الأخبارالمياهحوارات و مقالاتمصر

د خالد شعبان يكتب: التأثير الإيجابي لمشروعات تطوير الري يؤكد جدية طموحات الدولة المصرية في التحديث

>> الدراسة العلمية أكدت تأثير تطوير الري على الاتزان المائي والملحي للأراضي المروية وزيادة إنتاجية المحاصيل

تهنئه خاصه للقياده السياسية في مصر ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائيه والري والدكتور خالد عبد الحي رئيس المركز القومي لبحوث المياه  لنجاح المشروع القومي لتطوير الري في ترشيد استخدامات المياه في القطاع الزراعي وهو ما أكدته اول رساله علميه دكتوراه من وزاره الموارد المائية والري تقوم بدراسة تقييم المشروع القومي لتطوير الري تحت عنوان «تأثير تطوير الري علي الاتزان المائي والملحي للأراضي المروية من ترعه نكلا بمحافظه البحيرة».

نتائج هذه الرسالة تؤكد نجاح المشروع القومي لتطوير الري في ترشيد وتوفير مياه الري وزيادة الانتاجيه مع الحفاظ علي صفات وخصائص التربة وخصوبتها ويقوم بها معهد بحوث إدارة المياه بالمركز القومي لبحوث المياه بقياده الدكتور جمال محمد القصار مدير المعهد لتؤكد حتميه الاستمرار في التطوير في ظل ندره الموارد المائيه وتناقص نصيب الفرد منها.

تحرص الحكومة المصرية علي تنفيذ سياسات واستراتيجيات وزارة الموارد المائية والري الجديدة وتأثيرها  على الآمن القومى المائى وندرة المياه وتكرار دورات الجفاف حيث أن الدراسات العلميه التي تقوم بها الزراعه والري تخدم بشكل اساسي واضح البرنامج القومى للحكومة لتنفيذ سياسات وزارة الموارد المائية والري في ترشيد إستخدامات المياه وتعظيم صافي العائد الاقتصادي لكل من وحدة الاراض والمياه وتعظيم الانتاجية على مستوى الحقل.

ونظرا لعدم كفاية إمدادات المياه بزياده الطلب علي المياه بمعدل متزايد بزياده عدد السكان ومشروعات الاستصلاح الجديده الامر الذي يعد ذلك عاملاً رئيسيًا يحد من الإنتاج المستدام للمحاصيل الزراعيه وإن إدارة الطلب على المياه كذلك يعد خيارا إستراتيجيا مهما لمواجهة تحديات ندرة المياه مع زيادة إنتاجية المياه الزراعية باعتبارها السبيل الأكثر أهمية لإدارة الطلب على المياه في قطاع الزراعة.

الهدف الرئيسي من الدراسات والبحوث هو تقييم أثر تنفيذ أنشطة وعمليات مشروعات تطوير الرى على مستوى الحقل على خصائص التربة وكميات مياه الري المستخدمه  وإنتاجية المحاصيل وترشيد إستخدام المياه لزيادة إنتاجيتها وتحسين خدمات توصيل المياه للمزارعين وزيادة مرونة الطلب علي المياه حيث يتم تحديد التدفقات المائيه في القناة الفرعية من خلال تنظيم التصرف على رأس القناة ، مع مراعاة المنطقة التي تخدمها القناة ونمط تركيبها المحصولي (أي الطلب على المياه المحصولية) حيث يتم رفع المياه من القناة الفرعية إلى شبكة المساقى من خلال مضخة كهربائية في نقطة رفع واحدة بهدف عدالة توزيع المياه التي تمثل روح تطوير الري وتقليل التكلفة التشغيلية عن طريق روابط مستخدمي المياه وإختيار عنصر المشغل الرئيسي للنظام منها(طبقا لمشروعات تطوير الري).

لذلك يتم الحرص علي البنيه الاساسيه للنظام وتقليل فواقد المياه من خلال التسرب من المساقى والمراوى بالحقل. الامر الذي يحث الفلاحين والمزارعين علي عدم الاسراف في مياه الري حيث ان الدوله تبذل جهود مكثفه استعدادا مواجهه فتره اقصي الاحتياجات المائيه لتدبير التصرفات المائيه اللازمه لكافه القطاعات المستخدمه للمياه.

كما ان تطوير الري اصبح من اهم الموضوعات القوميه الهامه التي تتبناها استراتيجيه الدوله المصريه في ظل ندره المياه وتوجهات الدوله ممثله في وزارة الموارد المائية والري للوصول إلى رؤيه فعليه وتوصيات مشتركه بين الزراعه والري تساهم قدر الإمكان في ترشيد إستخدامات مياه الري في الزراعه بأعتبار أن هذا الأمر اصبح هام وضروري وحيوي للوصول إلى مفهوم ثابت وراسخ لأهميه تطوير الري الامر كذلك الذي يجب أن يوضع ضمن السياسات التي تضع رؤيه تنفيذية واضحه لدي متخذي القرار في الوزارتين بما يخدم أولويات الدوله في تحديث منظومه الري وتطويره على المستوى القومي.

تطوير الري أصبح ضرورة حتميه باتت تفرضه الظروف الحالية في ظل ندره الموارد المائية وتناقص نصيب الفرد منها ولذلك يجب تكاتف كافه الجهود المبذوله لرفع كفاءه المنظومه المائيه والزراعيه وزياده الإنتاجية.

وتخدم الرسالة بشكل واضح البرنامج القومي للحكومة وسياسات وزارة الموارد المائية والري في ترشيد استخدامات المياه وتعظيم صافي العائد الاقتصادي لكل من وحدة الاراض والمياه والانتاجية على مستوى الحقل.

وتهدف الرسالة المقدمة الى:

  • ترشيد استخدام المياه فى الري
  • دراسة الاتزان المائي والملحي للأراضي المروية من ترعه نكلا بمحافظة البحيرة كأساس لتقييم كفاءة آداء الأساليب المختلفة المتبعة فى تطوير نظام الري
  • تحسين إنتاجية المياه بواسطة المحاصيل المختلفة فى منطقة الدراسة
  • الحد من ظاهرة الري المتكرر خلال المناوبة الواحدة وذلك بتطبيق التيار المائي المستمر بالترع المطورة وما يعكسه ذلك من إحداث الطمأنينة في نفوس المزارعين
  • مشاركة المنتفعين بأجهزة الري وتعاونهم في عمليات التشغيل والصيانة بعد التطوير مما يرفع من درجة انتمائهم والإحساس بملكيتهم للبنية الأساسية للنظام المطور مما يضمن استمراريته ونجاحة وتقليل  النزاعات بين المزارعين لتوحيد رفع المياه من نقطة رفع واحده علي رأس كل مسقي علي حدا .

أجريت عدة دراسات حقلية في مواقع مختلفة على طول ترعة نكلا بمحافظة البحيرة. وقد تم إختيار ثلاثة مساقى متفرعة منها بدءا من فم الترعة وعند وسطها وكذلك عند نهايتها وهى مسقى عرفة موسى ومسقى العفير2 ومسقى البنا على الترتيب لتقييم تأثير تنفيذ الأنشطة والعمليات المختلفة لتطوير نظام الري الحقلى على بعض خصائص مياه الري.والأرض .

وتم أيضا عمل تقييم لإنتاجية عدد من المحاصيل المنزرعة بالمنطقة وتروى من ترعة نكلا  من أى من مساقيها تحت الدراسة وهى القمج والأرز والبرسيم المصرى والكنتالوب ولب البطيخ . كما إمتد التقييم الى إستخدام مياه الرى وإنتاجية وحدة المياه بالإضافة الى التوازن المائى والتوازن الملحى والذى ينعكس على إمكانية تقييم ترشيد استخدام موارد المياه .

تشمل أنشطة وعمليات تطوير الرى الحقلي إعادة تأهيل الترع والمساقى والتحكم في إدارة وتوزيع المياه طبقا للاحتياجات المائية وذلك بإنشاء منشآت التحكم المناسبة أو إحلال وتجديد المنشآت القائمة، وبتنفيذ مصبات بنهايات الترع الفرعية لضمان الحفاظ على المياه وخفض الفواقد المائية التي تتجه إلي المصارف.

كما تتضمن أنشطة وعمليات تطوير الري أعمالا علي مستوي المساقي الترابية وهي التي تتغذي من الترع الفرعية تتمثل في تحويلها إلي مساقي مواسير مدفونة تعمل تحت ضغط مائي أو مساقي مبطنة مرفوعة ، والتحول من نقاط رفع متعددة إلي نقطة رفع واحدة عند فم المسقى مع تطبيق نظام جدولة للري يكفل توزيع المياه بصورة عادلة بين المنتفعين ، الأمر الذي يترتب عليه القضاء علي النزاعات بينهم وخفض الفواقد المائية وخفض تكاليف التشغيل والصيانة ، بالإضافة الى إستبدال بوابات التحكم اليدوية إلى محابس بحيث يكون لكل مروى محبس خاص به وإستبدال ماكينات الرفع المجمعه بماكينات رفع تعمل بالديزل أو الكهرباء . بالإضافة إلي الفوائد البيئية والصحية والاجتماعية . وقد إمتد التطوير ليشمل ليس فقط المساقي والمراوي ولكن ليشمل باقى المنظومة المائية مثل تشكيل روابط مستخدمى المياه على مستوى الترع الفرعية ومجلس المياه على مستوى الترع الرئيسية .

وقد دلت النتائج على :

تأثير إيجابي لتطوير نظام الري الحقلى على خصائص مياه الرى وخصائص الأرض و الإستهلاك المائى والمياه المضافة لرى المحاصيل  وإنخفاض كميات مياه الري المضافة بمعرفة المزارع بشكل واضح لجميع المحاصيل بعد تطوير نظام الري الحقلى .

– .تأثير تطوير نظام الري الحقلى على ترشيد مياه الري حيث أشارت البيانات إلى أن الزيادات في توفير مياه الرى كانت مرتبطة بالزيادات في كمية مياه الري المضافة فى كل رية خلال موسم النمو.

لوحظت أعلى قيم لتوفير المياه في ريات مرحلة الإنبات لكل محصول . ولوحظ أن تطوير نظام الري الحقلى أدى الى توفير واضح فى مياه الرى لجميع المحاصيل التي تم اختبارها وقد كان متوسط الزيادات في توفير مياه الرى حوالي 10.8 ، 11.2 ، 10.6 ٪ للمحاصيل المروية .

بلغ متوسط الزيادات في توفير مياه الرى للقمح والأرز والبرسيم المصري والكنتالوب ولب البطيخ بسبب تطوير نظام الري الحقلى حوالي 7.36 ، 12.9 ، 13.7 ، 10.6 ، 9.88٪ على التوالي.

تأثير إيجابي لتطوير نظام الري الحقلى على المحصول وإنتاجية مياه الرى  والتحسن في عدالة توزيع المياه تأثرا بتطوير نظام الري الحقلى  مما كان أكثر فعالية في زيادة إنتاجية المحاصيل المروية من مسقى البنا عند نهاية ترعة نكلا ، وكانت هذه الزيادة في إنتاجية المحاصيل أكثر وضوحا بالنسبة للقمح والبرسيم المصري ولب البطيخ . وبلغ متوسط الزيادات النسبية في إنتاجية محصول القمح والأرز والبرسيم المصري والكنتالوب ولب البطيخ التي تأثرت بتطوير نظام الري الحقلى حوالي 6.84 و 5.83 و 6.11 و 6.01 و 6.68٪ على التوالي .

أوضحت النتائج وجود زيادة واضحة في إنتاجية مياه الرى المضافة لرى جميع المحاصيل تحت الدراسة والتى تروى من مسقى عرفة موسى عند البداية أو من مسقى العفير2 عند وسط ترعة نكلا أو من مسقى البنا عند نهاية ترعة نكلا  تأثرا بتطوير نظام الري الحقلى . حيث بلغ متوسط الزيادات في إنتاجية مياه الرى حوالي 19.9 و 19.5 و 20.0 ٪ بالنسبة للمحاصيل المروية من منطقة المساقى الثلاثة تحت الدراسة على التوالي بلغ متوسط الزيادات في إنتاجية المياه المحصولية للقمح والأرز والبرسيم المصري والكنتالوب ولب البطيخ نتيجة تطوير نظام الري الحقلى حوالي 15.3 و 21.5 و 22.9 و 18.5 و 20.6 ٪ على التوالي .

الزيادة في إنتاجية المحصول وإنتاجية مياه الرى ناتجة عن الآثار الإيجابية لتطوير نظام الري الحقلى على التوافر المنتظم للمياه في قنوات الري وسهولة التطبيق من قبل المزارعين بمزيد من الدقة وبأقل جهد ، مما يؤدي في النهاية إلى لتحسين ترشيد استخدام الموارد المائية.

تأثير تطوير نظام الري الحقلى على التوازن المائى فى بيئة نمو المحصول والتوازن الملحى للاراضي المرويه وخفض ملوحة التربة في مختلف المحاصيل المنزرعة وفقا لهذه النظم.

يمكن أن نخلص إلى أن تطوير نظام الري الحقلى له تأثير إيجابي على ترشيد المياه وإنتاجية المحاصيل  وإنتاجية المياه وتقليل تراكم الأملاح في وسط بيئة نمو المحاصيل حيث أن تطوير نظام الري الحقلي يمنع زيادة التسرب ونمو الحشائش في المساقى المطورة ويجعل المياه متاحة لجميع المزارعين .

والجديد في الرسالة هو تقدير الاتزان المائي والملحي على مستوى الحقل وقياس وتحديد كمية الأملاح المضافة إلى التربة والتي تم إزالتها نتيجة أعمال وأنشطة تطوير الري الحقلي في التركيب المحصولي المتبع حيث أن الأرز كان يغسل كميات الأملاح المضافة من محصول القمح.

توضح الرسالة بشكل قاطع أن تطوير الري يؤدي إلى ترشيد المياة والمحافظة على التوازن المائي والملحي بالدلتا بصورة مقبولة تسمح بإستدامة برامج التنمية الزراعية وإستدامة عمليات تطوير الري الحقلي تحت ظروف ندرة المياة مع إمكانية ترشيد إستخدام الموارد المائية من خلال تطوير نظام الرى ومحدداته المختلفة سواء كانت هندسية أو إجتماعية وبالتنسيق مع المزارع كمستخدم ومستفيد نهائى ومطبق لجميع أنشطة ومحاولات تطوير نظام الرى والإستفادة من التأثيرات الإيجابية للتطوير على إنتاجية المحاصيل وترشيد كميات مياه الرى مما يقلل من تكاليف الإنتاج وزيادة عائد استخدام وحدة الأرض والمياه .

والرسالة بصفة عامة لها أهمية علمية في مجال تطوير الري وأداره والمياه لتعظيم  صافي العائد الاقتصادي لوحده الارض والمياه

وإنتهت توصيات الدراسة الهامة إلي:

  • ضرورة الاستمرار في اعمال تطوير الري في الاراضي القديمة والتي يمكنها مساعده الدولة علي مواجهه الفجوة المائية عن طريق رفع كفاءة استخدام المياه ومواجهة الفجوة الغذائية مع زياده الانتاجية .
  • ضرورة الاستمرار في مشاركة المزارعين في ادارة المنظومة المائية عن طريق روابط مستخدمي المياه مع ضرورة رفع كفاءة تلك الروابط عن طريق التدريب والتوجيه لتحقيق اهداف التطوير .
  • تطوير الري له مردود ايجابي فيما يتعلق برفع كفاءة استخدام المياه وزياده الانتاجية ولم يثبت وجود اثار سلبية تتعلق بزياده تركيز الملوحة بالتربة نتيجة لرفع كفاءه الري .
  • التأكيد علي الاثر الاقتصادي الايجابي لتطوير الري علي المزارعين علي المستوي القومي حيث تقل تكلفة الري نتيجة لرفع كفاءة استخدام المياه التي تساعد علي مواجهه الفجوة الماىية الناتجة عن زيادة الاحتياجات المائية المترتبة علي زيادة السكان مع ثبات حصة مصر من الموارد المائية بينما تزداد الانتاجية لمختلف المحاصيل ولذلك يصبح تطوير الري الحقلي ضرورة حتمية تحت ظروف ندرة المياه لانه يعمل علي زياده إنتاجية  للمحاصيل تحت ظروف الدراسة بنسبة 6.1% ويرشد نحو 17% من مياه الري ويرفع قيمة انتاجية المياه الي 18.9% .

والجديد في هذه الرسالة تقدير الإتزان المائي والملحي على مستوى الحقل وتحديد وقياس كمية الأملاح المضافة إلى التربة والتي تم إزالتها نتيجة أعمال وأنشطة تطوير الري الحقلي وترشيد إستخدام المياة تعظيم إنتاجية وحدة الأرض والمياة.

كما توضح بشكل قاطع أن تطوير الري يؤدي إلى ترشيد المياة مع المحافظة على التوازن المائي والملحي بالدلتا بصورة مقبولة تسمح بإستدامة برامج التنمية الزراعية وإستدامة عمليات تطوير الري الحقلي تحت ظروف ندرة المياة لذلك فهي رسالة واضحة المعالم لصناع القرار في وزارتي الزراعة والري لتوسع في برامج الري الحقلي في جميع الأراضي القديمة في الدلتا والوادي لتعظيم صافي العائد الاقتصادي لوحدة الأرض والمياه .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى