الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د.ناهد يحيى:  الشتاء والامراض التنفسية فى الدواجن

>>عوامل بيئية تؤدى الى ظهور أعراض تنفسية مثل التيارات الهوائية، التعرض للبرد، الأتربة

باحث – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

تعتبر الدواجن من المصادر الغذائيّة الحيوانية المهمة جداً، خصوصاً لأفراد الطبقات المتوسطة والفقيرة والتي لا تستطيع تحمّل تكاليف اللحوم الحمراء، لكن الدواجن تتعرض بين وقت وآخر للأمراض المعدية، والخطير في هذه الأمراض هو أنها تحدث فجأةً وتنتشر بسرعةٍ كبيرةٍ، وتكون السيطرة عليها صعبة في بعض الأحيان.

انتشار الأمراض التنفسية فى السنوات الأخيرة فى مزارع الدواجن  فى بعض الدول بشكل غير مسبوق مسببة خسائر إقتصادية فادحة تكاد تعصف بصناعة الدواجن بل و تحير الكثيرين فى تشخيصها.  أن التشخيص السليم للمرض هو مفتاح النجاه من كثير من الأمراض و تقليل خسائرها الأقتصادية بالمزارع.

ويمكن تقسيم أهم الأمراض التى تصيب الجهاز التنفسى تبعا للمسببات المرضية الى:

1- الأمراض الفيروسية : إنفلونزا الطيور (H5 and/or H9) ، النيوكاسل (ND)، الألتهاب الشعبى (IB)، مرض التهاب الحنجرة و القصبة الهوائية المعدى(ILT)، مرض تورم الرأس (TRT or SHS)، و جدرى الدجاج (wet form of fowl pox).
2- الأمراض البكتيرية: الميكوبلازما، الكوريزا، الكلاميديا، كوليرا الطيور، الميكروب القولونى (E. Coli)، و تورم الرأس ORT
3 -الأمراض الفطرية: فطر الأسبرجلليس
4- عوامل بيئية تؤدى الى ظهور أعراض تنفسية: زيادة نسبة الأمونيا، التيارات الهوائية، التعرض للبرد، الأتربة (الجير).

النيوكاسل:

هو أخطر مرضٍ فيروسيّ، ينتشر بسرعةٍ كبيرةٍ ويصيب أيضاً الحمام والديك الرومي والطيور البريّة، وهذا المرض ينتشر ويعدي عن طريق استنشاق الهواء  المحمل بتافيروس المسبب من المنطقة المصابة، أو تناول الأعلاف الملوّثة بهذا الفيروس، أو  مباشرة عن طريق اقتراب الطير المصاب بالمرض من غيره من الطيور السليمة. الأعراض الخمول ونفش ريش الدواجن، وقلة الأكل. الاحتقان في عرف الدواجن، والإسهال باللون الأخضر. إفرازات مخاطية من عيون وأنوف الدواجن. التنفس الصعب والالتواء في الرقبة المصاحب لشللٍ في أجنحة الدواجن وأرجلها. قلة إنتاج البيض من الطيور المصابة، ويكون البيض صغير الحجم ذا قشرةٍ متعرجةٍ وهشةٍ.

انفلونزا الطيور:

هذا المرض أصبح واسع الانتشار في الفترة الأخيرة، وهو مرضٌ فيروسيٌ يسببه فيروس الإنفلونزا A الذي يوجد منه 144 نوعاً مصلياً، ويصيب كل أنواع الطيور، وقد يعدي ويصيب الإنسان وبعض الثدييات، وتختلف نسبة النفوق في المزارع حسب قوة المرض وضراوة النوع، وهذا الفيروس لا يموت بتجميد الدواجن بل يبقى لفترة، ويوجد في إفرازات الطيور ولعابها، وإذا لم يتم التخلص من الدواجن المصابة فسوف تعدي كل دواجن المزرعة، لأنه سريع الانتشار.

الأعراض الكسل والخمول وقلة الشهية للطعام.

بعض أعراض التنفس الصعب، والورم البسيط في الوجه. قلة إنتاج البيض. ازرقاق الأرجل والعرف والداليتين. إخراج إفرازات أنفية مدممة. إنتاج بعض البيض المشوّه. العلاج والوقاية هذا المرض الفيروسي ليس له علاجٌ محددٌ. يكافح في النوع الطفيف؛ بإدارة القطيع السليمة وتغذيته جيداً، والتطهير المستمر.

في الحالات الضارية يجب التخلص من القطيع بحرقه أو دفنه في حفر عميقةٍ. استخدام اللقاحات التي تسمح بها وزارة الزراعة فقطزهذا المرض لا يوجد له علاجٌ نوعيٌ للفيروس المسبب له.

تنظيف مساكن الطيور المصابة وتطهيرها جيداً، وتعقيم جميع الأدوات المستخدمة في التعامل معها. إعطاء مضادات حيويةٍ لخمسة أيامٍ لمنع حدوث عدوى بكتيريّة ثانوية. التخلص من الطيور المريضة جداً، بذبحها وحرق جثثها أو دفنها في حفر عميقةٍ. تحصين الدواجن السليمة وإعطاؤها لقاحاتٍ للوقاية من المرض.

التشخيص المعملى:
عن طريق إختبار البلمرة المتسلسل (PCR) وعزل وتصنيف المسبب المرضى واختبار التعرف السريع على الأنتجين و التعرف على الأجسام المناعية المضادة بالأليزا، بالترسيب بالأجار، بتعادل المصل
الالتهاب الشعبى   IB 

يصيب الدواجن ويتسبب فى العديد من الخسائر، وخصوصاً فى الإصابات المتداخلة ما بين الفيروسى والبكتيرى، وقد لوحظ أن العترات الحديثة تختلف عن العترات المعزولة قديماً، حيثُ إن العترات الحديثة تتسبب فى مشاكل الفشل الكلوى، إلى جانب المشاكل التنفسية، مما يؤدى إلى الكثير من الخسائر الاقتصادية على جميع قطاعات الإنتاج الداجنى.

وقد أثبتت التجارب المعملية أن استخدام التحصينات غير المتجانسة مع العترات المحلية، لا تعطى حماية كافية ضد الإصابة بالفيروس، لذلك لابد من التشديد على اتباع إجراءات الأمان الحيوى داخل المزارع، حيثُ إن التحصينات بمفردها لا تعطى الحماية الكافية من المشاكل الفيروسية ..

وتتراوح فترة الحضانة للمرض مابين 18- 36 ساعة، ومدة المرض تكون من 2 – 6 أيام، وتظهر الأعراض على الطيور التى يقل عمرها عن ثلاثة شهور، حيثُ ترتفع نسبة النفوق لنحو 25 % والطيور التى أصيبت بالمرض وشفيت منه تظل حامله للمناعة طوال عمرها وتنقلها لنسلها عن طريق البيض.

وتظهر الأعراض فى صورة إفرازات مخاطية من الأنف والعين وتورم الجيوب الأنفية مصحوبة بسعال وعطس وحشرجة عالية فى الصوت مع مد الطائر رقبته إلى الأمام ليتمكن من التخلص من السوائل المتجمعة فى المسالك التنفسية، كذلك يحدث انخفاض فى استهلاك العلف مع نقص شديد فى الوزن، يصاحبه انخفاض فى إنتاج البيض، ويعمل على زيادة هذه الأعراض عوامل الإجهاد مثل الظروف المناخية والرعاية والتغذية الرديئة.

وللوقاية من ذلك المرض، يجب الحصول على كتاكيت من قطيع أمهات خالٍ من المرض، وفى حالة وجود قطيع سابق بالمزرعة مصاب بالمرض، يجب تطهير مكانه والمزرعة بأكملها، تطهيراً جيداً، مع تركها فترة من الوقت لعدة أسابيع، وكذلك يجب تحصين جميع الطيور الموجودة فى المزرعة فى نفس الوقت بلقاح المرض، لأن التحصين هو الوسيلة الوحيدة الفعالة لمقاومة المرض و لا توجد طرق أخرى لعلاج الطيور عند إصابتها بالمرض.

أهم أسباب تباين أو أختلاف الأعراض و الصفات التشرحية عن الصورة النمطية المتعارف عليها لكثير من الأمراض و التى قد تؤدى الى أخطاء تشخيصية و علاجية و تفاقم الخسائر الأقتصادية بمزارع الدواجن:
1-الطفرات و التحورات التى تحدث بالميكروبات.
2-تباين المنسوب المناعى فكلما ارتفع المنسوب المناعى للقطيع زادت مقاومة الطيور للمرض و عند حدوث الأصابة قد لا تظهر الأعراض المرضية أو تظهر بصورة غير نمطية بل و أن العديد من الميكروبات تتحور لتهرب من الأجسام المناعية المضادة.
3- تباين مقاومة بعض سلالات الدواجن لبعض الأمراض و يوجد العديد من الأبحاث العالمية التى تبين وجود تباين نسبى فى مقاومة سلالات الدواجن المختلفة لمرض الأنفلونزا, و كذلك هناك أبحاث عالمية و شواهد حقلية تؤكد وجود مقاومة ضد فيروس الليكوزيس فى الدجاج الفيومى.
4- الأستخدام السيئ لمضادات الميكروبات و التى ينتج عنها إما تكون مقاومة الميكروبات لتلك المضادات أو تحورات و طفرات مقاومة للقاحات.

الوقاية و العلاج
ان أستخدام الأدوية و اللقاحات لم و لن تكون بديلا أطلاقا عن تطبيق الشروط الصحية بحزم لمنع دخول الأمراض. إن تدنى الشروط الصحية بمزارع الدواجن و الأوساط المحيطة بها و أرتفاع نسب التلوث البيئى  يسمح بتزايد ملحوظ فى أعداد الميكروبات الممرضة و مرورها الى مزارع الدواجن.

والبالتالى من الضرورى لمربى الدواجن أن يتابع بكل جد و حزم مع طبيبه البيطرى ليضع له الخطط المناسبة لكل مزرعة لمنع دخول العدوى الى المزرعة قبل التفكير فى برامج التحصينات و العلاجات مع استخدام برامج التحصينات و بعض الأدوية الوقائية.

إن التشخيص السليم بأستخدام الأجهزة الحديثة مثل الأليزا (ELISA) و أختبار البلمرة المتسلسل (PCR) للأمراض أصبحت الخطوة الأولى و الرئيسية فى التعرف و السيطرة على الأمراض.

ولابد من  مراعاة العوامل المؤهبة للأمراض التنفسية و أجتنابها و المتمثلة فى زيادة الكثافة العددية للطيور بالمتر المربع، تعرض الطيور الى التيارات الهوائية (المسموح: 2-2.5 م/ثانية)، زيادة نسبة الرطوبة، زيادة نسبة الأمونيا، زيادة الأتربة (زيادة جفاف الفرشة – نشارة ناعمة – جير)، تثبيط الجهاز المناعى، نقص بعض العناصر الغذائية (نقص فيتامين أ)، الأستخدام السيئ لبعض اللقاحات الحية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى