الأخبارالانتاجحوارات و مقالاتمصرنحل وعسل

د نصر بسيوني يكتب: النحال المصرى والأوزة التي تبيض الذهب

>>العلاج المستمر الزائد يضعف نحلك ويجهده العلاج بالوصفات والمبيدات الخاطئة يضعف النحل

خبير دولي في تربية النحل – مصر

منذ فترة قرأت تعليق لنحال على صفحات الأنترنت بأن سبب ما يعانيه عدد من النحالة من مشاكل وامراض وتأخر في طوائفهم يرجع الى “بيع طرود ثلاث براويز”.

في البداية ضحكت من الجملة وسألت نفسى ما العلاقة بين انهيار النحل أو مرضه ببيع طرود من المنحل؟ !!!

بيع طرود يعنى نحل كويس وقوى أزاى يبقى سبب لأنهيار النحل !!!

ايه اللى جاب القلعة جنب البحر وايه اللى جاب البحر جنب القلعة !!!

ظللت طوال اليوم أضحك في نفسى واتعجب كيف لنحال صاحب خبرة أن يقول مثل هذه المقولة وكلمة حق لقد نسيت أسم قائلها وبينما انا اتجهز للنوم وتدور في رأسى حصيلة اليوم من مواقف و أفكار مختلفة عادت هذه المقولة لتضرب رأسى من جديد ولكن بتفكير مختلف جعلنى أستيقظ طوال الليل أفكر فيها.

وفى النهاية أتأكد أن هذه المقولة صحيحة بنسبة 100% على الأقل في عامنا هذا .

ولنبدأ مع بعضنا تفسير هذه المقولة و تطبيقها على الواقع ..

كان المعتاد في مصر هو بيع طرود 5 براويز وكان مصطلح “طرد” يعنى 5 براويز مغطاة تماماً بالنحل منها 3 على الأقل من الحضنة المغلقة ومعهم ملكة ملقحة حديثة التلقيح .

ولوصول النحال لأنتاج طرد بهذه المواصفات كان النحال يحتاج أن تصل خليته الى 7 براويز أو حتى 8 براويز من الحضنة والعسل والمغطاة تماماً بالنحل (وهذا لم يكن يصل اليه النحال قبل منتصف شهر مارس) يخرج منها 5 براويز + الملكة للبيع والباقى يدخل عليه ملكة عذراء لتتلقح وتكمل عمل الخلية وإما يتم تنشيطها في مكانها أو تلقيحها وتنشيطها في موسم الموالح لتدخل موسم البرسيم بأفضل حال ثم يعود ليقويها لتدخل موسم القطن أو انتاج الطرود الخريفية بنفس الحال السابق.

وفى حالة أنتاج الطرود الخريفية كان يتم ذلك بعدد غير كبير ليحافظ النحال على قوة خلاياه خلال الشتاء مع الأبقاء على عدد من الخلايا بدون تقسيم ليتم بها تقوية أي خلايا ضعيفة فيما بعد. هذا ما كان يتم سابقاً .

أما الصورة حاليا فتختلف قليلاً حالياً يتعجل النحال في أخراج طرود مبكرة ليلحق بالسعر المرتفع وبمجرد وصول قوة خلاياه الى 4 أو 5 براويز يبدأ في بيع طرود منها (3 براويز حضنة مغطاة بالنحل + نفضة نحل + ملكة ملقحة) وهذا في الغالب يحدث في بداية شهر فبراير (فترة تقلب في درجات الحرارة) .

وفى هذه الفترة غالبا لا تتوفر ملكات عذارى بمحطات التربية فيترك النحال خلاياه لتربى ملكاتها بنفسها (تعطيل أسبوعين في التربية فقط تضاف لفترة التعطيل حتى التلقيح ووضع البيض) .

ونلاحظ ان النحل المتبقى في الخلايا يغطى برواز أو بروازين على الأكثر وينتظر النحال منه المعجزة وفى حال نجاح تربية وفقس الملكة وتلقيحها ينقلها النحال مسرعاً (نحل يغطى 3 براويز على الأكثر نتيجة الضعف قد تظهر فيه أمراض الحضنة و النوزيما) الى حدائق الموالح ويضغط على النحل بالتغذية منتظراً موسم مرتفع الأنتاج من العسل (الأجهاد الناتج من جمع العسل .

التغذية بالمحلول يسبب موت الشغالات ويقصر من عمرها ويحملها ما لا تستطيع تحمله من الأجهاد فتنخفض مناعتها وتظهر عليها كثير من الأمراض) ويعود النحال من موسم الموالح ليبدأ موسم البرسيم مباشرة في وجه بحرى (ويقتل نحله كما قتله في الموالح) ثم ينقله الى موسم البرسيم بالمناطق المتأخرة .

وهكذا حتى نهاية العام النحلى في شهر 9 (سبتمبر) فيفكر النحل في بيع المتبقى من نحله كطرود نهاية العام ثم يجلس ليبكى على المتبقى من النحل ويشكوا الأمراض والضعف وموت النحل .

أخى النحال أنت أجهدت نحلك في التقسيم المتكرر والمواسم المتتالية والتغذية المكثفة والعلاجات الزائدة هذه ليست مهنة النحال ولن تستمر كثيراً هذا ليس ما تعلمناه عن تربية النحل.

أخى النحال أنت تذكرنى بالفلاح الذى كان يمتلك أوزة تبيض له كل يوم بيضة من ذهب وكان ينتظرها بسعادة ولكن طمعه جعله يفكر في ذبح هذه الأوزة ليأخذ الذهب الذى بداخلها فلم يجد بها ذهب وخسر مصدر رزقه.

أخى النحال التقسيم الزائد يضعف نحلك ويجهده والعلاج المستمر الزائد يضعف نحلك ويجهده العلاج بالوصفات والمبيدات الخاطئة يضعف نحلك ويجهده التغذية المكثفة الزائدة تضعف نحلك وتجهده.

أخى النحال أعطى نحلك حقه وعامله مثلما تعامل اى حيوان تمتلكه في مزرعتك وفر لنحلك غذائه المتنوع (سكرى – بروتينى) وفى الوقت الذى يحتاجه فيه وبالكميات المناسبة لاتكثر من العلاجات التي لافائدة منها.

حتى الفيتامينات قد تسبب تسمم للنحل عند زيادتها أعط لنحلك فترة للراحة والتكاثر والتعويض بين كل موسم واخر (عسل أو طرود) حتى تمتلك جيش من شغالات النحل يستطيع خدمتك ويعطيك الأنتاج المطلوب بالجودة المطلوبة أخى النحال كل عام وحضرتك و أسرتك ونحلك بخير وصحة وسعادة .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى