الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د حمدي المرزوقي: الآمال المنشودة بين عام مضي وعام قادم

>> نحتاج الإحساس بلجنة لمكافحة كورونا وشكيل وزاري يحقق طموحات الدولة المصرية

 

منذ ساعات قليلة مضي عام حزين بل إن شئت قل ملئ بالأحزان سواء علي المستوي الشخصي أو المستوي العام … وفيات من بين الأهل والأقارب ومن بين الأصدقاء والزملاء ..

ولعل أبرز ما تميز له العام المنصرم عن غيره من الأعوام السابقة تفرده بتلك الجائحة المخيفة المسماة بأزمة الكورونا الناشئة عن الفيروس اللعين (كوفيد١٩) والذي أدي الي وفاة الآلاف من البشر من مختلف دول العالم المتقدم والنامي علي حد سواء .. حيث يشير الإسم الي المظهر المميز لجزيئات الفيروس والذي يظهر عبر المجهر الإلكتروني علي شكل تاج الملك أو الهالة الشمسية واكتشفت فيروسات كورونا إبتداء من عام ١٩٦٠م .

ومعظم هذه الفيروسات لها دور في إحداث عدوي جهاز تنفسي خطيرة قد تؤدي الي الوفاة وينتقل الفيروس عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن العطس والسعال ولقد أكتشف فيروس كورونا البشري عام ٢٠٠٣م والذي يوجد منه ٧ سلالات تصيب الجهاز التنفسي بالإنسان ومنها السلاله كوفيد ١٩ والتي تم إكتشافها في ديسمبر ٢٠١٩م .

وبحلول ديسمبر ٢٠٢٠م تم الإعلان عن أكثر من ١.٨مليون وفاة وأكثر من ٨١.٥ مليون إصابه مؤكدة وتعتبر الولايات المتحدة أكثر الدول تضررا من الجائحة (سجلت أكثر من ٢٥% من جمله الاصابة) وتم تعافي أكثر من ٤٦ مليون مصاب بالمرض(المصدر ويكيبيديا- الموسوعة الحرة ).

تلك مقدمة موجزه لتاريخ المرض اللعين وسلالاته المنتشرة في معظم دول العالم إلا أننا ومع بدايات العام الجديد ٢٠٢١م ورغم كل الألام التي مضت ومازالت تمر بنا إلا إننا مازلنا نحمل آمال مشروعة ومنشودة نستعرضها معا علي النحو التالي : – مع تزايد حالات الإنتشار السريع للمرض من حولنا وبصورة تدعو للقلق ..

نريد أن نشعر بوجود اللجنة العليا لمكافحة المرض من حولنا بل يخرج علينا علي شاشات التلفاز أحيانا بعض قمم العلم في مناقشات علمية متناقضة تؤدي الي أحداث البلبله بين صفوف الشعب البسيط و خاصة فيما يتعلق بأكتشاف وطريقة إستخدام اللقاح الجديد الغير متفق عليه حتي الآن…

كما أن هناك شعور بأن الجهاز الحكومي غير متواجد علي الساحة وهذا إحساس مخيف وخاصة في تلك الأوقات الحرجة. – مازلنا نأمل وخاصة بعد الإنتهاء من تشكيل البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ ) إعادة النظر في تشكيل حكومة جديدة وعلي مستوي المسئولية تعمل علي لم الشمل ومواجهة الأزمات سواء منها الاقتصادية والأمنية والصحية حتي يتحقق الاستقرار النفسي للمواطن البسيط .

وأن يتم هيكلة وزارة الصحة ويعاد تأسيس المستشفيات الحكومية حتي تصبح مناسبة وصالحة للإستخدام الآدمي وأن يكون علي رأس الوزارة الشخصية العلمية و العمليه المناسبة للمكان المناسب .

طالبنا منذ ما يقرب من عامين بإعادة تشكيل وزارة الإعلام القومي و تواجدها على الساحة وكنا نأمل أن يكون علي رأس الوزارة قيادة إعلامية مستنيرة مثل الدكتور عبد القادر حاتم وعادت الوزارة فعلا إلا أن السيد الوزير اختفي تماما من علي الساحة وذلك بعد أيام قليله من تشكيل الوزارة ولا ندري ما هو السبب !!!

كم نأمل إعادة تشكيل الوزارة علي النحو الذي يؤكد الترابط والتواصل بين الجهاز الحكومي والمواطن البسيط و خاصة ساعة الأزمات.. لقد كان التلفاز المصري وحتي زمن قريب المدرسة التي يتم فيها إكتشاف القيادات الجديدة المبشرة وفي كل المجالات إلا أن الساحة الإعلامية الآن أصبحت خاوية وتعاني من أنيميا الفقر الفكري.!!

كما نأمل مع العام الجديد ٢٠٢١م أن يهب الله مصر بوزير للزراعة والأمن الغذائي خلف للمرحوم العالم الجليل الدكتور يوسف والي والذي تقلد الوزارة لمدة حوالي ال 22 عاما … كلها إنجازات كبيرة عملاقة ويكفيه فخرا أنه أنشأ ودعم مركز البحوث الزراعية أكبر قلعة بحثية علمية تطبيقية في العالم الثالث وهو المركز الذي أنقذ مصر من مجاعة غذائية محققة في الثمانيات والتسعينات ..نعم نحن نتفق معه في كثير من السياسات ونختلف معه أيضا في البعض الآخر ..

لقد تقلد كرسي الوزارة من بعده العديد من السادة الوزراء ولم نشعر أو نري إنجازات محسوسة بل إن بعضهم جاء الي الوزارة وهمه الأساسي تدمير مركز البحوث الزراعية أدبيا أما الآخر فحاول هدم المركز أدبيا وماديا…

نريد أن نري سياسه صنفية وتسويقية تعيد زراعة القطن الي قمة عرشة وايضا تحقق الإكتفاء الذاتي أو الأمن الغذائي المنشود في المحاصيل الإستراتيجية .

نريد وزيرا للصناعة يعيد أمجاد الرئيس عبد الناصر وإعادة الروح الي مئات المصانع التي تركها ناصر عامرة بالعماله والإنتاج المشرف وخاصة في صناعة الغزل والنسيج والتي تم تدميرها بصورة فظة… كما نطالب بإعادة الحياة الي مصانع الحديد والصلب والتي أصبحت خردة .. لقد قال عبد الناصر ( إن بناء المصانع سهلا ولكن بناء الرجال صعبا )

نريد وزيرا للبحث العلمي علي أن يكون شخصية علمية قيادية مثل العالم الراحل العظيم ا.د.محمود يوسف سعادة أحد الأبطال الذين ساهموا بجهد كبير في الإعداد والتجهيز لحرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣م والذي أعاد الروح لحائط الصواريخ الشهير علي شاطئ القنال حيث قام وفريق العمل معه بإنتاج حوالي ٤٥ طن من وقود الصواريخ للأزمة لإعادتها للعمل بعد إن أمتنع الجانب الروسي عن تزويد مصر بالوقود اللازم لتشغيل الصواريخ وذلك بعد طرد الخبراء الروس من مصر في يوليو ١٩٧٢م ..
نريد وزيرا قادرا علي ضم جميع مراكز البحث العلمي التابعة للوزارات المختلفة تحت مظلة أكاديمية البحث العلمي ..
وزيرا قادرا علي المحافظة علي كرامة البحث العلمي والعلماء …
ومن هنا نناشد القيادة السياسية بإعادة النظر علي منح إسم الراحل الدكتور محمود يوسف سعادة (أحد ابطال حرب أكتوبر المجيدة ) وسام نجمة سيناء .
إننا نريد الكثير والكثير ولكن هناك أولوية عند النظر في إعادة تشكيل الوزارة أن يكون من مقومات الإختيار ..الوزير السياسي وأيضا الفاهم لمهام منصبة ومتطلباته والقادر علي إتخاذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب. اسلمي يا مصر انا لك الفدا .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى