الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبدالسلام منشاوي يكتب: إرشادات لمزارعي القمح للعناية بالمحصول في مرحلة امتلاء الحبوب والحصاد

>>ويجب العناية بعملية الحصاد والدراس لتقليل الفاقد بقدر الإمكان خصوصا إذا كان هناك رقاد في القمح

رئيس بحوث متفرغ ومربي قمح بمحطة بحوث سخا – معهد المحاصيل الحقلية 

حصاد القمح من العمليات الهامة، وأنسب ميعاد له عند وصول النبات إلى طور النضج التام فلا يجب تأخيره لكي لا يسبب فرط للحبوب ولا يتم الحصاد قبل وصول الحبوب للنضج التام حتى لا تتعرض الحبوب للتلف والعفن بسبب زيادة نسبة الرطوبة

القمح أهم محاصيل الحبوب، ويأتي في المرتبة الأولى من بين المحاصيل الزراعية عالمياً من حيث المساحة، ولا يختلف اثنان على أن القمح هو العمود الفقري لحياة شعوب الأرض.

ويمثل القمح المكون الأساسي للأمن الغذائي المصري، ولا تزال قضية تحقيق الأمن الغذائي من القمح تأتي في أولوية خاصة واهتمام بالغ من الجميع، سواء كانت حكومة ومستهلكين وزراع. وتحرص الدولة على الاهتمام بهذا المحصول الاستراتيجي وتعتني به عناية خاصة.

وقد بلغت المساحة المزروعة بالقمح في مصر هذا العام (2020/2021)  3.418 مليون فدان بزيادة قدرها 16 ألف فدان عن العام الماضي.

وتمتد فترة حياة محصول القمح في مصر إلى حوالي 140 – 160 يوم، ويتوقف طول هذه الفترة على عوامل عدة منها الصنف وميعاد الزراعة والعوامل الجوية وغيرها. والقمح بمصر حاليا في مرحلة الامتلاء ويستمر حتى النضج والتي تعد من المراحل الهامة في حياة النبات. حيث يتميز هذا الطور بتكوين وامتلاء الحبوب واصفرار النباتات

وتمتد فترة امتلاء الحبوب والنضج  للقمح في مصر من 40-60 يوما حسب الصنف وميعاد الزراعة والعوامل الجوية، وتمر حبة القمح في هذه المرحلة بأطوار عديدة.

ونظرا لأهمية هذه المرحلة يجب العناية بالمحصول والمحافظة على الأوراق الخضراء والتي تساهم بدرجة كبيرة في الامتلاء الجيد للحبوب.

ويرجع أسباب موت الأوراق بعد طرد السنابل إلى عدم كفاية النتروجين وتعرض المحصول للتعطيش والتفريق وتعرض النباتات لإمراض الأوراق والجذور. لذلك يجب العمل على المحافظة على الأوراق خضراء بكل الطرق حتى نضمن امتلاء جيد للحبوب. وبالتالي يجب تلافي العوامل التي تؤدي إلى موت الأوراق في هذه المرحلة.

 كما يجب العناية بالري وعدم زيادة المياه عن اللازم حيث يسبب زيادة أو نقص الري مشاكل كثيرة للنباتات، ويختلف عدد الريات بالنسبة لمحصول القمح على حسب نوع التربة والمنطقة والأمطار والأحوال الجوية.

وقد يسبب الري المتأخر للقمح مشاكل وخسائر تفوق الاستفادة منه خصوصا إذا تسبب الري في الرقاد، لذلك يجب تجنب الري وقت هبوب الرياح أو وقوف المياه بالأرض مما يسبب موت الأوراق. 

ومن المعلوم أن الرقاد يدمر بناء النبات  ويسبب خسائر كبيرة في المحصول ويؤدى إلى عدم نفاذ أشعة الشمس بكمية كافية وبكفاءة حتى في وجود أشعة الشمس والإضاءة وذلك يجعل الأوراق القديمة عرضة للعفن والحشرات.

و يكون الضرر كبير إذا حدث  الرقاد في مرحلة التزهير، ويؤدي إلى صعوبة الحصاد الآلي. ومن أسباب الرقاد الري وقت الرياح الشديدة وزيادة التسميد ويعرف ذلك من الحقول المجاورة.

وقد يكون الصنف طويل مع ضعف الساق ومعدل التقاوي العالي عن اللازم. لذلك يجب تجنب العوامل التي تساعد على الرقاد بأي شكل من الأشكال.

  طور الامتلاء والنضج

بعد طرد السنابل بحوالي 10ايام تتم عملية التلقيح الذاتي والإخصاب للقمح، ثم يبدأ تكوين الحبوب بالدخول في الطور المائي حيث يكون كل محتويات الحبة عبارة عن عصارة مائية.

ثم تدخل في طور النضج اللبني وفي هذا الطور يكون المظهر العام للنباتات أخضر والسنابل خضراء والحبة لازالت بها نسبة عالية من الماء ونسبة منخفضة من المادة الجافة (حوالي 71% ماء و29% مادة جافة) والحبة في هذا الطور قد تم تكشفها ولكنها لم تصل بعد إلى حجمها بالكامل. ثم بعد ذلك يدخل النبات في طور النضج الأصفر (العجيني)، حيث يتحول لون الأوراق والسنابل إلى اللون الأصفر وذلك لاختفاء الكلوروفيل وتتخذ أغلفة الحبوب (القنابع) لونها الخاص بالنضج وتصبح خالية أيضا من الكلوروفيل. وتتماسك محتويات الحبة وتصبح عجينة ويتحول لون حامل السنبلة إلى اللون الأصفر وذلك دليل على موت الخلايا حيث أنه من المعروف أن اللون الأخضر في النبات هو علامة الحياة والأصفر هو دليل الموت وبالتالي ينعدم توصيل المواد للتخزين في السنبلة وهذا ما يميز انتهاء العمليات الفسيولوجية بالنبات ويسمى بطور النضج الفسيولوجي وتكون الحبة لينة عجينة.

ثم يدخل بعد ذلك في طور النضج التام وتكون الحبوب في هذا الطور صلبة متماسكة يصعب تشكيلها بين الأصابع ويسهل انفصال الحبوب عن أغلفتها عند فرك السنابل أو هزها، ويتحدد لونها الناضج وهذا هو الطور المعتاد والمناسب لحصاد القمح في مصر. وبعد ذلك يأتي طور النضج الميت وفيه تكون السوق هشة سهلة الكسر ويكون محور السنبلة يميل إلى السقوط والكسر والحبوب تتساقط بسهولة من الأغلفة (القنابع). فإذا تأخر حصاد القمح إلى هذا الطور أصبح معرضا لفقد الكثير من الحبوب وبالتالي يفقد جزءاً من المحصول. 

حصاد القمح

ويعتبر الحصاد من العمليات الهامة، لذلك يجب الحصاد في الميعاد المناسب  فلا يجب تأخير الحصاد لكي لا يسبب فرط للحبوب وبالتالي يزيد الفقد في المحصول وتقل الإنتاجية، ولا يتم الحصاد قبل وصول الحبوب للنضج التام المسموح به، بحيث تكون نسبة الرطوبة في الحبوب أقل من 15% حتى لا تتعرض الحبوب للتلف والعفن بسبب زيادة نسبة الرطوبة. وأنسب ميعاد للحصاد هو عند صول النبات إلى طور النضج التام وبعد انقضاء موسم النمو.

 وقد يختلف ميعاد الحصاد تبعاً للصنف المنزرع وميعاد الزراعة والظروف الجوية. ولكن مع علامات النضج السابق ذكرها وهي جفاف الأوراق والسيقان وتصلب الحبوب وسهولة فرط الحبوب من الأغلفة والسنابل باليد يكون قد حان موعد الحصاد.

ويجب العناية بعملية الحصاد والدراس لتقليل الفاقد بقدر الإمكان خصوصا إذا كان هناك رقاد في القمح، حيث قد يسبب الرقاد مشكلة في الحصاد  خصوصا في حالة  الحصاد الآلي فيجب أخذ الحيطة في الحصاد حتى لا يكون هناك فاقد كبير في أثناء عملية الحصاد مما قد يؤثر على المحصول بدرجة كبيرة. كما يجب ضبط آلات الدراس وخصوصا في حالة آلات الضم والدراس الآلي مثل الكومباين بحيث لا يكون هناك تكسير للحبوب ولا خروج السنابل بها حبوب ويرجع ذلك لعدم ضبط الدارافيل (جهاز الدراس)، ولا يكون هناك فاقد من الحبوب مع التبن وذلك يرجع إلى عدم ضبط الهواء (جهاز فصل الحبوب).

كما يجب أن يتم اختيار الوقت المناسب بالنسبة للرطوبة ووجود الندى حسب نوع الآلة المستخدمة وطريقة الحصاد والدراس لتقليل الفاقد.

نسأل الله أن يبارك للجميع ويكون موسم خير وبركة على الوطن والزراع.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى