الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د ياسر عبد الحكيم يكتب: تأثير إضافة السماد العضوي فى تقليل استهلاك النبات للمياه

>> فعالية التسميد العضوي ترتبط بالمحصول والتربة والمناخ والخدمة المتبعة خلال فترة النمو للمحصول

 استاذ اقلمة النبات المساعد بمركز بحوث الصحراء – وزارة الزراعة – مصر

يعتبر محتوى التربة من المواد العضوية من العوامل الأساسية الهامة في تحديد إنتاجيتها ومنذ زمن بعيد فقد بات مؤكداً أن السماد العضوي يزيد من المحصول وخصوبة الأراضي .

التأثير المباشر يتلخص في انطلاق العناصر الغذائية مثل النتروجين، الفوسفور والبوتاسيوم وبعض العناصر الغذائية الأخرى بجانب المواد المنشطة للنمو وبعض المواد المثبطة للمسببات المرضية التي تصيب النبات

أما التأثير غير المباشر فهو تأثير المواد الدبالية وبعض المواد الوسطية على الخواص الطبيعية والكيماوية والحيوية والتي بدورها تؤثر على النباتات النامية.

وبفرض أن السماد البلدي يحتوي على (0.5% N ، 0.3% P 2 O 5 ، 0.5% K 2 O ) فإن إضافة 20م3/فدان سوف يضيف 50 كيلو جرام N، 30 كيلو جرام P 2 O 5 50 كيلو جرام K 2 O بفرض أن كثافة المادة العضوية ½ جم /سم3 وعلماً بأن معدل الاستفادة للنتروجين 35-40% في سنة الإضافة، 60% من الفوسفور و75% للبوتاسيوم من العام الأول للإضافة أو المحصول الأول مما يؤكد دور وفائدة التسميد العضوي إذا ما قورن بالتسميد الكيماوي.

دراسات مقارنة للأسمدة العضوية والكيماوية في الأراضي الرملية والجيرية أوضحت النتائج ضرورة استخدام السماد البلدي عند زراعة مثل هذه الأراضي حيث أن إضافة المادة العضوية تعمل كمادة لاحمة للحبيبات الأولية (الرملية) وتكون ما يسمى التجمعات الثابتة حيث تعمل هذه التجمعات على سهولة حركة الماء والهواء داخل القطاع الأرضي .

وفي التربة الجيرية وجد أن إضافة السماد البلدي أدى إلى تحسين الخواص الطبيعية وانعدام تكون القشرة الأرضية الصلبة التي تتصف بها تلك الأراضي وبالتالي زيادة نسبة الإنبات وانخفاض قيم الكثافة الظاهرية وزيادة التوصل الهيدروليكي للأراضي .

وفي الأراضي الرسوبية ظهرت أهمية سماد المزرعة كعامل هام وفعال في تحسين إنتاجية التربة ودور الدوبال في زيادة قدرة التربة للاحتفاظ بالماء وكذلك سرعة الرشح وتحرك الأملاح إلى أسفل مع مياه الصرف. كما وجد أن السماد البلدي يؤدي إلى تفكك التربة نتيجة تكون التجمعات الثابتة.

قد يحدث زيادة طفيفة في قيم الأملاح الكلية الذائبة بعد الإضافة مباشرة وخاصة في الأسمدة الغنية في محتواها من العناصر الغذائية أو نتيجة استعمال فرشة تراب (عملية التتريب) من أرض ملحية (تطهير الترع) إلا أنه بعد فترة تقل قيم الملوحة نتيجة لتحسين البناء الأرضي.

وعن التغير الذي يحدث في قيم الحموضة ( pH ) في التربة مع إضافة سماد المزرعة فإنه يتوقف على طبيعة المخلفات المضافة ورقم حموضتها وكذلك رقم حموضة التربة وقدرتها التنظيمية ويمكن القول إلى أن التربة الحساسة لإضافة المادة العضوية، يرجع إلى قلة قدرتها التنظيمية كما هو الحال في الأراضي الرملية.

وإن كان الاتجاه الحديث هو استخدام مركبات مخلبية صناعية من خلال مياه الري أو رشا على المحاصيل لحل مشاكل أعراض نقص العناصر الغذائية الصغرى إلا أن تلك المركبات ( EDTA, EDDHA ) تعتبر غالية الثمن وفي الزراعة العضوية فإن استخدام هذه المركبات غير مسموح بها ومن هذا بدا واضحاً دور التسميد العضوي في تحسين الحالة الغذائية بالنسبة لتلك العناصر الصغرى في التربة وتكوينها لمركبات مخلبية طبيعية مع المواد الدبالية.

وفعالية التسميد العضوي تختلف باختلاف المحصول، طبيعة التربة، المناخ، الخدمة المتبعة خلال فترة النمو، وطبيعة السماد العضوي المضاف، كما يتضح أن إضافة السماد العضوي ليست علاقة خطية بمعنى زيادة التسميد لا يتبعه زيادة في المحصول فالزيادة تكون كبيرة في الإضافات الأولى حيث يقل التأثير بزيادة معدل الإضافة والمعروف أن معدل الاستفادة من النتروجين يتراوح بين 35-40% ومن الفوسفور 60% والبوتاسيوم 75% في العام الأول من الإضافة.

فالتسميد العضوي ليس معناه هو إضافة معدلات من المادة العضوية ولكن تحويل الكميات المضافة من المادة العضوية إلى وحدات غذائية من النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى