص  وتعمل على التحفيز البيئى لها .كما ان بعض الأطعمة  يجب تجنبها وهى التي تحتوي على نسبة عالية من الملح و السكرأونسبه عالية جدا من الدهون ،  وايضا  الأطعمة التي تحتوي على منتجات الحليب لأن الطيور ليست من الثديات  فيجب ان نتجنب الحليب والزبادى،  فهى تحتوى على العديد من العناصر الضاره  كما تحتوى على سكر اللاكتوز .

ويوجد عدد قليل من أصناف المنتجات يمكن أن يسبب التسمم للطيور, وتشمل هذه  الأصناف الأفوكادو والبصل والثوم والبقدونس و كما يجب أن تغذى الطيور على  السبانخ بحذر بكميات صغيرة لأن السبانخ  تحتوي على الأوكزالات التي ترتبط بالكالسيوم ويمكن أن تؤدى الى نقص الكالسيوم فى جسم الببغاء .

يقوم الطائر بفقد الطاقه عن طريق الأيض الغذائى  داخل جسم الطائر وعن طريق الحركه والطيران داخل هذه الاقفاص التى تختلف هى ايضا على حسب العرض والارتفاع والطول,ولذالك فان  نوع الغذاء  الذى  تقدمه  للطيور يجب ان يتناسب مع حجم الطائر  ومساحه الاقفاص او المساحه التى يستطيع الطيران فيها بحيث يكون هناك اتزان بين  النسب الغذائيه المهضومه  ونسب السعرات الحراريه المفقوده.

و يعتبر النظام الغذائى للببغاوات التى تربى فى المزارع والأقفاص الشاسعة هو نظام عالى الطاقه بخلاف التى تربى فى الاقفاص الصغيرحيث تتمتع الطيور بالطيران اكثر داخل الاقفاص الشاسعه وتفقد الكثير من الطاقه الناتجه من كميه ونوعيه الغذاء المقدم لها . أما الطيور التى تربى فى اقفاص صغيرة فهى تتبع نظام منخفض الطاقة يتناسب معها حتى لا تصاب بالعديد من الأمراض واشهرها السمنه والتسمم وقد تفقد الطيور حياتها.

وبصرف النظر عن هذه الاستثناءات، فإن القاعدة العامة تقضي بانه إذا كان الغذاء هو صحي بالنسبة لنوع معين من الببغاوات فربما هو غير صحي لنوع اخر من الببغاوات.