اسماكالأخبارالانتاجبحوث ومنظماتمصر

د اشرف سليمان يكتب: ماهي أحدث التقنيات لزيادة الإنتاج السمكي في مصر؟

>>أهم مميزات تقنية «البيوفلوك» هو خفض معدلات استهلاك المياه في نظم الاستزراع المائي المختلفة مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى

المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية –مركز البحوث الزراعيه -مصر

استاذ بيولوجيا المياه والاسماك والاستزراع السمكي المساعد  

إن من أهم التحديات التى تواجه الدولة وجميع المجالات الزراعية لوزارة الزراعة وانشطة الاستزراع السمكى خاصة هو العمل الدائم والبحث الجاد الدؤب للوصول لاخر ما توصلت اليه العلوم والمعارف في ذلك المجال حتى نصل الى افضل الطرق والوسائل لتطوير وتنميىة قطاع الاستزراع السمكى كمصدربديل للبروتين الحيوانى ذو قيمة عاليه وارخص سعرا.

واسهاما في توفير الأمن الغذائي للمواطن وتحقيقا لرؤية الدولة 2030 بانتاج 3 ملايين طن من الأسماك لتكون هدفا استراتيجيا مع الحفاظ على الموارد الطبيعية بجميع روافدها بما يضمن استدامة هذه الصناعة وذلك برفع الكفاءة الإنتاجية لوحدة المساحة والتقنين من استنزاف الموارد الطبيعية غير المتجددة (المياه) من خلال الممارسات الجيدة بتحسين وسائل الإنتاج وتطويرها عبر ابتكار تقنيات استزراع أكثر كفاءة في مجالات الأستزراع السمكى بأنواعه و التي تعزز من جودة الإنتاج كماً ونوعاً وبما يُحافظ على البيئة العامة ويخلق بيئة تتمتع بالامان الحيوى.

ان الحد من استنزاف الموارد المائية الطبيعية والتى هى اساس عملية الأستزراع السمكى لتصل لنسبة 95% توفيراً في المياه وتعزيز استدامتها وتحسين جودة صفاتها الكيميائية والفيزيائيه والبيولوجية لتوفر البيئة الصحيه اللازمه لنمو اسماك صحيه سليمه هى من اهم المميزات لهذة التكنولوجيا الحيوية والتى تمس عنصرا من اهم عناصر اسباب واستمرار الحياة بل وهى سبب اكثر النزاعات والصراعات الاقليميه الان ومستقبلا.

إن من أبرز تلك التقنيات المبتكرة والتي حظيت باهتمام الكثيرين في دول العالم المتقدم هى تقنية البيوفلوك (انتاج الخثرات الحيوية) في إستزراع الأسماك والجمبرى كأحد أحدث الأساليب في التربية للاسماك والقشريات المستزرعة.

إن تقنية البيوفلوك  في حقيقتها هي عملية تحويل حيوي تتم باكملها في احواض الاستزراع السمكى بدون اى اضافات كيماويه حيث يحدث تحويل للمركبات التيتروجينه الضارة مثل الأمونيا ومشتقاتها مثل الامونيا الغير متأينة وهى الصورة الغازيه والنيتريت وهى سامة جدا السامه والنترات وباقي الفضلات الطبيعية الناتجة من عمليات الهضم والايض في جسم الأسماك بالإضافة إلى ما تحتويه مياه الحوض الطبيعية من هائمات حيوانية ونباتية وقشريات المتبقيات العضويه إلى مركبات نافعة للأسماك في صورة بروتين عضوي يتميز بمحتواه البروتيني المرتفع تتغذي عليه الأسماك وهو ما يطلق عليه البيوفلوك.

لا يمكن التوصل لهذه النتائج الا بعد إحداث توازن نسبي بين تركيزالمركبات النيتروجينه الناتجة عن عمليات الهضم والاخراج للاسماك المستزرعه والعمليات الحيويه المختلفة بالحوض السمكى  وبين تركيزات الكربون بمياه الحوض السمكى ويتم  ذلك باضافه اى مصدر من مصادر الكربون المتوفره بالسوق المصرى (وهى على سبيل المثال لا الحصر المولاس اوالنخالة الخ)  وذلك على بنسب تتغير على اساس طبيعة وجودة الاعلاف المستخدمة والاسماك المستزرعة ونوع الاستزراع.

يقوم الكربون المضاف بتنشيط بعض انواع البكتريات والموجوده طبيعيا بمياه الحوض السمكى والتى بنتج عنها تفاعلات اكسده ونيترة فى صورة تفاعلات بيوكيميائية طبيعية تعتمد على وجود الامركبات النيتروجينيه والذي يؤدى بدوره الى خفض تركيزات المواد السامه مثل الامونيا السامه والنيتريت بالاضافه لخفض مما يؤدى الى نشاط كبير لانواع البكتريا النافعه داخل الحوض السمكى والتى تقوم بالتهام جميع الفضلات الغير مرغوب فيها بالحوض السمكى جنبا الى جنب مع ما يوجد في مياه الحوض من هائمات نباتيه وحيوانيه.

فكل ذلك يتم التهامه و تحويله الى نُدف من الفلوك (البروتين العضوى) سهل الهضم للاسماك مما ينعكس ايجابيا على معدلات استهلاك الأعلاف حيث تنخفض وتتناقص كميات الاعلاف الصناعية  التى تقدم للاسماك يوميا  بنسب تتراوح بين  30-40% مقارنة بما يقدم في نظم الاستزراع التقليدى, وذلك يضمن خفض تكاليف شراء الاعلاف الصناعية والتى تمثل اكثر من 60% من التكلفه الكليه للعميه الانتاجية.

ان ملاحظة وجود إنتاجية كلية مرتفعة و معدلات نمو أسرع  للاسماك فى ظل تطبيق تقنية البيوفلوك عنها في احواض الاستزراع التقليدى يكون سببا مباشرا لتوافر مصدر غذائي بديل (ندف البيوفلوك), مما يؤدي إلى ارتفاع معدل البقاء والحيوية وكل ذلك يصب في رفع مستوى الأمن الحيوي في البيئة المائية والكائنات المستزرعة على حد سواء والذي ينتج عنه مقاومة الأسماك للأمراض خلافاَ لنظم التربية التقليدية بانواعها المختلفة.

ويمكن ايجاز اهم المميزات لهذه التقنية عند تطبيقها بطرق علميه مدروسه بما يلى :

  1. ان من أهم مميزات تقنية البيوفلوك هو خفض معدلات استهلاك المياه في نظم الاستزراع المائي المختلفة مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى بنسبة تتراوح بين 90 إلى 95 بالمائة حيث تُملا الأحواض مرة واحدة ولا يتم تغيير المياه ولا زيادتها إلا في حالة تعويض البخر الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة .
  2. تتميز خثرات (ندف) البيوفلوك بارتفاع محتواها من البروتين العضوي سهل الهضم والتمثيل الغذائي والذي يُعتبر كمصدر غذائي بديل للأسماك المستزرعة.
  3. يُعد انخفاض معدلات استهلاك الأعلاف الصناعية من أهم النتائج المرتبطة بتكون خثرات البيوفلوك بأحواض الاستزراع السمكي حيث احدث ذلك خفضاً بمعدل يتراوح بين 30-40% من نسبة التغذية المتبعة لمثيلاتها من الأحواض في الاستزراع التقليدي.
  4. ارتفاع معدلات بقاء الأسماك تحت نظام البيوفلوك هو انعكاس طبيعي لممارسات جيده وصحيحة نتج عنها بيئة مائية صحية ومطابقة للمواصفات والاشتراطات اللازمة للاستزراع السمكي في ظل توافر مصادر غذاء بديلة تستهلكها الأسماك وقت الحاجة.
  5. أسماك تقنية البيوفلوك هي أسماك تتمتع بحيوية عالية ومقاومة للأمراض بالمقارنة بأسماك الاستزراع التقليدي وذلك لبيئتها الصحية وغذاؤها الطبيعي مما يعتبر صمامًا قويًا للأمن الحيوي لها وللبيئة المحيطة بها .
  6. كل ما سبق من مميزات لنظام البيوفلوك يعتبر سببا كافيا لخفض تكاليف الإنتاج في مجملها ويرفع الإنتاجية العامة ويجوَد من المنتج في صورته النهائية كمنتج طبيعي وصحي وحيوي خالي من الأمراض والملوثات.

إن استخدام مثل هذه التقنيات قد يساعد بصفة مؤكده على استدامه انشطه الاستزراع السمكى بكافه اشكالها اذا ما تم تطبيقه بصورة عمليه حسب النظريات العلميه الصحيه وحسب ماهو موضح فيما يلى من اشتراطات لابد منها لتتم بنجاح ومن اهمها:

توفير التهوية للحوض السمكى على مدار اليوم ويمكن القول ان لا تقل عن اثنتين وعشرون ساعة يوميا ويشترط فيها ان تكون جزيئات ونُدف البيوفلوك في عائمة او معلقه في مياه الحوض السمكى باستمرار وعلى مدار اليوم بحيث الا تقل عن المدة الزمنية والتى تم ذكرها من قبل.

ان الادارة الجيده والخبيرة والمُلمة بكل ما يتم فى عملية الاستزراع السمكى بانواعة المختلفة وخصوصا التقنيات الحديثه مثل البيوفلوك هى من اهم العوامل التى تؤدى لنجاح وتمام العمليه الانتاجيه وتعزز الاستفاده القصوى من جوانب التكنولوجيا بعد تطبيقها بصوره علمية وعملية صحيحة.

ومما سبق نستنتج ان تكنولوجيا البيوفلوك تعتمد على مدى الاتزان بين الكربون و النيتروجين في الوسط المائي المستزرع بالأسماك وحيث نجد أن تركيز الأمونيا الكلية مع المخلفات النيتروجينية العضوية سوف تتحول إلى كتلة بكتيرية حيوية وذلك بإضافة أي مصدر كربوهيدرات إلى الحوض حيث تنشط البكتريا غير ذاتية التغذية و يزداد نموها و استهلاكها للنيتروجين أثناء إنتاجها للبروتين الميكروبي (خثرات البيوفلوك).

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى